في يوم من الأيام، عاش ملك في مملكة بعيدة، وكان لديه اثنتا عشرة ابنة، كل واحدة منهن كانت أميرة جميلة بديعة الجمال. كان الملك يحبهن ويدللهن، وكانت الأميرات الاثنتا عشرة ينمن في غرفة واحدة كبيرة مزينة بأجمل الزخارف والألوان.
لاحظ الملك شيئًا غريبًا يحدث بعد أن تذهب الأميرات للنوم كل ليلة. كان يجد في الصباح أحذيتهن بالية وممزقة وكأنهن كن يمشين مسافات طويلة أو يرقصن طوال الليل. في كل صباح كان يضطر إلى شراء اثنتي عشرة حذاء جديد لكل منهن. وعندما سأل الملك الأميرات عن سر الأحذية البالية، أنكرت الأميرات معرفتهن بالسبب.
شعر الملك بالقلق والإحباط وأعلن في كل الممالك المجاورة أن من سيكتشف سر الأميرات الاثنتي عشرة سيزوجه أي أميرة يختارها، وسينعم بنصف المملكة. تدفق العديد من الأمراء والفرسان إلى القصر الملكي ليحاولوا كشف اللغز، وكان الملك يجهز لهم غرفًا بجوار غرفة الأميرات، ولكن في كل مرة كانوا يفشلون في كشف السر، فيتم طردهم أو إدخالهم السجن.
في نفس الوقت، كان هناك شاب فقير يدعى ألكس يعيش في قرية صغيرة بعيدة. قرر ألكس أن يجرب حظه عله يفوز بالزواج من إحدى الأميرات، فتوجه إلى قصر الملك. وفي طريقه، وجد ألكس سيدة عجوز تطلب المساعدة لأنها جائعة. قدم لها الشاب من طعامه حتى شبعت، وهم بالانصراف، لكن السيدة العجوز سألته عن وجهته.
أخبرها ألكس أنه متوجه إلى قصر الملك ليحاول كشف لغز الأميرات الاثنتي عشرة. فأعطته السيدة العجوز عباءة سحرية للتخفي وقالت له: "هذه العباءة ستجعلك غير مرئي عندما ترتديها، ولكن تذكر ألا تشرب شيئًا تعطيه لك الأميرات."
عندما وصل ألكس إلى القصر وأخبر الملك بنيته في كشف اللغز، حذره الملك قائلاً: "إذا لم تكتشف السر، فسأدخلك السجن." جهز له الملك غرفة بجوار غرفة الأميرات. وفي المساء، عندما دخلت الأميرات إلى غرفتهن، أحضرت له إحدى الأميرات كوبًا من العصير. تذكر ألكس كلام السيدة العجوز وسكب العصير دون أن يشربه، ثم ارتدى العباءة السحرية واختفى تمامًا.
توجه ألكس إلى غرفة الأميرات ووجد الأميرة الكبرى تفتح بابًا سريًا تحت سريرها. تبعهن بهدوء وهو متخفي بالعباءة السحرية. نزلت الأميرات مائة درجة من سلم يوصل إلى غابة ساحرة، كانت الأشجار فيها تتلألأ بألوان جميلة وكأنها مضاءة بمصابيح سحرية. سارت الأميرات مسافة طويلة حتى وصلن إلى بحيرة رائعة، وهناك كان بانتظارهن اثنا عشر أميرًا داخل قوارب ذهبية.
ركب ألكس في أحد القوارب دون أن يراه أحد، واستمر في مراقبة الأميرات. عبرت القوارب البحيرة ووصلت إلى قصر كبير مضاء بالألوان الزاهية. دخلت الأميرات القصر، وكانت الموسيقى تعزف بألحان ساحرة. بدأ الأميرات والأمراء بالرقص، وظلوا يرقصون حتى أقترب الصباح، وقد بليت أحذية الأميرات من الرقص المستمر.
عاد الجميع من نفس الطريق إلى القصر الملكي، وعندما عادت الأميرات إلى أسرتهن، ذهب ألكس إلى غرفته وهو ما زال مرتديًا العباءة السحرية.
في الصباح، أرسل الملك في طلب ألكس وسأله إن كان قد اكتشف سر الأميرات. أخبره ألكس بما رآه بالتفصيل. فرح الملك كثيرًا لأنه عرف السر أخيرًا، وطلب من ألكس أن يختار إحدى الأميرات ليتزوجها.
اختار ألكس الأميرة الصغرى، التي كانت أكثرهن لطفًا ورقة، ففرحت الأميرة كثيرًا وتزوجا في احتفال ضخم وعاشا معًا في سعادة.
أما باقي الأميرات فقد حزن لأن الملك أغلق الباب السري داخل حجرتهن ولن يتمكن من الذهاب للرقص مجددًا. ولكن مع مرور الوقت، بدأ الأميرات يستمتعن بحياتهن الجديدة وأصبح لهن مسؤوليات في المملكة تساعدهن على ملء وقت فراغهن. أصبح القصر يعج بالفرح والسرور، وعاش الجميع في سعادة وهناء.
وهكذا، بفضل ذكاء ألكس ومساعدة السيدة العجوز، اكتشف سر الأميرات الاثنتي عشرة وتمكن من كسب حب الأميرة الصغرى ونصف المملكة، وعاش الجميع في سعادة دائمة.