الجزء 1

أهم شخصيات الرواية 
سارة ... 
فتاة بسيطة حكم عليها الزمن أن تكون مسؤولة عن والدتها المريضة واختين وطفل صغير من زوج قد قتل غدرا ، 

أحمد نورالدين ...
رجل أعمال كبير ومن أسرة عريقة تمتلك أكبر مجموعة اقتصادية فى الوطن العربى .

سليم نورالدين ... جد أحمد وكبير عائلة نورالدين ، والمسيطر الأول عليها. 

هشام ... ابن عم أحمد والخطيب الأول لسارة ، من أحد مديرى مجموعة نورالدين .

مها ... الصديقة الوحيدة لسارة طوال حياتها .

مازن ... ابن عم آخر لأحمد ، مسؤول عن الإدارة الإعلامية للمجموعة

جاسر ... ابن عم سارة ، وصاحب قريب جدا لأحمد ، وهو مهندس معمارى ناجح ويمتلك مكتب من أكبر وأشهر مكاتب الهندسة فى البلد ، أنشأه بمساعدة أحمد .

جلال ... الخادم الأمين لأحمد وحارسه الخاص .

جينا ... سكرتيرة أحمد ومديرة أعماله فى الولايات المتحدة .

سناء .. مديرة منزل سارة .

?????

الفصل الأول 

فى احدى غرف سكن الطلبة بجامعة كاليفورنيا ،،دخلت مها الغرفة فجأة وهى تصيح .... سارة سارة 
ردت سارة وهى فى قمة الهدوء....عايزة ايه ياماهى
جلست بجانبها وقالت بهدوء مشابه...بصى انا لا هتعصب ولا هعلى صوتى ولا أى حاجة ، بس والله حرام عليكى اللى انتى بتعمله فيا ده ....
...اللى هو ايه بقى ...
... يابنتى احنا مش خلصنا السيميستر وامتحنا ونجحنا والسيمستر الجاى هيبدأ أول الاسبوع.....
... وبعدين ؟
...وبعدين ايه ، كل ده وانتى قاعدة بتقرى كتاب ...
...عايزانى أعمل ايه يعنى .....
.... نخرج نحتفل ونغير جو بدل خنقة المحاضرات والجامعة والسكن ...
.... طب ما تخرجى ، ما انتى بتخرجى على طول من غيرى ...
... عشان انتى دايما بترفضى تخرجى معانا.....
.... أنا مش برفض وانتى عارفة ، انا بس مبتعجبنيش الأماكن اللى بتروحوها.....
..... المرة دى بقى مكان رائع وهيعجبك جدا ....
.... أشك .....
... اسمعى بس ، انا رحت معاهم مرة ، والله هيعجبك ، لا نايت كلب ولا مكان زحمة ولا أى حاجة
...وده فين بقى ؟
.... بصى ياستى ، ده عبارة عن بيت ولا القصور ، أصحابه بيبقوا مش موجودين كل ويك آند ،،إحنا بنروح نقض سهرتنا فى البيسين ،،عندهم بيسين رائع ....
... وافرضى اصحابه رجعوا فجأة ....
... يابنتى بقولك الجروب كله بيروحوه على طول وانا رحت معاهم اكتر من مرة،،يلا بقى ، فكيها ....
... سيبنى أفكر....
.... تفكرى ايه ، بقولك الليلادى ،،قومى بقى البسى....
...بس براحة ،،هلبس ايه ...
... أى حاجة بس البسى مايو تحت اللى هتلبسيه 
...كمان مايو !
... أيوة بقولك بيسين وحركات،،يلا بقى ....
...اسبقينى وانا هحصلك. ...
... هنستناكى فى العربية .....
... هو مين اللى رايح....
...كلهم ،،مارك وسوزان وليلى وجاك وراى وآدم 
.... آدم، ،هيروح ؟
.... ياستى مش هيدايقك ، هو وعدك بكدة ،غير لما تسمحيله يقرب منك ، اوكى....
تنهدت سارة بضيق وقالت.... اوكى 
خرجت مها قائلة....بسرعة هنستناكى 

توجه الجميع بسيارتين إلى المكان المقصود،، بالفعل كان منزل رائع على مساحة واسعة جدا بحمام سباحة كبير 
التف الجميع حول البيسين وقاموا بتشغيل اغانى روك وبعدها القفز متتاليين فى الماء ،،كانت بالفعل سهرة رائعة ولكن كانو جميعاً غافلين عن العينان الغاضبة التى كانت تراقبهم من خلف ستائر المنزل الكبير ،،،كان مساعده يقوم بالاتصال بالشرطة عندما اوقفه بإشارة بسيطة من يده عندما سمع سارة وهى تتحدث مصرى ،،كان وقتها آدم يحاول التحدث معها وسمع هو الحديث كله...
المجموعة كلها كانت مسلمة ولكن بجنسية أمريكية ،،لا يتحدث منهم العربية إلا انا ومها وآدم وسوزان

... سارة ممكن أتكلم معاكى شوية...

...لو فى الموضوع اياه مفيش داعى لانى لسة على رأيي...

... أنا مش فاهم ايه مشكلتك ما كلهم ارتبطوا حتى مها ،،انتى ليه رافضة ...

...آدم، قولتلك قبل كدة أن مشكلتي مش فيك انت ،، انا ظروفى مختلفة عنكم ،،انا هنا عشان ادرس وانجح وبس ،،مفيش فرصة ولا وقت لأى شئ تانى ،،أرجوك مفيش داعى للكلام فى الموضوع ده تانى،،

تركته وانضممت للمجموعة وعاد هو الأخر ، ولاحظت مها تغير مزاجها بعدما تحدثت مع آدم 
لم تكن تعلم ان هذه العيون مازالت تراقبها حتى الآن ، وكانت هى محور هذه المراقبة ،

فجأة انطلقت كل أجهزة انزار المنزل واضيئت كل الأنوار وسمعوا أصوات قادمة يصاحبها صوت كلاب حراسة ،،صرخ الجميع وحاولوا الهروب ونجحوا بالفعل إلا هى ، وجدت نفسها بين ثلاثة رجال لم تستطع الفكاك منهم ،،برغم انها رياضية وتستطيع الجري جيدا إلا انها لاحظت أن جميع الحراس كانوا يقصدوها هى بالذات ، قادوها إلى داخل المنزل وهى تفكر بماذا سيفعلون معها ، بالتأكيد سيطلبون لها الشرطة على أنها مقتحمة أو سارقة ، وعند كلمة شرطة توقف عقلها عن التفكير ،، ماذا تفعل أن تدخلت الشرطة فى الموضوع واتهموها أصحاب المنزل بشئ ، ستفقد المنحة فورا أن حدث ،

ادخلوها بهو رائع واسع جدا مع أثاث عصرى فخم جدا وبسيط فى الوقت نفسه ، مكون من ركنة رائعة وبعض الكراسي المنتشرة فى المكان ويتوسط البهو سلم رائع للدور العلوى وسجاد فخم جدا يبدوا غالى الثمن لم ترى مثله من قبل ،
،،رؤية المنزل من الداخل جعلتها تلعن غبائها على موافقتها على هذه الفكرة المجنونة بالدخول فى هذا المكان بدون علم أصحابه. 

ادخلوها باب جانبى اتضح انه باب لغرفة مكتب يتكون من مكتب كلاسيكى كبير بكرسى دوار ومكتبة كبيرة جدا تضم آلاف الكتب ، 
توقف نفسها وتعالت دقات قلبها عند رؤية الجالس فى زاوية المكتب ،،كان جانب كرسيه لها فلم ترى وجهه بوضوح، ويقف بجانبه رجل يبدوا فى أواخر الثلاثينات ويبدوا وكأنه مساعده،، وفجأة انطلق صوته قائلا باللغة الانجليزية،،
... ماذا كنتم تفعلون فى منزلى فى هذا الوقت وبدون اذنى ؟
ارتبكت وتلعثمت فى الرد 
... سيدى ، نحن اسفون، كنا نحتفل ولم نكن نعلم أنه يوجد أحد فى المنزل ..
وجدته يشير بيده للواقف بجانبه قائلا ..اطلب الشرطة ..

فصرخت راجية. .....لا ، لا ، أرجوك فأنا لست من أصحاب البلد انا من دولة أخرى ، وأنا هنا فى منحة دراسية من دولتى ومع موقف كهذا سيوقفون المنحة وسيعيدوننى لبلدى، أرجوك سأفعل ما تريد أو سأدفع التعويض الذى يرضيك جزاء اقتحامى لمنزلك ولكن أرجوك أبعد الشرطة عن الموضوع ،،أرجوك ؟
رد بسخرية ...وهل أبدوا لك ممن يحتاجون لتعويض....
.... آسفة ولكن هذا اول شئ بدر بزهنى ،، دخول الشرطة فى الموضوع سيضييع مستقبلى ،،أرجوك سيدى ....
.... من أى بلد انتى..
.... من مصر..
.... ومن كانوا معكى
.... ماذا عنهم ،،هل ستأذيهم هم أيضا ؟
.... فقط اجيبى ...
.... لا أعرفهم ، لقد قابلتهم فى النايت كلب وعرضوا على الفكرة فوافقت ...
....تكذبين ، هل تحاولين حمايتهم ،،لقد سمعتك تتحدثين معهم... يبدوا أنكى تعرفينهم جيدا،،زملائك فى الجامعة مثلا ؟
ارتبكت وكنت مترددة 
فقال ....اجيبى بالحق
.... واحدة مصرية والآخرون من هنا....
.... هل جئتم هنا من قبل ؟
.... لا ، أقسم بالله هذه أول مرة أتى فيها هنا...
...وأصحابك ؟
... لا أعلم ...
.... ماذا تدرسين ؟
....تمريض ....
..... تمريض !؟ لم ارى أحدا من قبل بمنحة ويدرس تمريض...
.... وهل تعلم كل من يدرسون بمنحة هنا سيدى....
....على الأقل، المغتربين....

توقف عن الأسئلة للحظات وكأنه يفكر فيما سيقول ثم سأل

.... هل يكفيكى مبلغ المنحة ؟

اندهشت من السؤال وأجابت .....ماذا تقصد ، سيدى ؟
..سؤالى واضح ، هل تكفي المنحة دراستك ومصاريفك الخاصة ؟

ترددت ولكن أجبت ...بالطبع لا، فالمنحة تغطى دراسة الأقسام الأساسية فقط ، أما أنا فاحاول الاستفادة من وجودى هنا بأقصى درجة فاحاول الحصول على كل الكورسات المتعلقة بدراستى ولكن على حسابى الخاص ....

..... ماذا درستى غير أقسامك الاساسية ؟

اندهشت من هذا التحقيق ولكنها لا تريد اغضابه فأجابته
.... فى ادارة المستشفيات وآخرى فى مكافحة العدوى وأيضا إدارة الأعمال العامة ..

....الأول والثانى على صلة بدراستك اما الثالث ما علاقته بالتمريض ؟

..... يبدوا انك تعلم الكثير عن منهجى سيدى ، عموما كان الوحيد فى الموضوعات المطروحة فى السميستر الماضى وعلى صلة قوية بإدارة المستشفيات العامة لأنه فى ادارة الاعمال العامة 
.... وكيف تتدبرين أمرك فى تكلفة كل هذه المصاريف ؟

بدأت اسألته تغضب سارة ولكنها حاولت السيطرة على نفسها وأجابت 

.... أعمل كنادلة فى أحد الكافيهات القريبة من الجامعة كما اننى أعطى محاضرات فى كورس أخذته مقابل أن ادرس محاضرات فى الكورس الذى اريده،
.... واضح أنكى مجتهدة جدا يا... قلتى ما اسمك ؟
.... سارة
.... سارة ،،

كل هذا وهو يتحدث دون ان تراه ،
وببطئ شديد ادار كرسيه الدوار ليواجهها ،
عند هذه اللحظة توقف انفاسها وبدأت ضربات قلبها ترتفع عندما وقف ،،كان مجرد شاب صغير تقريبا فى منتصف العشرينات ، كان وسيم جدا ومن الواضح انه رياضى ، كان قميصه الأبيض القطنى ضيق يبرز منه عضلات كتفه وزراعه وحتى تناسق عضلات بطنه،، اقترب منها ووقف امامها مباشرة وعيناه لم تحيد عن عينيها وكأنه تحدى من نظرات خاصة بيننا ،نظرات غريبة جدا وبالفعل مربكة عندما يطيل النظر ،،،
فى داخلها كانت تعلم انها لن تنسى هذه العينان ما حييت ،،، ولكنها تحدت نفسها ولم تبتعد بعينيها ولم تهتز للحظة ، فلاحظ هو ذلك وظهرت ابتسامة بسيطة على جانب فمه ورفع يده ليتحسس جانب وجهها مكملا كلامه ،

....اسم جميل مثل صاحبته تماما

فى نفس اللحظة أبعدت وجهها عن مرمى يده قائلة
... ماذا تريد منى سيدى ؟

جلس على جانب مكتبه وقال ،،أريد منك أن تتركى عملك كنادلة 
وتأتى هنا لتعملين عندى ...

... هنا ؟! ماذا أعمل هنا ؟ ،،،،تسائلت بغضب 

أجاب ...مديرة منزلى ...

.... ماذا ؟! أنا لا أعلم شئ عن هذه المهنة ، ثم إن كلمة مديرة منزل هذه كلمة مستترة لكلمة خادمة وانا لا أعمل خادمة لأحد ، آسفة سيدى ..

لم يظهر أى تعبير على وجهه ثم قال 
... هل تقبلين أم اطلب الشرطة ؟
اتسعت عينيها وزاد الغضب فى لهجتها

...هل ستجعلنى أعمل لديك بالتهديد ؟
.... 
ابتسم ابتسامة ساحرة وأشار للحراس والرجل الأخر بالخروج وأطاع الجميع بعد انحنائة بسيطة منهم، 
جلس على كرسى المكتب وأشار لها بالجلوس ففعلت ، واضح ان هذا الشاب ممن تطاع اوامرهم بدون نقاش ، وعند هذه الفكرة ابتسمت رغما عنها 
فظهر صوته فجأه قائلا .... فى حاجة بتضحك ؟

اتسعت عينيها وتجمدت الابتسامة على وجهها عندما سمعته يتحدث بالمصرى 

.....أنت ..أنت مصرى ؟

اماء لها برأسه بالإيجاب 

...مفاجأة صح ،بس حلوة ..

ولكن قطع زهولها رنين تيليفونها، ونظرت له فأشار لها بالرد وكانت مها تطمئن عليا ،، 

....براحة يامها، انا كويسة متقلقيش، أما اجى يامها هبقى احكيلك ،،يلا بقى ،سلام 

واستدرت له متسائلة. ..ليه مقولتش من البداية انك مصرى.. 

... تفرق معاكى ..

...لا ابدا عادى ، بس لكنتك كويسة ، كأنك أمريكى فعلا ..

.... أنا تقريبا عايش هنا ، نص وقتى هنا والنص التانى فى مصر ، المهم موافقة على شغلك معايا ولا لا ؟

..... المشكلة أنى مش فاهمة هشتغل ايه ؟ 

....ببساطة شديدة هتكونى مسؤولة عنى فى كل شئ ، اولا اكلى وشربى ولبسى ،،فى خدامين فى البيت كتير بس مش عايز علاقتى تكون مباشرة بيهم ،عايز شخص يكون مسؤول ادامى عن الحاجات دى ،انتى بس هتابعيهم، 
ثانيا هتصحينى من النوم، انا بنام وقت قليل فمبصحاش بسهولة وطبعا هتصحينى فى الوقت اللى هقولك عليه حسب جدول المحاضرات اللى انتى هتجهزيه بنفسك ،،انا هديكى ورقة اول كل أسبوع بمواعيدى الفاضية وانتى هتبدأى ترتبى محاضراتى على أساسها ، وبالتأكيد هتقدرى لأنك ناجحة فى دراستك ...

. أنت بترتب محاضراتك حسب وقتك انت...

ابتسم وقال ....أيوة ، جزء من الدكاترة بيجيلى هنا والجزء التانى فى الجامعة وانتى اللى هتكونى على اتصال بيهم،، 
شفتى بقى ، هو ده كل شغلك ...

 وأنا بقى هعرف اذاكر مع كل ده ؟

.هو ايه اللى كل ده ،،الموضوع كله ترتيب وتنظيم مش اكتر ،، انا بمجرد ما هصحى وافطر وأخرج هتكونى فري لحد ما ارجع على الغدا وفى العادة بيكون الساعة 4 وأما ارجع واتغدى بنام ساعة وبعدين أبدأ محاضرات ومزاكرة وفى أوقات بخرج ، هتكونى انتى فرى برده فتقدرى تذاكرى براحتك ،،غير أن الجمعة والسبت بقضيهم فى مصر ،،
وده اللى اداكوا الفرصة للى عملتوه انتى واصحابك طبعا. ..

فرفعت له عينيها بعدما كانت مستغرقة فى التفكير. 
فتابع كلامه....أنا مش هحاسبك،، لا انتى ولا أصحابك مع أنى اقدر اوديكوا فى داهية،،انا هحاسب البهايم اللى شغالين عندى عشان اتعودوا أنى بسيب البيت فى اليومين دول فبقوا يسيبوه هما كمان ، 
....ها وافقتى على عرضى ؟

لم ترد، فاعتقد هو بأنها بحاجة لمزيد من الإقناع فسألها

...أنتى بتاخدى كام من شغلك فى الكافيه ؟
ضايقها سؤاله ولكنها أجابت. ....400 دولار

..... أنا هديكى 1000 دولار 

ظهرت الدهشة على وجهها من الرقم

....مش كدة وبس دى أقامتك وأكلك معايا هنا ولبسك كمان عليا ، يعنى مرتبك هيكون صافى فى ايدك ، ولو استمريتى وكنتى زى ما انا عايز ، هعملك كارت دوام كورسات ، يعنى هتدرسى كل الكورسات اللى انتى عايزاها مجانى ،،ايه رأيك ؟

لم تستطع الرد بعد كل ما قال ، هل من المعقول أن يكون كل ما يقوله حقيقى ، فى هذه الحالة تستطيع إرسال كل المال الذى تحتاجه أمها وأكثر بدون اى تأثير على دراستها ،

تنبهت من تفكيرها على هذه النظرة المربكة التى تحاول سبر أغوار عقلها فسألته 

.... أنا شايفة انك بتحاول بجد تخلينى اوافق مع أن وظيفة بالمميزات دى فى كتير يتمنوها ،،ليه انا ؟
... بالفعل وظفت ناس بعد ما اللى كانت معايا رجعت مصر عشان اولادها ، بس معجبونيش ،،واحدة مقدرتش تنظم وقتى صح والتانية لقيتها فى سريرى بعد أسبوعين من بداية شغلها وطردتها فى وقتها بس طبعا بعد ما عملتلها اللى هى عايزاه عشان متزعلش مدام ليها مزاج من كدة ....

اخجلنها تلميحه الوقح لما يريد قوله واحست باحمرار وجهها والذى لاحظه بالطبع واعجبه ما رأى ،،وبدأ يكمل كلامه

...أما بالنسبة لسؤالك عن ليه انتى بالذات ، فأنا شايف فيكى حاجات هقولك عليها لو استمريتى معايا بس ،،عموما معاكى 24 ساعة تفكرى فيهم ، لو وافقتى تعالى بكرة فى نفس الميعاد ولو مجييتيش هعرف انك رافضة والموضوع ينتهى على كدة
بس ليا طلب خاص عندك ...

....اتفصل.. 
... مش عايز تقولى اى معلومة عنى لأى حد ولا لصاحبتك اللى قولتلها هحكيلك ، ممكن تقولها أصحاب البيت رجعوا ، بدون اى تفسير واترجيتهم يسامحونى فوافقوا واقفلى الموضوع على كدة سواء وافقتى على عرضى أو حتى رفضتى ،، اوكى ؟

....اوكى ..

وبنظرة رائعة قال ....وعد ؟

استغربت ثقته وقالت باسمة..... وعد..

.... تمام ، فى عربية على الباب هتوصلك ، واتمنى أنى اشوفك بكرة ..

وقفت وهى تقول ....إن شاء الله ..

بالفعل وجدت سيارة بانتظارها وطوال الطريق تفكر فى هذا العرض المذهل مرددة داخلها بسخرية ،،أفلح أن صدق ،،

***********

خرجت سارة من دوامة ذكرياتها الذى تعودته فى الفترة الأخيرة على صوت يناديها 

......دكتورة سارة ،،دكتورة سارة 

...أيوة ياعم عيد،،خضتنى ...

.قال وهو يضع فنجان القهوة....اللى واخد عقلك يابنتى ،،القهوة اللى طلبتها ..

....شكرا ،،جت فى وقتها 
....حاجة تانية يابنتى

...شكرا ياراجل يا طيب 

خرج الساعى وادارت سارة الكرسى للنافذة مرة أخرى وهى ممسكة بورقة كتبت فيها :

.....أه من هذا الرجل الذى حطم كيانى واحتوانى بكل ما بداخلى بدون أى كلمة حب ،،لو لم أوافق على هذا العرض البائس لما كنت أعيش الآن فقط فى ذكرياتى معه ... 



إعدادات القراءة


لون الخلفية