في قديم الزمان، كان هناك ملك عظيم تزوج بأميرة جميلة وحنونة. زاد فرحهما بقدوم مولودة جديدة، طفلة جميلة أطلقا عليها اسم لورا. كانت الطفلة محبوبة من الجميع، وكان الجميع يتسابق لإرضائها وإسعادها. قرر الملك إقامة حفل كبير للاحتفال بميلاد ابنته، ودعا كل من في المملكة والشيوخ العظماء.
في يوم الحفل، اجتمع الجميع في قاعة القصر الكبيرة. كانت الزينة تملأ المكان، والموسيقى تعزف بأنغام البهجة والفرح. عند اقتراب نهاية الحفل، بدأ المدعوون بتقديم الهدايا للطفلة. اقترب الشيوخ من المولودة وبدأوا بالدعاء لها بالصحة والعافية وحياة مليئة بالأفراح.
ولكن فجأة، دخل شيخ عجوز كان الملك قد نسي دعوته. غضب الشيخ بشدة من هذا التجاهل ودعا على الطفلة بأن تموت في يومها الأربعين. انتشر الذعر في القصر، وانتهى الحفل بدموع الملكة وقلق الملك.
أعلن الملك عن مكافأة عظيمة لمن يستطيع إزالة هذه اللعنة. اجتمع الشيوخ وبدأوا بتحضير ترياق مضاد لتلك اللعنة. بعد ثلاثين يومًا، عاد الشيوخ إلى الملك وقالوا: "لقد حضرنا ترياقًا، ولكنه ليس لإزالة اللعنة بل لتنويم الطفلة حتى يأتي أمير ويغرم بها."
أمر الملك بتحضير المزيد من الترياق لكي يشربه جميع سكان المملكة، حتى عندما تستيقظ الطفلة تجد كل شيء كما هو. وبالفعل، شرب الجميع الترياق وناموا في مكانهم.
مرت عشرون عامًا، وفي مكان بعيد كان هناك أمير يدعى هنري. كان أميرًا شجاعًا ونبيلًا، يسافر في أرجاء العالم بحثًا عن المغامرات. وفي يوم من الأيام، بينما كان يتجول في الغابة، رأى قصرًا مهجورًا يبدو وكأنه نائم.
دخل الأمير هنري إلى القصر، وكانت الدهشة تملأ عينيه عندما رأى الجميع نائمين في أماكنهم. تابع سيره حتى وصل إلى غرفة نوم فاخرة، وهناك وجد الأميرة لورا نائمة في سريرها. كانت الأميرة جميلة بشكل لا يوصف، شعرها الذهبي يلمع في ضوء الشمس الذي يدخل من النافذة.
اقترب الأمير من الأميرة ولمس وجهها بلطف، وفجأة فتحت عينيها. نظرت إليه بعيونها الزرقاء الجميلة وأحست بشعور غريب يسري في قلبها. في تلك اللحظة، استيقظ الجميع في القصر وعادت الحياة إلى المملكة.
فرح الملك والملكة بعودة ابنتهما، واحتضناها بشدة. بعد ذلك، توجه الملك إلى الأمير هنري وقال له: "لقد أنقذت ابنتنا ومملكتنا، ماذا تود أن تأخذ كمكافأة؟"
ابتسم الأمير هنري وقال: "لا أريد سوى يد الأميرة في الزواج." وافق الملك على الفور، وبعد فترة قصيرة، أقيم حفل زفاف ضخم في القصر. حضر الجميع من جميع أنحاء المملكة للاحتفال بالزواج الملكي.
عاش الأمير هنري والأميرة لورا حياة مليئة بالسعادة والحب. كانت لورا تشعر بالامتنان للأمير هنري الذي أنقذها، وكان الأمير هنري يعشق لورا بجنون. كانت المملكة تنعم بالسلام والازدهار تحت حكم الملك العادل وابنته وزوجها الشجاع.
ولكن لم تكن القصة لتنتهي هنا. بعد فترة من الزواج، علم الملك أن الشيخ العجوز الذي ألقى اللعنة على ابنته لا يزال حيًا ويعيش في الغابة. قرر الملك إرسال الأمير هنري للبحث عنه ومواجهته.
انطلق الأمير هنري في رحلته، وكان مصممًا على إنهاء هذا الكابوس الذي كان يهدد مملكته. بعد أيام من البحث، وجد الأمير كوخًا صغيرًا في الغابة. دخل الأمير إلى الكوخ ووجد الشيخ العجوز جالسًا هناك.
قال الأمير للشيخ: "لقد جئت لأواجهك بسبب اللعنة التي ألقيتها على الأميرة لورا." ضحك الشيخ العجوز بصوت مخيف وقال: "لم أكن أعتقد أن أحدًا سيأتي لمواجهتي. ماذا تريد مني الآن؟"
أجابه الأمير: "أريدك أن تزيل اللعنة نهائيًا وتضمن عدم حدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى." فكر الشيخ قليلاً وقال: "حسنًا، سأزيل اللعنة إذا قمت بمهمة واحدة لي."
كانت المهمة هي العثور على زهرة نادرة تنمو في قمة جبل بعيد. وافق الأمير هنري على الفور وانطلق في رحلته الجديدة. واجه العديد من التحديات والمخاطر، ولكنه كان مصممًا على النجاح. بعد أيام من المشي والتسلق، وجد الزهرة النادرة وأخذها معه.
عاد الأمير إلى الشيخ العجوز وسلمه الزهرة. بنظرته المتعجبة، قبل الشيخ العجوز الزهرة وألقى تعويذة لإزالة اللعنة نهائيًا. شكر الأمير هنري الشيخ وعاد إلى المملكة بفرح كبير.
استقبلته الأميرة لورا بلهفة وشكرته على شجاعته وحبه الكبير. عاشا بعدها في سلام وسعادة، وكانت المملكة تعيش في أمان وازدهار تحت حكمهم. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قصة الأمير والأميرة درسًا للجميع عن الحب والشجاعة والتضحية.