الأمير واللعنة

في يوم من الأيام في بلاد بعيدة، عاشت أميرة جميلة في قصر كبير، وكان لديها خدم كثيرون. على الرغم من كل الرفاهية التي كانت تعيش فيها، لم تكن سعيدة، فقد أحبها ساحر شرير وأراد أن يتملكها. تنكر الساحر في هيئة قط ضخم وتبعها في كل مكان، ولا يمكن للعنة أن تنتهي إلا بواسطة أمير يدوس على ذيل القط الضخم لتحرر الأميرة.

في مكان قريب، سمع أمير وسيم عن الأميرة الجميلة وقصتها، فقال: "سأدوس على ذيل القط بينما هو نائم وأحرر الأميرة." قرر الأمير أن يحقق هذا الهدف بكل شجاعة.

حل الليل وسقط القط الضخم في نوم عميق. اقترب الأمير بحذر وداس على ذيله. وفجأة تحول القط إلى ساحر غاضب وقال للأمير: "كيف تجرؤ على فعل ذلك؟!" رد الأمير بثبات: "لقد جئت لتحرير الأميرة من لعنتك." قال الساحر: "سأحررها، ولكن من سيحررك؟ سألعن أول ابن لك، وسيولد بأنف ضخم. لن يحكم مملكتك إلا أمير بلا عيب."

تحررت الأميرة، وأصبحت أسعد امرأة في العالم. ابتهجت المملكة كلها باختفاء الساحر الشرير، وتزوجت الأميرة بالأمير. مرت سنوات، وأصبحت الأميرة ملكة، ورزقت بطفلها الأول أثناء غياب الملك. ولكن السعادة لم تستمر، فقد توفيت الملكة، وحزنت المملكة كلها بخبر وفاتها. وفي نفس الوقت، فقد غرقت سفينة الملك أثناء عودته، وأصبح الأمير وريث العرش الوحيد.

ولكن كان هناك شيء غريب بشأن الأمير، فقد وُلد بأنف ضخم يغطي وجهه كله. قرر الوزراء والخدم أن يخفوا أكبر عيب في وجه الأمير. أزالوا كل صور الرجال بأنوفهم العادية من القصر، وحذروا كل الخدم من ذكر شيء عن أنفه الضخم. في المدرسة، كان المدرسون ينقحون التاريخ ليذكروا فقط المحاربين ذوي الأنوف الكبيرة، ويسخرون ممن يملك أنوفًا عادية. بذل الوزراء جهدهم حتى أنهم طالبوا الرجال بارتداء أنوف زائفة عندما يدخلون القصر.

كبر الأمير فخورًا بأنفه الكبير، وجاء اليوم الذي طلب منه الوزير الزواج حتى يرث العرش فعليًا. قال الأمير: "سأتزوج من بنت ملك مملكة مجاورة لأنها الأجمل." وافق الملك المجاور على الزواج دون علمه بعيب الأمير.

خرج الأمير وجيشه للبحث عن الأميرة التي تم أسرها في ظروف غامضة. بينما هم في وسط الصحراء، جاءت عاصفة رملية فرقتهم. استيقظ الأمير ليجد نفسه في أرض غريبة، فسار وسار ولكنه لم يجد أحدًا.

في النهاية، وجد منزلًا صغيرًا وطلب من صاحبته بعض الطعام والشراب. قالت السيدة: "بالطبع، تفضل." لكنها أضافت بفضول: "أهذا أنفك؟ إنه ضخم جدًا. أعذرني، فأنا لم أرَ مثل هذا من قبل." دهش الأمير من كلامها، حيث كان معتادًا على المجاملات حول أنفه.

سألته السيدة عن قصته، فقص لها الأمير حكايته. قالت السيدة: "أنا ملكة بلاد بعيدة، تاهت أثناء رحلة صيد، وكان معي جوهرتي والقليل من رجالي. كنت أحكي لهم قصة القط الشرير."

بدأت السيدة العجوز تحكي للأمير قصة القط الشرير وكيف لعنت الأميرة. تأثر الأمير بالقصة، ولكنه لم يتحمل المزيد من الإهانة بشأن أنفه الكبير. قرر مغادرة المنزل، ولكنه لاحظ أن الجميع في السوق كانوا يشيرون إلى أنفه ويضحكون.

تسلل الشك إلى عقل الأمير، لماذا يملك الجميع أنوفًا صغيرة؟ وصل الأمير إلى القصر ونادى على الأميرة. قالت الأميرة: "أخيرًا جئت، ولكن ما هذا؟ أهذا أنفك؟" تسلق الأمير القصر وحرر الأميرة، ولكنه أدرك أن أنفه ضخم حقًا.

ظهرت السيدة العجوز مرة أخرى وقالت للأمير: "لست ملكة، أيها الأمير. لقد تنكرت لأجعلك ترى عيبك. لقد لعنك الساحر، وعليك أن تتقبل عيبك لتصبح ملكًا."

فهم الأمير أنه لا يوجد أحد بلا عيوب. علينا أن ندرك عيوبنا ونتقبلها لنحقق أهدافنا. عرف الأمير أنه برغم عيوبه، يستطيع أن يكون ملكًا عظيمًا. انتهت اللعنة وعاش الأمير والأميرة في سعادة، وكانا مثالًا لحب الذات وتقبل العيوب.

علم الأمير أن تقبل عيوبه هو الطريق لتحقيق السعادة الحقيقية. وعندما عرف الناس قصته، تعلموا هم أيضًا أن الجمال الحقيقي يكمن في الداخل، وأنه لا يوجد أحد بلا عيوب. عاش الأمير والأميرة في سعادة، وحكموا المملكة بحكمة وعدل، وكانوا مثالًا للجميع في الشجاعة والتقبل.



إعدادات القراءة


لون الخلفية