في قديم الزمان في هولندا، عاش ملك وملكة وابنتهم الجميلة، الأميرة ميلاني. كانت ميلاني فتاة رائعة الجمال، وكانت تعلم ذلك جيداً. أحب الجميع النظر إلى وجهها الجميل، حتى هي أحبت ذلك.
في تلك الأيام، لم تكن هناك مرايا أو معادن تعكس الصور، لذلك كانت الأميرة ميلاني تخرج إلى الغابة وتذهب إلى البحيرة، وتستمتع بالنظر إلى انعكاس وجهها في الماء. كانت تحب الطبيعة والغابة بشدة حتى أنها تلعب في الوحل طوال اليوم. وعندما كانت تعود إلى القصر، كان يبدو شعرها كعش طائر مبعثر.
لم يكن سلوك الأميرة جميلاً كوجهها الرقيق، فقد كانت تهين جميع الخدم في القصر وتعاملهم معاملة سيئة حتى كبار السن. اشتكت الملكة للملك عن سوء سلوك الأميرة. أحب الملك ابنته بشدة ولم يقوَ على التفكير في معاقبتها، لكنه طمأن الملكة. كان الملك يعزي نفسه بعطفها على الحيوانات، لكنه كان قلقاً عليها عندما تصبح ملكة، لذلك احتفظ بمخاوفه لنفسه وخرج إلى مكانه المفضل في الغابة، حيث عاش صديقه البلوط الكبير.
كان هذا منذ عدة سنوات عندما كان الملك مجرد ولد صغير. رأى حطابين جاؤوا لقطع شجرة بلوط، لكنه لم يسمح لهم بذلك. لم يجد الحطابون حلاً سوى ترك شجرة البلوط، وأصر الأمير على وضع حراسة على الشجرة حتى لا يتم قطع أي شجرة حية، ولم يسمح بصيد الحيوانات.
وفي يوم، حينما كان الأمير يلعب في الغابة، سمع صوتاً. بحث عن مصدر الصوت حتى وجد ثوراً صغيراً، كان الثور يتألم بشدة فقد كانت قدمه مصابة والجرح عميق. أخذ الأمير الثور إلى القصر ورعاه إلى أن شفي. وحينما كبر الأمير قليلاً وصار في العشرين، زار صديقه القديم البلوط الضخم ليجده يحتضر. شعر الأمير بالحزن الشديد، ومن ثم تذكر الملك وصية الشجرة له.
اليوم، وبعد عدة سنوات، ها هو الملك يقف في الغابة يتذكر ما قاله له صديقاه الشجرة والثور. لقد رأى بريقاً من الأمل وكان ممتناً لهما. عاد مسرعاً إلى القصر وأمر بصنع تنورة من عصي البلوط، ومشطاً من قرن الثور. ومن ثم أمر الملك الأميرة بارتداء التنورة الخشبية.
وكلما أساءت الأميرة التصرف، كانت ترتدي التنورة الخشبية، التي لم تعجبها. وسرعان ما بدأ سلوكها يتحسن. ففي كل مرة تمشط شعرها بالمشط المصنوع من قرن الثور، تتحسن أخلاقها. اندهش الجميع مما حدث مع الأميرة وتساءلوا عن سبب هذا التغير.
وفي يوم خرجت إلى الغابة ووصلت حيث كان البلوط الكبير، ورأت أجمل زهرة على الإطلاق. أخذت الزهرة إلى القصر وأرتها إلى أمها وقريبتها، وسرعان ما علمتهن العمة كيفية استخراج الكتان منها وغزله إلى أفضل وأنعم نسيج. بعد فترة تحولت الغابة إلى حقل كبير من زهور الكتان، وكل من في المملكة كان يعمل بغزل الكتان إلى نسيج ناعم، وصنع الخياطون منه أجمل الأثواب.
أحبت الأميرة الكتان جداً. وفي يوم، ارتدت الأميرة عشرين تنورة وسارت بحيوية ونشاط. ظنت السيدات أن العشرين تنورة هو الرقم الذي يجعل مظهرها جميلاً، وانتشر هذا الأسلوب في كافة المملكة. ومنذ ذلك الحين، استمرت الصيحة التي بدأتها الأميرة ميلاني إلى يومنا هذا، وعاشت المملكة في سعادة وسلام بفضل حكمة وجمال أميرتهم المحبوبة.