السكة الحديدية مسكونة بالأرواح

قبل عدة سنوات قمت بزيارة أحد أبناء عمومتي في مدينة سان أنطونيو San Antonio بتكساس Texas ، وكما هو الحال في الولايات الأخرى بالاتحاد الأمريكي ؛ فقد كثرت القصص التي تدور حول الأماكن والمظاهر المرعبة ، والتي كان من الأفضل ألا نحاول معرفتها في منتصف الليل ، حيث كانت هناك أسطورة لفتت انتباهنا جدًا ، والتي كانت تحكي عن سكة حديدية مهجورة ، حيث تسري الشائعات بين السكان المحليين بأن هذه السكة الحديدية مسكونة بالأرواح .

وأتذكر أن هذه القصة على الرغم من كونها مرعبة وتقشعر لها الأبدان ؛ إلا أنني لم أكن أصدقها ، حيث تحكي الأسطورة عن مجموعة من الأولاد في التعليم الأساسي الذين ذهبوا ذات يوم في رحلة ميدانية تابعة لمدرستهم ، وقد أخذتهم الحافلة المدرسية وقضوا يومهم كله في الخارج دون أن يتخيلوا مصيرهم السيء فيما بعد .

استعدت الحافلة إلى العودة للمدرسة عند الغسق ، حيث أن أولياء الأمور كانوا سيستقبلون أبنائهم عند المدرسة لاصطحابهم إلى منازلهم ، وأثناء العودة كان عليهم المرور بالقرب من محطة قطار ، وحينها قرر السائق أن يعبر من طريق مختصر في اتجاه واحد دون أن يرجع إلى المعلمين ، ولكن الحافلة انحرفت عن مسارها وتعطلت ، وأعلنت الصافرة التي خرجت من القطار إنذارًا بقدوم القطار .

لم يستطع السائق التحرك بالحافلة التي وقفت في طريق القطار ، حيث فشلت كل المحاولات في تشغيلها ، كما أن الأولاد لم يتمكنوا من فتح الباب من أجل الخروج ، فانتفضت قلوبهم رعبًا حيث أنهم أصبحوا محاصرين بالداخل ، حتى عبر القطار المنحنى ومضى بأقصى سرعته باتجاه تلك الخافلة ، ومات جميع الأطفال في تلك الليلة ، حيث دُهست الحافلة على السكة الحديدية ، ولم ينجو أي أحد في هذه الحادثة المؤلمة .

ومنذ ذلك الحين يقال أن مسارات تلك السكة الحديدية أصبحت مسكونة بأرواح هؤلاء الذين كانوا في الحافلة ، وكانت هذه هي القصة المرعبة التي دفعنا فضولنا لزيارة هذه السكك الحديدية لمعرفة ما إذا كانت هذه الأسطورة حقيقية أم لا ، فذهبت برفقة ابن عمي إليها بعد أن تجاهلنا كافة التحذيرات التي وردتنا من العديد من الجيران .

أتذكر أنه حينما وصلنا هناك توقفنا في أقرب مكان ممكن ، ولم نكن ندرك مدى فظاعة النتائج المترتبة على الاستهزاء بهذا المكان ، ظلت السماء مظلمة ووقفنا هناك ثابتين في انتظار حدوث شيء ما ، حتى بدت علينا العصبية الشديدة ، وحينما اقترح ابن عمي العودة إلى المنزل ؛ وافقت دون ان أبدي أي سبب للبقاء .


قبل أن أتمكن من تشغيل السيارة ؛ حدث شيء غريب وغير عادي ، حيث أنها قامت باللف باتجاه مسارات القطارات فقط ، فشعرنا بالفزع من هذا الموقف ، وحاولنا المغادرة ولكن دون جدوى ، ومرت خمس دقائق طويلة حتى توقفت السيارة عن الحركة ، ثم تمكنا أخيرًا من تشغيلها مرةً أخرى ، لم تستطعا النوم خلال الساعات التالية .

قررنا مغادرة سان أنطونيو في نفس الليلة وبعد ست ساعات من المشي دون الحديث على الطريق تمكنا من الوصول إلى منزلي ، وعندما خرجنا من السيارة وجدنا كمية كبيرة من الغبار على الطريق ، ومع ذلك لم يكن هذا هو السبب الذي جمدّ الدماء في عروقنا ،حيث أننا نظرنا إلى النوافذ بدقة ، لنجد أنها ملطخة بعلامات لعشرات من الأيدي الصغيرة على الزجاج .



إعدادات القراءة


لون الخلفية