قصة شبح الطفلة المنخنقة

هل التقيت بجن من قبل؟ هل مررت بتجربة رأيت فيها شبحًا ما ، أو روحًا معلقة بين عالمي ، الموتى والأحياء ، بعض ممن حولنا مروا بتجارب من هذا النوع ، ومنهم من قصّ علينا تجربته ، ومنهم من أصابه الجنون والفزع ، فصمت ، وتلك تجربة عايدة تروي قصتها ، مع رؤيتها لشبح الطفلة المنخنقة .

تروي سيدة في العقد الرابع من عمرها ، تسكن في منطقة بالمدن الجديدة ، خروج زوجها وتركها برفقة طفلهما الرضيع ، وأثناء مكوثها بالمنزل ، سمعت فجأة طرقًا على باب المنزل ، فذهبت لترى من هناك ، فإذا بطفلة صغيرة تقف خلف الباب ، فتحت السيدة الباب وكانت تدعى عايدة ، فوجدت طفلة صغيرة تجلس على الدرج ، وتبكي وتصرخ بشدة ، كيف لم تسمعها من خف الباب .

اتجهت عايدة صوب الطفلة ، ووقفت تحدثها وسألتها عم تريد ، فأخبرتها الطفلة أنها ترغب بالعودة للمنزل ، فسألتها عايدة من أين جئت ، فالعمارة لا يوجد بها سكّان سوى أنا وزوجي ، وعجوزان يقيمان بالطابق الرابع وليس لديهما أطفال ، في هذه اللحظة بكى طفلها فذهبت للاطمئنان عليه ، وعادت فلم تجد الطفلة ولم تجد أحدًا قط .

دخلت عايدة إلى شقتها ، واستكملت ما بدأته وهي في حالة من الدهشة ، وفجأة بكى الصغير مرة أخرى ، فانطلقت نحوه ورفعته على كتفيها ، كان يبكي بطريقة هستيرية لم يبك بها من قبل ، وهنا سمعت عايدة صوت صراخ الطفلة ، ففتحت الباب ، لتجدها تقف خلف باب الشقة المقابلة لها ، وتطرق شرّاعة الباب وتهتف بها لتخرجها .

أغلقت عايدة الباب وهي منقبضة بشدة ، ولكن سكت رضيعها بمجرد أن دخلت إلى شقتها مرة أخرى ، ومع عودة زوجها ، قصّت عليه ما حدث ، فاندهش الزوج وأخبرها أن الشقة المقابلة لهما ، لا يوجد بها أي شخص ، فأكدت له ما حدث على الرغم من علمها أن الشقة فارغة بالفعل .

استغرب الزوج وبعد إتمام الغداء هبط إلى محل البقالة المجاور للعمارة ، وكان به رجل عجوز يعيش في المنطقة منذ أعوام طويلة ، وسأله عن تلك الشقة ، فأجابه أن تلك الشقة تحديدًا ، كان يعيش بها رجل وزوجته وطفلتهما الصغيرة ، وفي أحد الأيام خرج الاثنان وتركوا الطفلة ، ولكنهما عندما عادوا ، كانت الطفلة قد فتحت الغاز الذي تسرب بشدة وخنقها خلال دقائق ، ومنذ ذلك الحين ترك الزوجان الشقة .


ولم يستطع أحد أن يمكث بها طويلاً ، ففي كل مرة كان يأتي إليها سكّان جدد ، كانوا يرون الطفلة تقف خلف الأبواب ، وهي تطرقها بشدة وتبكي وتطلب منهم أن يخرجوها ، لأنها تختنق ! بالطبع لم يستطع الزوجان أن يغادرا الشقة بتلك السهولة ، فآثر الزوج أن يظلا بها ، طالما أن المشكلة في الشقة المجاورة ، وليست في شقتهما.

عقب مرور بضعة أيام ، انقطع التيار الكهربائي ، وكانت عايدة وحدها بالمنزل ، أمر مرعب في هذا الظلام ، حاولت أن تتحرك صوب باب المنزل ، وبالفعل وصلت إليه بصعوبة وهي تتحس طريقها إليه ، ولكنها كلما فتحته كانت تشعر أنه موصد من الخارج .

ظلت تحاول فتح الباب حتى عاد التيار الكهربائي مرة أخرى ، هنا سمعت صوت بكاء الطفلة ، آتيًا من حمام شقتها ، انزعجت عايدة وظلت تحوقل وتبسمل ، وهي تتجه لترى ما هناك ، فوجدت الطفلة تجلس على الأرض ، وبيدها أشياء أشبه بالطين ، ترسم بها أشكالاً غريبة على أرض الحمام ، ثم نظرت إلى عروس بيدها ، وطلبت من عايدة أن تلعب معها ، ولم يكن الصوت بصوت طفلة ، هنا انطلق صوت الرضيع باكيًا بهستيريا ، والطفلة ما زالت تردد (تعالي إلعبي معي) ، بنفس الصرامة المرعبة .

وفي تلك اللحظة انغلق باب الحمام ، على عايدة والطفلة في لحظة عصيبة ، وهنا لم تجد عايدة بُدًا من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، حتى انفتح الباب فجأة ، فخرجت نحو الرضيع ، لتجده ملقى بالأرض ويبكي بشدة ، وفي مكانه العروسة التي كانت بيد الطفلة .

انتزعت عايدة طفلها وظلت تصرخ ، وعندما أتى زوجها روت له ما حدث ، فأتيا بشيخ ظل يقرأ على المنزل ، ثم أخبرهما بأن الأمور قد صارت أفضل ، ولكن تلك العروس يجب أن تحترق فورًا ، وبالفعل أحرقوا العروس اللعبة ، وفي المساء حدثت المفاجأة ، حيث احترق المنزل عن آخره .

انتقلت الأسرة لمسكن آخر ، وظلوا به سنوات ، إلا أن طفلها عندما صار في مرحلة عمرية أكبر ، بدأ يحدث والديه عن فتاة صغيرة ، يراها في خزانته تجلس بين ملابسه ، كلما فتحها .



إعدادات القراءة


لون الخلفية