كلير وسيف القوة السحرية

كان يا ما كان، عاشت فتاة صغيرة يتيمة تُدعى كلير في ميتم البلدة قرب غابة كبيرة. لم يعلم أحدٌ من أين أتت، ولم يرغب أحد في الاعتناء بها. كانت تقتات مما يتبرع به بعض الفلاحين الطيبين. لم تكن تذكر ماذا كان اسمها، أو من أين جاءت، لذلك كان القرويون يسمّونها كلير.

ورغم طيبة بعض أهالي البلدة، كان بعضهم الآخر لا يتمتع بنفس القدر من الطيبة. في يومٍ مشمس، بينما كان الأولاد يلعبون في طرقات البلدة، قررت كلير التحدث إلى المخلوقات الوحيدة التي لم تكن قاسية معها، القطط والكلاب الضالة.

"هاهاها، انظروا إليها تُكلم القطط والكلاب"، قال آشلي باستهزاء. "حتى إنهم ينظرون إليها فيستغربون. إنهم لن يردوا عليك، تعرفين ذلك."

"اتركها وشأنها يا آشلي. لم تفعل لك شيئًا"، قال جيمس. لم يكن جيمس كغيره من الأولاد في البلدة، كان طيبًا. أراد أن يذهب للعب في الغابة، لكنه لم يشأ أن يترك كلير وحدها أيضًا.

"كلير، هل تودّين المجيء للعب في الغابة؟ أعدك بأنني لن أدعه يضايقك أبدًا."

"حسنًا، سأذهب إن كنت ستذهب يا جيمس."

ركض الأولاد إلى الغابة للعب، وبرغم الوعد الذي قطعه جيمس على كلير، لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ آشلي في مضايقاته ثانية.

"ماذا تقول الطيور يا فتاة الحيوانات؟ هل تظنينها تتساءل كيف لفاشلة مثلك أن تتجول مع شخص رائع مثلي؟"

"في الواقع هم يتساءلون فيما بينهم عمّن سيتبوّل على رأسك أولًا"، ردت كلير بجرأة.

"ماذا قلتِ يا ملكة الفاشلات؟ لا أحد في البلدة يريدك هناك وأنت تعلمين. يمكنني تركك هنا في الغابة ولن يسأل عنك أحد."

وأثناء قوله هذا الكلام اللئيم، دفع آشلي بكلير إلى الشجيرات المجاورة. كان على وشك التقدم ومتابعة هجومه عندما أمسك جيمس بذراعه ليمنعه.

"اتركها وشأنها. لماذا تضايقها هكذا طوال الوقت؟ فهي لم تفعل لك شيئًا أبدًا."

لم يكد جيمس ينهي جملته حتى فقد آشلي انتباهه وتوجه إلى الشجيرات التي وقعت فيها كلير، حيث ظهر شيء جميل وملوّنٌ. وعندما اقترب منه آشلي، رأى أنه يصدر من مقبض سيف غائرٍ في صخرة على الأرض.

"سأتصرف معكَ لاحقًا، هذا السيف رائعٌ فعلًا. لن يتمكن من الحصول عليه إلّا أكثر شخصٍ روعةً بيننا."

أمسك آشلي بالسيف وسحبه بكل ما أوتي من قوة. لم يحدث شيء. بقي السيف عالقًا في الأرض. سحب أقوى وأقوى، لكن يده انزلقت عن المقبض ووقع على ظهره.

"هاهاها، أعتقد بأنك لست الشخص الأروع بيننا إذن"، قالت كلير بسخرية.

"اخرسي. هل تريدين أن أدفنك إلى جانب السيف؟ هل سيكون هذا ممتعًا؟"

تقدم آشلي نحو كلير، بينما كانت تتراجع لتتجنبه، فلمست يدها مقبض السيف. ظهر ضوءٌ قويٌّ في الغابة. كانت يد كلير تتجه إلى مقبض السيف بفعل قوى خفية، وسحبتها من الأرض. رغم أن أحدًا لم يكن في الغابة سوى هؤلاء الأولاد الثلاثة، كان جيمس متأكدًا من أنه سمع أصوات عزفٍ بالبوقِ بينما كانت كلير ترتفع في الهواء.

اتسعت عيناه بينما كانت كلير تتحوّل. طال شعرها وتغير لونه، وتبدلت ثيابها إلى بدلة محاربٍ حديدية. وعندما عادت إلى الأرض، نهض آشلي عن الأرض وركض هاربًا.

"انسَ الأمر! لن أنتظر حتى تقطع رأسي. النجدة!!"

"كلير؟ هل هذه أنت؟ ماذا يحدث؟!" تساءل جيمس بدهشة.

التفتت كلير إلى جيمس، فرأى أن عينيها قد انقلبت إلى الخلف. تركت السيف في الهواء وهوت على الأرض. أمعن جيمس النظر إلى كلير وقد عادت إلى طبيعتها. بالسرعة نفسها التي تحولت فيها إلى محاربة مذهلة، عادت إلى طبيعتها فتاةً متسولة فقيرة. رفع جيمس كلير وعاد بها إلى البلدة. وبقي السيف على الأرض، واندفن بالتراب حين سقطت كلير.

"كيف لفتاة صغيرة أن تكون ثقيلة هكذا؟" تساءل جيمس.

وفي قلعة تقع على أطراف الغابة، عاش ملك وملكة في قاعة العرش. كانا يبحثان عن وريثة مفقودة لعرشهم، فتاة تحمل علامة سحرية يمكنها السيطرة على سيف القوة السحرية.

عندما عاد جيمس بكلير إلى البلدة، سمع بعض الحكايات عن الملك والملكة وعن البحث عن الوريثة المفقودة. قرر جيمس أن يخبر الملك والملكة بما حدث في الغابة.

بعد أيام، وصل جيمس وكلير إلى القلعة. وعندما رآها الملك والملكة، تعرفا على الفور على العلامة السحرية التي كانت تبحث عنها. كانت كلير الوريثة المفقودة.

عادت كلير إلى عائلتها الملكية، وتعلمت كيفية استخدام قوتها السحرية بحكمة. أصبحت محاربة شجاعة تحمي المملكة من كل الأخطار، وعاشت بسعادة مع والديها الملكيين وأصدقائها الجدد، ولم تنسَ أبداً طيبة جيمس الذي وقف بجانبها في أوقات الشدة.

وعاش الجميع في سعادة وهناء، وأصبحت قصة كلير وسيف القوة السحرية تُروى للأجيال كرمز للشجاعة والصداقة الحقيقية.



إعدادات القراءة


لون الخلفية