الجزء 22
الفصل الثاني والعشرون
ابلغ المأمور الجميع بموعد الصلح واجتمعوا معا العمدة وعبد الكريم وشيخ الجامع وانيس وخرج ادهم مستندا الي منصور وعامر ولحق بهم هشام وبدر وخال القتيل وحضر الجميع للساحة الكبيرة أمام الجامع ووقف شيخ الجامع مناديا في جميع الحضور لنبدأ بقراءة الفاتحة علي ارواح من تركونا
فارتفعت الاصوات بقراءة الفاتحة
ثم اردف الشيخ قائلا بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
قال الله تعالي "ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" صدق الله العظيم
لازمن كلاتنا نفهموا أن بحور الدم ممنهاش غير الخراب يا اخواني ،، حريم هتترمل وعيال هتتشرد وبيوت هتتخرب ،، ربنا سبحانه وتعالي خلق لنا عقل نفكروا بيه وميزنا عن الحيوان
ونبينا الكريم قال خيركم من بدأ بالسلام وأنيس واد التهامي چاي ومادد يده بالسلام فخلونا نقفلوا المواضيع ونوقف بحور الدم ونتصالحوا ونعيشوا كلاتنا في امان وسلام ،، تعالي يا انيس يا ولدي قرب أهنه ،، تعالي يا حاچ أمين قرب أهنه وحطوا يدكم في يد بعض خلونا نسمي بسم الله ونقروا الفاتحه علي نية السماح
اقتربوا وتصافحوا وهنا ارتفع صوت احدهم قائلاً : ازاي هتتصالح مع الخال وآني موچود علي وش الدنيا يا انيس بيه ،، مش كان المفروض تبعتلي مرسال وآني كنت چيت أقبل او لاه
وقف الجميع في دهشة
عبد الكريم : نچاتي ؟؟
نجاتي : ايوه يا واد عمي نچاتي اللي اتشرد فوق العشرين سنه هو ومرته لچل التار والدم
نچاتي اللي ربا ولده بعيد عن بلده لچل ما يحافظ عليه من الموت بيد الغدر ،، لو قدره انه يموت هيموت لكن ربنا عمره مهيرضاش بالظلم وانت يا انيس بيه ظلمتنا كلاتنا واخدت تارك من المظلوم بس اللي انت مهترفعوش ان اللي قتل ابوك كان من ولاد الليل وآني شوفته هيهرب ووقتها قولت أكده ومحدش صدقني وعرفت انه مات ف حادثه بعد سنين طويله تعبت من عدها وملحقتش ابلغ عنيه الخبر جالي انه مات يعني الدليل الوحيد علي برائتي آني وكل عيلتي من دم ابوك مات الله اعلم كان قاصد ولا لاه بس آني قدام كل الخلق بقول آني وعيلتي براء من دم ابوك وانت اخدت تارك من البريء من الطيب الغلبان اللي كان لا بيهش ولا بينش وكنه كان قاعد مستني قدره واهو راح للي ارحم عليه منينا كلاتنا
المأمور : يا نچاتي انت هتقول ليه مبعتوليش هو حد كان عارف موطرحك ؟؟
نچاتي : يا سعادة البيه حضرة الظابط انيس بيه كان عارف موطرحي من زمان وكان عارف ان عندي واد كمان ما الناس كانت بتخبرني ان في حد بيسأل عنيك بس حضرتك عارف ان صعب اكون في الغردقة وسط الامن اللي هناك ديه كلاته وانيس بيه يبعت حد يقتلني فهو يأس من الانتظار فأخد تاره من الغلبان ودلوك انتوا عاوزين صلح آني بقول قدام الكل آني مهسامحش غير في حقي آني بس ،، حق السنين اللي اتشردتها آني وولدي ومرتي انما حق الدم مهسامحش فيه ،، دم الغلبان يسامح فيه ربه أنما آني مهسامحش ومهآخدش تاره من حد واحنا واللي باقيين من عيلتي براء من دم اي حد من عيلة التهامي دلوك وبعدين كمان واي حاچه توحصل أحنا بعيد عنيها ولحد هنه الكلام خُلص
سلامو عليكو
وقف ادهم واقترب منه ،، سلم عليه واحتضنه قائلا : حمدلله علي سلامتك يا عمي البلد نورت
نجاتي : الله يسلمك يا ولدي ،، سلامتك ألف سلامة
ثم اقترب من عبد الكريم وسلم عليه قائله : اتوحشتك يا واد عمي الحمد لله اني شوفتك بخير
عبد الكريم : حمدلله علي سلامتك يا خوي ،، البلد نورت ،، هنتغدوا النهارده عندينا
نجاتي : آني كان نفسي يا واد عمي بس لازمن ارچع الغردقة الواد قلقان عليّ
عبد الكريم : لاه اتصل بيه في التلافون وطمنه ،، وبعدين آني عاوزك في كلمتين يا خوي واتمني متكسفنيش
نجاتي : ما عاش اللي يكسفك يا خوي ،، قول آني وولدي تحت امرك ،، انت وولدك چميلك في رقبتي ليوم الموقف العظيم لولا ادهم ولدي مخبرش كان إيه مصيري دلوك
نظر عبد الكريم لأدهم مستغربا ما سمعه ثم اردف : آني نفسي بس تسامح وتنهي الموضوع طالما انت قولت مهتآخدش التار منيهم يبقي نقفلوا الكلام قدام الناس وتكبر اللي موچودين ومتسيبش حد وراك يصطاد في مايه عكره ويعمل حاچه تانيه ،، يا خوي محدش عارف النفوس ضامره إيه الله يچيرنا
طأطأ نجاتي رأسه ونظر لأسفل ثم قال : كلامك سيف علي رقبتي يا خوي بس آني عندي شرط واحد
عبد الكريم : قول شرطك هو إيه
نجاتي : لو ولدي ادهم سامح ف دمه آني هسامح
اسرع ادهم قائلا : آني هسامح يا عمي لچل ولدي وابوي واخواتي وولاد عمي ،، آني مهكونش سبب في بحور دم چديده ،، انيس اعترف للمأمور انه كان بالغلط والحمد لله آني بقيت زين وكلاتها ايام وارچع تاني ذي ما كنت واحسن ان شاء الله ،، خلينا نسامحوا ونفتحوا صفحة چديده ونعيشوا كلاتنا في سلام بعيد عن الدم
نجاتي : غلبتوا بالتحديت ،، خلاص اللي تؤمروا بيه يصير ،، ارتفع صوت نجاتي عاليا ،، يا حضرة المأمور ،، يا حضرة العمدة ،، يا انيس بيه ،، آني مسامح يا شيخنا بس ادهم بيه يقول انه مسامح في حقه لأول
ارتفع صوت ادهم عاليا : آني مسامح يا عمي
نجاتي : خلاص يا ولدي آني مسامح
وقف العمدة قائلا : سمعونا الفاتحه علي نية الصلح
قرأ الجميع الفاتحه وتصافح الجميع مهنئين واردف العمدة : بس لازمن نتتموا فرحتنا بچواز انيس واد التهامي من عيلة القناوي وتصير الفرحة فرحتين ويكون بيناتهم نسب وننهوا الكلام لحد هنه
عبد الكريم : نتحدتوا ف الكلام ديه بعدين مش دلوك يا حاچ وسط الناس أكده ،، لينا بيوت نتحدتوا فيها مهنچوزش بناتنا في الشارع أنت مناسبنا وعارف كل شي
العمدة : خلاص يا واد عمي هنآچوا لحد عنديكم ونطلبوا بتكم ولا إيه يا انيس بيه ؟؟
أنيس بتردد : آه طبعا ان شاء الله
____________________
بدر : يا عمي آني مهچوزش بتي لأنيس ولد التهامي لچل ما اوقف التار والدم ،، هو معوزهاش وآني مهبهدلش بتي معاه ،، لو كان عاوزها من لاول كان چيه طلبها انما بالطريقة دي مهينفعش ،، آني مش موافق
عبد الكريم : يا ولدي اصبر لساته الحديت متفتحش رسمي لچل ما نقول اه ولا لاه ،، اصبر شوي لحد اما نشوفوا هما هيفتحوا الموضوع تاني ولا لاه
بدر : لاه يا عمي فتحوه او لاه آني مموافقش ،، ما تقول حاچه يا بوي
عبد المجيد : والله يا ولدي اللي هيقوله عمك هو الصح ،، خلينا لاول نسمع منيهم وبعد اكده نقرروا بعد ما نفكروا زين وبعدين نعرضوا علي البت مش يمكن توافق ،، يا ولدي انيس واد التهامي وحداني مفيش اخ يورث معاه ف ارضه ولا ماله يعني الواد ظابط واموره متيسره والبت هتعيش وياه في خير ،، بلاش نسبقوا الاحداث ونستنوا طلبهم رسمي
_________________________
انيس : يا حضرة العمدة حضرتك في مقام والدي الله يرحمه بس مكنش في داعي انك تچيب سيرة الچواز دلوك ،، آني مفهكرش فيه خالص
العمدة : خلاص مهتفكرش يبقي تفكر ،، البت ذي القمر تبارك الله في خلقه ،، وآني مناسب بدر واد القناوي وواخد بته تقي لولدي ياسين يعني مهتندمش ،، آني اخترتلك بت چميلة ومتعلمه وهتعرف تتعامل وياك وكان لازمن نمحوا أثر الزعل بين العيلتين ومتنساش ان ادهم وطبعا ان عارف مين ايه ويعني ايه يتصاب احمد ربنا انه قال مسامح وإلا كان زمان القيامة قايمة
انيس : بس كل الناس عرفت انه بدون قصد وعموا الامر لله يا عمي ،، اللي هتقولوا عليه هنفذه لچل خاطركم
_____________________
حنين : ادهم الكلام اللي بيقوله بدر ده حقيقي ،، يعني انيس ابو الراجل اللي اتقتل هيتجوز رحمه
ادهم : العمده قال لازمن يصير نسب بين العيلتين لچل ما نوقف الدم
حنين : بس ده ظلم ،، ازاي توافقوا علي حاجه ذي دي ،، البنت ايه ذنبها تتجوز بالطريقه دي مش يمكن مش عوزاه ،، ايه هتجوزوها بالعافيه
ادهم : يا حبيبتي اهدي شوي ،، مين قال اننا وافقنا بس ،، ديه مچرد كلام لساتهم مچوش دارنا ولا طلبوا بتنا وبعدين اما يبقي الكلام چد هنآخدوا رأي البت والله ونبقوا نقولولهم معندناش بنات للچواز ،، هما لسه هيآچوا بكره ونبقي نشوفوا هنعملوا ايه ،، تعرفي الموضوع ديه بيفكرني بحاچه كنت كاتبها زمان بقول فيها
لا انا حمل مهرك ودهبك ولا جاي معاي عاجك
ولا حمل توب من حريرك ولا ماسة من تاجك
ده انا بالكتير حاچچ من وسط حچاچك
جيت لك في شهر حرام فمتهدريش دمي
متقربيش مني منتيش كفا همي
ولي لحجاجك يا ام الجبين عرفات
حبك كما الصلوات والقبلة مش يمي
يا معلماني الْهَوَا وَمَسْكِنّةً الْتَّبَارِيْحِ
حُبِّكَ نَّخِيْلٍ طَارَحْ مَيهزّهُوّشِ الرِّيَحُ
ارْمِيَ الْحَجَرَ جَارِحْ تُنْزِلُ رَطْبٍ مْجَارِيْح
إِزَايْ بْتِتْكَسَّرْ اشَوَاكِيّ جُوَّاكَيْ
ابْكِيَ عَلَىَ صَدْرِكَ الْقَى الْبُكَا تَّفَارِيحُ
إِزَايْ بْتِتْغَيَّرْ دُنْيَايَا جُوَّايَا اوَّلَ مَا اكُوْنُ جَنْبِكَ
وَإِزَاي يَجِيْلَكْ صَبَرَ تنَشَّفِي بُكَايَا وَالذَّنْبُ مُشْ ذَنْبِكَ
انا الْاعمى
جفاني الحب ونسيته على ايدين اللي تَتَسَمَّى مَا تَتَسَمَّى
قطع راسي على خوانة ولا كبر ولا سمى
ولا سابني اموت مستور ولم عليا ميت لمة
وذنبك ايه بقيت السكة تقضيها بعجوز اعمى؟
حنين : الله يعينا علي المكتوب