في قديم الزمان، كان هناك ملك ثري يدعى الملك هنري يعيش في قصر جميل مع زوجته الملكة وبناته الثلاث: رينا، رولا، وريم. كانت ريم، الأصغر والأكثر جمالًا بين الأخوات، المفضلة لدى والدها. وكانت كل واحدة منهن مخطوبة لأمراء من الممالك المجاورة.
ذات يوم، مرض الملك هنري وقرر أن يجمع بناته الثلاث مع خطيبهن. دعاهم جميعًا إلى القصر وقال: "دعوتكم جميعًا لأنني لست على ما يرام وقد قررت واخترت أيا منكن ستأخذ مكاني."
قاطعت رينا: "أنا سآخذ مكانك يا أبي."
قال الملك بهدوء: "رجاءً، لا تقاطعي حديثي. كنت أفكر في تقسيم مملكتي إلى ثلاث ممالك عليكن أنتن الثلاث. سيكون حبكن ولطفكن هما ما سيحدد حجم ما ستحصلن عليه من المملكة."
تحدثت رينا بحماس: "أبي، أنا أفديك بحياتي. سأرحب بك دوماً وأعطيك كل ما تحتاج إليه. لا يوجد شخص في العالم سيحبك بقدر حبي لك يا أبي. حبي لك هو كحب فتاة لأبيها. وكما يفقد الطعام نكهته دون الملح، لن يكون لحياتي أي معنى إن لم تكن أنت موجوداً فيها."
كان الملك يتوقع أن تقول ابنته المفضلة ريم أكثر من ذلك بكثير، لكن خاب أمله وغضب. قال بحدة: "هل هذا كل ما لديك يا ريم؟ لن تحصلي على أي جزء من مملكتي. سأقسمها إلى قسمين اثنين فقط: قسم لرينا والآخر لرولا."
بعد أن قال ذلك، نهض خطيب ريم وخرج من الغرفة، ولم يعد إليها أبداً. لم يتخيل نفسه متزوجاً من امرأة فقيرة لا تملك شيئاً. بدأت ريم بالبكاء ونظرت إلى أختيها، ولكن بدلاً من الشعور بالأسى من أجلها، بدأت رينا ورولا بالضحك.
صرخ الأب: "لا أريد أن أراك هنا بعد الآن! اجمعي أغراضك وغادري القصر، ولا تعودي أبداً."
وبينما كانت ترتدي فستاناً مزركشاً، وضبت ريم فستان زفافها وفستاناً للحفلات وخرجت من القصر باكية. مرت أيام منذ تركت القصر، وقدماها تؤلمانها وكانت متعبة جداً. ذات يوم، ذهبت إلى بحيرة. كانت تنظر حولها فرأت قصباً نائماً على الأرض، ونظرت في الماء فرأت انعكاس صورتها الجميلة. فكرت: "سأصنع فستاناً من هذا القصب لأغطي فستاني الجميل وقبعة لتحمي شعري الأشقر."
وهكذا صارت الأميرة تُلقب بـ "قبعة القصب". وذات يوم، وصلت المكان الذي يسكن فيه الأمير الذي تخلى عنها. علمت أنه توج ملكاً لأن والده كان يرقد في سرير الموت عندما كانا مخطوبين. وكانت تعلم أنه لم يفلح في بحثه عن أميرة تناسبه، لذلك قررت الذهاب إلى قصره للبحث عن عمل مع طباخة القصر.
قالت للطباخة: "هذا المكان حافل بالكثير من الزوار والحفلات. هل يمكنني العمل لديك؟"
ردت الطباخة: "في الواقع، هذا المكان ليس حافلاً كما تظنين. سأوظفك، لكن إذا حدثت للطعام أي مشكلة فسأطردك."
بذلت الأميرة أفضل ما لديها في العمل، ومهما كان نوع العمل، لم تشتك. وكل ما كانت تحصل عليه في المقابل هو بعض الطعام لتأكله فقط. كانت ترى الملك بين حين وآخر مما كان يجعلها تبتسم. من ناحية أخرى، لم تكن الأمور تسير على ما يرام مع والدها الذي قلت ثروته بعد تقسيم مملكته بين رينا ورولا. وكما وعد، ذهب الملك هنري إلى مملكة رينا بصحبة مائة رجل.
قال الملك: "أبي، أرحب بك أنت في مملكتي في أي وقت، لكن المائة رجل سيملؤون المملكة دون فائدة. لم لا تختار خمسين رجلاً منهم وتترك الآخرين يذهبون؟"
غضب والدها جداً لسماع ذلك وقال: "لماذا تتكلمين معي بهذه الطريقة؟ بعدما أخذت نصف مملكتي، ألا تريدين الآن العيش مع مائة رجل؟ سأذهب لمملكة أختك وأعيش معهم هناك."
استمعت رولا إلى والدها بينما كان يشرح لها ما حدث في مملكة رينا.
قالت رولا: "يا أبي، أنا أتفق مع أختي. أنت لا تحتاج إلى مائة رجل. أخبرهم بأن يذهبوا ويجدوا عملاً في مكان آخر. يمكنني الترحيب بك فقط في مملكتي، لكن ليس مع رجالك."
صاح الملك: "ماذا؟ سأرجع إلى مملكة أختك مع خمسين من رجالي كما أرادت. أنت لا تقدريني ما فعلته من أجلك."
بينما كان الملك يعيش في صراع مع بناته، كانت ريم تعمل بجد في قصر الأمير السابق الذي أصبح ملكًا الآن. كانت ترى الملك جايد بين حين وآخر، وفي كل مرة تراه، كانت تذكر الأيام الجميلة التي قضتها معه قبل أن يتخلى عنها. كانت ترتدي فستان القصب وقبعتها، ولم يتعرف عليها أحد.
وذات يوم، قررت ريم أن تكشف عن هويتها وتواجه الملك جايد. بينما كانت تقترب من القصر، سمعت أصوات موسيقى وضحك. كانت هناك حفلة كبيرة في القصر. دخلت ريم بخطى ثابتة وقررت أن تواجه مصيرها.
عندما دخلت القاعة الكبرى، تعرفت على الملك جايد من بين الحشد. اقتربت منه وقالت: "أيها الملك جايد، هل تتذكرني؟"
نظر إليها الملك بدهشة وقال: "قبعة القصب! كيف أتيت إلى هنا؟"
خلعت ريم قبعتها وقالت: "أنا ريم، الأميرة التي كنت مخطوبًا لها. تركتني عندما فقدت كل شيء، ولكنني لم أفقد كبريائي."
صمت الملك جايد قليلاً ثم قال: "ريم، لقد أخطأت بحقك. لم أكن أعلم أنك ستظلين قوية بعد كل ما حدث. أعتذر لك وأتمنى أن تسامحيني."
ردت ريم: "لقد سامحتك منذ وقت طويل، ولكنني تعلمت أن القوة الحقيقية ليست في المال أو السلطة، بل في الحب والإيمان بالنفس."
أثرت كلمات ريم في الملك جايد، وقرر أن يمنحها فرصة ثانية. طلب منها أن تعود إلى القصر كملكة حقيقية.
وبينما كانت ريم تعود إلى القصر، تعلم الملك هنري درسًا قيمًا. قرر أن يجتمع ببناته الثلاث ويطلب منهن أن يعملن معًا لإعادة بناء المملكة. وافقت البنات على العمل معًا وعاشوا جميعًا في سعادة ووئام.
وتعلم الجميع أن الحب والتعاون هما مفتاح السعادة الحقيقية.