الجزء 21
الفصل الحادي والعشرون
وصلت وردة للجامعه وبدأت رحلة البحث عن ابراهيم الي أن عثرت عليه جالسا في المكتبة فأقتربت منه قائله : السلام عليكم
رفع ابراهيم رأسه متأملا في وجهها ثم تلفت حوله قائلا : هو حضرتك بتكلمي مين ،، آني مشايفش حد هنه غيري
وردة : أأأاااايوه آني بكلمك انت
ابراهيم : هو حضرتك تعرفيني ،، اقصد خير في شي ؟؟
قدمت وردة دفتر المحاضرات له قائله بتردد : اتفضل الامانه دي كلفني بيها مسعد أني اوصلهالك
ابراهيم بحنق وقد اختطف من يدها الدفتر : إيه ديه كشكولي ،، ازاي مسعد يسيبه وياكي وازاي يأمنك عليه ،، عموما آني ليا كلام وياه
وردة : آني .....
قاطعها ابراهيم قائلا : خلاص يا آنسه متشكر ،، مش وصلتي الامانه ،، تقدري تتفضلي متعطليش نفسك
وردة بحزن : لا مفيش عطلة ولا حاجة وكمان مفيش شكر بين الزملاء ،، بعد اذنك
تركته وانصرفت من امامه وعادت من حيث أتت
زفر ابراهيم بحنق : اكيد مسعد اتچن ف عقله يبعتلي بت بالكشكول لحد هنه ،، بس اما اشوفك قدامي يا مسعد آني ليا تصريف تاني وياك
______________________
هشام : الچميل اخباره ايه دلوك ؟؟
همسه : أنا بخير حبيبي الحمد لله اطمن ،، الدوا ريحني ومعدتي ارتاحت شويه
هشام : طيب يالا يا قمر نامي وارتاحي وبكره نروحوا نطمنوا من الداكتور ونشوفوا هيقول إيه
همسه بدلال : بس أنا مش عاوزه انام دلوقت ،، لسه بدري ،، وبعدين انا زعلانه منك اوي
هشام بفزع : واه ،، القمر زعلان ،، طيب ليه زعلانه آني زعلتك ف شي ؟؟
همسه اسندت رأسها الي صدره وتشبثت بجلبابه قائله : ايوه انت من زمان مش قولتلي شعر ،، ماما كانت دايما تحكيلي ان بابا علي طول بيقولها شعر وبيكتبهولها كمان وأنا عارفه انك بتكتب ذيه بس مش بتكتب فيا انا وانا زعلانه
هشام : لاه لاه ،، متزعليش يا همستي ،، هقولك احلي شعر في احلي همسه
أريحيني علي صدرك
لأني متعب مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كنت
سنينُ العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليكِ لا ادري لماذا جئت
فخلفُ الباب أمطارٌ تطاردني
شتاءٌ قاتم الانفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحبابٌ
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئتُ إليكِ تحملني
رياحُ الشكِ للإيمان
فهل ارتاحُ بعض الوقت في عينيكِ
أم أمضي مع الاحزان
همسه : بعد الشر عليك من الاحزان يا نور العين ربنا ما يجيب احزان
هشام بإبتسامة خادعة : خلاص يبقي نرتاحوا چوا عيون همسه ،، أچمل عيون بنات الكون ،، حورية سقطت من الچنة وسكنت قلبي ،، آااااه يا قلبي ،، هاتي يدك أكده
همسه بقلق : حبيبي سلامتك انت تعبان ؟؟
همس لها : طيب ازاي اللي يشوف العيون دي يتعب ،، متقلقيش عليّ بس آني مشتاق لقلبك ،، ضميني لچل ما ارتاح وانام
ضحكت همسه قائله : طيب ما كنت تقول كده من الاول لازم تخضني عليك ،، تعالي جوا حضن همسه ونام يا قلبي
اغلق هشام ضوء المصباح وعم السكون ارجاء الغرفة واستسلم هشام للخلود للنوم بين ذراعيها حتي الصباح
_______________________
ابراهيم في غرفته يتحدث لمسعد عبر الهاتف : كيف يعني تآخد مني الكشكول وتبعتهولي من بت ،، هما الولاد قطعوا اياك ولا قطعوا ؟؟
مسعد : يا ابراهيم يا خوي ، اهدي شوي ،، انت عارف ان ابوي تعبان من فترة كبيرة وبيأچل كل شوي السفر لمصر ،، مسك فيا المره دي وصمم اروح وياه نسلموا الزرع وبعد اكده نروحوا المستشفي نعملوا الفحوصات بتاعته وبالصدفه لقيت وردة قدامي فطلبت منيها توصله لحد عنديك ايه اللي حوصل يا خوي مش كتر خيرها
ابراهيم : يا سيدي كتر خيرها بس انت عارف اني مليش تعامل معاهم
مسعد : هي البت قلة ادبها وياك أو عملت حاچة ضايقتك ؟؟
ابراهيم : الصراحه لاه ،، البت چت بكل احترام وسلمتني الكشكول ومشيت ،، وآني كنت متعصب وشكلها اتضايقت مني
مسعد : طيب يا خوي ينفع ابراهيم ابن الاصول يعامل بت چت لحد عنديه بالطريقه دي ،، الصراحه بقي انت محقوق لها ولازمن تطيب خاطرها
ابراهيم بحنق : اطيب خاطرها ،، لاه مليش آني في الموضوع ديه
مسعد : ليه مليكش ما تتعلم وفيها ايه دي ،، روح واتحدت وياها كلمتين وقولها مكنتش تقصد تضايقها وخلاص
ابراهيم : طيب اما اشوف ،، يالا بقي هروح انام عندينا محاضره مهمه بكره الصبح ،، سلام
____________________
الطبيب : اتفضلي استاذه همسه في غرفة الكشف لازم نطمن ذي ما قولت لحضرتك
هشام : هو حضرتك شاكك في حاجه يا داكتور ؟؟
الطبيب : لا ان شاء الله كل خير ،، حضرتك قلقان ليه أكده مفيش حاجه تقلق
اتفضلي حَضرتك
دلفت لغرفة الكشف ومعها هشام وبدأ الطبيب اجراءات الفحص واذا بإبتسامة هادئة ترتسم علي وجهه ،، إلتفت ينظر لهشام قائلاً : مبروك المدام حامل ذي ما توقعت والسونار بيقول تلات اسابيع بس لازم نحافظ بقي علي نفسنا
هشام بسعادة : الحمد لله ،، اللهم لك الحمد والشكر يارب
ادمعت همسه قائله : يعني أنا حامل بجد وهجيب ادهم
الطبيب : ان شاء الله يكون ادهم بس نلتزم بالتعليمات ونسمع الكلام ،، الحركة الكتير لاه ،، الغذاا والڨيتامينات والفاكهه الكتير والزعل ممنوع
هشام : حاضر يا داكتور ان شاء الله كل اللي هتقول عليه هنعمله
عاد الطائرين لعشهم السعيد يحلقون في الفضاء لا تستطيع ارجلهم ملامسة الارض
دلفوا إلي الڤيلا تملأ وجوههم السعادة
هشام : ياما ،، يا مرت خال ،، يا چدتي تعالوااا ،، همسه حامل
اسرعت فضه تلحق بها حنين : ما شاء الله ،، مبارك يا ولدي والله لولا تعب خالك ورقدته كنت زغردت ومليت الدنيه فرح
وصل لمسامع ادهم تلك الاصوات من خلف الباب فارتفع صوته قائلاً : زغردي يا بت ابوي ،، أحنا ف ديه اليوم اللي همسه تچيب لنا ولي العهد
اسرعت همسه تختبأ بين ذراعي أدهم وتقبله : حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا ويتم شفاك علي خير وسلام
غنية : يا بت يا ثريا ،، تعالي شوفي همسه نفسها رايحه لإيه وچهزيلها الوَكل
____________________
رحمه تتحدث لنفسها : هو انا ليه كل ما انام اشوفك ف احلامي وليه انت بالذات ،، رغم اني نفسي الحلم ديه يتحقق بس چوايا خوف معرفاش ليه ،، الله يسترها
تقي : هتقولي حاچة يا رحمه ؟؟
رحمه : هاه لاه مبقولش ،، اه كنت بقول تشربوا شاي معاي ،، هروح اشرب شاي وهعملكم
تركتهم رحمه متوجهه للمطهي وسط شرودها
تقي : مالها رحمه ياما شكلها معچبنيش ،، في شي هيا مخبياه عليّ ؟؟
قسمة : لاه يا بتي مفيش ،، هيكون في ايه يعني ،، بس انتي عرفاها طول عمرها أكده مع حالها
_____________________
ابراهيم وصل للجامعة وبحث عن وردة حتي شاهدها من بعيد تقف مع زميلاتها والضحكة تعلو محياها ،، وقف يتأملها مترددا في أن يقترب ويتحدث معها
وردة : يالا يا بنات نطلعوا المدرچ خلاص المحاضرة قربت
ايمان : يالا مع ان الداكتور رخم بس لازمن نحضروا لچل ما نسچلوا الاسماء عنديه ،، انتوا عارفين انه بيحط درچات علي الغياب
بدأوا يقتربوا من مكان وقوف ابراهيم فشاهدته وردة يُثبت نظره إليها ثم استفاق حين شعر بيد زميله علي كتفه قائلا : كيفك يا ابراهيم اول مره متكونش في المحاضره
رد قائلا وتلعثمت الحروف بين شفتيه : لاه كنت مستني واحد صاحبي كان واخد مني الكشكول واتأخر ،، يالا لچل نتأخروا ابقي اشوفه بعدين مش مهم دلوك
صعد الجميع للمدرج لحضور المحاضرة وبعد أن انتهت وانصرفوا ،، مازالت نظرات ابراهيم تلاحق وردة ويبحث عن طريقة للاعتذار قائلا : هو آني عارف اني رخمت عليها وزعلتها بس مكنتش عامل حسابي ان هروح اصالحها واعتذرلها ،، آني عمري ما اتحدت ويا بت يبقي يوم ما افكر واتحدت وياهم يبقي اعتذر ،، إيه يا ربي المرارالطافح ديه
عاد ابراهيم ووقف في نفس المكان شاردا يحملق بنظره في تلك الوردة ويفكر في طريقة للتحدث معها إلي أن تأكدت ورده انه يريد منها شيء فأتخذت القرار بالاتصال بمسعد لتسأله : ألو كيفك يا مسعد انشاله يكون الحاچ زين دلوك ؟؟
مسعد : الحمد لله يا وردة زين وانتي كيفك وكيف الچامعه علي حسكم ؟؟
وردة : كل الامور زينه بس آني عاوزه اسألك عن شي
مسعد : قولي آني سامعك
وردة : آني من بدري شايفه ابراهيم هيبحلق فيا والله نظراته خوفتني هو الكشكول في شي
ضحك مسعد قائلا : لاه مفيهوش بس آني انبته انه اتحدت وياكي بالطريقه دي وقولتله انه محقوق وانه لازمن يعتذرلك فتلاقيه مش عارف يتحدت وياكي
وردة : ايوه ايوه آني اكده فهمت ،، طيب ماشي يا خوي روح شوف حالك معلش عطلتك شوي
مسعد : لاه مفيش عطله ولا شي سلميلي علي الزملاء بالسلامة
وردة : الله يسلمك يوصل بإذن الله
انهت معه المكالمة وفكرت للحظات وقررت ان تساعده واستأذنت من صديقاتها قائله : هروح اشوف حاچه وراچعه علي طوالي
تركتهم وفتحت هاتفها تنظر إلي شاشته كأنها تبحث عن شيء ما واقتربت من مكان وقوف ابراهيم حتي شاهدها بمفردها فتجرأ للحديث معها : يا آنسه ،، يا آنسه من فضلك ممكن دقيقة بعد اذنك
رفعت وردة وجهها وتلفتت يمينا ويسارا ثم سألته : مين آني ؟؟
ابراهيم وقد ارتجف صوته : إيوه حضرتك
توقفت امامه متسائله : خير انشاله اتفضل
ابراهيم : الصراحه آني ....
وردة : انت ايه اتحدت آني سمعاك
ابراهيم : الصراحة آني چاي اعتذرلك عن اللي حوصل مني امبارح ،، آني كنت رخم قوي وياكي ياريت تقبلي أسفي
ابتسمت وردة قائله : مفيش اسف بين الزملاء وآنيمقدره عصبيتك ومزعلاناش منيك كمان ،، آني نسيت اللي حوصل بس اتمني نفتحوا صفحة چديدة ويا بعض ونكون زملاء آني شيفاك دايما لوحدك ليه مهتقعدش ويانا والله هتتبسط كتير ،، أحنا بنتچمعوا دايما بعد المحاضرات في كافيريا الچامعة تبقي تآچي تقعد ويانا
ابراهيم : معلش اعفيني آني مليش في قاعدة الكافيتريات آني بقعد في المكتبة
وردة : طيب علي راحتك مهتقلش عليك ،، آني لازمن امشي البنات منتظرين
ابراهيم : اتفضلي وآسف مره تانيه
#يتبع عرض أقل