الجزء 19

الفصل التاسع عشر

احمد : بس ايه بقي يا زينة ما كنا كويسين وكنتي مفرحاني بكلامك ،، ايه حوصل تاني

زينة : احمد احنا طول عمرنا كنا بنتكلم ومكناش بنخبي علي بعض حاجه وآني خايفة ترچع تتعلق بيا من تاني وانت عنديك بيتك ومرتك وولدك ،، ازاي عاوزني اسايرك ف الكلام يعني الناس تشنع علي ويقولوا خرابة بيوت

احمد : اولا لازم تكوني عارفه ان مرتي تعرفك زين وتعرف كل حاچة عن حكايتي وياكي وآني اتحدت وياها وهيا عارفه اني هحبك ومستنيكي تفوقي وتفكي الحزن لچل ما اقدر اتچوزك وبعلمها ورضاها والاتفاق معاها علي اكده ،، اني اذا اتچوزتك مطلقهاش ،، هيا هنه وانتي في البلد وآني هنزلك مخصوص ،، ولا أنتي خلاص مبقتيش تحبيني ومعوزاش تتچوزيني وتعيشي وياي

زينة : آني محبتش ف الدنيا ولا هحب غيرك ،، اتچوزت ورعيت چوزي وبيتي وحافظت عليه ،، بهدلني هو واهله ومكنش قايل لهم انه مهيخلفش وكان بيعاملني معامله ميتحملهاش العبيد طول اليوم زعيق وخناق وكان حابسني ف الدار مهخرجش غير للشديد القوي ،، حتي عند دار عمي اللي هو دار ابوه وامه مكانش بيرضي ،، اتحملت اهانات وشتيمة كتير لحد اما قالي سامحيني وهو علي فراش الموت ،، كنت بدعي ربنا وآني ببكي كل ليلة وقت صلاة الفچر يرفع عني اللي آني فيه من ظلم ويحنن قلبه عليّ ويطلقني ولكن ربنا سبحانه وتعالي كان ارحم بيا وخلصني نهائي منيه ،، كنت مستنياك تآچي تعزيني لچل ما اشوفك بس ومكنتش طمعانه في اكتر من اكده بس ربنا رزقه واسع وبعتك ليا من تاني وانت بتعترف بحبك من چديد وتطلب مني الچواز ،، الفرحة مسيعانيش وقلبي حساه مش في موطرحه كنه كسر ضلوعي وطار لعيندك لچل ما يقولك انه اشتاقلك

احمد : يا بووووووووي كل الكلام الحلو ديه ليا آني ،، الحمد لله يارب والله كنت فاكر انك نستيني خلاص ونسيتي حبي ليكي

ضحكت زينة : ازاي انسي الذكري الوحيدة الچميلة قي حياتي اللي كانت هتصبرني علي المر اللي كنت عايشة فيه ،، بالليل انا كنت اقعد ف فرشتي وابكي ،، مكنتش افتكر غير ايامنا في الچامعة وقعدتنا في المدرچ واما كنا اوقات نهمل المحاضرة ونقعدوا ويا بعض ،، ايام كانت چميلة ياريتها تعاود من چديد

احمد : اوعدك كل حاچة حلوة هتعود من تاني واكتر من اللي انتي حلمتي بيه ،، بكرة ربنا يچمعنا واعوضك عن كل اللي عشتيه في حزن

زينة : انت نازل امتي ؟؟
احمد مداعبا : ايه يا قمر الزمان ،، اشتقتيلي ؟؟
زينة : هاه ،، لاه ،، بس بسأل عادي ،، اقولك اه اشتقتلك وهعد الليالي لچل ما اشوفك تاني
احمد بسعادة : يا فرحة قلبك يا احمد ،، اخيرا سمعتها منيكي ،، والله آني اللي مشتاااااق ،، شوفي آني هحاول اخلص شغل هنه وانزل اول الشهر اللي هيهل لچل ما اشوفك واملي عيوني بطلة القمر اللي رچع ينور عتمة قلبي من تاني وهخطبك وهبدأ في تچهيز الدار علي طول والأچازة اللي بعدها نتچوزوا وهيكون اربعين چوزك وابوكي عدي عليهم كتير

زينة : لاه يا احمد ،، كيف نتچوزوا قبل ما تعدي السنة ،، حتي لچل خاطر ابوي

احمد : ب يا زينة سنة ديه كتير قوي
زينة : الايام هتمر بسرعه ،، ما اهه فات اول شهر ودخلنا في التاني ،، بسرعة هتآچي السنة ونكونوا چهزنا الدار علي راحتنا ولا انت معوزنيش افرح ،، آني مفرحتش بچوازتي الاولي هملني افرح بالتانية بقي علي راحتي

احمد : خلاص اللي تحبيه اعمليه ،، واللي تشاوري عليه من دلوك اشتريه ،، من بكره الصبح هعملك حواله بريدية بمبلغ كبير تنزلي تشتري كل اللي هتحتاچيه وبقول ايه ،، اديني الحاچة اطمن عليها

زينة : امي !!
احمد : قصدك حماتي
زينة : طيب اهي معاك ،، استني انادي عليها
ياما تعالي ،، قربي شوي ،، احمد عاوز يسلم عليكي ويطمن انك بخير ،، قولي آلو

ام زينة : آلو ،، كيفك يا ولدي ،، انشاله زين ؟؟
احمد : آني في نعمة وعايش بفضل رضا ربنا ورضا ابويا وامي عليّ ودعوتهم ليا
ام زينة : دايما زين وبخير يا ولدي
احمد : شوفي ياما ،، من غير لف ودوران ،، انتي عارفه من زمان اني رايد زينة ولحد اللحظة اللي هتحدت وياكي فيها دي آني بردو عاوزها ،، عارف انكم في حالة حزن وحداد علي اللي راحوا ولكن لازمن الحق قبل ما يآچيها لحد غيرها ويخطوفها
ام زينة : والله يا ولدي مقدراش اقول شي غير الله يوفقكم
احمد : يارب يا حاچة،،
____________________
الغفير يدخل مسرعا : ابا عبكريم البيه المأمور وصل برا وعاوز يقابل حضرتك

عبد الكريم : طيب يا ولدي آني چاي معاك أهه
استند عبد الكريم الي عكازه وساعده الغفير الي ان وصل للباب مُرحبا بالمأمور
عبد الكريم : حسن بيه اهلا وسهلا اتفضل يا باشا الدار نورت كان حقتنا فرشنا الارض رمل لچل چيتك

المأمور تقدم ليسلم علي عبد الكريم : ازيك يا راچل يا طيب ،، الدار منور بأهله الطيبين ،، سامحني بقي تعبتك معاي
عبد الكريم : تعب ايه بس متقولش أكده ،، ده الليلة عيد والله اتفضل نقعدوا چوا ولا تحب تقعد اهنه في الهوا

المأمور : اه خلينا اهنه في الهوا وكمان بعيد عن الناس ،، آني چايلك في موضوع مهم
توجهوا معا وجلسوا ليبدأ عبد الكريم الحديث : خير انشاله من وقت ما حددتني في التلافون وآني قلبي مش مطمن يارب خير
المأمور : انشاله خير لحد دلوك وانما لو ملمناش الموضوع هيكبر وهفتحوا بحور دم أحنا مش قديها
عبد الكريم : هات اللي عيندك
المأمور : صلي علي اللي هيشفع فيك يوم الدين
عبد الكريم : اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد
المأمور : عليه افضل الصلاة والسلام ،، بقي يا حاچ الموضوع اننا عرفنا مين اللي ضرب النار علي ولدك بس لحد دلوك مقبضناش عليه والحقيقة انه مكانش هو المقصود ،، المقصود كان واد زين الدين ما انت عارف التار القديم
عبد الكريم : يعني حضرة الظابط اللي هيراعي الامن بدل ما يآخد تار ابوه بالقانون بيآخدوا بيده ،، طيب كيف الناس تمشي بالقانون واصحاب القانون مش هينفذوه يا بيه
المأمور : في الحقيقة انه مش هو اللي عمل اكده ،، اللي عمل اكده عمه اللي كان مسافر وانت عارف انه دراعه فيه شلل من يوم ما اتولد وهو اللي اتفق مع اللي ضرب النار ودفعله الفلوس ،، مش هقولك ان انيس التهامي مكانش عارف ،، لاه هو كان عارف ولكنه مقدرش يوقف عمه عن رأيه
في الحقيقة ان العيار اللي صاب ادهم كان بالغلط واحنا مراقبين الكل من وقت الحادثة وعرفنا ان عامر وولده ومنصور وبدر هما اللي بيتربصوا بأنيس واهله وبيضربوا عليهم نار ،، اه مفيش حد اتصاب ولكن ممكن البندقة تتهز فتصيب وبعدين يا حاچ بيقولوا ان العيار اللي مهيصيبش هيدوش ،، ادهم ولدك عارف مكان نچاتي اللي هرب من عشرين سنه والنفوس محملة

طأطأ عبد الكريم رأسه خجلا : عامر ولدي وهشام هما اللي هيضربوا نار علي اهل التهامي ،، حضرتك متأكد من الكلام ديه ؟؟

المأمور : يا حاچ لو آني مش متأكد مكنتش چيت لحد عنديك لچل نحلو المشكلة والامور تهدي

عبد الكريم : وإيه حُكمك دلوك

المأمور : مفيش حكم في وچودك يا حاچ ،، بس آني من رأيي نچيبوا الكبرات والعمدة وانيس هنه ونصفوا النفوس ونهدي الدنيا

عبد الكريم : خلاص اللي تشوفوا حضرتك صح نعملوه

المأمور : الله يعزك يا حاچ ،، طب خلاص النهاردة الاتنين يوم الخميس ان شاء الله واسمحلي استأذن آني لچل ما اشوف الشغل
عبد الكريم : لاه تستأذن ايه ،، ديه احنا متتظرين تشريفك من بدري والغدا چاهز
المأمور : معلش يا حاچ اعفيني ، انت عارف الشغل مبيرحمش وتتعوض بإذن الله عن قريب وقت ما نچمعوا العمدة والكبرات ونحلوا الموضوع
عبد الكريم : انشاله خير
____________________
وردة : اتصبحتوا بالخير يا بنات ،، بقول إيه حد منيكم لمح مسعد النهارده ؟؟

ايمان : لاه كنه مجاش النهارده ،، آني چيت مع اخوي من الصبح بدري وملقيتش حد
وردة : طيب هروح اسأل عنيه لازمن اسلمه كشكول المحاضرات بتاعه
ايمان : روحي دوري عليه هنستنوكي فوق ونكون حچزنا المكان في المدرچ

تركتهم وردة تجول بأنظارها تبحث عن ولكن دون جدوي
واخيرا وجدت عبد الله فأشارت عليه ليقف لتتحدث إليه فإنتظرها حتي اقتربت منه : كيفك يا عبد الله فين مسعد ملقياهوش النهارده في اي مكان

عبد الله : الحمد لله بخير يا ورده ،، مسعد مش هنه ده سافر مع ابوه القاهرة يسلموا الزرع ،، ابوه صمم يآخده وياه المرة دي لچل ما يعرفه علي التچار هناك ويرضوا يسلموه الفلوس بعد اكده

ورده : الله يعينه طيب وهو راچع ميته ،، قالك شي ؟؟

عبد الله : لا مقالش بس مش قبل سبوع لانه اتصل بيا وقالي ان والده هيعمل فحص طبي بالمرة ويمكن يتأخروا كام يوم ،، هو انتي محتاچه منه شي آني موچود اهه اساعدك في اللي انتي عوزاه

ورده : هاه ،، لاه يا خوي كتر خيرك ،، آني بس كنت عاوزه اسأله عن حاچه بس مش مهمه دلوك أما يرچع بالسلامة ،، يالا افوتك آني واروح للبنات مستنظرني فوق ،، بس ممكن آخد رقم مسعد منيك وهبقي اكلمه واعرف منيه هو ميته هيرچع

عبد الله : اه طبعا خوديه اهه ،، اكتبي عنديكي صفر واحد .............
وردة : شكرا يا خوي كتر خيرك ،، آني عطلتك معاي ،، يالا سلام آني
عبد الله : بالسلامة
تركته وردة وصعدت لزميلاتها واستكملت يومها في حضور المحاضرات وعادت لمنزلها تحمل بين يديها دفتر محاضرات ابراهيم ،، تحتضنه خوفا من ان يراه أحد وخوفا من أن ينتزع منها وتعيده إليه تالف



إعدادات القراءة


لون الخلفية