كان يا ما كان في قديم الزمان، في سالف العصر والأوان، كان هناك زوج وزوجة لم يكن لديهما طفل. وفي يوم من الأيام، حملت الزوجة وأصبح هم الزوج هو راحة زوجته حتى تنجب طفلهما. كان يجاور منزل الزوجين منزل ساحرة شريرة، تزرع الكثير من النباتات التي تشتهيها النفس، وحول حديقة الساحرة هناك سور عالٍ لا يستطيع الناس الرؤية منه إلا إذا كانوا يشاهدون حديقة الساحرة من مكان مطل.
وذات يوم، كانت تجلس الزوجة على شرفتها، وتراقب حديقة الساحرة الشريرة، والتي تحتوي على كل ما تشتهيه النفس، وأصبحت تتمنى أن تذوق أحد هذه الفواكه والخضار التي لا تستطيع مقاومة النظر إليها وتأملها، فطلبت راجيةً من زوجها أحد هذه الخضار والفواكه.
وفعلاً عندما أطل الليل، وتأكد الزوج أن الأضواء قد أطفئت في بيت الساحرة، ذهب مسرعاً وتسلق السور العالي وقطف بعض الثمار وغادر مسرعاً الحديقة! وذهب إلى منزله، غسل الفواكه والخضار القليلة التي قطفها ليقدمها إلى زوجته، سرت الزوجة كثيراً، وأكلت ما أحضره الزوج بنهم وشهية، وشكرت زوجها كثيراً.
وفي اليوم التالي، شعرت الزوجة بأنها تريد المزيد من هذه الخضار والفواكه الشهية التي لا تشبع منها النفس، ومجدداً انتظر الزوج الساحرة لتنام، أطفأت الأنوار في منزلها، وذهب وصعد إلى السور بطريقته الرشيقة ونزل إلى الحديقة وقطف منها بعض الخضار والفواكه.
ولكن هذه المرة أمسكت به الساحرة الشريرة قبل أن يغادر حديقتها، وقالت له: "لمن تسرق خضاري وفواكهي؟"، فقال لها وهو يرتجف رعباً: "أرجوك أريد فقط القليل من أجل زوجتي، فهي تشتهي الخضار والفواكه التي في حديقتك وأردت تلبية أمنيتها فهي حامل وأريد تلبية كل طلباتها"، فقالت له ضاحكةً ضحكتها المخيفة: "هههه، حسناً إذاً خذ هذه الخضار والفواكه ولكن عندما تلد زوجتك سآخذ أنا الطفل وأربيه كأنني أنا أمه".
عندها وافق الزوج فقط من أجل أن يرحل، ولم يعتقد أن الساحرة فعلاً ستنتظر بشوق ولادة المولود، وجاء اليوم المنشود، ووضعت الزوجة الطفل، إنها طفلة جميلة جداً ذات شعر ذهبي، سعد الزوجان بطفلتهما وأسمياها ربانزل. ربانزل الجميلة طفلة غير كل الأطفال.
ظهرت فجأة الساحرة الشريرة، اقتربت من ربانزل، ونظرت إلى الزوجين وقالت لهما: "انتهى دوركما الآن مع ربانزل، أنا سآخذها معي كما جرى الاتفاق". حزن الزوجان كثيراً لأن الساحرة اختطفت ربانزل، ومرضا مرضاً شديداً وماتا. وضعت الساحرة، ربانزل في برج عالٍ جداً، وكانت كل يوم تذهب وبسحرها تدخل إلى البرج الذي لا يحتوي على سلم أو على باب، ولكن فقط على نافذة واحدة حتى تستطيع ربانزل التنفس.
ومرت الأيام، وكبرت ربانزل وأصبحت فتاة جميلة، ولأن الساحرة لم تقص شعر الطفلة أبداً، فلقد كان شعرها طويلاً جداً جداً، وحتى لا تكتشف ربانزل أن والدتها التي ربتها ساحرة، أصبحت الساحرة دائماً عندما تريد الصعود إلى البرج تنادي على ربانزل من أجل أن تدلي شعرها للأسفل وتستخدم الساحرة شعر ربانزل كسلم لها لتصعد.
ومرت الأيام، وكلما نما شعر ربانزل تقوم الساحرة بقصه، وتغيب الساحرة وتتركها وحدها في الغابة، وكانت تغني ربانزل بحزن على ما أصابها وأصاب حبيبها الأمير يوجين.
ولكن عندما سقط يوجين أرضاً فقد بصره ولكنه لم يمت، بحث الأمير مع الجنود طويلاً عن ربانزل ولكن بلا فائدة، وفي يوم من الأيام وفي عمق الغابة سمع يوجين صوت ربانزل وهي تغني وتبكي، وبحث يوجين كثيراً عن مصدر الصوت إلى أن وجد الجنود ربانزل جالسةً تبكي وتغني.
اقترب منها الأمير يوجين، وقال لها: "ربانزل أخيراً وجدتك، أنا لم أمت أنا هنا"، فرحت ربانزل كثيراً واحتضنت يوجين وبكت بشدة، وعندما نزلت بعض دموعها على عيون يوجين حدث شيء مثل السحر، يوجين يرى ربانزل، وأخيراً عاد بصر يوجين له لأن ربانزل بكت عليه حزناً وحباً في ذات الوقت. قصت ربانزل عليه ما حصل، وكيف أن الساحرة قصت شعرها، انتظر الجنود متخفين الساحرة، وعندما قدمت قاموا بإحاطتها من كل الجهات وقاموا بقتلها. وطلب يوجين من ربانزل الزواج، وقبلت ربانزل الزواج بالأمير يوجين وعاشا في قصر يوجين في سعادة وهناء.
القيم المستفادة من قصة ربانزل:
بعد أن اكتشف الأمير يوجين مكان ربانزل، قرر البقاء معها في الغابة لبعض الوقت، ليساعدها في التأقلم مع حياتها الجديدة بعيداً عن الساحرة الشريرة. كانا يخرجان كل يوم لاكتشاف الغابة ويقضيان الوقت في تعلم مهارات جديدة مثل الصيد والطبخ في الهواء الطلق.
اكتشفت ربانزل أنها تملك قوى سحرية، تماماً مثل الساحرة، ولكنها قوى تستخدم للخير. بدأت تستخدم هذه القوى لمساعدة الحيوانات في الغابة وجعل النباتات تنمو بشكل أسرع وأقوى. أصبحت ربانزل محبوبة من جميع الكائنات في الغابة.
بعد فترة، قررت ربانزل ويوجين العودة إلى المملكة لزيارة والديها الحقيقيين. كانت هذه الزيارة مؤثرة جداً، حيث التقت ربانزل بعائلتها البيولوجية التي كانت تعتقد أنها فقدتها إلى الأبد. أعادت ربانزل بناء علاقتها مع عائلتها وأصبحت جزءاً من حياتهم من جديد.
بعد عودتهما إلى المملكة، قرر يوجين وربانزل بناء مدرسة لتعليم الأطفال القيم الأخلاقية والمهارات الحياتية، باستخدام القوى السحرية لربانزل لتحقيق الخير ومساعدة الآخرين.
بدأت ربانزل بتدريب الأطفال على استخدام مهاراتهم وقواهم الخاصة، إن وجدت، بطريقة إيجابية. أصبحت المدرسة مكاناً آمناً للأطفال للتعلم والنمو، وأصبحت ربانزل ويوجين مثالاً يحتذى به في كيفية استخدام القوة والقدرات الخاصة لتحقيق الخير والعدالة.
خلال سنوات، أصبحت المملكة مكاناً مزدهراً بفضل الجهود المشتركة لربانزل ويوجين. تحسنت العلاقات بين الناس، وزادت معدلات التعليم، وازدهرت الزراعة والصناعة. أصبح الناس أكثر سعادة وأمناً بفضل القيادة الحكيمة لربانزل ويوجين.
في النهاية، عاشت ربانزل ويوجين حياة مليئة بالحب والسعادة، واستمر تأثيرهما الإيجابي في المملكة لسنوات عديدة. تعلم الجميع من قصتهما أن الأمل والصبر والقدرة على استخدام القدرات الخاصة لتحقيق الخير يمكن أن يغير العالم بشكل إيجابي.