الجزء 4
الفصل الرابع
انصرف أسامة متعجبا لكلام أدهم ولكنه توجه للشيف أحمد وابلغه بالمطلوب فتهلل وجهه قائلا : هو ادهم بيه هنا يا روايح قنا واللي بييجوا من قنا ،،، حاضر من عينيا هجهز كل حاجه وابلغك
مازالت ملامح الاندهاش تبدو علي وجه اسامه ولكنه لا يستطيع أن يسأل من هذا الادهم المحبوب من الجميع ولكنه انتظر حتي جهز الشيف البيتزا والبيبسي وسأله : بس دي كوبايه واحده ،، اه هيا كبيره وشكلها مختلف عن الكوبايات العادية بس فين التانيه ؟؟
الشيف أحمد : طيب هو طلب اتنين بيتزا ولا واحده ؟؟
اسامة : لا واحدة كبيرة
احمد : تمام انا هفهمك بما انك مفهمتش ،، هما الاتنين شخص واحد بيآكلوا من طبق واحد وبيشربوا من كوبايه واحده وآدي يا عم اسامة الشفاطات علشان تروح تقدم الاكل قبل ما البيتزا تبرد ،، حنين هانم مش بتآكل الاكل البارد ،، يالا يا ابني انت متنح ليه
اسامة : هاه لا ابدا مفيش حاجه
حمل الطعام وتوجه لأدهم ،، ابتهج اسامة مما سمعه وتحدث لنفسه قائلا : يااااه هو في حب بالشكل ده ، يآكلوا من نفس الطبق وكمان يشربوا من كوبايه واحده ،، ياااارب ارزقني بنت الحلال اللي تحبني بالشكل ده ،،، ده كفايه اسمها حنين يا عيني علي الجمال ما شاء الله من كل حاجه ،،، يااارب اوعدني
وصل اسامه بجوار المنضدة ووضع الطعام عليها وقدم المشروب ومد ادهم يده وتناول الرسالة الموضوعه عليها : بألف هنا وشفا يا ادهم بيه ان شاء الله سهرة سعيدة خدامك أحمد
ابتسم ادهم قائلا : انت اسمك ايه ؟؟
_: هاه انا اسمي اسامة يا فندم ،، حضرتك تؤمر بحاجه تاني ؟؟
_ : لا شكرا بس بلغ الشيف احمد اني منتظره بعد الشغل خليه يتصل بيا انا عارف انه دلوقت ممنوع يمسك التليفون
_ : حاضر يا فندم هبلغه تحت امر حضرتك
وظل واقفا ينظر إليه
_ : مالك انت محتاچ حاچه ،، انت واقف ليه ؟؟
_ : هو انا ممكن اطلب من حضرتك طلب صغير ؟؟
والله همشي علي طول ومش هضايق حضرتك تاني
_ : اكيد اتفضل آني سامعك
_ : ممكن حضرتك والمدام تدعولي ان ربنا يرزقني ببنت الحلال اللي تحبني بس تحبني بجد هو ده طلبي بس كده
ضحك ادهم وارتفع صوته مقهقها : بس اكده ، ندعولك ومن الله الاچابة ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تحبك وتراعي ربنا فيك
تهلل وجه اسامة بالفرحة قائلا : اشكرك يا ادهم بيه ربنا يبارك في حضرتك ويرزقك السعادة دايما يارب
تركهم ووقف من بعيد يترقبهم والابتسامة تعلو وجهه وكأنه يشاهد فيلمـًا علي إحدي القنوات الفضائية واخذ يتأمل أدهم وهو يضع الطعام في فم حنين ثم يرفع لها الكوب ممسكا بالشفاطه لترتشف منها ثم يشرب هو ويأكل بعدها
استفاق اسامة علي صوت المدير : انت واقف هنا بتعمل ايه ؟؟
يالا علي شغلك بدل ما اخصملك نص يوم بلاش لكاعه
اسامة : حاضر حاضر يا فندم انا رايح اهوه ،، بلاش خصم انا لسه ملحقتش
بعد ان انتهي الشيف احمد من فترة العمل وكان قد ابلغه اسامة بطلب ادهم فاتصل به هاتفيا فاستأذن من حنين وتركها لمدة عشر دقائق ليقابل أحمد
ادهم : ازيك يا راچل يا طيب والله اتوحشتك ، كيفك وكيف ولدك ؟؟
احمد : كيفك يا ولدي اني كمان اتوحشتك ،، اني في نعمه من ربي وولدي الحمد لله بيبوس يدك من وقت ما نقلته من الشغل للشغل الچديد وهو مرتاح وبيدعيلك ربنا يا ولدي يبارك فيك ويرزقك السعادة ، والست حنين كيفها انشاله بخير
ادهم : بخير الحمد لله وبتسلم عليك وكمان في خبر زين ،، همسه اتچوزت هشام واد اختي والحمد لله الامور تمام
احمد : مبارك عليكم وعليها يا ولدي من وقت ما تركت قنا وچيت هنه وماتت مرتي واني معاوزش ارچع تاني حتي ولدي قاعد أهنه ومرتاح في شغله والحمد لله بنطمن علي الاهل بالتلافون وخلاص اكده زين لا تار ولا حد عارف موطرحي ولا حد عارف ان عندي واد وهنه آني بتحدت وياهم عادي محدش عارف أني صعيدي
ادهم : يا عم احمد انت كبرت علي الشغل والموضوع فات عليه سنين طوال وخلاص بقي انت من وقت ما سيبت قنا ومحدش بيچيب سيرة الموضوع ديه ،، كانت عاركه وسط فرح انت لا ليك ذنب في اللي مات ولا قتلت حد ليه عاوز تفضل متغرب عن اهلك وناسك
احمد : يا ولدي آني عارف اني لا قتلت حد ولا عمري ف يوم فكرت اعمل اكده ولكن خوفي علي ولدي كبير ،، بعد ما مشيت عرفت ان اهل القتيل رافضين الفدية ومأخدوش العزاا ،، اه الموضوع فات عليه سنين طوال ولكن محدش عارف اللي مستخبي ايه يا ولدي خليني آني وولدي بعيد ،،، يالا اطلع للأميرة آني اخرتك عليها قوي وآني عارف هيا مهتحبش تقعد وحدها هنه ،، بلغها سلامي
ادهم : يوصل ان شاء الله ،، طيب انت معوزش حاچه ؟؟
احمد : آني وولدي عايشين من خيرك يا ولدي ربنا يرزقك من واسع فضله
ادهم : امانه يا عم احمد لو احتاچت لشي ف اي وقت اتصل عليَّ متترددش
احمد : عيشت يا ابن الاصول متقلقش يا ولدي اكيد لو اعتزت لشي هكلمك ما انت ولدي الكبير يالا تصبح علي خير ومتنساش تبلغ سلامي للحاچ عبد الكريم
_____________________
حنين : انت اتأخرت ليه كده يا قلبي ؟؟
ادهم : معلش يا قلب ادهم كنت هسلم علي عم احمد من زمان مشفتهوش ولا اطمنت عليه
حنين : بقول ايه ،، ما تحكيلي حكاية الراجل ده ،، انا شوفته كتير وعارفه انه بيحبك بس كل ما آجي اقولك احكيلي عنه انسي بس ادينا سهرانين يالا احكيلي عنه شويه
ادهم : بس اكده من عيوني ،، شوفي يا اميرتي ،، من زمان من ييچي عشرين سنين اكده كان في فرح لأخو عم احمد حدانا في البلد وانتي عارفه ناس البلد بيحبوا ضرب النار في الافراح وفي وسط ما هما بيرقصوا قامت عاركة بين اتنين واتدخلوا الكبار ولكن مفضتش زادت وچت طلقة من حد معرفينش هو مين وصابت واحد من عيلة من العائلات اللي كانت معزومه
واتقلب الفرح احزان ومياتم والعيلة اعلنت مفيش عزا لحد اما تآخد بتار اللي مات
عمك احمد الناس اتهموه ان هو اللي ضرب بالنار لانه كان ماسك بندقية بس المسكين لقاها في الارض لان بعد الراچل ما طب ساكت اللي كان ماسك البندقية رماها وأحمد كان غلبان مسكها ورفعها من الارض فلزقت التهمه فيه ومن وقتها كان لسه متچوز مكملش شهور اخد مرته وهچ من البلد واتصل بيا بعدها بيومين يستنچد بيا فچيت اهنه وچبتله شغل واتعلم الصنعه علي يد شيف كبير بعدها عرف ان مرته حامل بس ماتت المسكينه وهيا بتولد وسابتله واد اتكفل بيه ومن وقتها وهو هنه ومرچعش قنا والناس نسيته ونسيت حكايته يعني تقدري تقولي ان الحكاية ماتت بس هو خايف يرچع لحد دلوك وولده ما شاء الله كبر واشتغل بس المكان اللي كان هيشتغل فيه افلس واتصل بيا وكلمت ناس حبايبي وشغلوا الواد حداهم في السياحة وانتي عارفه الباقي بقي كل ما بناچوا هنه لازمن اطمن عليه واشوفه واعرف احواله واحوال ولده واعرف اذا محتاچ لشي ولا لاه
حنين : ياااااه انت كل يوم بتثبلي اني فعلا ربنا راضي عني لما رزقني قلبك وحبك ربنا يزيدك من محبة الناس ،، اللي بتعمله مع غيرك ده شيء عظيم والحمد لله يمكن احنا عايشين في خير كبير بسبب دعوة الناس بظهر الغيب ،، اقتربت منه وهمست له وأنا بحبك خبيني جوا قلبك ممكن
ادهم : انتي تؤمري وآني عليا التنفيذ بس تفتكري طلبك ديه آني هنفذه ازاي ،، هو انتي معرفاش انك چوا قلبي من وقت ما وعيت علي وش الدنيا كنك موشومه علي قلبي وكني عميت عن بنات الكون كله إلا انتي كلمات العشق هربت مني اما حست انها هتكون قليله عليكي ،، اقولك تعالي چوا حضن ادهم يمكن قلبه يقولك بحبك وتسمعيه اكتر
لحظات من السعادة مرت عليهم ونسوا عمرهم ونسوا الدنيا وما فيها ،، ليس الحب بالعمر ولكنه بعدد دقات القلوب حين تجتمع مع المحب