في يوم من الأيام، كان هناك مملكة يحكمها ملك وزوجته الملكة. كانت الملكة قوية وحازمة، تتولى كل شؤون المملكة بنفسها. أنجبت الملكة ولدًا جميلًا أسمته الأمير، وكانت تهتم به اهتمامًا شديدًا، تختار له كل شيء في حياته، كيف يلبس، وكيف يأكل، وكيف يلعب، وكيف يتعلم. وعندما كبر الأمير ووصل لسن الزواج، قررت الملكة أنه حان الوقت ليختار لنفسه زوجة.
دعت الملكة ابنها الأمير إلى غرفتها وقالت: "أنت ولدي الوحيد، وقد كنت طوال تلك السنوات أختار لك كل شيء في حياتك. أما الآن وقد كبرت، فقد آن الأوان أن تختار لنفسك فتاة لتتزوجها. ولكن يجب أن تختار أميرة تليق بك. يجب أن تكون أنيقة، تعرف كيف تختار ملابسها، وكيف تتحدث، والأهم من ذلك، يجب أن يكون صوتها جميلًا."
أعطت الملكة للأمير عناوين قصور الملوك في البلدان المجاورة، وبدأ الأمير رحلته للبحث عن الأميرة المثالية. في القصر الأول، وجد أميرة جميلة تقرأ كتابًا، ولكن حين تكلم معها وجد أن صوتها قبيحًا، فلم تعجبه. أكمل الأمير رحلته إلى المملكة الثانية وتعرف على الملك، وسعد الملك بمعرفته وعرفه بابنته. لكنه وجدها ثمينة، وكانت تأكل بنهم ولم تهتم به، فغادر الأمير عائدًا إلى مملكته وأخبر والدته أنه لم يجد العروس المناسبة.
في أحد الأيام، بينما كان جالسًا في شرفة قصره، رأى فتاة تقترب من القصر. نزل الأمير واستقبل الفتاة ووجد أمامه فتاة في غاية الرقة والجمال. حين سألها من هي، أجابت بصوت رقيق وجميل أنها أميرة، وكانت مسافرة ولكن الأمطار منعتها من استكمال رحلتها. طلبت من الأمير أن يسمح لها بالمبيت في القصر حتى تهدأ الأمطار. وافق الأمير على الفور وسمح للفتاة بالدخول، ولكن حين خلعت معطفها وجد ملابسها ملطخة بالطين من أثر السفر والمطر. على الرغم من ذلك، أحبها الأمير.
ذهب الأمير لوالدته وأخبرها بأمر الفتاة، وأنه قد وقع اختياره عليها لتصبح زوجته. قررت الملكة أن تنزل لترى الفتاة، ولكنها حين رأتها ووقعت عينيها على فستانها الملطخ بالطين رفضت طلب ابنها. قالت الملكة: "من المستحيل أن تكون أميرة وملابسها ملطخة هكذا، كما أنها تسافر بدون حراس." أصر الأمير على الزواج من الفتاة الجميلة، فأخبرته الملكة أنها سوف تعد لها اختبارًا، ولو نجحت فيه، فسوف تزوجه إياها.
أمرت الملكة بتجهيز غرفة للفتاة، ولكنها طلبت طلبًا غريبًا. طلبت منهم أن يضعوا عشرة مراتب فوق السرير، وتحت المرتبة الأولى قامت بوضع حبة بازلاء نيئة. ذهبت الفتاة إلى الغرفة لتستريح، لكنها وجدت السرير عاليًا جدًا، فطلبت من الخدم سلمًا لتصعد عليه. بالفعل، جلب الخدم السلم، وصعدت الفتاة لتنام، لكنها لم تستطع النوم بسبب حبة البازلاء.
في الصباح، ذهبت إليها الخادمة وسألتها عن حالها، فأخبرتها الفتاة أنها لم تستطع النوم لأن الفراش كان مثل الصخرة. ذهبت الخادمة إلى الملكة وأخبرتها بكلام الفتاة. عرفت الملكة أن فتاة بتلك الرقة لا بد وأن تكون أميرة. استدعت ابنها الأمير وأخبرته أنها موافقة على زواجه من الفتاة.
قام الأمير ومعه مجموعة من الحراس بتوصيل الأميرة إلى مملكتها. تقدم الأمير لوالدها الملك وخطبها، ثم تزوجا وعاشا سعداء.