جين والرحلة السحرية

في بلدة صغيرة وليست ببعيدة عن القلعة، كانت هناك فتاة تدعى جين. كان والداها بالتبني، ساندي وكريس، يجبرانها على أعمال شاقة كل يوم. وعلى خلاف الأهالي بالتبني الآخرين، فلم يكونا يحبان جين، وكانا يعاملانها كعبدة، ولم يسمحا لها باللهو واللعب. وبينما كانت تنظف الجدران في منزلهم، حدثت نفسها: "أعرف أنني متبناة منذ صغري، لكني متأكدة أنهما تبنياني لسبب أكثر من أن أكون خادمة."

وصل والداها بالتبني، ساندي وكريس، عندما انتهت ووضعت الدلو والفرشاة جانباً.

ساندي: "لم هذا الجدار متسخ؟ كنت تنظفينه منذ خمس ساعات. صحيح ما أقول، أنت منظفة فاشلة. أريد أن أرى انعكاس وجهي على الحائط حين أعود، أريد أن يلمع الحائط كالمرآة من النظافة وإلا فلن تأكلي."

صعدت ساندي إلى غرفتها وبدا على وجهها الغضب والتهديد.

جين: "لم لا يعجبهما أي شيء أفعله؟"

كريس: "إنها خطؤك! ساندي ألطف إنسانة في العالم، لا بد أنك فعلت شيئاً أغضبها وإلا لما تصرفت هكذا. تذكري حين تتذمرين في المرة القادمة أنها كاملة وأنت لست كذلك. فإذا تذمرت هي، فهذا يعني أنك قد أخطأت."

بعد ذلك الخطاب، ذهب كريس إلى الغرفة مع ساندي، وتركت جين لتنظف الجدران وحدها كما تفعل معظم الوقت.

جين: "أتمنى لو كان لدي مكان آخر أذهب إليه، كنت ذهبت في الحال لكنني لا أملك المال ولا الطعام ولا مكان للعيش. أنا حبيسة هنا أنظف الجدران وأتناول حساء اليقطين دون بهارات."

وفجأة ظهرت ساحرة بجانب جين. في البداية شعرت جين بالخوف، لكن لم يكن عليها أن تقلق. فليس كل الساحرات شريرات، ولا بد أن هذه الساحرة طيبة.

جين: "ماذا؟ من أنت؟ أمنيات؟ كنت أحدث نفسي، هذا كل ما في الأمر. لم أتمن أمنية، ليست أمنية مناسبة بأي حال."

الساحرة: "حسناً، لقد بدت لي كأمنية، وأنا هنا لأحققها. أنا ساحرة طيبة. هناك القليل منا كما تعلمين. كل ما أحتاجه هو بعض من شعر والدتك بالتبني ثم سأتمكن من إيجاد مكان آخر لتعيشي فيه."

جين: "أتمنى لو أن والداي على قيد الحياة، لتمنيت أن أعيش معهما."

الساحرة: "يا عزيزتي، والداك على قيد الحياة. كان عليك أن تعرفي أن هذان كاذبان قذران. إن أحضرت لي الشعر، سأخرجك من هذه الملابس القذرة وألبسك ملابس جديدة وجميلة لتعيشي مع والديك."

جين: "والداي على قيد الحياة؟ من هما؟"

الساحرة: "أحضري لي الشعر، وستعرفين كل شيء."

وكما ظهرت الساحرة الطيبة بسرعة، اختفت بسرعة.

جلست جين وبدأت تفكر فيما قيل لها، "ساندي لا تغسل شعرها ولا تسرحه. لذا علي أن أجد طريقة لأحصل على شعرها."

جين: "أتمنى أن يسعد والداي لرؤيتي، أتمنى أن أعرف ما الذي أوصلني إلى هنا."

كما توجد ساحرات طيبات، فهناك أيضًا ساحرات شريرات. انتظر ساندي وكريس حتى بدأت جين بتنظيف الجدران، ثم تسللا خارج المنزل. وصلا إلى طريق منحن، محاط بأشجار ميتة، ووصلا إلى كوخ ساحرة عجوز شريرة.

الساحرة الشريرة: "ستحصلان الليلة على ما تتمنيان. طالما أبعدتماها عن والديها الحقيقيين فستنجح التعويذة، سيموتان وستحصلان على العرش لأنكما والداها."

ساندي: "هذا سهل. فأنا أجيد التفريق بين العائلات. أليس كذلك يا كريس؟"

كريس: "أجل يا عزيزتي. أنت تجيدين كل شيء. حان وقت العودة إلى المنزل، يستحسن أن أجد الجدران نظيفة وإلا حبستها في القبو مجدداً. ربما أفعل ذلك بأية حال، حتى لا تخرج وتجد والديها."

الساحرة الشريرة: "لا تنسيا دوركما في الصفقة. حين تحصلان على ما تريدان، أريد روح الفتاة. أوصلاني لشعرها، هذا كل ما أريده لأخذها منها."

ساندي: "ستحصلين على روحها، أعدك، ستحصلين عليها."

عادت ساندي وكريس إلى المنزل وبدأت جين في التفكير في خطة للحصول على شعر ساندي. قررت أنها ستنتظر حتى تنام ساندي لتقص خصلة من شعرها. في الليلة التالية، تسللت جين إلى غرفة ساندي، وأخذت مقصًا وقصت خصلة صغيرة من شعرها. عادت إلى غرفتها بسرعة، وفي الصباح، ذهبت إلى الغابة للقاء الساحرة الطيبة.

الساحرة الطيبة: "أحسنت يا جين. الآن سأقوم بالسحر لأعيدك إلى والديك الحقيقيين."

أخذت الساحرة خصلة الشعر وألقت تعويذة قوية. بدأت جين تشعر بتغير غريب، وفجأة وجدت نفسها في مكان جديد. كانت تقف أمام قصر كبير، ورأت رجلاً وامرأة يركضان نحوها.

الأم: "جين! يا إلهي، لقد وجدناكِ أخيرًا!"

الأب: "لم نكن نعلم أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة. كنا نبحث عنكِ لسنوات."

جين: "هل أنتما والداي الحقيقيين؟"

الأم: "نعم، نحن والداكِ. لقد اختطفتك الساحرة الشريرة وأعطتك لهذين الكاذبين. لم نكن نعلم أين أنتِ، ولكن الآن عدتِ إلينا."

عاشت جين بسعادة مع والديها الحقيقيين، وتعلمت أن السحر يمكن أن يكون قوة للخير إذا استخدم بحكمة. أما ساندي وكريس، فقد نالا عقابهما العادل من الساحرة الشريرة. عاشت جين في القصر مع والديها بسعادة، وتعلمت أن الحقيقة دائمًا تجد طريقها، وأن الخير دائماً ينتصر في النهاية.



إعدادات القراءة


لون الخلفية