مزرعة مونتي كريستو

تُعد مزرعة مونتي كريستو Monte-Cristo من أشهر الأماكن المسكونة بدولة استراليا ، وذلك لشهرة ما جرى بها من أحداث وجرائم مروعة منذ أن بُنيت عام 1884م ، لعائلة تُدعى (كراويلي Crowley) ، وبقي في كنف وملكية تلك العائلة عقب أن ظل فارغًا لعشرة أعوام متتالية .

في عام 1861م عُقدت معاهدة جون روبرتسون ؛ والتي بموجبها تم اقتطاع عددًا من الأراضي الزراعية ومنحها للمهاجرين المعدمين ، والتي كان في ظاهرها تكبيل فكرة الإقطاع ، وإنما في الحقيقة كانت ذريعة في محاولة للمساواة ونزع الأراضي ، من مالكيها الأصليين ، وبموجب تلك المعاهدة تم منح كريستوفر كرويلي قطعة من الأرض تبلغ مساحتها أربعمائة فدانًا .

عمل عليها بجد وتعب وبنى عليها كوخًا صغيرًا جمعه بزوجته وأبنائه السبعة ، ومن حسن حظن ، أنه تم افتتاح خطوط سكك حديدية بالقرب من مزرعته ، فازدهرت آنذاك المعاملات والتجارة ، وتولى كريستوفر عددًا كبيرًا من المقاولات لخطوط السكك الحديدية .

وتطورت حياته المهنية حيث أنشأ مساكن قريبة من خطوط السكك الحديدية ، وأصبح في وقت قصير من أهم الأثرياء في منطقته ، كما قام كريستوفر بالتبرع بقطعة أرض من أملاكه لتُبنى عليها كنيسة سانت جوزيف ، ومن أجل أن يتكامل كل ما لدى كريستوفر مع ما لديه من ثراء الآن .

قام ببناء منزل من طابقين تطل عليه أشعة الشمس من كافة الاتجاهات ، ومنحه اسم جبل المسيح ، وقد تم بنائه فوق تل يطل على المدينة بأكملها ، وبُني من الحجر الصلب ، ثم تم منح الكوخ القديم للخدم من أجل سكناه ، مع إلحاق مكانًا أشبه بالمزرعة لرعاية الحيوانات والماشية ، وتصنيع المنتجات الغذائية ، في نشاط متكامل كان هو مصدر التجارة الرئيس للعائلة .


في هذا الوقت كان أثرياء القوم ، يتعاملون مع الخدم بكل قسوة لإثبات قوتهم وسيطرتهم ، وللأسف كان كريستوفر وزوجته وأبنائه أيضًا ، يتعاملون مع الخدم بتعالي وقسوة شديدة ، لدرجة أن الصبي الذي كان يعمل لرعاية الخيول قد سقط طريحًا بالفراش ، ومن شدة القسوة نهروه وجعلوه يعمل حتى ساءت صحته كثيرًا فرقد بالفراش غير قادر على الحِراك ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد .

بل اتجه المسئول عن العمال إليه وأشعل النار بالفراش ظنًا منه أنه سينهض عند رؤية اللهب ، ولكن مات الصبي في فراشه وهو لا يستطيع حتى أن يطلب النجدة ، ومازال رنين صرخاته المعذبة يصدح داخل المنزل حتى الآن ، وليس هذه هي الروح الوحيدة التي تجوب المنزل ، بل هناك شبح الرضيعة ابنة صاحبة المنزل والتي أفلتتها المربية من بين يديها فجأة، مقسمة بأن هناك من انتزعها من بين يديها وقذفها على الدرج ، أيضًا شبح أحد الحراس الذين عملوا بالمنزل والذي كانت طلقة بندقية ، قد انطلقت لتخترق رأسه بشكلٍ مفاجئ وغريب .

وتوفي السيد كراويلي عقب إصابته بسرطان الدم ، وأعقب ذلك انهيار زوجته التي لاقت معاملة جافية من أبناء القرية ، حيث تراجعت أرباح المشاريع عقب وفاة زوجها ، وظلت في المنزل لـ23 عامًا لم تخرج منه قط حتى توفت .

أعقب ذلك مغادرة آخر الأبناء للمنزل وعرضه للبيع ، حيث اشترته سيدة تُدعى أوليف راين ، عقب هجره لمدة عشرة أعوام ، فقالت أنه تشعر بوجود السيد والسيدة كراويلي ، وأنها تسمع أصوات خطواتهم داخل المنزل ، وتشم رائحة غليون السيد كريستوفر ، بل أنها تشعر بمن يضع يده على كتفها أثناء جلوسها بجوار الشرفة في المساء .

ويقول ابنها أن ما يشاهدونه داخل المنزل يشيب لهوله الولدان ، وقررت السيدة أوليفي استغلال ما يحدث ، بعمل زيارات سياحية لهواة الرعب ، للجلوس طيلة اليوم داخله ، والشعور بالتجربة على أرض الواقع .



إعدادات القراءة


لون الخلفية