الجزء 32

الفصل الواحد والثلاثون

تأبطت رحمه ذراعه وهي سعيدة تشعر أن كل من يراها معه يحسدها عليه وفجأه توقف انيس امام محل للعب الاطفال فجذبها قائلا : تعالي نچيبوا حاچه من چوا
رحمه : هنچيبوا ايه من هنه ،، ديه مش بيبيع غير لعب للاطفال
انيس : طب ما آني ربنا رزقني بطفله لازمن ادلعها واشتريلها لعبه حلوه ،، إيه رأيك ف العروسه دي

رحمه بسعادة : الله دي حلوة قوي ،،
اشتري لها انيس عروسة كبيرة ترتدي فستان زفاف ابيض ،، فرحت بها رحمه ودعت له قائله : ربي يفرح قلبك ذي ما فرحتني ،، آني مكنتش اعرف انك حنين اكده ،، اتاري الچواز حلو مش ذي ما كنت بسمع

انيس : وكنتي هتسمعي ايه بقي يا ست العرايس
رحمه : لاه دي كلام فاضي متهتمش خلينا ف چوازنا احنا ملناش صالح بالوحشين
ضحك انيس قائلا : طب تعالي نچيبوا عصير ولا ايس كريم ،، اه الچو برد بس آني هحب آكله ف البرد والشتا بيبقي له طعم تاني

ضحكت رحمه : الظاهر اننا هنطلعوا شبه بعض ف حاچات كتيره قوي
انيس : يارب نطلعوا ف كل حاچه مش بس حاچات

عاد العروسان لعشهم ليجدوا نظرة الغضب مرسومه علي وجه نرجس ،، حاول انيس استرضاءها ولكنها رفضت التحدث معه
ايام مرت وانتهي انيس من اجراءات السفر وشراء ملابس الاحرام ووسط فرحة الاهل سافرت العروس التي لا يعلم أحد سرها سوي انيس
امضي انيس ورحمة وقتهم ف التقرب لله عز وجل بالدعاء و الصلاة ودعت رحمة ربها ان يرزقها بصبي من انيس ويشبهه ويجعله بارا بعا وبوالده وان تراه في اعلي المناصب ودعت ربها ان يهدي لها حماتها ويحببها فيها

انتهت الرحلة سريعا وبعد مرور عشرة ايام عاد العروسان تغمر قلوبهم السعادة وانيس يملأ قلبه الشوق لزوجته التي طال ابتعادها عنه
دلفوا معا لغرفتهم وطلب انيس من رحمه ان تقترب لتجلس بجواره ويطلب منه ان تغمض عينيها لثوان

فضحكت قائله : هنلعبوا الغوميضه
ضحك انيس علي برائتها قائلا : ايوه براڨو عليكي يالا غمضي عيونك
رحمه : امرنا لله اهه يا حاچ انيس اما نشوفوا آخرتها ايه

اغلقت واذا به يخرج من حقيبته الصغيره علبه قطيفه حمراء وفتحها ثم طلب منها ان تفتح عيناها واردف : رحمه تقبلي تتچوزيني
قفزت من فرحتها قائله : الله ايه الجمال ديه حلو قوي قوي ، ميتا اشتريته ؟؟
انيس : اشتريته لنا روحت صليت العشا في الحرم اما قولتيلي روح وآني هحصلك ،، انتهزت الفرصه واشتريته وخبيته لچل ما اطلب يدك من چديد واسمعك بتقولي انك مرافقه وقبلاني
احتضنته رحمه : آني موافقه وقبلاك من وقت ما چيت وطلبتني من چدي ،، آني بحبك قوي
انيس : يا بووووي اخيرا نطقتي وقولتيها ،، الحمد لله اني سمعتها منك قبل ما اموت
رحمه : بعيد الشر عنيك ، وإيه چاب سيرة الموت دلوك
انيس : والله كنت حاسس ان روحي هتطلع كل يوم وآني حاسك بتبعدي عني مبتقربيش ،، بس الحمد لله آخر الصبر خير
___________________
هشام خرج من غرفته ليتحدث مع حنين : أصباح الخير يا مرت خالي

حنين : صباحك فل با حبيبي خير يارب كلمتني وقولتلي عاوزك ف حاجه مهمه

هشام اقترب يهمس لها : النهارده عيد ميلاد همسه عاوز منك تعزمي كل الناس ومتخليش حد منهم ييجي قبل الساعه تمانيه ومتنسيش تعزمي رحمه وچوزها انا عامل حفله لهمستي وهيا من التعب نايمه وناسيه كمان اليوم
ممكن اعتبك معاي ولا وراكي حاچه هتعمليها اخلي امي تتصل تعزم الناس

حنين : ولو عندي حاجات الدنيا افضي لهمسه دي همسه يا هشام انت متعرفش لحد دلوقت يعني ايه همسه

هشام بإبتسامة : لاه يا مرت خالي عارف والله ، عموما آني لزمن امشي دلوك ولو همسه سألت عني قوليلها سافر شغل مهم وراچع بكره

حنين : بس هيا كده هتزعل انك مسلمتش عليها ومصحتهاش قبل ما تسافر وهتقعد متنكده طول اليوم

هشام : معلش آني هفرحها بس بالله ما حد يقولها شي

حنين : حاضر هعمل كل اللي طلبته اما اشوف آخرتها ايه

خرج هشام ونزلت فضة لتجد حنين بدأت في تجهيز طعام الافطار فساعدتها وبعد ان انتهوا من تناول الطعام توجهت حنين للحديقه تحمل الهاتف بين يديها ،، جلست بجانب الشجرة واتصلت بأفراد العائلة و أكدت عليهم عند مجيئهم لا يذكروا همسه أنه يوم مولدها ولكن فقط يقولوا انها عزيمة الحاج عبد الكريم

دقت الثانية عصرًا واستيقظت همسه لتتفقد فراشها بحثا عن هشام ولكنها لم تجده
اعتدلت من نومها وامسكت هاتفها واتصلت لتسأله اين هو حتي تتوجه له ولكن دون جدوي الهاتف مغلق
انتابها القلق فبدلت ملابسها وخرجت لتبحث عن هشام واذا بحنين تجيبها قبل أن تتسائل : حبيبتي هشام قالي ابلغك انه سافر علشان عنده شغل مهم وورق هيتمضي مكنش ينفع انه يتأخر اكتر من كده

همسه بحنق : وليه مصحانيش قبل ما يسافر وكمان قافل تليفونه وبعدين ما مصطفي هناك كان ممكن يخلص هو كل حاجه ليه هشام يسافر

حنين : حبيبتي اهدي الزعل والعصبيه مش كويسه علي الحمل واحنا مش ناقصين كفايه اللي حصل قبل كده ،، علشان خاطري لازم تهدي نفسك وان شاء الله هو مش هيتأخر واكيد اما يخلص شغله هيفتح التليفون ويكلمك

همسه : ماشي يا ماما هستني اما يفتح التليفون
حنين : يالا بقي علشان تفطري ده العصر قرب يأذن وانا لقيتك نايمه وهشام قالي انك كنتي تعبانه ومردتش اصحيكي ،، يالا تعالي اعملك فطار

همسه : انا كان عندي مغص بالليل وعلشان كده محستش بهشام اما قام من جنبي بسبب المسكن ،، عموما انا الحمد لله احسن شويه بس مليش نفس للاكل هشرب لبن دافي بالعسل وهآكل تفاح وبعد شويه ابقي آكل

حنين : ماشي علي راحتك ،، طيب ايه رأيك ابعت السواق يجيب بيتزا بفواكه البحر انتي بتحبيها

همسه : ماشي يا ماما انا هنزل الجنينه شويه هقعد في الشمس ،، ترقرقت الدموع بين اهدابها ولاحظتها حنين فسألتها : طيب وليه الدموع دلوقتي يا حبيبتي

اجابتها همسه بصوت منتفض : مفيش دموع ولا حاجه يا ماما بس اتعودت من وقت ما اتجوزت اصحي ألاقي هشام جنبي او هو اللي يصحيني وببقي قلقانه وهو غايب بحس احساس غريب دايما ان ممكن يحصله حاجه ودايما اما بيخرج بحس ان جوايا حاجه مش موجوده ،، مش عارفه اشرحلك اللي بحس بيه ذي ما يكون كده بحس ان جوايا فاضي ومش بهدي من الاحساس ده غير اما بيرجع كأنه عايش بجسمه جوايا واما بيغيب عن عيني كأنه خرج من جسمي واما بيرجع بيدخل تاني مكانه فحس بالاتزان ،، مش عارفه اذا انتي فاهمه كلامي ولا لأ بس ده اللي بحس بيه عدم اتزان واني هقع في اي وقت لحد ما عيني تشوفه تاني

حنين بإبتسامتها المعهودة ربتت عليها قائله : ان شاء الله هيرجعلك بالسلامه ،، وبعدين انا فاهمه وحاسه بكل حرف طلع منك لاني عايشه مع بابا بنفس الاحساس والشعور اللي وصفتيه ويمكن اكتر علشان كده مش مستغربه كلامك سبحان الله وكأن الحب والمشاعر والاحاسيس كمان ورث وانتي ورثتيه مني ،، يالا الله يقوينا روحي للجنينه اقعدي شويه في الشمس وانا هخلي ثريا تجهزلك اللبن والفاكهه وانا هطلب الاكل واجيلك
_____________________
صدح هاتف رحمه واجابت علي حنين ووعدتها بالحضور ولكن بعد استشارت انيس ،، انهت معها الاتصال وانتظرت حتي عودته من العمل وجهزت له الطعام وجلست بجواره تتحدث إليه : أنيس ممكن اطلب منك طلب ؟؟

انيس : اطلبي تُچابي حبيبتي ،، هاه محتاچه لشي ؟؟

رحمه : لاه مش محتاچه حاچه الحمد لله انت مش مخليني محتاچه لشي بس مرت خالي اتحدتت وياي وقالتلي انها عزمانا حداها الليله

انيس : وايه المناسبه ؟؟

رحمه :معرفش بس هيا قالت هتستنانا كلاتنا الليله مع باقي العيلة علي الساعه تمانية بالليل وآني قولتلها هقول لأنيس ولو وافق هنآچوا

انيس : وانتي عاوزه تروحي ولا لاه ؟؟
رحمه : الصراحه آني من وقت الچواز مشوفتش حد منيهم وهيبقي يوم حلو لو روحنا وشوفناهم وكمان آني حابه انك تتعرف عليهم اكتر وتقرب من الكل خلي التلچ اللي بيناتكم يدوب

تنهد انيس ورفع عينه يدقق النظر فيها قائلا : ماشي لچل خاطرك نروحوا وربنا عليه صلاح الامور

فرحت رحمه واسرعت بإحتضانه ولكن حضرت هادمة اللذات ومفرقة الجماعات واقتحمت عليهم نرجس اجتماعهم قائله : عندكم اوضه تآخدوا راحتكم فيها ،، ايه مهتخچلوش كن الاحمر اتمحي من وشوشكم ،، يعني يبقي زين يا سيادة الظابط اما حد غريب يشوفكم اكده

ابتعدت رحمه بعد ان فزعت من كلام نرجس
انيس : ف ايه ياما ،، مين هيشوفنا غريب آني قاعد ف داري ورحمه مرتي ياما مرتي يعني لا عيب ولا حرام واللي له حاچه عندي يآچي يحاسبني ،، يالا يا رحمه نروحوا نرتاحوا شوي قبل ما ننزلوا

نرجس : كمان هتنزلوا ،، ايه هتروح تفسح الهانم ؟؟

انيس : ايوه ياما هفسحها ،، وهنسهروا برا كمان لچل ما تستنينا ،، نامي ياما وارتاحي


إعدادات القراءة


لون الخلفية