بعد مرور أسبوع على وجودها فى المزرعة ، كانت قد فقدت اعصابها تماما ، وأرادت العودة بأى شكل ، ولكنها كانت متماثلة لتحذير أحمد لها بأن هذه الفترة حرجة جدا فى انتهاء هذا الموضوع ، ولابد من تحملها حتى تنتهى هذا المهزلة ، لكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فقد كانت تستطلع حسابها على الفيسبوك الذى لم تفتحه منذ أيام بناء على طلب من أحمد فى ذلك ، فوجدت كم كبير من الأسئلة عما حدث والمواساة من جميع معارفها والعاملين بالمراكز ، توقف قلبها مما ترى ، فهى حتى لا تعلم ما حدث ، وببحث بسيط ، وصلت لما حدث ، فقد احترق مركزها الطبى الجديد الذى تم افتتاحه منذ أيام ، مكتوب انه بسبب خطأ من الساعى بسبب تركه لمحبس الغاز مفتوح ، وهذا ما أكدته تحقيقات النيابة ،
لم تصدق ما حدث ، فهى على اتصال دائم بمدير المركز الذى يخبرها أن كل شئ بخير ، والعمل قائم فى المركز على أكمل وجه ، ظنت فى البداية أنها إشاعات ، اتصلت به لتعلم مايحدث
....الو ، ايوة ياأستاذ ايمن ...
...دكتورة سارة ، ازى حضرتك ...
...زى الزفت ، ايه اللى حصل ، مركز ايه اللى اتحرق ؟ أنا مش لسة مكلماك امبارح ، وقلتلى ان كل حاجة تمام ...
...ومكدبتش يادكتورة ، المركز دلوقتى تمام وشغال عادى بقالو يومين ...
...يومين بس ، المفروض انه شغال من أسبوع كامل ..
...آسف يادكتورة ، حضرتك ممكن تكلمى أحمد بيه وهو هيقولك على كل حاجة ....
...احمد بيه مين ، أحمد نورالدين ...
..أيوة يافندم ، هو قاللى لو عرفت وكلمتك ، قولها تكلمنى وملكش دعوة بالموضوع ده ...
لم تمهله سارة ليكمل كلامه ، اغلقت الخط وشرعت فى الاتصال بأحمد ، لكن وجدت خطه مشغولا ومكالماتها على الانتظار ، استمرت فى محاولة الوصول له .
أما أحمد فقد كان يجلس مع هشام وواحد من اعمامه ومعهم احد المديرين المسؤولين عن الإنتاج على طاولة الاجتماعات يناقشون موضوع خط انتاج جديد لأحد المصانع . وفى نفس الوقت كان يتحدث فى تيليفونه مع المختص القانونى فى المجموعة عن نقطة قانونية متعلقة بما يتناقشون فيه ، وبالطبع هذا مالم يساعد سارة فى الاتصال به فى هذه اللحظة ،
عندما أنهى مكالمته ، وقبل حتى أن يرى شاشته ليرى مكالمات سارة الفائتة على الانتظار ، رن الهاتف وكان المتصل هو أيمن
...أيوة يا أيمن ، فى حاجة ؟
...آسف يافندم، بس دكتورة سارة اتصلت بيا وكانت مدايقة جدا ، للأسف عرفت موضوع الحريق ...
..وانت قلتلها ايه ؟ ...
...زى ما حضرتك طلبت منى بالظبط ...
...طيب ، خلاص ، انا هتصرف. .. وأغلق بعدها الخط
وعندها رأى مكالماتها الفائتة وبعدها بثوانى رن الهاتف باسمها رد علي الهاتف وهو لا يعلم أن عيون الجميع تراقب ما يحدث خاصة هشام ، وعندما لاحظها ، استأذنهم وخرج من المكتب ، لكن هشام بالذات آثاره ما حدث ، وحتى لا يعلم لماذا تتبع أحمد متعللا بتدخين سيجارة ثم يعود
...أيوة ، ياسارة ...
...فى ايه يااحمد ؟ أذاى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ...
...حبيبتى ، ممكن تهدى شوية عشان اعرف افهمك ...
...تفهمنى ايه بس ، أذاى تمنعهم انهم يقولولى ...
...عشان متوصليش للحالة اللى انتى فيها دى ...
...أنت كمان مش عايزنى ادايق ، انا لازم ارجع مصر حالا ...
وعند هذا الطلب بدأ صوته يرتفع ويتخذ طريقة أخرى فى الكلام
...ترجعى ، عايزة ترجعى عشان يلاقوكى انتى وابنك واخواتك ، تعرفى انهم قلبوا عليكى الدنيا هنا ، تعرفى أن حرق المركز مجرد حيلة يطلعوكى بيها من المكان اللى اختفيتى فيه ، وزى ما انا كنت متوقع بالظبط ، لجأوا لطرق ملتوية عشان يجبروكى على الرضوخ ...
أصابها دوار شديد من كلامه ، وهوت على أقرب كرسى لها ،
...تقصد انهم كانوا ممكن يعملوا حاجة فيا ....
... فى الوقت الحالى ، وفيكى انتى ، معتقدش ، ممكن ابنك واخواتك ، عشان يضغطوا عليكى ، لكن لو استمريتى فى رفض اللى هم عايزينه ، وقتها بس هيئذوكى انتى ، وابنك واخواتك يورثوكى ، وهم طبعا ضعاف وسهل السيطرة عليهم ....
استمر الصمت من جهتها ولم ترد ، ولكنه يسمع أنفاسها العالية والسريعة جيدا
...حبيبة قلبى ، اسمعينى ، انا كنت مستنيلهم الغلطة دى ، وأهى حصلت ، وقعوا نفسهم بنفسهم ، دلوقتى رقبتهم فى ايدى ، من أكبر واحد لاصغر واحد ، أما بالنسبة للمركز ، فخلاص ، 48 ساعة ترميم ، ورجع زى ماكان وأحسن ، وشغال عادى جدا ،،،سارة ،،،وجودك هنا دلوقتى غلط وخطر جدا عليكم ، خليكوا فى الأمان احسن ....
...احمد ، تعالى ،، تعالى هنا أرجوك ، فهمنى اللى بيحصل ، محتاجة أتكلم معاك ، تعالى دلوقتى ياأحمد ...
...حاضر ياحبيبتى، هجيلك ، بس مش دلوقتى ، انا عندى شغل مهم جدا لازم اخلصه ، أرجوكى امسكى نفسك عشان اللى عندك ميقلقوش ، وأول ما اخلص هجيلك ...
...امتى ؟
...بليل ، انهارضة ، هبات عندك الليلادى ، وابقى ارجع بكرة ...
...وهتقولى كل حاجة ...
...كل اللى انت عايزاه هتعرفيه ، خلاص ، اوكى ...
...اوكى ...
... Take care Honey. ..
....I will. ..
أغلق الخط وتنهد بعمق ، فقد كان قلقا بالفعل من رد فعلها عندما تعلم بما حدث .
التفت ليعود للاجتماع ، فوجئ بهشام أمامه ، واضعا يديه فى بنطاله ومستندا على الحائط ، وفى عينيه غضب شديد وتسائل واضح
...سارة مين اللى انت بتكلمها ياأحمد ؟...
..... انت بتتصنت عليا ،، وبتسأل ليه اصلا ؟
...شدنى كلامك ، سمعتك بتقول حبيبتى ، وبعدين انا ابن عمك وصاحبك ، بطمن عليك مش اكتر ، انا أعرفها سارة دى ؟
...تعرفها ولا لأ ، متفرقش كتير ، ومش وقته الكلام فى الموضوع ده ،وبعدين انت عارف أنى لما بحب اقول حاجة بقولها ، غير كدة متسألش ، ويلا عشان الاجتماع ده يخلص ، زى ما سمعت أن عندى مشوار مهم ...
ثم تركه وذهب ، لكن هشام تسمر مكانه ولم يتحرك ،
..... معقول ، تكون هى ، وايه اللى بيحصل معاها ،، قربوا من بعض أذاى ، اتقابلوا من شهر بس ، امتى وإذاى ، ده بيقولها حبيبتى ، وهبات عندك انهارضة ...
عند هذه الكلمة تجمد عقله وأخذت تتكرر الكلمة مرارا
...أذاى هيبات عندها ، معقول اتجوزوا ، من غير ما حد يعرف ، ولا متجوزوش اصلا ، وهيبات عندها ، ده مكانتش بتسمحلى حتى أمسك ايديها ،،،،،انا هتجنن .…