الأميرة روزيت وملك الطاووس

في قديم الزمان، عاش ملك وملكة في مملكة عظيمة، وقد رزقهما الله بابنة جميلة أسمياها روزيت، وكانت تمتلك شعرًا ذهبيًا لامعًا أضاء المملكة بأسرها. فرح الجميع بقدومها واحتفلوا بقدومها، وقد دعوا الجنيات من جميع أنحاء العالم ليباركوا الطفلة الجميلة. كانت الأميرة روزيت مشرقة ومرحة، وكان الجميع يحبها.

في يوم الحفل الكبير، جاءت الجنيات ليباركوا الأميرة الصغيرة، ولكن كانت هناك جنية شريرة تدعى لاركي لم تُدْعَ للحفل. غضبت لاركي بشدة لعدم دعوتها، وعندما علمت بالأمر قررت الذهاب للحفل بأي طريقة. وعند وصولها، كان الجميع متفاجئًا برؤيتها، لكنها لم تهتم بترحيبهم البارد.

عندما جاءت لحظة المباركة، وقفت الجنية الشريرة وقالت بصوت عالٍ: "أبارك الأميرة روزيت، لكن لسوء الحظ، ستكون سببًا في سوء حظ كبير لأخويها. وقد يتعرضان لخطر الموت بسببها." أُصيب الجميع بالصدمة، خاصة الملك والملكة، ولم يعرفوا ماذا يفعلون.

في الأيام التالية، حاول الملك والملكة البحث عن حل لهذه النبوءة المشؤومة. استشاروا الوزراء والحكماء من شتى أنحاء المملكة، لكن لم يفدهما أحد. وأثناء ذلك، ظلت الملكة تبكي بجوار مهد روزيت، ولم تعرف ماذا تفعل لحماية طفلتها وأخويها.

وفي أحد الأيام، تذكر الملك أنه سمع عن ناسك عجوز يسكن في الغابة المجاورة للقصر، ويأتي الناس إليه لطلب النصيحة. قرر الملك والملكة زيارة الناسك، على أمل أن يجدوا عنده الحل لمشكلتهم.

في اليوم التالي، انطلق الملك والملكة نحو الغابة. تركوا الأحصنة بسبب كثافة الأشجار، وأكملوا سيرًا على الأقدام حتى وصلوا إلى شجرة ضخمة يسكنها الناسك العجوز. عندما وصلا، تعرف الناسك على الفور على الملك والملكة، ورحب بهما.

قال الناسك: "مرحبًا بكما، ما الذي أتى بكما إلى هنا؟" أخبرته الملكة بالحزن في قلبها عن النبوءة التي سمعتها وعن مخاوفها على أطفالها. سألته الملكة: "هل لديك أي حل لحماية أطفالي؟"

أجاب الناسك بحكمة: "النبوءة صحيحة، ولكن يمكن تجنبها إذا حبسنا الأميرة روزيت في برج عالٍ بعيدًا عن أخويها. سيكون هذا الحل مؤلمًا، ولكنه الوحيد الذي يمكنه حمايتهم." شكرت الملكة الناسك على نصيحته وأسرعوا عائدين إلى القصر لتنفيذ نصيحته.

بنوا برجًا عاليًا في مكان بعيد وآمن، وضعوا فيه الأميرة روزيت. كان البرج مزودًا بكل وسائل الراحة، وكان والدها وأخويها يزورونها كل يوم حتى لا تشعر بالملل. عُرف أخوها الأكبر بالأمير الأعظم، والثاني بالأمير الصغير، وكلاهما أحباها بشدة.

ومرت الأيام وأصبحت الأميرة روزيت شابة جميلة، ولكنها كانت تشعر بالحزن والوحدة في البرج. وفي أحد الأيام، مرض الملك والملكة وتوفيا في نفس اليوم. دقت أجراس المملكة بالحزن، وكانت روزيت تبكي على فقدان والديها، ولكن أخويها وعداها بأن يظلوا بجانبها دائمًا.

جلس المستشارون مع الأمير الأعظم، وتوجوه ملكًا جديدًا على العرش الذهبي. قرر الملك الجديد إخراج أخته من البرج وإعادتها إلى القصر. شعرت روزيت بالسعادة وهي ترى الحديقة الجميلة المليئة بالفاكهة والأزهار والعشب والنافورات.


كانت تحب الطبيعة كثيرًا، وتحب اللعب في الحدائق. ولكن على الرغم من ذلك، كان هناك شعور بالحزن يسيطر عليها. وفي أحد الأيام، بينما كانت تتجول في الحديقة، رأت طاووسًا رائعًا يتجول بين الأشجار. تأملته بإعجاب وقالت لنفسها: "لن أتزوج إلا من ملك الطاووس."

عندما عاد أخويها إلى القصر، أخبرتهما بقرارها. فوجئ الملك والأمير الأصغر بطلبها، ولكنهما قررا احترام رغبتها والبحث عن ملك الطاووس. قررا السفر معًا للبحث عنه، ومروا عبر غابات وأنهار ومدن حتى وصلوا إلى مدينة يرتدي سكانها ريش الطاووس.

هناك، رأوا ملك الطاووس الذي كان يقود عربة ذهبية مزينة بالماس ويجرها 12 طاووسًا. أخبروه بقصتهم، ووافق على الزواج من روزيت بشرط أن يكون قلبها ذهبيًا وجميلًا كشعرها. تلقت روزيت خطابًا من أخويها يخبرانها بأنهما وجدا ملك الطاووس، وطلبا منها أن تأتي إليهما.


تركت روزيت المملكة في رعاية حكمائها ورحلت مصطحبة معها الممرضة وابنة الممرضة وكلبها الأخضر. استقلوا قاربًا في البحر، لكن الممرضة الشريرة خططت لإلقاء الأميرة في الماء واستبدالها بابنتها. لحسن الحظ، طفا فراش روزيت المصنوع من ريش العنقاء فوق الماء، واستيقظ الكلب وأيقظ الأميرة.


في الوقت نفسه، وصلت ابنة الممرضة إلى القصر وتظاهرت بأنها روزيت، ولكن ملك الطاووس شعر بأن هناك خطأ ما. في هذه الأثناء، ساعدت الأسماك روزيت في الوصول إلى شاطئ المملكة. وصلت روزيت إلى القصر وحكت ما حدث، وتأثر ملك الطاووس بطيبتها وسماحتها.

أمر ملك الطاووس بالعفو عن الممرضة وابنتها، وتم الزفاف بين روزيت وملك الطاووس في احتفال رائع. عاش الجميع في سعادة أبدية، واستمر الناس في تذكر قصة الأميرة روزيت وملك الطاووس كرمز للحب والشجاعة والتسامح.



إعدادات القراءة


لون الخلفية