تحوي مقبرة جريسلاند ، الواقعة في مدينة شيكاغو الأميركية ، على العديد من القبور التي وارت جثامين ، كل من كانوا يعيشون في فترة الحقبة الفيكتورية ، أو منتصف القرن التاسع عشر ، هؤلاء الذين فارقوا الحياة ثم لحق بهم ، كل من كانوا حولهم ويذهبون لزيارتهم ، ومشاهدة قبورهم من أجل تلمس بعض الوفاء والدفء من الأعزاء .
وعلى الرغم من وجود الكثير من القبور ، الخاصة بالفنانين ومشاهير العصر الفيكتوري المنصرم ، إلا أن زائري هذا المكان ، لا ينفكون عن التطلع إلى أحد التماثيل ، التي تم تنصيبها فوق شاهد أحد القبور ، والملفت للنظر أنه قد يصلح ، للتواجد بمدخل أحد المسارح أو المتاحف الفنية .
كان التمثال عبارة عن طفلة صغيرة ، تجلس فوق أحد المقاعد المكون من جذوع أشجار ، ولها شعر ناعم ينسدل على كتفيها ، وتمسك بيدها مظلة رقيقة التكوين ، وتبتسم بهدوء ومرح طفلة ، وشحوب الموت نفسه .
هذا التمثال تم وضعه في أحد الصناديق الزجاجية ، إلى جوار قبرها داخل المقبرة ، فكان رواد المقبرة يذهبون إليها ، وهم يشعرون بالأسى على وفاة تلك الزهرة الصغيرة ، وبالسؤال عن قصة وفاتها ، روى حارس المقبرة ما يعلمه .
وفاة إينز كلارك : روى الحارس أن إينز قد توفيت في عام 1880م ، في الحديقة العامة بالمدينة ، عندما كانت برفقة والديها ، حيث خرجت إينز للتنزه وكانت بالسادسة من عمرها ، في أحد الأيام الصيفية المشمسة ، وقد افترشت الأسرة كاملة ، الأرض فوق العشب الأخضر ، ولكن فجأة وبدون إنذار ، تبدلت الأجواء وتغير الطقس ، وهبت عاصفة رعدية ضربت المدينة ، وأرسلت السماء صواعقها لتضرب إحداها الطفلة ، فتصرعها على الفور أمام ناظري والديها .
وهناك قصة أخرى ، تروي أن الفتاة قد أصابتها الصاعقة ، في حديقة منزلها ، حيث خرجت لفناء المنزل للعب ، وأنها لم تستطع الدخول إلى المنزل ، عندما هبت العاصفة حيث أغلق الباب دونها ، وقيل أن والدتها هي من أخرجتها وأغلقت الباب ، عقابًا لها على أمر ما .
وأيًا كانت القصة ، فلا يوجد أقسى من موت أحد الأبناء ، أمام ناظري والديه ، ولهذا ذهب الأب المكلوم ، لأحد أشهر النحاتين آنذاك ، وطلب منه أن ينحت لطفلته تمثالاً مميزًا ، يخلد ذكراها للأبد ، وبالفعل قام النحات بتصميم التمثال ، وقام الأب بوضعه داخل المقبرة ، إلى جوار شاهد القبر ، وظل كل يوم يذهب ليضع أكاليل الورود ، إلى جوار طفلته الراحلة .
أحداث غريبة : وفي أحد الأيام عندما حل فصل الشتاء ، كان الحارس يتجول بالقرب من المقبرة ، التي تضم رفات الصغيرة ، وإذ فجأة هبت عاصفة رعدية وبدأت تضرب المكان ، بشكل عشوائي ، فاستدار الحارس ليحتمي بعيدًا عنها ، إلا أنه في تلك اللحظة ، عندما أضاء البرق المكان ، لمح الصندوق الزجاجي فارغ ، ولا يوجد به التمثال .
في البداية ظن الرجل أنه قد أصابته الأوهام ، إلا أنه مع ضربة البرق الثانية ، لمح التمثال يركض بين المقابر مذعورًا ، فبدأت نبضات قلب الرجل تتسارع ، حتى كاد يموت في مكانه ، وهو يحاول أن يشعر بأنه واهم ، ولكنه الآن كان يقف أمام الصندوق الزجاجي ، ولا أثر لتمثال إينز بداخله ، والتفت الرجل ليجد إينز تقف أمامه وتنظر له برعب شديد ، لا يقل عن رعبه هو ، حتى أطلق صرخة مدوية وانطلق يعدو ، حتى وصل مخفر الشرطة وهو يلهث من شدة الرعب .
بالطبع ظن رجل الشرطة أن الحارس ، قد أصابته لوثة عقلية ما ، إلا أن الرجل أصر على ما شاهد ، وقرر أن يترك عمله بالمقبرة ، ثم جمع أسرته ورحل ، عن المدينة كلها لشدة رعبه ، وعقب مرور بضعة أعوام ، بدأ البعض في روايات تتعلق بشأن رؤيتهم للفتاة ، تركض بالفعل عندما تهب عاصفة رعدية على المكان .