الحديث عن الأشباح والأرواح العالقة ، بين عالمنا والعالم الآخر ، لا تنقطع أو تندثر أبدًا وإنما تختلف فقط من مكان لآخر ، وفقًا للثقافات والديانات وبعض الأمور الأخرى المتعلقة ، بسكان المكان نفسه ، ولعل القصص التالية تروي معتقدات مرعبة ، وأساطير متباينة بشأن الأشباح .
قصة نامورودور : تنتشر أسطورة في شمال استراليا ، بشأن أحد الشهب الذي يطلق عليه السكان المحليون ، عين الروح الملعونة والتي يعتقدون بأنها روح شريرة ، وتشتهر باسم نامورودور وتشق طريقها من السماء إلى الأرض ، باستخدام مخالبها الطويلة باحثة عمن اقتربوا من الموت ، لتسلبهم أرواحهم .
ومن أجل أن يتجنب السكان تلك الروح الملعونة ، لا يطهون اللحوم خارج المنزل قط ، فرائحة اللحوم سوف تجعل النامورودور ، تهاجمهم على إثر الرائحة ، وإذا ما وجدت أطفالاً دون رقيب ، يكونوا هم فريستها الأولى ، ويُمنع منعًا باتًا أن يظل الطفل وحده ، ولا يجب عليه النوم على ظهره حتى لا تسلب النامورودور قلبه ، ويجب عليه النوم على جانبية أو على بطنه ، والتخلص من تلك الروح اللعينة يتوجب استحضار أحد السحرة ، للقضاء عليها باستخدام ورقة شجيرة خاصة بها .
قصة شبح جانيت : في أواخر فترة الستينات من القرن المنصرم ، فُقدت إحدى الفتيات في مدينة كاتشينج الماليزية ، وكانت تدعى جانيت وتعمل كممرضة ، وكان الاعتقاد السائد في هذا الوقت هو أن كل من اختفوا مثلها ، كان لهم علاقة بجسر ساتوك ، والذي اعتقد السكان المحليون بأن لعنة ما تصيبهم ، إذا ما توقفوا عن بناء هذا الجسر اللعين ، حيث كان الأمر يتطلب التضحية ، بالفتيات العذراوات وذلك بقطع رؤوسهن ، ثم وضعها بعمود على الجسر .
وقد وجدت جثة جانيت بلا رأس ، فظن الجميع بأن جانيت قد صارت ، إحدى الأضحيات التي يتم تقديمها ، وقام أهلها بدفنها بفستانها الأحمر الذي كانت ترتديه .
لم تهدأ روح جانيت أبدًا وعادت للانتقام ، فبدأت تظهر للسائقين المسافرين على الطريق العام ، إلى جوار مدينة كوتشينج ، حيث تطلب توصيلها إلى وجهة ما ، ثم تختفي قبل انتهاء الرحلة وقد تركت خلفها بقعة عفنة ونتنة على المقعد ، وشهدت العديد من أسر السائقين ، حالات وفيات عدة حيث كان يبدو على جثة السائق ، الرعب الشديد بينما من نجا منهم كان يروي أنه شاهد جانيت .
كما أبلغ الكثيرون بشأن مشاهدات متفرقة ، لجانيت في المعدية بنهر ساراواك ، وتلك المشاهدات أشعلت الرعب في قلوب السائقين والمسافرين عبر بلدة كوتشينج ، وبدأ الجميع في رفض الانطلاق على الطريق العام بعد العاشرة مساء ، حيث تظهر جانيت إلى أن انهار جسر ساتوك عام 2004م .
قصة آني المنبوذة : في مدينة إدنبرة الانجليزية ، تم تدمير منطقة تشتهر باسم ، بقعة العاهلة ماري الصادقة ، وكانت تلك المنطقة قد شهدت الكثير من الوفيات إثر ، إصابة سكانها بالطاعون حتى أنهم كانوا يموتون ، بالشوارع في فترة القرن الثامن عشر ، ثم تحولت المنطقة فيما بعد إلى منطقة تسكنها الأشباح بعد أن هُجرت منازلها وأُغلقت بيوتها .
بالطبع تحولت المنطقة إلى مزارًا ، لصائدي الأشباح والمهتمين بعلوم الماورائيات ، ومن بينهم المستكشفة آيكو جيبو ، التي انطلقت لتصوير فيلمًا وثائقيًا بشأن تلك المنطقة .
لم تكن المنطقة مأهولة بالأشباح ، كما انتشر وسار من شائعات وكادت جيبو أن ترحل ، لولا أن قادتها قدماها نحو غرفة خاصة ، فاندفعت إليها والقشعريرة تسري بعروقها ، وإذا بها تجد شبحًا لفتاة صغيرة ، أخبرتها بأن اسمها آني وقالت بحزن أنها قد ماتت ، متأثرة بإصابتها بمرض الطاعون ، فتخلت عنها عائلتها وفقدت دميتها التي كانت تحبها .
فأحضرت جيبو دمية باربي ، وتركتها بداخل الغرفة قبل أن ترحل ، وأبلغ بعض السائحين بأنهم قد شعروا بيد صغيرة تلمسهم ، أثناء تجوالهم بتلك المنطقة ، وأصاب البعض منهم المرض عقب أن غادروا المكان .