الجزء 9
لفصل التاسع
استند عبد الكريم علي يد أدهم وألقي السلام علي الحضور وعادوا متوجهين للڤيلا وكان الجميع في انتظارهم علي طاولة الغداء فتساءل عبد الكريم : فين همسه يا حنين يا بتي ، كنه حزنانه عشان هشام مرچعش لدلوك ؟؟
حنين : لا لا يا عمي هشام رجع من شويه وطلع يغير هدومه ونازلين دلوقت
فضه غمزت بعينها لحنين فلاحظهم ادهم وارتسمت الضحكة علي وجهه قائلاً : طيب تبقي تطلعيلهم وكلهم في الاوضة يا خيتي ، الواد راچع تعبان من السفر خليه يرتاح شوي الوَكل مهيطيرش
ارتفع صوت مصطفي مقهقها : والله يا عمي قولت اكده قالوا اطلعوا من البلد
قسمه ضاحكة : بس يا واد چدك قاعد ، اما نشوفوا بكرة اما تتچوز هتعمل فينا ايه
اردف مصطفي ضاحكا : مهعملش يا عمتي ، ومحدش هيشوفني مش هكون هنه هكون ف القاهره
رحمة : بكرة مهواش بعيد يا واد خالي ونقعد چنب الحيطة ونسمعوا الزيطة
مصطفي بضحكة علي وجهه : خلاص خلاص سكتنا ، العچل اما يوقع هيسنوا السكاكين ولا ايه ، كل ديه عشان هشام ، اوعدنا يارب
غنيه : والله يا واد ولدي كلكم غلاوة واحدة ربنا يفرحني بيك واشوف عوضك
جميلة وقد لوت شفتيها وسمعها الجميع : ما هما بيقولوا ف المثل اعز من الولد ولد الولد
مصطفي : الله الله علي الدعوة الحلوة دي يا چدتي ، اكيد ياما بس ادينا بنغيروا چو ثم التفت بحديثه لرحمة متساءلا : وانتي ميته هنخلصوا منيكي ، أأااااقصد ميته هنفرحوا بيكي
رحمه وقد تغيرت ملامحها وانخطف قلبها وترددت قائله : ومستعچل عليّ ليه ، اما ابقي اخلص علام لأول لسه بدري عليّ اتچوز انت بس وآني وراك طوالي
امضوا الجميع وقتا طيبا تجمعهم مائدة الطعام وروح المرح والدعابة تسيدت الوقت ولم يشعر الجميع إلا وقد اقترب آذان العصر فتركتهم فضه متوجهه للمطهي تطلب من ثريا تجهز الطعام والفاكهه واللبن الدافئ المحلي بالعسل لتصعد به لغرفة هشام وهمسه وقد لحقت بها حنين متساءله : محتاجه مساعدة يا فضه ، اعمل معاكي حاجه ؟؟
...... : لاه يا خيتي ، بس هشام شيعلي رسالة وقالي آني هنام شوي والساعة اربعة طلعيلنا الوكل للاوضة ياما مهننزلوش تحت وبالليل هبقي انزل اسلم علي چدي وخالي
ضحكت حنين : له حق تعبان من السفر ، الله يسعدهم ويهنيهم ويبعد عنهم العيون
....... : امين يا خيتي امين الله يسمع منيكي يارب
_____________________
رنين الهاتف يصدح في الغرفة وليس هناك من يجيب
همسه : هشام ،، هشام اصحي تليفونك بيرن ،، في ايه دلوقت ،، هي الساعة كام ؟؟
اعتدل هشام قائلا : خير اللهم اچعله خير يارب استر ،، مين هيرن دلوك ،، الساعة اربعة الفچر
التقط الهاتف يتفقد من المتصل
همسه : مين بيتصل دلوقت ؟؟
هشام : ثواني حبيبتي هشوف
ألو ،، مين هيتحدت ؟؟
واذا بصوت نسائي يتناهي الي مسامعه ويغلب البكاء علي الكلمات ،،، أنا زينة يا هشام
هشام : زينة ؟؟
ايوه ايوه ،، زينة مالك هتبكي ليه في ايه ؟؟
زينة : اسفه بتصل بيك دلوك ،، اتصلوا بيا من المستشفي في المركز وبلغوني ان ابوي وچوزي عملوا حادثه علي الطريق وحالتهم خطيرة وآني لوحدي لا أخ ولا أخت انت عارف حالي ،، ودلوك آني وأمي معرفينش نتحركوا من الدار ،، الحقني الله يستر علي ولاياك
هشام : حاضر چهزوا حالكم وحالا هكون قدامك
همسه : في ايه هشام انت رايح فين دلوقت ؟؟
هشام : همسه يا قلبي ،، دي زينة اللي كان هيحبها أحمد بتستچد بيا وبتقولي ابوها وچوزها في المستشفي عملوا حادثه وحالاتهم خطر وطبعا بسبب عدم حملها في مشاكل بينها وبين بيت عمها فأنا لازمن اوقف معاها ،، دي مهمي كان ست ولوحدها ف ديه واچب يا حبيبتي ،، ان شاء الله مش هتأخر وهرچع علي طول واطمنك
اسرع هشام وبدل ملابسه واستقل سيارته وتوجه لبيت زينه ليجدها تقف امام الباب تنتظر قدومه هي ووالدتها
والدة زينه : الله يراضيك يا ولدي ذي ما بتساعد الكل
هشام : ايه يا حاچه اللي هتقوليه ديه ،، مساعدة ايه احنا كلاتنا اهل وديه واچب عليّ ،، ربنا يطمنا عليهم ويرچعولكم بالسلامة ان شاء الله
طالت المسافة بهم وازدادت دقات قلب زينة وزاد توترها ،، حاولت ان تتمالك نفسها حتي لا تنهار والدتها الي ان وصلوا ولكنها اللحظات الاخيرة
سمح لهم الطبيب بالدخول فاقتربت من زوجها تمسح دموعها فتحدث بتعب شديد : سامحيني يا بت عمي ،، أني كنت عارف ان العيب مني ومكنتش قادر اقول لحد بس مكنتش هتچوز عليكي انما كنت خايف تعرفي وتطلبي الطلاق وتفضحيني ،، آني خلاص اللي باقيلي في الدنيا لحظات وبتمني تسامحيني
مسحت زينه دموعها قائله : مسمحاك يا واد عمي ،، الله يسامحك
لفظ زوجها انفاسه الأخيرة ومن بعده والدها فقد اصيب بكسر في العنق ونزيف شديد في المخ نتيجه لإنقلاب السيارة علي الطريق
والدة زينة صرخت صرحة شديدة : آااااااه يا وچع قلبي ،، الاتنين مره واحده ياربي ،، اللهم لا اعتراض علي حكمك يارب
زينه وهي تبكي : بالراحة علي نفسك ياما ،، آني محتچالك چاري ،، خلاص مبقاش لينا حد ياما
هشام : لا إله إلا الله ،، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،، إنا لله وإنا إليه راچعون ،، شدي حيلك يا زينه ،، البقاء لله يا حاچه ميعظموش علي اللي خالقهم الله يرحمهم ويغفر لهم ويسامحهم ،، ادعيلهم بالرحمة ونشفي دموعك متعذبيهمش
ارتكن هشام جانبا واتصل بأدهم وعامر وابلغهم ما حدث وتوجه عامر علي الفور لإبلاغ اهل حسين زوج زينة بما حدث حتي يتوجهوا للمشفي لإنهاء اجراءات الدفن
___________________
عاد هشام من المشفي وبعد ان اخذ قسطا من الراحة اتصل هاتفيا بأحمد يبلغه ما حدث مع زينة
أحمد : إنا لله وإنا إليه راچعون ،، وزينة عامله ايه دلوك يا هشام ،، طمني عنيها
هشام : والله يا صاحبي كان نفسي اطمنك بس زينة تعبانه ومكسورة بعد ما حست ان سندها ف الدنيا راح منيها
أحمد : آني نازل مصر لچل خاطرها ،، اول الاسبوع اللي چاي بإذن الله هكون عنديكم ،، وحتي يكون وقت العزا خلص والناس عيندهم هديت شوي عشان اقدر اروح اعزيها
هشام : يعني هتنزل مخصوص لچل خاطرها ؟؟
أحمد : مهمي القدر فرق بينا يا صاحبي بس يفضل اللي في القلب ذي ما هو مفيش حاچه تقدر تغيره وآني عارف أنها اتچوزت غصب عنيها ولو عليها كانت استنتني بس الله يرحمه ابوها كان راچل مفتري وكان دايما هيضروبها
لچل توافق علي الچواز من واد عمها ،، عموما كل الكلام ديه فات عليه وقت طويل ،، آني نازل قريب يا صاحبي اشوفك بخير ان شاء الله
______________________
وردة : ازيكم يا بنات عاملين ايه ، وحشتوني قوي
اميرة بفرحة : وردة حبيبتي وحشتيني حمدلله علي سلامتك
اماني : حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي ، اخبار الحاچة أيه دلوك ، انشاله زينة
........ : الحمد لله بقت ذي الفل ، مقدرتش اتحرك من حداها إلا لما اطمنت انها اتحسنت وبقت ذي الفل ، أنتوا عارفين آني معنديش غير الولدين وصغيرين مهيساعدوش في شي
اميرة : الحمد لله انها اتحسنت ربنا يباركلك فيها ويتم الشفا علي خير
....... : اللهم امين ، بقولكم ايه يا بنات ، حد منكم معاه محاضرات علم الاچتماع
...... : انتي ملقتيش غير علم الإچتماع وتسألني عنيه ، انتي ممكن تلاقي كل المحاضرات إلا المحاضرات دي ، ده الداكتور رخم واحنا من وقت ما انتي بطلتي تآچي ملقينش حد نآخدوا منيه المحاضرات ، دوري انتي ودوريلنا وياكي ينوبك فينا ثواب ، ما انتي عارفه محدش بيرتب فينا غيرك ، كلاتنا خيبانين بيچيبوا چيد ببركة دعا الوالدين
بإبتسامة هادئة : مچانين والله ، طيب هروح اشوف حد من الوِلد وامري لله
........ : ربنا وياكي يا خيتي احنا مستنظرينك هنه
وردة : ماشي هروح اشوف حد وارچعلكم
....... : مساء الخير يا مسعد
مسعد : اهلا وردة مساء النور ، اخبارك ايه ، انتي من زمان غايبه ليه أكده ؟؟
....... : الحمد لله انا بخير ، والدتي كانت تعبانه شوي وكانت قاعدة چارها لحد ما قدرت تقف علي رچلها من تاني
....... : سلامتها ألف سلامة طيب محتاچة لشي ، أساعدك في أي شي ، قولي متتكسفيش
...... : الصراحة محتاچة محاضرات علم الاچتماع الأخيرة وسألت البنات قالولي مكناش بنحضروا انت عارف ان الداكتور رخم ومحدش بيطيق يحضرله ، انت متعرفش مين كشكول محاضراته كامل
......... : ذي ما بتقولي اكده ، الداكتور رخم ومحدش بيحب يحضر محاضراته ، مفيش غير إبراهيم هو الوحيد اللي ملتزم وبيحضر كل المحاضرات ما انتي عرفاه ده من الاوائل علي الدفعه التلات سنين اللي عدوا ، عموما آني هشوفلك المحاضرات وهچيبلك الكشكول تنقليه وترچعيه ليا وآني هرچع ارچعهوله ، انتي عارفه انه مبيتعاملش مع البنات
......... : طيب خلاص ماشي وآني ان شاء الله مهطولش هنقلهم بسرعه وهرچعلك الكشكول طوالي
......... : خلاص استنيني بكره هنه بعد المحاضرة الاولي وهيكون معاي الكشكول بإذن الله تعالي
......... : ماشي شكرا يا مسعد كتر خيرك ومعلش هتعبك معاي
......... : لاه يا وردة أحنا اخوات متقوليش اكده ، والله احنا قصرنا في حقك بس محدش كان عارف ان الوالدة مريضة
....... : لا ولا يهمك هيا الحمد لله اتحسنت وعموما انت بتعمل الواچب معاي وزيادة كمان ، يالا سلامو عليكو هستناك بكره ان شاء الله هنه
....... : ان شاء الله بالسلامة
مسعد : يا زين مشوفتش ابراهيم النهاردة
......... : لاه شوفته كان رايح حدا المدرچ في الدور التاني
......... : طيب ماشي آني طالع اشوفه وراچع متمشوش
...... : طيب ماشي هنستنوك هنه