بياض الثلج وحمار الورد

في يوم من الأيام، وفي قرية صغيرة، عاشت سيدة مع ابنتيها، بياض الثلج وحمار الورد. كانت بياض الثلج خجولة وطيبة، بينما كانت حمار الورد نشيطة ومرحة ودائمة التطلب. ساعدت الفتاتان أمهما يومياً في أعمال المنزل، وفي نهاية اليوم كانت الأم تقص عليهما القصص، مما جعلهما يحبان الأوقات التي يقضونها معًا.

كانت حياتهم عادية وروتينية حتى بداية الشتاء، حين ازدادت الأحداث إثارة. في إحدى الليالي، بينما كانت الأم تحكي قصة لبنتيها، سمعوا طرقاً على الباب. فزع ثلاثتهم ونظروا إلى الباب بتوتر، متسائلين عمن يوجد في الطرف الآخر. وعندما فتحوا الباب، تفاجأوا بأن الطارق كان دبًا. شعروا بالفزع في بداية الأمر، لكن سرعان ما تحولت الأمور ونشأت صداقة بينهم وبين الدب طوال الشتاء.

كان الدب يجلب لهم دائمًا الهدايا، ويشاركانه حرارة المدفأة، ويقرأون له القصص ويحبون صحبته. ومع مرور الوقت، انقضى الشتاء وحان موعد رحيل الدب. انصرف الدب تاركًا صديقتيه اللتين أحبّهما كثيرًا.

بعد عدة أيام، ذهبت بياض الثلج وحمار الورد إلى الغابة لجمع الفاكهة والخشب. فجأة، سمعوا أصوات صراخ تأتي من مكان قريب. تتبعتا الأصوات ورأتا قزمًا بلحية طويلة عالقًا تحت شجرة، يقفز عالياً ويصرخ في غضب. طلب القزم من الفتاتين مساعدته، فتركتهما أغراضهما وحاولتا مساعدته بكل صدق، لكنهما يئستا من المحاولة حتى خطرت لحمار الورد فكرة.

استمر القزم في القفز حتى رأت حمار الورد أن الحل الوحيد هو قطع لحيته، فقامت بذلك. تعجبتا من تصرف القزم الذي غضب منهما بشدة، واستمر في الصراخ عليهما، ثم سار بعيدًا في الغابة دون حتى أن يشكرهما.


في اليوم التالي، بينما كانتا تتجولان قرب النهر، سمعا مرة أخرى صراخ القزم نفسه. جرت الأختان لمساعدته، ووجدت لحيته عالقة في فم سمكة. حاولتا مساعدته، لكن دون فائدة، فقامت بياض الثلج بقص لحيته مرة أخرى، فغضب القزم غضبًا شديدًا. تعجبت الفتاتان وأخذتا تضحكان.

في نفس الوقت، رأت حمار الورد شابًا ملقى على الأرض وعلى جبينه جرح. سألت حمار الورد الشاب عن هويته، فأجابها أنه الأمير آدم، وأنه يبحث عن أخيه جوزيف الذي فقد منذ الشتاء. عرضت الأختان المساعدة على الأمير، فروى لهما تفاصيل قصة اختفاء أخيه، وأخبرهما أنه خلال بحثه صادف القزم الذي كان يحمل حقيبة أخيه، وأنه تعقبه حتى ألقى عليه القزم تعويذة أفقدته رؤيته، مما تسبب في سقوطه من على الحصان.


في تلك اللحظة، سمعوا صوت زئير عالٍ يأتي من الغابة خلفهم. ركبوا جميعهم الحصان وتوجهوا نحو الصوت، حيث رأوا القزم يخرج من كهف ويلحقه الدب. تفاجأت الأختان لرؤية الدب من جديد، وتعجبتا من ملاحقته للقزم.

سحب الأمير سيفه وتقدم نحو الدب والقزم. بينما كان الدب يعاتب القزم على تعويذته، تحول القزم إلى عملاق، مما صدم الجميع. طلب الدب من الأمير أن يقص لحية القزم لأنها مصدر قوته. اندفعت الفتاتان نحو القزم، تحمل حمار الورد مقصًا وبياض الثلج سيفًا. هاجم القزم العملاق حمار الورد، فألقى الأمير سيفه على لحية القزم فقطعها. بدأ جسد القزم في الانكماش، وتحول الدب إلى أمير وسيم.

اتضح أن الدب كان الأمير جوزيف، أخو الأمير آدم. جرى جوزيف نحو أخيه وعانقه. حكى الأمير جوزيف عن قصته مع القزم وعن طيبة الأختين معه. وقع كلا الأميرين في حب الأختين، وأقيم أكبر زفاف في المملكة، وعاش الجميع في سعادة وحب.



إعدادات القراءة


لون الخلفية