الجزء 18
لفصل الثامن عشر
في الصباح صدح رنين هاتف انيس فاستيقظ مسرعا ممسكا به يتفقد من المتصل
انيس : ألو ،، صباح الخير يا باشا
المأمور : وهيچينا منين الخير يا انيس وضرب النار بقي كل يوم اكده ،، آني عاوزك قدامي في خلال ساعة
انيس : تحت امر حضرتك ،، اقل من ساعة وهكون قدام حضرتك
اسرع انيس يتحمم ويبدل ملابسه وتوجه لمقابلة المأمور
انيس : اتفضل يا فندم تحت امر حضرتك
المأمور : الكلام عنديك النوبه دي يا حضرة الظابط ،، قولي مين اللي ضرب عليك نار ،، مرة ابن القناوي ومرة انت ومعرفينش الدور الچاي علي مين
انيس : يا فندم آني مشوفتش حد ومعرفش مين اللي ضرب عليّ النار وبعدين آني مالي ومال ولد القناوي
المأمور : انيس اقعد شوي
شوف يا ولدي ،، سيبك من ان اني مأمور وانت ظابط وخلينا نتحدتوا ذي ما متعودين مع بعضينا ،، آني اللي رعيتك وانت عارف اني هحبك كيف ولادي انت مجتهد ونشيط وذكي وآني عارف الحرب اللي بدأت تظهر وكله هيقول مشوفناش دي سببها الموضوع القديم آني مش عيل صغير ،، بس يا ولدي لو هنولعوا في النار بإدينا ممكن تآكلنا احنا قبل كل الناس ،، لازمن يا ولدي نفكروا صح ونشوفوا طريقة نحلوا بيها الموضوع
طأطأ انيس رأسه خجلاً : دم ابوي عمره ما كان هيروح هدر وآني معملتش شي غير القصاص من اللي عمل اكده
المأمور : انت عارف ان اللي عملته ديه غلط وان اللي قتلته ديه واحد غلبان وفي حاله وملهوش دعوه بشي ،، اللي قتل ابوك واحد من عيلته ايه ذنبه هو تموته وترمل مرته وتشرد عياله
انيس : آني مقتلتش حد ،، آني ظابط ومهقتلش غير اللي يستحق ،، هو عمره اكده
المأمور : مش لازمن نقتلوا بإدينا يا حضرة الظابط انما ممكن نقتل بإيد غيرنا ،، وآني لسه بقولك انت ذكي ،، عموما مسيرنا هنعرفوا مين اللي قتله انما الحرب مع بيت
القناوي الراچل اللي كل البلد هتحبه واتصاب بالغلط لازمن تهدي ولازمن نشوفوا حل يرضي الكل
انيس : انشاء الله يا فندم ،، اي اوامر مني ،، انا مضطر استأذن من حضرتك
المأمور : ايوه لازم تختار حد كفاءة من الناس اللي عندينا يطلعوا مع مسچل الخطر مهدي زين الرچل لچل ما يسلموه في المحافظة
انيس : اعتبره تم يا فندم ،،
ادي التحية وانصرف
____________________
بعد ثلاثة ايام تمت عزيمة مجموعة من اسرة التهامي لحضور زفاف في إحدي النجوع القريبة من البلد واثناء عودتهم اطلق عليهم وابل من الرصاص ولم يصاب أحد بمكروه ولكنهم اصيبوا بالذعر ولم يتمكن احد من معرفة من الفاعل
المأمور : ايه يا حضرة الظابط اللي بيحصل في البلد ده ،، كل يوم ضرب نار وقلق ،، اه مفيش اصابات بس الموضوع زاد عن حده ،، مرة انت ومرة اربعة راجعين من فرح ومره علي واحد راجع من سفر علي الطريق الزراعي ،، لا والاغرب من كده انهم كلهم من نفس العيلة ، يعني من عيلتك يا حضرة الظابط ،، ممكن تفهمني في ايه اللي بيحصل بالظبط
__________________
ادهم : يا عامر يا خوي بالله عليك كفايه اكده ،، كل الناس اتأكدت اننا احنا اللي بنعملوا اكده ،، اه بيقولوا ان مفيش دم واننا بنرهبهم بس خلاص يا خوي لحد اكده كفايه
عامر : والله مهيكفيني فيهم رآس الكبير ،، بحق كل نقطة دم سالت علي الارض من دمك يا خوي
ادهم : يا خوي إحنا معجزينش فيهم وانت عارف اننا مهنخافوش من حد ولو هنضرب يبقي في النهار بس خلاص لحد اكده ونوقفوا بقي ونشوفوا رد الفعل إيه
عامر : مفيش رد فعل ،، كلاتهم فراخ بيناموا من المغربية من وقت ما سمعوا بضرب النار اول مره علي انيس ومحدش منيهم بيخرچ من دارهم بعد صلاة العشا
ادهم : لچل خاطري يا واد ابوي خلينا نوقفوا لحد اكده ،، بس قولي مين اللي كان هيساعدك في الموضوع ديه ؟؟
عامر : يعني هيكون مين يا خوي ،، منصور وبدر وولد هشام ولا نسيت ان انت اللي معلمه ضرب النار
ضحك ادهم قائلا : يسلم دراعه يا خوي الله يباركلنا فيه
_____________________
همسه : ماما انا تعبانه اوي ،، معدتي مش مرتاحه ،، حاسه اني مش قادره آكل اي حاجه ،، طلبت من ثريا حاجه دافيه عملتلي نعناع شربته ودخلت رجعته علي طول
حنين بحنانها المعهود ربتت عليها قائله : معلش يا حبيبتي يمكن اخدتي برد في معدتك
اشارت لها غنيه من بعيد : اتصلي بچوزها يتصل بالداكتور يآچي هنه خلينا نطمنوا عليها
حنين بإبتسامة ناعمة : حاضر يا ماما هروح اتصل عليه
يا فضه هو هشام هنا ولا نزل الشغل
فضة : اه يا خيتي فوق هتصل عليه ينزل حالا
تناولت فضة هاتفها واتصلت به : هشام يا ولدي همسه تعبانه شوي ،، اتصل بالداكتور يآچي يطمنا عليها
هشام بفزع : همسه تعبانه ،، لسه كانت چاري مفيهاش حاچة ياما ايه اللي حوصل ؟؟
آني هتصل بالداكتور حالا وهنزلها
هشام اقترب من همسه ومسك يدها : حاسه بإيه يا قلبي
همسه بألم : معدتي وجعاني وعندي مغص ومفيش حاجة قبلاها كل حاجه برجها
هشام : سلامتك يا قلبي ،، تعالي آني هطلعك فوق والداكتور چاي دلوك
حملها بين ذراعيه كطفلته الصغيرة ،، ضحكت حنين وتذكرت عندما حملها ادهم بين ذراعيه
جميله بتهكم : شيل يا خوي ما قبلك خالك شال ،، الله يعينك
ارتفع صوت فضه بالضحكة : وميشيلش ليه ،، مفيش اعز منيها ،، حبيبة قلبه وام ولاده عن قريب ،، شيل يا ولدي وخليها چوا عينيك وقلبك الله يهنيك ويچعلك دايما حنين ذي خالك ادهم
دلف عامر قائلا : وعامر ملهوش نصيب في الدعوة الحلوة دي يا خيتي ولا إيه ؟؟
فضة : لاه ازاي دي ،، انت ليك السعد والهنا كله يا قلب اختك
___________________
هشام : خير يا داكتور طمني
ابتسم الطبيب ممازحا :خير ان شاء الله ،، انت قلقان اوي ليه اكده ،، عموما هو لسه مش ظاهر معانا حاچه بالكشف غير انها ضعيفه شوي وعنديها شوية
صدح هاتف عبد الكريم فتفقد المتصل ثم اجابه : يا اهلا يا اهلا يا بيه ،، والله ليك وحشه من زمان متقابلناش
المأمور : اهلا بيك يا راچل يا طيب ،، ما آني بتحدت وياك علشان اكده ،، ممكن نتقابلوا ونشربوا فنچان قهوه مع بعض ولا مشغول نأچلوها ليوم تاني
عبد الكريم : لاه مفيش انشغال ولا شي ،، البيت بيتك آني مستنظرك
انهي معه المكالمة وارتفع صوته مناديا : يا حچة
غنية : چيتك اهه يا واد عمي ،، خير ؟؟
عبد الكريم : خلي البنات يچهزوا غدا المأمور چاي دلوك
غنية : حالا اهه نچهزوا الوَكل ،، يا ثريا يالا يا بتي چهزي المندرة
ثريا : حاضر يا حاچة هچهزها حالا اهه
____________________
حنين : ادهم انا سامعه عمي بيقول ان المأمور جاي عندنا ،، تفتكر جاي علشان اللي حصل معاك ولا علشان موضوع تاني ؟؟
ادهم : هو متعود بيآچي اما بيكون في صلح بين العائلات وبعدين هنستعچلوا ليه ،، يا خبر بفلوس بعد شوي هيبقي ببلاش ،، اما يآچي هنعرفوا كل شي متقلقيش
حنين : الله يسترها ويكون خير بإذن الله
____________________
احمد : ألو كيفك يا زينة ؟؟
زينة بفرحة : أحمد ،، ازيك آني بخير الحمد لله وانت عامل ايه طمني عن اخبارك
احمد : آني بخير طول ما بطمن عليكي وبسمع صوتك ،، هو آني ممكن اقولك شي ؟؟
زينة : قول آني سمعاك
أحمد : لو قولتلك اتوحشتك قوي قوي هتقولي إيه ؟؟
خجلت من كلامه والتزمت الصمت ومن خلف سماعة الهاتف افتر ثغرها بإبتسامة رقيقة
احمد : يعني مهتدريش ،، طيب كلي زعلتك
اسرعت زينة بالرد : لاه معلتنيش ولا شي ،، تعرف انك انت الوحيد اللي هتسأل علي ،، انت وهشام اللي يباركله ويعوضه بالخير ،، من يوم اللي حوصل وهو كل كام يوم يبعت الواد بشنطة كبيرة مليانة من خيرات ربنا ومن بعديه انت اللي هتسأل عنينا بالتلافون كني مقطوعه ومليش حد ،، بعد كل ديه تقولي زعلتلك ،، طيب كيف تزعلني وانت سبب فرحتي بس ......
احمد : بس !!
بس إيه بقي يا زينة