شبح يساتر

تذخر قصص الأشباح المحلية في أغلب دول العالم ، بالكثير من الغموض والإثارة ، خاصة عندما يبدأ الجميع في رواية قصصًا مختلفة تصف هيئة هذا الشبح ، وكيفية ظهوره وما يفعله بالبشر ، وقيل عن شبح كيت يساتر أنها طيبة وتساعد الجميع ، وقال آخرون أن لها صوت أشبه بصوت الغربان ، فهل يختلف شبح يساتر عن غيره من الأشباح؟ هذه هي قصته .

يروي سكان مقاطعة ناريك وهي إحدى مقاطعات دولة السويد ، حكايات كثيرة ومتنوعة بشأن شبح يدعى في ثقافتهم المحلية ، بكيت شبح يساتر ، هذا الشبح الذي استوطن في قديم الزمان غابات أوستر ناريك ، ولكنه كان يحوم بشكل أساسي في مقاطعة أسكر ، ويعتقد الكبار من الأجيال السابقة مثل الجدود ، بأن هذا الشبح مازال ظهوره مستمر ، حتى الأجيال الجديدة من حفدتهم .

ويظهر هذا الشبح دائمًا في هيئة فتاة شابة ذات شعر طويل جدًا ، وترتدي ثيابًا أنيقة وتظهر للصيادين وهي تجلس فوق جذع شجرة ، وهي تمشط شعرها الطويل الذي يصل إلى الأرض ، في حين كان الناس الذين يقصدون البحيرات لغسيل ملابسهم ، يرونها تغسل بعض الملابس ناصعة البياض .

وكانت تمثل كابوسًا بشعًا بالنسبة للسيدات المسنات القبيحات ، حيث كانت تستمتع بتقليدهن بعد قضاء بعض الوقت في مراقبة حركاتهن ، ولكن ظهور الفتاة كان لا يدوم سوى لبضع ثوان فقط ، وما أن يبعد المرء نظره عنها ولو للحظة قصيرة جدًا ، كانت تختفي فجأة دون أن تترك أثرًا خلفها .

كانت الفتاة الشبح تترك أثرها فقط ، في كل طريق تسلكه في أوستر نايك ، حيث اشتكى منها الكثيرون من أنها كانت تدوس المحاصيل في رحلاتها المتواصلة جيئة وذهابًا ، وكانت ضحكاتها المرعبة تسمع ، ولاسيما خلال الليل ، من مكان وجودها فوق شجرة على قمة الصخرة في كل مرة تنجح فيها بإغواء شخص وتشتيت انتباهه عن دربه ، متسببه في سقوطه مه حمله أو تعطيل أعماله ، كانت ضحكاتها الشبيهة بصوت الغراب ترعب أولئك الذين ليس لهم حيلة لمواجهة مزاحها .


أما الأشخاص الذين كانوا يحاولون تفهمها فكانت تساعدهم بطرق كثيرة ، ويعتقد بعض الأجداد أن هذه الفتاة قد ذهبت إلى غير رجعة ، حيث قضى عليها البرق مثلما قضى على الكثيرين من قبلها ، في حين تسود شكوك أخرى ، بأنه قد تغلب أحدهم عليها في وقت ما .

ومن أولئك الذين تمتعوا بمعروفها ومساعدتها الخاصة ، صياد يدعى بوتوربا لاسا ، وكان هذا الصياد ماهرًا ، وكان ما إن يخرج إلى الشرفة وينادي طائرًا ، أو يرسم صورة حيوان على الجدار ، حتى يحظى بالصيد الذي يتمناه في مرمى بندقيته .

وذات مرة دعا لاسا جيرانه ليرافقوه في رحلة صيد ، ولم يتوان هؤلاء عن قبول الدعوة ، لأنهم توقعوا أنهم سيحظون بصيد وفير مثل لاسا ، وهكذا توجه الجميع إلى الغابة ، حيث وجدوا مأوى في كوخ صانع الفحم ، واستعدوا للانطلاق في رحلة الصيد عند الصباح .

في الليل دخلت إلى الكوخ ، وطلبت من الصيادين أن يروها بنادقهم ، فتفحصت بنادق الجيران أولاً وأعادتها قائلة: يا للعار! ، ثم أخذت بندقية لاسا ونفخت في الماسورة وتفحصت الطلاء وأعادتها قائلة: جيد ، جيد يابني ، وقد توضح الأمر فورًا ، حيث كانت تعني بأن لاسا عندما تمكن من الصيد ، والحصول على وفرة منه ، كان سببه استعداده للعمل من الأصل .

ويروى أيضًا أن شبح كيت يساتر ، قد ظهرت على سطح الكنيسة في محاولة منها للحد من تقدم ألسنة اللهب التي وصلت إليها ، وكانت على وشك أن تأتي عليها أثناء احتراق برج الساعة في أسكر عام 1750م .

وكان آخر ظهور معروف لشبح كيت يساتر ، في أثناء جمع الحصاد في حقول يساتر ، ففي تلك الحادثة توقف لحصادون عن العمل لتناول الغداء ، وأخذوا يمرحون ويمزحون ثم تطرقوا في حديثهم لكيت ، وعندها قال شاب إنه لا يرغب في أي شيء أكثير من الإمساك بها وجلدها ، بسبب الإزعاج الذي تسببه للناس ، عند ذلك سمع على الفور صوت دوي هائل في حظيرة قريبة ، وتلقى الشاب لكمة على وجهه جعلت الدم ينبجس من فمه وأنفه ، ويغمر طعام الآخرين .

وقد لقنت تلك الحادثة الناس درسًا وحكمة ، بأن يحاولوا قدر الإمكان عدم التعرض لكيت شبح يساتر في حديثهم .



إعدادات القراءة


لون الخلفية