في يوم من الأيام، في بلاد بعيدة، عاشت سيدة مع بناتها الثلاثة: عين، وثلاثة عيون، وعينان. كانت السيدة تحب عين وثلاثة عيون بشدة وتمنحهما كل شيء، أما الابنة الأخرى، عينان، ورغم أنها كانت تشبه الأشخاص العاديين، فكانت أمها وأختاها لا تحبانها. كانت عينان تأكل ما تبقى من الطعام وتلبس الملابس القديمة والبالية، وكانت الأختان تفعلان كل شيء من أجل إتعاسها. ومع ذلك، ظلت عينان طيبة ومحبة للجميع.
وفي يوم من الأيام، أنهت أمها وأختاها الطعام وجلسن عينان على المائدة لتأكل. قالت ثلاثة عيون بسخرية: "عينان ليست مثلنا، فلماذا تجلس على مائدتنا؟"، وأضافت عين: "أجل، أنتِ لستِ منا، اذهبي من هنا!"، شعرت عينان بالحزن وخرجت تبكي.
بينما كانت عينان تبكي في الغابة، ظهر شعاع ضوء وخرجت منه جنية ترتدي عباءة لامعة وتمسك عصا مرصعة بالجواهر والذهب. سألت الجنية عينان: "لما تبكين عزيزتي؟"، فأجابت عينان: "يا جنية، أمي وأختاي يكرهن شكلي هذا، أكل البقايا وأعامل بقسوة." فقالت الجنية: "لدي خبر جيد لكِ. خذي هذه العصا وقولي: 'أيتها العصا اسمعي الكلام واملئي المائدة بالحال'."
تحولت العصا إلى شعاع أبيض وظهرت مائدة مملوءة بأشهى الأطعمة التي لم ترَ عينان مثلها من قبل. كانت عينان سعيدة للغاية، ولكنها خبأت العصا السحرية وعادت إلى البيت.
بدأت عينان تتسلل إلى الحقل كل يوم لتأكل وتشرب ما تشاء ثم تعود إلى البيت سعيدة. لاحظت أختاها عين وثلاثة عيون أن هناك شيئًا بخصوص عينان وأنها تأكل في مكان آخر. قررت الأختان تتبعها لمعرفة السر.
في اليوم التالي، تبعتاها بهدوء إلى الحقل ورأتا ما فعلته بعصاها السحرية. عادتا إلى البيت وأخبرتا أمهما. غضبت الأم وقررت أن تأخذ العصا وتحطمها. وعندما عادت عينان إلى البيت، وجدت العصا محطمة وبكت بشدة.
في هذا الوقت، ظهرت الجنية مرة أخرى وسألت عينان عن سبب بكائها. أخبرتها عينان بما حدث. قالت الجنية: "لا تقلقي، خذي بقايا العصا وادفنيها في الحديقة حيث يضيء القمر. هذا سيجلب لكِ الحظ." فعلت عينان ما قالته الجنية وفي الصباح التالي ظهرت في الحديقة شجرة رائعة بأوراق فضية وثمار ذهبية تلمع تحت الشمس.
حاولت الأم وأختاها قطف الثمار ولكن الشجرة كانت تبعد فروعها عنهما. قررت عينان أن تحاول قطف الثمار بنفسها، وعندما اقتربت، مالَت الشجرة نحوها وقطفت الثمار بسهولة.
في مساء ذلك اليوم، مر فارس وسيم بالقرب من الشجرة العجيبة. سأل عن مالك الشجرة وقال إنه سيعطي أي شيء لمن يعطيه فرعًا منها. حاولت الأم وأختاها قطف الثمار ولكن الشجرة أبعدت فروعها عنهما. شعر الفارس بالإحباط وقال: "من الواضح أن الشجرة ليست ملككن."
بعد رحيل الفارس، جلست عينان تحت الشجرة وفكرت في الفارس الوسيم وتمنت لو أنها تستطيع منحه فرعًا من الشجرة. فجأة، ظهرت الجنية مرة أخرى وقالت: "عينان، كنتِ طيبة جدًا والقلب الطيب يستحق المكافأة. إذا كان هذا ما تريدين، فسأحققه لكِ."
أعطت الجنية عينان ورقة من الشجرة وطلبت منها وضعها في ثوبها. تحولت الورقة إلى ثوب رائع مزين بالفضة والياقوت. طلبت منها الجنية أن تجلس على ورقة فضية أخرى والتي كبرت وحملتها إلى شرفة الفارس.
عندما وصلت عينان إلى شرفة الفارس، قدمت له الفرع الفضي. دهش الفارس من جمال عينان وقصتها. طلب الفارس من عينان أن تخبره بكل ما حدث، وقررت عينان أن تبدأ حياة جديدة معه. سامح الفارس الأم وأختيها بناءً على طلب عينان، وعاشا معًا بسعادة.
تزوج الفارس من عينان في احتفال ضخم وعاشا معًا في سعادة أبدية.