الجزء 8

الفصل الثامن

توجهت فضة بصحبة حنين لغرفة تقي في قسم الولادة

فضة : مباركين مباركين يا خيتي ،، يتربي في عزكم وعز ابوه ،، مبارك ما چالكم

حنين : ألف مبروك يا قسمة حمدلله علي سلامتها

قسمه : الله يسلمكم يارب تسلم رچليكم

دلفت رحمة للكافيريا وطلبت فنجان من القهوه وجلست جانبا تنتظره حتي يتم تجهيزه ،، وبعد تقديمه لها شربت منه الكثبر ثم حملت ما تبقي وتوجهت لباب الخروج واذا بها تصطدم بجسد ضخم ،، رفعت عينيها واذا بشاب اسمر ذو شعر شديد السواد وعيون واسعة يرتدي ملابس ضابط وانكسب القليل مما تبقي من قهوتها علي الارض

_ : أنا آسف يا آنسة ،، معلش انا مستعجل ومأخدتش بالي

_ : حصل خير ولا يهمك وبيقولوا دلق القهوه خير والحمد لله انها مش علي هدومي اهي الارض شربتها بعد اذنك

تركته وانصرفت من امامه بعد أن سلبت منه عقله بإبتسامتها ولكنه لم يبال بها فهو منشغل بإصابته صديقه الذي اصيب في مداهمه لوكر لتجار المخدرات بالأمس واتي لزيارته والاطمئنان عليه

رحمة تتحدث لنفسها : الله الظباط دول شكلهم حلو اوي ،، بجد انا نفسي اما اتجوز ربنا يرزقني بظابط كده امشي جنبه وكل الناس تحسدني عليه ،،، يااارب توعدني

اطمأنت كل من فضة وحنين علي تقي وعادوا للڤيلا واستفاقت تقي واطمأن الطبيب علي حالتها وعلي الجنين وامر بخروجها في صباح اليوم الثاني
______________________
والدة زينة : شوفت الناس بتقول إيه عن أحمد اللي انت رفضته علشان واد اخوك اللي مطفح بتك الدم من يوم ما اتچوزها بسبب الخلفه

والد زينة : سمعت يا ام زينة بس انتي كنتي عوزاني اچوزه البت وهو فقران مفيش حداه لا مال ولا دار ،، هيعمل ايه بالشهاده من غير فلوس ،، وبعدين يا وليه هو آني كنت مغسل وضامن چنه ،، كنت عارف انه هيعمل اكده ف البت ،، كل شي قسمه ونصيب ومحدش كان عارف حاچه آني مهشمش علي ضهر يدي ،، لولا اننا رفضناه مكنش سافر وچاب المال ومكنش عمل كل ديه دلوك ،،

والدة زينة : خلاص اتحدت ويا واد اخوك خليه يروح للداكتور يشوف عنده ايه بدل ما مطفح البت الدم ومسمعها كلام فاضي ليل نهار لاه وكمان مش مكفيه وبيقولها لو مچبتش عيال هتچوز عليكي ،، خليه يروح يشوف حاله البت عدمت واتبدلت احوالها من وقت الچواز

والد زينة : حاضر هتحدت وياه وربك يعدلها من عنده
______________________

همسه : يا جدتي يالا غنيلنا وسمعينا بيقولوا إيه هنا للناس اللي بتحج
مصطفي : واه كنك محفظاش يا بت خالي الغناوي عندينا
همسه : وهحفظها منين انا يا فالح انت ، انا بسمعها من الناس بس نفسي اسمعها من جدتي
هنيه : طيب متتخانجوش آني هغنيلكم حته صغيرة من اللي فكراه وعماتكم يكملوا
همسه : ماشي يا جدتي يالا سمعينا
الكل سكت وبدأت غنية تغني

بعيدة بعيدة يا طريق النبي
بعيدة بعيدة وإن عطاني ربي
لأروحلك سعيدة
ولا مال معايا خاطري ازور النبي
ولا مال معايا يا كريم يا ربي
يارب العطايا
ولا مال ف يدي خاطري ازور النبي
ولا مال ف يدي يا كريم يا حنون
تحنن ياربي
بعيدة بلافه يا طريق النبي
بعيدة بلافه وان عطاني ربي
لاروحلك بزفة

استكملت عنها قسمة
صلوا علي النبي وزيدوا صلاته
ده كان يلاغي القمر ويفهم لغاته
اه يا نخل مكة يا طويل يا عالي
والتمر منك منك دوا للمُبالي
اه يا بير زمزم تلابيب حلايب
والشربَ منك منك دوا للعليل
اه يا بير زمزم تلابيب تلاته
والشرب منك دوا للمسافر

ثم استكملت فضة

صلوا علي النبي وزيدوا صلاته
ده كان يلاغي القمر ويفهم لغاته
رايحه فين يا حاچه يام شال قطيفة
رايحه ازور النبي محمد والكعبة الشريفة
فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا
افتحي البوابة يا فاطمة ده ابوكي داعينا
وادعيلنا يا حاچه وانتي علي عرفات
وبتزوري النبي الغالي وبترمي الچمرات

وادعيلي ياما من فوق المنابر
ودعتلك يا ابني يا ابني تيچي بالسلامة
وصلتني ليلة لحد المحطة
عاودي يا ليلة يا ليلة لقتلي رفاقة

لللللللي لللللللي مبارك ياما تروحوا وترچعولنا بألف سلامة ومتنسوناش بالدعوات
......... : الله يسلمك يا بتي ، ملناش غيركم ندعوله اومال هندعو لمين
فضة : الله لا يحرمنا دعاكي ياما وتروحوا وترچعولنا بألف سلامة
همسه بفرحة : الله عليكم وعلي كلامكم حلو اوي يا جدتي يارب تروحوا وترجعولنا بالسلامة
اسرعت همسه تختبئ بداخل احضان جدتها واردفت : انتي وحشتيني من دلوقت يا جدتي وانتي لسه معايا ،، ادمعت اعينها
انا حاسه انك سافرتي خلاص من كلام الاغنية

مُصطفي : نشفي دموعك يا بت خالي ان شاء الله هيرچعوا بالسلامة ، قومي چوزك رچع آني سامع صوته برا
انتفضت همسه قائله : هشام
وأسرعت للباب تنتظر حبيبها الذي غاب عنها ليلة كاملة بسبب العمل ،، وقفت تترقب دخوله من الباب
تنبه الجميع علي تلك العصفورة التي تبحث عن وليفها الي أن دلف من الباب واقترب منها فلم تتمالك نفسها وارتمت بين ذراعيه تحتضنه بشوق جارف وهمست له : حبيبي وحشتني اوي اوي
هشام : اه يا قلبي والله اشتقتلك قوي
فنبهتهم فضه بحديثها : حمدلله علي سلامتك يا ولدي اتوحشناك
فابتعدت همسه عنه ولكنها متشبثه بيديه
هشام : الله يسلمك ياما
اقترب وألقي التحية والسلام علي الجميع وقَبّل يد جدته واردف : آني طالع أغير ونازل تاني اشوف چدي كنه مش هنه
فضه : علي ما تغير هدمتك وترتاح شوي يكون رچع من قاعدة الصلح بين بيت وهدان وبيت النعيمي هو وخالك

....... : ماشي ياما بالسلامة
همسه : طيب يالا أنا طالعه معاك
نظر إليها نظرة شوق وارتسمت ابتسامة ناعمة علي وجهه حاول اخفاءها من أعين الحاضرين
مصطفي بضحكة ماكرة : متتأخرش يا واد عمي كنه الوَكل هيبرد
....... : بس يا واد مهتأخريش ولا چعان كُل أنت ومتستناش
ارتفع صوت مصطفي مقهقها : لاه ازاي ده وديه ينفع بردوك هنستنوك بس متتأخرش علينا
ومن خلف هشام تتوعد همسه لمصطفي وهمست له : انا هوريك بس اصبر عليا
لمحها هشام بطرف عينيه فابتسم قائلاً : چالك الموت يا تارك الصلاة وارتفع صوته مقهقهـًا واردف : استلقي وعدك بقي وقعت ف يد من لا يرحم
مصطفي ضاحكا وجثي علي ركبتيه : لاه لاه خلاص استسلمت
حنين بإبتسامتها المعهودة وهدوءها الذي يعشقه الجميع : مجانين والله ، يالا يالا خلصونا علشان كلنا جعانين هنقوم نجهز علي ما عمي وادهم يرجعوا

امضي الجميع لحظات من السعادة واسترق هشام منهم همسه ليصعد بها لعشهم الصغير واوصده عليهم الباب واسرع يرتمي بين احضان تلك الهمسة التي سلبت قلبه وعقله واخذ يلثم شفتيها وجبينها ووجنتيها بشوق حتي ادمعت عينيها فاقترب يحتضنها ويسألها بهمس : ليه الدموع وانتي ف حضني اوعي ينزلوا والله ازعل واعاود تاني من مكان ما چيت

احتضنته بقوة قائله : لا لا انا ما صدقت انك جيت عاوز تمشي تاني ، و دي مش دموع ده شوق ، انت وحشتني اوي وكأنك غايب عني سنين
ضمنها بين ذراعيه متسائلاً : انتي جعانة ؟؟
اومأت برأسها لا واردفت : كنت جعانه وشبعت اما شوفتك
هشام : بس آني چعان وميت چوع
اتسعت حدقتيها وتساءلت : بجد ، هو انت آخر مرة أكلت فيها ؟؟
..... : هاه لاه آني أكلت بس والله ما فاكر من الشغل بس آني هآكل حالا اهه وهشبع كمان
التقطت هاتفه وارسل رسالة واغلقه
اعلن هاتف فضه عن استقبالها فتفقدتها بإبتسامة هادئة وتركت الهاتف جانبا وبعد دقائق ارتفع صوتها : يالا يا بنات نچهزوا الوَكل زمان الرچالة راچعين
همسه : انت كنت بتكلم مين ، يالا مش هتغير هدومك علشان تنزل تآكل
هشام : ما آني قولتلك هآكل وهشبع بس لأول چهزيلي الحمام
__________________
عبد الكريم : خلاص يا جماعة سمعونا الفاتحة علي نية الصلح والحمد لله أكدة كل واحد عرف ارضه وكفانا لحد أكدة خناق كل ساعة والتانية
وهدان : خلاص يابا الحاچ كلمتك علي الرقاب والفاتحة علي نية الصلح
النعيمي : خلاص يابا الحاچ اللي تقوله هننفذه وكفي الله المؤمنين شر القتال والحمد لله المهندس اللي قولتلنا عليه قسم لنا الارض واحنا ارتضينا
ادهم : مباركين عليكم يالا سمعونا الفاتحة والليلة الچاية العشا حدانا ، انتوا عارفين ابوكم عبكريم هو والحاچة مسافرين للحچ ان شاء الله
وهدان : علي بركة الله بسم الله الرحمن الرحيم .............
همس الجميع للحظات ثم ارتفعت الاصوات ولا الضالين آمين ،،، صدق الله العظيم
تصافح وهدان والنعيمي وانتهت المشكلة بسلام
ادهم : الله يهدي النفس ويبعد عنيكم الشر ، نستأذنوا احنا بقي ونتوكلوا علي ارزاقنا ومستنظرينكم علي الموعد ان شاء الله
النعيمي : تسلم رجليك يابا عبكريم تعبناك معانا وحچه مبروكة وذنب مغفور بإذن الله وترچعوا بالسلامة
وهدان : في امان الله


إعدادات القراءة


لون الخلفية