الجزء 17
الفصل السابع عشر
ادهم : شوفي يا اميرتي ،، انتي طبعا عارفه عم نچاتي ؟؟
حنين تنبهت للكلام واجابته متسائله : نجاتي مين ،، قصدك الشيف نجاتي بتاع شرم الشيخ ؟؟
ادهم : ايوه هو ديه
حنين : اه طبعا عرفاه بس إيه علاقته باللي حصل ؟؟
ادهم : ما آني هحكيلك اهه ،، من زمان من ييچي عشرين سنين اكده كان في فرح لأخو عم نچاتي اللي هو زين الدين ،، حدانا في البلد وانتي عارفه ناس البلد هيحبوا ضرب النار في الافراح وفي وسط ما هما بيرقصوا قامت عاركة بين اتنين واتدخلوا الكبار ولكن مفضتش زادت وزاد ضرب النار وچت طلقة طايشة من حد معرفينش هو مين وقتها كان كله هيضرب وخلاص ،، اللي هيضرب لچل ما يفض العاركة واللي هيضرب لچل ما يخوف اللي قدامه ومفضتش إلا اما لقيوا الطلقة صابت كبير عيلة من العائلات اللي كانت معزومه وقتها
واتقلب الفرح احزان ومياتم والعيلة اعلنت مفيش عزا لحد اما تآخد بتار اللي مات
عمك نچاتي وقتها الناس اتهموه ان هو اللي ضرب بالنار لانه كان هو اللي واقف كبير من ولاد عم الشاب اللي كانت وياه الخناقة والباقيين كلاتهم صغيرين وهو اللي لقيوه ماسك بندقية بس المسكين ملهوش في ضرب النار اصلا لكنه كان ماسكها لچل الفرح وانه الكبير يعني عادات وتقاليد ،، المهم لزقت التهمه فيه وقتها كان لسه متچوز مكملش شهور اخد مرته وهچ من البلد واتصل بيا بعدها بيومين يستنچد بيا فچبته وچيت اهنه وچبتله شغل وطبعا الناس قبلوه عشان من طرفي ومحدش سأل عليه واتعلم الصنعه علي يد شيف كبير بعدها عرف ان مرته حامل بس ماتت المسكينه وهيا بتولد وسابتله واد اتكفل بيه ومن وقتها وهو هنه ومرچعش قنا والناس نسيته ونسيت حكايته ومحدش عرف اذا عنديه واد ولا اتنين ولا عنديه بنات ولا لاه
بعدها بشهور سمعنا ان واد خالته اتصاب بس الحمد لله مماتش ،، فالكبار عرفوا انه رد التار وخافوا من التار فعملوا قاعدة صلح بين العيلتين ولكن محضرهاش المأمور والعيلة اللي مات منيها الكبير مأخدتش العزا لحد دلوك ،، كل الناس فكرت ان خلاص اكده الحكاية ماتت بس هو بردوك خايف يرچع وولده ما شاء الله كبر واشتغل بس المكان اللي كان هيشتغل فيه افلس واتصل بيا وكلمت ناس حبايبي وشغلوا الواد حداهم في السياحة وانتي عارفه الباقي بقي كل ما بناچوا هنه لازمن اطمن عليه واشوفه واعرف احواله واحوال ولده واعرف اذا محتاچ لشي ولا لاه
حنين : يعني التار ده لسه بيآخدوه لحد دلوقت بعد عشرين سنه ؟؟
ادهم : اللي متعرفيهوش ان الراچل اللي مات عنديه واد وبتين ،، الواد كبر وبقي ظابط وشكله أكده هو اللي اخد بتار ابوه
حنين : يعني ممكن يكون هو اللي عمل كده وهو اللي بعتلك الرساله دي ،، طيب ده ظابط يعني مش خايف علي وظيفته
ادهم : ما هو اخد بتار ابوه ومش بيده ،، يعني مهيوديش روحه ووظيفته في داهيه ولكن ممكن يسلط حد
حنين : والله ده جنان ،، المفروض خلاص الموضوع انتهي بالصلح يبقي كان المفروض الكل يلتزم
ادهم : لاه مفيش عندينا التزام طالما مكنتش قاعدة كبيرة وناس البلد الكبار كلاتهم يحضروا هما والعمدة والمأمور ويبقوا شهود علي الصلح انما كانت قاعدة وخلاص
_____________________
في مساء اليوم التالي اطمئن الطبيب علي حالة ادهم وسمح له بالخروج مع التأكيد علي الاستمرار في تناول الادوية بإنتظام
عاد ادهم وسط فرحة الجميع ،، طلقات نارية اطلقها الغفر فرحا بعودته وزغاريد اطلقتها غنية وفضة ولحقت بهم قسمه وجميلة التي ولأول مرة اسرعت إليه والسعادة تبدو علي وجهها
جميلة : حمدلله علي سلامتك يا واد عمي انشاله كانت انقطعت يده اللي عمل اكده ،، سلامتك بعد الشر عنيك
ادهم : الله يسلمك يا بت عمي
شعرت حنين بالغيرة تلتهم قلبها فهمست له وهي تضغط علي اسنانها وتخرج الحروف بصعوبه من بين شفتيها قائله : يالا يا حبيبي علي الاوضة انت لازم ترتاح ،، الدكتور قال ان الاجهاد مش كويس علشانك
غنية : لاه آني خليت البنات يچهزوا الاوضة القبلية تحت لچل ما يرتاح فيها ادهم بعيد عن السلم ،، كفاية الدم اللي راح منيه ،، ديه محتاچ يتغذي كويس لچل ما يرد صحته بسرعة وچرحه يطيب
ادهم : تسلم يدك ياما ،، متقلقيش ولدك بخير
عبد الكريم : دايما يا ولدي طيب وبخير ،، حمدلله علي سلامتك
ادهم : الله يسلمك يا بوي ،، كله بفضل دعواتكم الحمد لله آني بخير
اسرع حمزة وهمسه يحتضنون ذلك الادهم ليشعروا بالامان قد عاد إليهم من جديد
همسه : بابا حبيبي حمدلله علي سلامتك ،، البيت من غيرك وحش اوي ،، وكمان انت وحشتني اوي اوي
ادهم : آني رچعت اهه بس زعلان منيكي ،، كنت مستنظره لأدهم الصغير ،، اكده تروحيه قبل ما يآچي علي وش الدنيا
همسه : معلش يا بابا نصيبه كده بقي ،، مكنش بإيدي
ادهم : واد يا هشام شد حيلك ،، آني عاوز ادهم ولا انت خيبان اياك ،، نشوفوا غيرك نچوزه للبت
هشام بضجر : والله اللي يفكر بس يبص لطرف شعراية منيها يقول علي روحه يا رحمن يا رحيم ويقرأ علي نفسه الفاتحه ،، ادعيلنا انت بس يا خال
لحظات بسيطة من السعادة امضاها ادهم وسط اسرته ولكنه شعر بالاجهاد فطلب الاستئذان لينال قسطا من الراحة
______________________
هشام : بقول ايه يا همستي ،، تعالي چاري
همسه : نعم يا حبيبي ،، انا جنبك اهوه
هشام : تفتكري ممكن الواحد يحب واحده والدنيا تفرقهم وكل واحد يتجوز غير التاني وبعد سنين يرجعوا لبعض تاني وممكن يتجوزوا ويعيشوا مع بعض ،، يعني حبهم هيفضل بنفس قوته ذي ما بدأ من الاول ولا ذي ما بيقولوا ممكن يتأثر بعوامل الزمن
ضحكت همسه قائله : في اعتقادي ان كل حاجه في الدنيا ممكن تتأثر بعوامل الزمن إلا الحب ،، يعني الحب بالذات ممكن يزيد لو الاطراف دي ملقتش الحب عند اللي اتجوزوهم ،، الحب الحقيقي بمعناه الصحيح ،، السند والاحتواء والامان وكل المعاني اللي بيتجسد فيها الحب ،، وقتها هيكون اقوي للي غاب مش للي موجود وعلشان كده وقت ما هيرجعوا يتقابلوا تاني هيكون اقوي من لما بدأوا ،، دي وجهة نظري ممكن يكون عندك وجهة نظر مختلفة تانيه غير وجهة نظري بس عادي مش هنختلف ،، بس تعالي هنا انت ليه بتسأل السؤال الغريب ده ،، هو انت كنت بتحب عليا ولا ايه يا استاذ ؟؟
يالا بسرعة جاوب بدل ما اطخك
صدح صوت هشام وملئ صوت ضحكته وتردد في ارجاء الغرفة : هاه هتطوخيني ،، طب واهون عليكي
همسه بحنق : ايون هتهون ،، بس مش هتهون علي قلبي وهيرفع عليا قضيه وهيكسبها وهيعفو عنك ،، بس يالا قولي ليه السؤال ده ؟؟
هشام : انتي عارفه ان زينة چوزها وابوها اتوفوا في نفس اليوم وكان واچب عليّ ابلغ احمد مهمي كان كنا في يوم من الايام زمايل في چامعه واحده وبعدها كلمني وقالي هرچع عشانها وفعلا چيه وراح يعزيها وكنت معاه وشوفت عيونهم مليانه حب كنهم اتنين صغيرين واول مره قلبهم بيدق بالحب واحمد قالي انه لسه هيحبها وانه هيتچوزها بس تهدي من الحزن شوي
همسه : سبحانه مالك القلوب
هشام : اني كمان هحبك يا همستي ،، ما تآچي نچيبوا ادهم لچل ما يزعل منينا ادهم الكبير
ضحكت همسه قائله : مجنوووون ،، بحب مجنون
امضي العاشقين وقتا من الحب والسعادة بعد ان اطمئنوا علي ادهم
عامر : أصباح الخير يا خوي ،، انشاله تكون زين النهارده وچرحك اتحسن ؟؟
ادهم : الحمد لله يا خوي احسن كتير من لاول ،، كله هيآخد وقته وهيطيب
عامر : ادهم يا خوي ،، مين اللي عمل اكده ،، يوسف ولا الظابط واد مدكور
ادهم : ديه عيار طايش يا خوي معوزينش الامور تكبر وتبقي بحور من الدم مهنقدروش نلموها
عامر : و دمك اللي سال علي الارض ،، وچرحك اللي هينزف لحد دلوك ،، وهيبتنا قدام اهل البلد ،، عاوزهم يقولوا سابوا تارهم ،، واللي خلق الخلق ما ههمله وآني خلاص اتأكدت مين هو ومهظفرش يدي بدم حد متخافش يا خوي ،، بس والله ف عالي سماه ما هخليهم يغمضوا الليل وهشيب الصغير فيهم قبل الكبير وهعرفهم ازاي الطلق الحي يصيب ادهم القناوي
ادهم : يا خوي استهدي بالله مهنقومهاش حرب خلينا نهدوا ونفكروا زين
عامر : لاه ،، فكر انت مع نفسك يا خوي ،، آني فكرت وانتهي الموضوع وقولتلك مهظفرش يدي بدم حد
_____________________
اسبوع مر بهدوء وفي ليلة غاب عن سماءها القمر ،، واذا بدوي لطلقة نارية حين توقفت سيارة الضابط انيس محمود التهامي امام منزله ،، فأسرع يختبئ خلف السيارة واشهر سلاحه استعداد للمواجهه ولكن ليس هناك من يواجهه
صرخت نرجس من داخل الدار ومن خلف الباب ارتفع صوتها : ولدي ،، ولدااااي
فتحت الباب واذا بها تجده يقف امامها
اسرعت تتلمسه وتتحسس جسده لتطمئن عليه : انت بخير يا ولدي ،، في حاچة صابتك ،، قولي ،، طمني
انيس : آني بخير ياما متقلقيش عليّ اكيد مش آني المقصود ممكن حد حس بحرامي فضرب طلقة ف الهوا ،، ما انتي عارفه اننا چار الچبل واللي هينطوا كتير دلوك ،، يالا ياما ارچعي نامي ومتقلقيش
نرجس : ومنين هيآچينا النوم بعد اللي حوصل ديه يا ولدي ،، كنها ابواب چهنم واتفتحت علينا ،، الله يچيرنا من المستخبي
انيس : ياما قولتلك متخافيش وآني واقف قدامك سليم اهه ،، يالا ياما قولي يارب وارچعي لفرشتك نامي وارتاحي