نمت في بيت مسكون

أنا لست من هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بالخرافات وقصص الأشباح ، بل إنني فتاة أبحث دائمًا عن أسباب منطقية عن كل شيء يحدث ، وعما يعتقده الناس في الأساطير الشعبية ، كما أنني أبحث عن سبب لما يتم تداوله من قصص من هذا النوع عبر الإنترنت ، فأنا الفتاة التي تقوم بفضح عدم منطقية هذه القصص التي تبدو خارقة للعادة .

وعلى الرغم من بحثي عن الأسباب المنطقية عن الأمور الخارقة ، إلا أنني حاولت إيجاد حل منطقي لما حدث معي فيما بعد ، ولكنني يجب أن أعترف أنني لم أتمكن من ذلك ، حيث أن كل شيء قد بدأ حينما قامت إحدى صديقاتي بدعوتي لقضاء ليلة في منزلهم ، وهو منزل قديم يعود تاريخه إلى عام 1900م ، وقد تم ترميمه حديثًا على الطراز القوطي .

وفي كثير من الأحيان كان يعلق سكان هذا العقار الذين ترددوا عليه أن هناك سيدة كانت تظهر في الطابق السفلي ، حيث أصبح هذا المنزل كبيت الأشباح ، على الرغم من أنني بالطبع لم أصدقهم ،حيث أن هؤلاء السكان كانوا يريدون تخويف كل الناس باستمرار ، وحينما حلّ الليل أصبح النوم رفيقًا لنا ، وخاصةً بعد أن تناولنا وجبات سريعة ، كما أننا لعبنا بعض الألعاب ، وتحدثنا كذلك عن بعض قصص الرعب .

وقد حان وقت النوم والاستعداد إلى الراحة داخل غرفة النوم ، ثم استيقظت عند الفجر بعد أن سمعت صوت ضوضاء ، حتى اكتشفت أن هذا الصوت قادم من جهة المطبخ ، وبما أن صديقتي لم تكن موجودة بجواري في الغرفة ، فاعتقدت أنها ذهبت إلى المطبخ لتتناول وجبة خفيفة ، أو لتقوم بإحضار وجبة الإفطار ، حيث أنني لم أكن أعلم أنها ذهبت إلى الحمام .


اشتد صوت الضوضاء الصادر من المطبخ ، فذهبت باتجاه المطبخ كي أرى صديقتي ، حتى سمعت صوت الضوضاء بوضوح حينما اقتربت من المطبخ ، حيث كان هناك شخص ما يتعامل مع الأواني ويستخدم المقلاة لقلي شيء ، وكانت رائحة طهي لحم الخنزير وبعض الأطعمة الأخرى واضحة ، ومع ذلك حينما نظرت داخل المطبخ توقفت جميع الأصوات .

كان لايزال بإمكاني أن أشم رائحة الطعام المتطاير في الهواء ، ولكن الأواني كانت في مكانها ، كما أن الموقد كان فارغًا من أي أواني طهي ، شعرت بالشلل للحظات ، وكان يمكنني أن أقول أنه كان مجرد حلم ولكنني أعلم أنه ليس كذلك ، فعدت إلى الغرفة في محاولة لإقناع نفسي بأنني كنت أتخيل ما حدث .

وفي اليوم التالي لم يطمئنني تعليق شقيق صديقتي ، حيث قال أنه لم يستطع النوم طوال الليل بسبب الضوضاء التي كان يعتقد أنني وأخته كنا سببًا فيها ، ولكن الأمر لم يكن كذلك ، بدت صديقتي وكأنها لا تفهم شيئًا مما تسمعه من أخيها ، ولكنني كنت أفهم افهم جيدًا أصل الحديث .

بعد أن عشت هذه التجربة الغريبة ، كان عليّ أن أعترف أنه ربما يكون هناك أشياء تتجاوز حد فهمنا ، وفيما يبدو أن هذه المرأة لازالت موجودة في هذا المنزل ، والذي تسكنه بطريقة ما.



إعدادات القراءة


لون الخلفية