الأميرة المحاربة

منذ زمن بعيد، عاش ملك وملكة في مملكة بعيدة، وكانا يتمنيان طفلًا ليملىء حياتهما سعادة. لذا، انطلقا في رحلة إلى الغابة السحرية بحثًا عن وحيد القرن محقق الأماني. وعندما عثرا عليه، تمنيا طفلًا، فرد عليهما وحيد القرن قائلاً: "أتمنى لكما طفلة تملأ عليكما الدنيا سعادة." تحقق لهما الأمل ورُزِقا بطفلة جميلة على الفور، وأطلقا عليها اسم الأميرة ليلى.

لم تكن الأميرة ليلى مثل أي أميرة أخرى، فقد تعلمت فنون القتال وركوب الخيل واستخدام السيف. كانت تتدرب بانتظام، وتأكل طعامًا صحيًا، وتعيش حياة مليئة بالحيوية والنشاط. كانت محبوبة من الجميع في المملكة، وكانت تنشر الفرح والسعادة أينما ذهبت.

في أحد الأيام، جاء رسول سري إلى القصر وأبلغ الملك بأن المملكة المجاورة ألغت معاهدة السلام وتنوي الهجوم على مملكتهم. كان الملك مريضًا، والجيش غير مستعد للحرب. شعرت الأميرة ليلى بالقلق لأجل مملكتها، وقررت أن تتصرف.

قالت لوالدها: "يا أبي، أنت مريض للغاية. اسمح لي أن أذهب لطلب العون من الملك توم." وافق الملك على مضض، فأمرت الأميرة قائد الحرس أن يبقي الجيش مستعدًا للهجوم في غيابها، وحملت سيفها ودرعها وامتطت حصانها وبدأت الرحلة.

في طريقها، توقفت الأميرة ليلى في قرية، حيث أخبرها أحد القرويين عن تنينة تعيش في كهف على جانب الجبل الآخر. قال القروي: "لن تصلي لجانب الجبل الآخر، فالتنينة ستبتلعك إذا مررتي لكهفها." لكن الأميرة ليلى لم تخف، وقررت مواجهة التنينة بسلام.


عندما وصلت إلى كهف التنينة، دخلت بلا أسلحة وقالت: "أيتها التنينة، أحضرت لك الزهور." شمّت التنينة الأزهار وتأثرت بالهدية، وابتسمت للأميرة. في الليل، أخبرت الأميرة التنينة بقصتها، ووعدتها بالعودة بعد يومين أثناء رحلتها.

عندما وصلت الأميرة إلى مملكة الملك توم، ضحك الملك وقال: "حمقاء، سوف يهاجم جيشي أيضًا مملكتكم." وأسرها الملك وحبسها في برج. لكن التنينة، وفاءً بوعدها، طارت وأنقذت الأميرة من البرج ونفثت نيرانها في الهواء، مما أجبر الملك وجيشه على الركوع أمامها.

حبست الأميرة الملك وأمرت الجيش بالسير إلى القلعة. تأثر قائد جيش الملك توم بشجاعة الأميرة ليلى، وقال: "لم نرَ أحدًا في شجاعتك، وسوف نحارب أعدائك معك." عاد الجيش مع الأميرة إلى مملكتها، وحاربوا جنبًا إلى جنب حتى أنقذوا المملكة.

بعد الحرب، أخبر الملك الملكة أن جميع الرجال قد هربوا ما عدا قائد الجيش، الذي بقي وحارب. قال القائد: "أنا منبهر بشجاعتك، وأريد الزواج منك." وافقت الأميرة ليلى، وقالت الملكة: "الأميرة لك ونصف المملكة، فقد كنت شجاعًا جدًا."

وعاشت الأميرة ليلى والأمير القائد في سعادة، وحكموا المملكة معًا بالعدل والشجاعة.



إعدادات القراءة


لون الخلفية