قصة سنووايت والأقزام السبعة

كان يا ما كان، في مملكة بعيدة، عاش ملك وملكة في قلعة كبيرة. كان لهما ابنة جميلة تدعى سنووايت. كانت سنووايت تمتلك جمالًا أخاذًا بعيون زرقاء وشعر أسود طويل، وبشرة بيضاء كالثلج. لكنها لم تكن تعيش بسعادة تامة، فقد تزوج والدها بعد وفاة والدتها من امرأة شريرة كانت تغار من جمال سنووايت.

كانت زوجة الأب الساحرة الشريرة تمتلك مرآة سحرية تسألها كل يوم: "أيتها المرآة، من هي أجمل سيدة على الأرض؟"، وكانت المرآة تجيب دائمًا: "أنتِ يا صاحبة الجلالة". ولكن في يوم من الأيام، كانت الإجابة مختلفة. قالت المرآة: "سنووايت هي أروع من على الأرض".


غضبت زوجة الأب الشريرة وشعرت بالغيرة الشديدة. قررت التخلص من سنووايت. استدعت أحد العاملين في القصر وعرضت عليه رشوة كبيرة ليأخذ سنووايت إلى الغابة ويقتلها. وافق العامل، ولكن عندما جاء وقت الفعل، لم يتحل بالشجاعة الكافية وترك سنووايت بجانب شجرة وهرب.

في الليل، بكت سنووايت وحيدة في الغابة المظلمة، خائفة من الأصوات الغريبة التي تسمعها. استلقت تحت شجرة وأخذت تنام بشكل متقطع، تستيقظ من وقت لآخر بفعل الخوف والتعب.

عندما أشرقت الشمس، استيقظت سنووايت على صوت غناء الطيور، وتلاشت مخاوفها تدريجيًا. بدأت تتجول في الغابة حتى وجدت كوخًا صغيرًا بدا كأنه مأوى مناسب. دخلت الكوخ وتجولت داخله، ووجدت أن كل شيء فيه صغير الحجم، من الأثاث إلى الأدوات. وجدت في المطبخ سبعة أطباق وملاعق صغيرة، وفي الطابق العلوي سبعة أسرة صغيرة نظيفة.

قررت سنووايت إعداد وجبة لأصحاب الكوخ كعلامة شكر على استضافتهم. عند الغروب، عاد سبعة رجال صغار الحجم إلى الكوخ، وكانوا أقزامًا يعملون في المنجم القريب. تفاجأوا عندما وجدوا وجبة ساخنة جاهزة وفتاة جميلة نائمة في أحد أسرّتهم.


اقترب أحد الأقزام وسألها بلطف: "من أنتِ؟"، استيقظت سنووايت وروت لهم قصتها الحزينة. تأثر الأقزام بحكايتها وعرضوا عليها البقاء معهم في الكوخ. شعرت سنووايت بالامتنان الشديد لكرم ضيافتهم ووافقت على البقاء.

في اليوم التالي، حذرها الأقزام من عدم فتح الباب للغرباء قبل أن ينطلقوا إلى عملهم. في هذا الوقت، عاد العامل إلى زوجة الأب الشريرة وأعطاها دليلاً كاذبًا على موت سنووايت.


عادت زوجة الأب إلى مرآتها السحرية، ولكنها صُدمت عندما أخبرتها المرآة أن سنووايت ما زالت حية وتعيش في كوخ الأقزام السبعة في الغابة. غاضبة، قررت الساحرة الشريرة أن تقتل سنووايت بنفسها.

تنكرت زوجة الأب في هيئة امرأة عجوز وحملت سلة من التفاح المسموم. وصلت إلى الكوخ بعد أن غادر الأقزام، وطرقت الباب. رفضت سنووايت في البداية فتح الباب للمرأة العجوز، ولكن العجوز أقنعتها بأن تأخذ تفاحة كهدية. بمجرد أن قضمت سنووايت التفاحة، سقطت على الأرض مغمىً عليها.


عاد الأقزام ليجدوا سنووايت ملقاة على الأرض، وبجانبها التفاحة المسمومة. حاولوا بكل جهدهم إيقاظها ولكن دون جدوى. وضعوها في تابوت زجاجي وذهبوا بها إلى الغابة، حيث وضعوها وسط الزهور وراقبوها بحزن.

في ليلة من الليالي، مر أمير شاب بالصحراء ورأى التابوت. انجذب لجمال سنووايت وطلب من الأقزام أن يأخذها إلى قصره. أثناء نقل التابوت، انفتح الغطاء وقرر الأمير تقبيل يدها، وفي تلك اللحظة استيقظت سنووايت.

تبين أن الحب الحقيقي هو ما أعاد سنووايت إلى الحياة. طلب الأمير الزواج من سنووايت، ووافقت بسعادة. تزوجا وعاشا في سعادة، وكانت سنووايت تزور أصدقائها الأقزام السبعة بانتظام، ممتنة لهم على إنقاذ حياتها وحمايتهم لها.



إعدادات القراءة


لون الخلفية