الدمية صوفي العجوز التي سكنتها

احذر الدمى التي تبدو مثل البشر ، هكذا علمتنا قصص الرعب ، التي تحدثت بشأن الأرواح والأشباح ، وكثيرًا ما قرأنا قصصًا واقعية بهذا الشأن ، ولعل ما واجهته الطفلة آشلي ، كان إحدى تلك القصص التي انتهت بطريقة مأساوية .

آشلي طفلة ذات أربعة أعوام ، كانت والدتها قد تركتها في رعاية خالتها ، منذ أن كانت طفلة رضيعة ، ولم تكن تفعل شيئًا ، سوى زيارتها كل يوم ، دون حتى أن تأخذها إلى المنزل برفقتها ، وكل هذا في سبيل العمل ، وتحقيق الإنجازات الفعلية في الحياة العملية ، باعتبارها امرأة متحضرة ! في النهاية بلغت آشلي خمس أعوام ، وقررت أمها أن تحضرها إلى المنزل ، لتعيش برفقة شقيقتيها لوسي وليزا ، أربعة عشر عامًا وعشر أعوام ، وقررت ألا تفارقهم آشلي الآن ، بعد أن اجتازت هي عقبات كثر في العمل ، وآن الوقت لكي تتحمل تبعية رعاية طفلتها .

حملت الأم وتدعى ميلا ، دمية صغيرة اختارتها شقيقتي آشلي ، وأسمتاها صوفي ، وطلبتا من ميلا أن تمنحها هدية لآشلي ريثما تعود برفقتها إليهم .

حملت آشلي الدمية واستقبلت والدتها بحفاوة ، وفرحت كثيرًا لكونها ستذهب مع أمها إلى المنزل ، وظلت تنظر للدمية بإعجاب بالغ طيلة الطريق ، كانت الدمية قد صنعت بطريقة جعلتها فاتنة حقًا ، إلا أن آشلي لم تكن تنظر لها فقط ، بل كانت تحاول أن تبدو مثلها ، فارتدت فستانًا قصيرًا باللون الزهري ، مثل صوفي .

منذ أن عادت آشلي إلى المنزل ، وكان سلوكها غريب ، فلم تكن ترغب في الجلوس برفقة شقيقتيها ، على الرغم من مبادرتهما الدائمة ، أنهما ترغبان في الجلوس واللعب معها ، إلا أنها كانت ترفض بشدة ، وهي تخبرهما بأن صوفي تحبها وحدها ، ولا ترغب في أن تلعب برفقتهم حتى لا تغضب صوفي .

بالطبع لم يكن من وجهة نظر العائلة ، أن آشلي تتحدث عن واقع ، بل الأمر خيالي كما يظن الكثيرون ، فهي صديقتها التي تلعب بها ليلاً ونهارًا ، خاصة مع قدومها إلى المنزل ، وخروج الشقيقتين والأسرة كاملة يوميًا ، إلى العمل والدراسة ولقاء الصديقات ، في حين تجلس الصغيرة أغلب اليوم ، تلعب مع صوفي .


ظل الوضع عاديًا ، حتى بدأت آشلي في عدم تناول الطعام أو الشراب ، وظلت تجلس لساعات طويلة مثل دميتها ، تفرد ذراعيها وساقيها أمامها ولا تتحدث إلى أحد ، إذا ما ناداها أي شخص بالمنزل ، لاحظت شقيقتها لوسي الكبرى ما يحدث ، فبدأت بالحديث معها ، وبعد عذاب شديد ، تحدثت آشلي أن صوفي قد طلبت منها ، أن تكون مثلها وألا تتفوه لأحد بسرها ، حتى لا تنتقم منهم جميعًا ، وأن آشلي يجب أن تصبح دمية مثلها حتى تكون جميلة ، فلا تأكل أو تشرب أو تتحدث .

شعرت لوسي بالقلق على شقيقتها ، فتحدثت إلى أمها ، التي ظنت أن الفتاة تبالغ في تفكيرها ، إلا أنها شعرت بالقلق عندما ذهبت للصغيرة ، تبلغها بأن موعد الغداء قد حان ، إلا أن الصغيرة لم تستجب لها ، على الرغم من وقوف والدتها أمامها ، وفجأة مع إلحاح ميلا رفعت آشلي رأسها ، لتفاجأ أمها بأن محجري أعينها أسودان تمامًا ، وتحدثت إليها بصوت مبحوح وخشن يشبه صوت امرأة عجوز ، وقالت لها اغربي عن وجهي ، وإلا قتلت ابنتك .

سقط ميلا أرضًا وهي لا تكاد تصدق ما سمعته ، وسرعان ما أبلغت زوجها ، الذي أحضر معه القس من الكنيسة القريبة للمنزل ، وبفحص الطفلة أخبرهم أن هناك روحًا غير طيبة ، كانت تتلبس الدمية ، وقد انتقلت إلى الطفلة ، بمرور الوقت ، الذي قضته برفقتها وأن الأمر قد لا يتم حله بسهولة .

انكشف أمر الروح الخبيثة ، وبدأت تصرفات آشلي في التغير ، فتارة تتحدث بصوت أجش ، وتارة أخرى تتوسل إلى أسرتها بالخلاص .

كانت حالتها محيرة بالنسبة للقس ، ولكن بعد فحص متواصل تقرر عقد جلسة لطرد تلك الروح ، وكانت ليلة طويلة وأحداثًا مرعبة، حيث بدأت آشلي في الصراخ طويلاً ، كلما قرأ القس شيئًا ، وبين ضحكات مرتفعة وصرخات عجوز تحتضر ، ماتت الطفلة بين ذراعي والديها ، وكانت نهاية مروعة لم يسبق لها مثيل ، حيث فجأة تدلى لسان الطفلة خارج فمها ، وتيبست أطرافها ، لتعلن وفاتها اختناقًا .

احتجزت الشرطة القس ومساعده ، والوالدين والشقيقتين ، وتم التحفظ على جثة الصغيرة ، لحين الانتهاء من الفحص والتحقيق .

وأثناء مشاهدة رجال التحقيقات ، لشريط جلسة طرد الأرواح ، قبيل وفاة آشلي ، لمح الضباط خروج دخان من فمها ، وفي نفس اللحظة تحركت الدمية ، عندما بدأ الدخان في الخروج والتشكّل على هيئة عجوز ، ثم انطلق الدخان صوب الدمية ، ليدخل بها وتموت الطفلة.

للأسف لم يستطع أحدهم معرفة تاريخ الدمية ، أو من تلك هي العجوز التي سكنتها ، وإنما كان كل ما أخبرته للقس ، هو أنها متمسكة بالحياة ، ولن تغادر الدمية ، سوى بعد أن تجد جسدًا آخر ، إثر وفاة آشلي ، وبالطبع لم يستطع أحدهم العثور على الدمية بعد تلك الليلة قط .



إعدادات القراءة


لون الخلفية