الجزء 15

الفصل الخامس عشر

ايام مرت وانتهي الاسبوع تحسنت حالة همسة وعادت للڨيلا بعد ان شاهدت ادهم من خلف الزجاج يرقد متأمله في الله أن يعود إليها سالما فيرد إليها روحها من جديد ،،

التقطت هاتفها واتصلت بمصطفي : ألو ازيك يا مصطفي ،، عامل ايه انت ووسام ؟؟

مصطفي : ازيك يا بت عمي ،، الحمد لله احنا بخير ،، انتي عامله ايه وكل اللي عنديكي ،، انتي فيكي شي ،، صوتك مش كويس ،، اوعي هشام يكون مزعلك ف شي ؟؟

ادمعت همسه : لا مش هشام ،، انت اكيد محدش قالك حاجه علشان الفرح ومحبوش ينكدوا عليك

مصطفي : يادي المرار الطافح ،، اتكلمي يا همسه قلبي وقع ف رچليا ،، ابوي وامي كويسين ،، چدك وچدتك بخير ،، قولي في ايه

همسه : بابا اضرب بالنار وجت الطلقة في صدره الحمد لله بعيد حاجه بسيطة عن القلب ،، وهو مازال في المستشفي لحد دلوقت ومنتظرينه يطلع من العناية المركزة وأنا كمان تعبت اما سمعت انه اتصاب ونزفت والجنين سقط

مصطفي بحنق وارتفع صوته : ازاي محدش منكم يقولي ،، آني كلمت امي وقالتلي الكل بخير ،،
مين اللي عمل اكده ،، عرفتوه من عيلة مين ولا لاه

همسه : لا محدش عرف حاجه لحد دلوقت ،، سمعتهم بيقولوا ممكن عيار طايش

مصطفي : اقفلي يا بت عمي آني چاي اطمن علي عمي
واما آچي ليا حساب تاني مع امي ،، ازاي تخبي عليّ
كل اللي حوصل ديه

همسه : لا يا مصطفي بلاش تيجي وتنكد علي وسام ،، حرام مسكينة ملهاش ذنب وبعدين هما خبوا عليك علشان ميكسروش فرحتك

مصطفي :فرحة ايه اللي هتتحدتي عنيها دي ،، ديه عمي يعني ابوي ،، ومش اي اب ديه ادهم القناوي ،، اقفلي يا بت عمي ،، آني چاي

وسام : في ايه مصطفي طمني

مصطفي : لازمن اسافر حالا ،، عمي ادهم مضروب بالنار وفي المستشفي من كام يوم ومحدش خبرني ولازمن اطمن عليه ،، تحبي تآچي معاي ولا تروحي بيت الباشا

وسام : هاه ،، لا هروح معاك ،، رغم اني مكنتش حابه اول زيارة للبلد تكون بالشكل ده بس ده واجب ولازم اكون معاك

مصطفي بإبتسامة : اصيله ،، الله يسعد قلبك ذي ما فرحتيني بكلمتك ،، كل يوم بحمد ربنا الف مره انه رزقني بيكي ،، الحمد لله ربنا راضي عني ،، يالا همي چهزي الشنط وآني هتصل بالراچل يحچزلنا ،، هاتي الباسبور بتاعك
وسام : حاضر دقيقة هطلع اجيبه من فوق
______________________
اسبوع من الحزن والسواد يخيم علي العائلة وجميع افرادها ما بين من يدعو له بالشفاء ومن يفكر من فعل هذا به وبين حنين وهمسه ودموعهم التي لا تتوقف وبين حمزه الذي دوما يقف امام الزجاج الحائل بينه وبين ادهم ويتحدث إليه : يالا يا بابا قوم انت وحشتني اوي وحشني لعبنا مع بندق ولعب الكورة ووحشني صوت ماما وهيا بتقول عمي لو شافكم هيطردنا كلنا يالا قوم وانا عارف ان جدو حتي لو شافنا مش ممكن هيعمل كده ،، يالا يا بابا قوم علشان نروح نصلي مع بعض وماما تقولنا طبعا مصلتوش العشاء بسبب لعب الكورة ،، وحشتني اوي يا حبيبي ،، عاوز اقولك ان بندق رافض الاكل علشان انت مش موجود والدكتور جاله وكتبله علاج حتي الفرس بتاعك حزين وقاعد في مكانه ورافض يطلع برا ذي الباقيين ،، انت دايما كنت بتقولي انا جنبك وهفضل جنبك اوعي تخاف من حاجه ،، دلوقت انا خايف ،، خايف انام واغمض عيني وافتح ألاقيك مش موجود ،، غيابك طول اوعي يا بابا وحبيبتك حنين وهمسه دايما بيدعولك ترجعلهم وبيعيطوا وانا مش قادر عليهم ،، يالا يا بابا خف وارجع واتمسك بالحياة من تاني احنا كلنا محتاجين لوجودك ،، خليك قوي ذي ما كنت دايما بتقولي ،، كلنا مستنيينك ترجع تاني

سالت الدموع كشلال جارف من بين اهداب حنين لم تستطع ان تتمالك نفسها وتسيطر عليهم فتركت لهم العنان لينطلقوا فوق وجنتيها الناعمتين ،، اقتربت تُربت علي ظهر ذلك الذي يقف يتأمل والده ويحول بينهما ذلك الزجاج اللعين فيمنعه من أن يقترب منه ويحادثه قائله : ادعيله يا حبيبي ان شاء الله هيقوم بالسلامة ويرجع ينور دنيتنا من تاني وتعملوا كل اللي كنتوا بتعملوه وليك عليا مش هقولكم عمي هيطردنا من هنا
لم تستطع ان تسيطر علي نفسها وجذبته لتحتضنه وانفجرت باكية ووصل نحيبها لعبد الكريم فنكس رأسه وثبت نظر للأرض قائلاً : يااااارب ولدي بين ايديك أمانه ،، انظر له وانظر لنا بعين الرحمة وارفع عنه واشفيه و رده سالم ياااارب

بعد عدة ايام من الانتظار المميت ،، اخيرا جاءت الانفراجة من رب العالمين وتحسنت حالة ادهم واستفاق وانتقل من العناية المركزة الي غرفة عادية وسط فرحة من الجميع
جلست حنين بجانبه تتلمس يده ووجهه ،، اقتربت وقبلت شفتاه قبله سريعه وهمست بجانب اذنه : وحشت حنين وقلبها ،، حمدلله علي سلامتك ،، غيابك عني طول اوي ،، كده عاوز تمشي وتسيب حنين اللي روحها متعلقة فيك ،، طيب ازاي اعيش بدون روح

دلفت همسه مسرعه واقتربت تقبل يده قائله : حبيبي يا بابا وحشتني اوي ،، امتي بقي ترجع معانا للبيت من تاني

فتح عينيه قائلا بتعب : متخافيش يا بتي قريب هعاود ان شاء الله
الظاهر ان التعب بيخلي الناس تقول اللي في قلبها ،، ياريت نتعبوا كل شوي لچل ما نسمعوا كلام حلو من اللي هيحبونا
حنين بلهفه : بعد الشر عليك ،، ليه بتقول كده ،، احنا مستعدين نقول كل الكلام الحلو اللي في الدنيا بس انت خف وارجع لنا بالسلامة
نظر إليها بشوق قائلاً بهمس : اشتقتلك يا حنيني
تعرفي والله ما كنت خايف من الموت آني كنت خايف مشوفكيش تاني

حنين وضعت يدها علي فمه لتمنعه من تكملة حديثه فقبل يدها بتعب ووضعها علي صدره قائلاً : بحبك حنين ،، واغمض عينيه ونام بفعل المسكن

حنين : تعالي يا همسه نخرج ونسيبه يرتاح شويه

همسه بإبتسامة : طيب وانتي هتعرفي تسيبي ايده ،، طيب حاولي كده

حاولت حنين ان تسحب يدها من يده ولكنه فشلت في ذلك فقد تشبث بها وضغط عليها
حنين بإبتسامة : طيب انا مش هخرج هفضل جنبه ومش هسيبه
ضحكت همسه : انا بردو بقول كده ،، خليكي جنبه يا مامتي مش كفايه من اكتر من اسبوع وهو بعيد عنك

حنين : دول مش اسبوع دول سنين ربنا ما يرجعهم تاني

همسه : انا هآخد حمزه ونرجع مع هشام نطمن تيته وجدو ولو احتاجتي اي حاجه كلميني ابعتهالك مع اي حد
_________________________
الضابط : ايه اخبار ادهم القناوي يا دكتور انشاء الله تكون حالته اتحسنت ونقدر نآهد اقواله

الطبيب : هو الحمد لله اتحسن وخرج من العنايه ،، حضرتك هتلاقيه في غرفة ٤٥٦ الدور الثالث ولكن حضرتك لازم تكون عارف انه لسه مازال تعبان يعني الاجهاد مش كويس عليه ،، ارجو تكون الاسئلة مش كتير علشان المريض ميتعبش

الضابط : متقلقش هما سؤالين ومش هنتقل عليه

انتقل الضابط فورا لغرفة ادهم والطابق الثالث واستأذن من حنين تتركهم لبضع دقائق حتي يتم سؤال المصاب ،، تفهمت حنين الامر وخرجت تنتظر بالخارج

الضابط : مساء الخير ادهم بيه ،، حمدلله علي سلامتك

ادهم : مساء النور يا بيه ، الله يسَلمك

الضابط : مش هنتعبك عاوز اسألك بس سؤالين علشان نكمل اجراءات المحضر

ادهم : اتفضل يا بيه آني تحت امرك

الضابط : يا تري انت مشوفتش حد من اللي ضربوا عليك النار

ادهم : لاه اللي شوفتهم كانوا من بعيد يعني شوفت خيال حد بيتحرك بس متحققتش منيهم والدنيا كانت ضلمه

الضابط : طيب تفتكر مين اللي ممكن يكون عمل كده ؟؟

ادهم : الله اعلم يا بيه ،، إحنا طول عمرنا ملناش عداوه مع حد ،، ممكن يكون عيار طايش وصابني بالغلط

الضابط : يعني انت مش بتتهم حد ؟؟

ادهم : لاه يا باشا هنتهموا مين بس ،، الحمد لله قدر ولطف

الضابط : ماشي يا ادهم بيه ،، اتمني يكون كده فعلا وانه قدر ولطف وميكونش في حاجه مستخبيه

ادهم : متقلقش يا بيه ،، مفيش لا مكشوف ولا مستخبي

الضابط : اكتب يا ابني عنديك ،،
تم سؤال المجني عليه ادهم عبد الكريم القناوي
بسؤاله اكد لنا عدم وجود خصومة مع احد

لازم تعرف يا ادهم بيه ان القضية هتفضل مفتوحه لان في واحد اتقتل واحنا بندورا علي اللي صابك وقتله ،، ارجو اذا افتكرت حاجه تبلغنا اكيد اي معلومه هتفيدنا في البحث عن الجاني

ادهم بفزع : اتقتل ؟؟
مين ديه اللي اتقتل ديه يا بيه ؟؟


إعدادات القراءة


لون الخلفية