فوقفت الجميلة على باب الحجرة المعتمة، ودفعها الفضول لأن تلج إلى داخلها. عندما دخلت، لاحظت أن الغرفة مليئة بالغبار والعناكب التي نسجت شبكاتها على الأثاث المهجور. في وسط الغرفة، كان هناك مرآة كبيرة ومكسورة. تقدمت الجميلة نحو المرآة، ونظرت في زواياها المعتمة لترى انعكاسًا غير واضح لصورة الوحش. لكن ما لفت انتباهها هو انعكاس شبح امرأة جميلة.
في تلك اللحظة، دخل الوحش إلى الحجرة، وعيناه تحملان الحزن والندم. توقف عندما رأى الجميلة تقترب من المرآة، وقال بصوت منخفض: "تلك المرأة في المرآة... كانت حبيبتي. لقد حولتها الساحرة الشريرة إلى هذه المرآة لتحبسكما فيها."
صُدمت الجميلة من الحقيقة، وتساءلت بصوت خافت: "هل كانت تلك المرأة حقيقية؟ وهل ستعود إذا كسرت هذه اللعنة؟"
هز الوحش رأسه بحزن، وقال: "لا، لا يمكن أن تعود. الساحرة حولتها إلى هذه المرآة لتبقى محبوسة إلى الأبد. لقد فقدتها بسبب أنانيتي وطيشي."
ثم نزلت دموع الوحش، وبدون أن يفكر، اقتربت الجميلة منه واحتضنته، وقالت: "لا يمكنني إعادة الماضي، لكن يمكنني مساعدتك في تجاوز هذا الحزن. لنجعل من هذا القصر مكانًا مليئًا بالأمل والحب."
بمرور الأيام، بدأ الوحش يفتح قلبه أكثر للجميلة، وبدأ يعاملها بلطف واحترام. وشيئًا فشيئًا، نشأت بينهما علاقة حب قوية. كانت الجميلة تعتني بالوحش، وتزرع الزهور في الحديقة، وتغني له أغاني جميلة تملأ القصر بالفرح.
في أحد الأيام، بينما كانت الجميلة تسقي الزهور في الحديقة، سمع الوحش صوت غناءها يتردد في أنحاء القصر. شعر بشيء غريب يحدث داخله، وبدأ يشعر بتغيرات في جسده. تحولت مخالبه إلى أصابع رقيقة، وانكمشت فروته الكثيفة، وبدأت ملامحه تتحول إلى ملامح إنسان.
دخلت الجميلة القصر ووجدت الوحش يقف أمام المرآة المكسورة، وقد عاد إنسانًا. كان الأمير الذي كان محبوسًا داخل جسد الوحش. احتضنته الجميلة بقوة، وعيناهما تملأهما الدموع.
قال الأمير: "بفضل حبك وحنانك، تحررت من اللعنة. لن أكون قادرًا على شكرك بما يكفي."
ابتسمت الجميلة وقالت: "الحب هو القوة الأعظم. سنعيش معًا ونحول هذا القصر إلى مكان مليء بالحب والسعادة."
وبالفعل، تحول القصر إلى جنة من الزهور والألوان، وعاش الأمير والجميلة في سعادة وهناء. وظلت قصتهم تروى للأجيال القادمة كرمز للحب الحقيقي والتضحية، وكيف يمكن للحب أن يحرر القلوب ويغير الأقدار.