وخلص الحوار وقتها أو على الأقل انا افتكرت كدة ، واللى انقذنى الفلوس اللى شالها عماد بعيد عن البنوك وعرفنى مكانها عشان لو جراله حاجة ، كأنه كان عارف اللى هيحصل ، وبدأت بعدها ارتاح وانسى لحد من تلات سنين فاتوا ، كنت بخلص أوراق أجهزة تخدير فى ألمانيا ، لمركزين بينتهم مع بعض ، وكانت اول مرة اقابل فيها هشام ، وقف معايا وخلصلى الاجهزة والورق وكل حاجة ، لكن فجأة لقيت اشرف قدامى ، وبدأ يدايقنى ويهددنى من أول وجديد ، بس المرة دى مكانش عايز فلوس ، كان عايزنى انا ، وعلى حد كلامه القذر ، عايز يدوق الست اللى قدرت تخللى عماد السعدنى يوقف شغله عشانها ، وياترى هى طعمها مختلف ولا زييها زى غيرها ....
سكتت فجأة وقد بدأت الدموع تخونها وتملأ مقلتيها دون هبوط ، لكن أحمد لم يطق الانتظار ، أراد أن يعرف ما حدث ، فقال بنفاذ صبر
.. وبعدين ، ايه اللى حصل ...
تنهدت و ابتلعت ريقها وهى مغمضة العينين د ثم فتحت وقالت دون أن تنظر له :
...كان المفروض انى هتعشى مع هشام فى مطعم الاوتيل اللى انا نازلة فيه ، كان قبل رجوعى مصر بيومين ، بس بعد ما قابلت أشرف ، حجزت على طيارة فى نفس الليلة ، ليلتها النوم غلبنى ، مكنتش نمت من يومين ، هشام رن على تيليفون الاوضة كتير ومسمعتش التيليفون خالص ، غير على آخر رنة ، بصيت فى الساعة لقيتها 8 ونص وانا ميعادى معاه 8 ، لسة هرفع السماعة ، لقيت اشرف قدامى ، دخل اذاى وامتى معرفش ، كان جاى وناوى ينفذ اللى هو عايزه ،
فى لحظة ، حتى ملحقتش اصوت ، لقيته على السرير جمبى ، وايده سادة بقى (فم ) عشان مصوتش ، قال كلمتين مش كويسين ، وبدأ يشد فى بيحامتى لحد ما قطعها ، وقرب منى بنفسه المقرف ده ، بدأت أيده تفك عن بقى ، عضيته وصوت ، وجيت اتحرك وقعت من على حرف السرير ....
ثم سكتت مرة أخرى ، وكان أحمد يستمع لها وعينيه تنضح بشرار الغضب ويده تتكور حتى ظهر بياض مفاصل أصابعه ... انطقى ياسارة ...
تمالكت وأكملت
.... قام يلحقنى ، فجأة لقى هشام واقف بينى وبينه ، وأنا ما صدقت اول ما شوفته ، جريت واستخبيت وراه ،
مش عايزة اقولك اول ما شاف هشام كان عامل اذاى ، زى ما يكون شاف شبح قدامه ، تنح ومتحركش ، وفجأة انسحب وخرج يجرى ، انا مفهمتش رد فعل أشرف وقتها وليه خاف من هشام كدة ، وهشام مقاليش تفاصيل ، كل اللى قاله انه طبيعى لما يكون واحد بيعمل حاجة زى كدة شاف حد ، طبيعى هيجرى ، وأنا طبعا مقتنعتش بالكلام ده ، اللى كان يهمنى وقتها انى ارجع مصر فورا ، وفعلا سافرت ليلتها الساعة 2 ، كنت خايفة اوى ، سافرت حتى من غير ما أقول لهشام ...
فجأة ارتعبت من صوت أحمد المفاجيء والعالى وهو يقول ، ... هشام ، هشام ، بطلى تكررى الاسم قدامى ...
ثم وضع وجهه بين كفيه ، لم تعلم سارة هل غضبه أثر على قلبه ، هل هو مرهق ، ولم تفهم فى البداية سبب غضبه المفاجئ من تكرار اسم هشام منها ،
اقتربت منه وجلست بجانبه على حافة السرير ، وقالت بصوت مختنق بالبكاء
... أرجوك قول حاجة ، متسكتش كدة ...
رد عليها ومازال يغطى وجهه بكفيه ، واستمع لردها وهو على وضعه ،
... إيه اللى حصل بعد كدة ...
... ولا حاجة ، من وقتها مشفتش أشرف تانى ، ومعرفتش إلا من فترة قصيرة ليه أشرف خاف من هه ، هشام ..
وتردد وهى تنطق الاسم حتى لا تغضبه أكثر ،
... حد قاللى أن معظم وسط العصابات والمافيا بيهابوا عيلة نورالدين جدا ، لأن كان فى عصابة معروفة قتلت واحد من عيلة نورالدين ،
وفجأة العصابة دى اتقتلت كلها من أكبر واحد لأصغر واحد ، واتشهر اوى أن ده كان انتقام عيلة نورالدين لابنهم اللى اتقتل ، فالكل بيعملهم حساب ...
... علاء ...
... أنا معرفش اسمه ، اللى قاللى على الموضوع ده ، مقالش اى أسماء ، قاللى الحكاية بس ...
طال وضعه هكذا ، فمدت يدها ورفعت رأسه وقبل أن يلتفت لها ، فاجأها بسؤاله
... فى ايه تانى معرفوش عن حياتك ياسارة ؟
إن كانت قد فاجأها بسؤاله ، فقد صعقه اجابتها وهى تقول ،
... كتير اوى ياأحمد ، انت متعرفش حاجة اصلا ...
التفت لها وهو لا يصدق ما قالته للتو ،
أمائت برأسها لتؤكد ما قالته ، واتبعته بقولها
.. أنت قولتلى انك عرفت عنى كل حاجة ، ومصدقتكش ، لأن مستحيل تكون عرفت فعلا ، انا واحدة أبوها كان اومارتى بتاع كاس ، باعها لتاجر مخدرات وسلاح قصاد دين قمار ، وهى مش فى مصر اصلا ، راجل أكبر منها بعشرين سنة ، اشتراها من غير ما يشوفها اصلا ، اذاها وبهدلها ، ولما اتقتل ، سابها لأهله كملوا عليها ، ولقت نفسها مع أم مريضة بالسرطان واختين بنات مراهقين ميعرفوش حاجة فى دنيتهم وطفل عنده سنة ، تخيل بقى اللى حصل طول السنين دى ، وجاى تقوللى ايه اللى حصلك تانى وانا معرفوش ، انت ممكن تتخيل لوحدك ايه اللى حصلى ...
كانت تشهق مع كل كلمة تقولها ودموعها انسابت كسيل على وجهها ، أشفق عليها من الوجع الذى تشعر به ، يكفيه أن صغيرته وحبيبته وزوجته ، تحكى له عن محاولة اغتصابها من رجل سئ ، والأسوأ انقاذها من رجل غيره ،
كل كلمة ألمته وكأنه شاهد على ما حدث وعاجز عن القرب منها وحمايتها ،
اشعره كلامها انه قصر فى حقها واهمل حمايتها لسنين طويلة ذاقت فيها كافة أنواع العذاب بعيدا عنه .
مد يده واحتوى وجهها بكفيه وقبلها من رأسها ، ثم قال ... سامحينى ، انا اللى سبتك طول السنين دى لوحدك ، واوعدك مفيش مخلوق هيمس شعرة منك تانى ...
وضعت يديها على كفيه وهو مازال محتضنا لوجهها وقالت
... توعدنى ! توعدنى بإيه ، انت عارف مجرد وجودك عمل فيا ايه ، انا كنت مفتقدة تماما لاحساس الأمان ، الخوف كان خلاص عشش جوايا ، خوف من الماضى والمستقبل والأيام والناس ، خوف على اخواتى وعلى ابنى ،
مجرد وجودك مسح كل ده ،
نسيت الخوف ده كأنى معشتوش اصلا ،
انا كنت بموت فى كل لحظة وانت فى المستشفى ، مكنتش متخيلة انك بعد ما رجعتلى هتروح منى تانى ، بقالى 3 أيام بصحى فى نص الليل مفزوعة ، خايفة يكون وجودك جمبى ، فى سريرى وفى حضنى ، مجرد حلم بحلمه ، أفضل ابصلك وانت نايم جمبى لحد ما انام تانى ،
انا مبقتش عايزة غيرك من الدنيا كلها ....
فقد تماما قدرته على الاحتمال ومنع نفسه عنها بعد كل ما قالته ، إنها امرأته وحبيبته واشهى امرأة أرادها منذ فتحت مداركه على النساء ، وهى الآن تخبره بكلام أن قيل لرجل بقلب من فولاذ ، للان قلبه وانحنى أمامها ،
فلتذهب صحته وجراحته للجحيم ،
انقض على شفتيها ، يلثم من شهدهما الذى لم ينساه ابدا رغم تعدد ما لثم من شفاه النساء ،
دار بشفتيه على وجهها بأكمله وهو يشد حجابها الذى لم تكن قد ثبتته بعد ، فك رباط شعرها لينسدل على ظهرها ، امتدت يده لتعبث بباقى ملابسها لتزيلها عنها ،
أما هى فقد تهدمت كل الحصون والقلاع التى بنتها لتحميه من رغبته ورغبتها فيه ، تهدمت تحت أثر لمساته الخبيرة لجسدها ،
استلقت على ظهرها وهو يعلوها يزيقها ما حرمت منه لسنين تحت وطأة ذكرياته التى عاشتها فى قلبها ،
وكلما تأوهت بإسمه ، كلما زادها حبا قد تمناه كل منهما منذ الفراق اللعين بينهما ،
انتهيا ولم تنتهى رغبة كل منهما فى الآخر ،
انتهيا وقد زاد العشق فى قلبيهما ،
انتهيا ليتأكد كل منهما انه على حق فى انتظار الآخر لسنين ،
ضمها بين زراعيه وكأنه يحميها ويمنعها من الابتعاد ،
ضمها وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه سيقتل من يقترب منها مجددا ، وأنه لن يترك مخلوق قد اذاها إلا ويعيد حقها منه ، ولو بعد سنين .
...............................................
كان حمدى ، عم سارة ، فى اتجاهه للخارج للمرور على أرضه ، وملاحظة المزارعين ،
قبل أن يصل لباب حديقة البيت الصغيرة ، رأى أخوه سعيد قادم ، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، فأخوه لا يأتيه إلا فى المصائب ،
اقترب منه سعيد وقال بلهجتهم الصعيدية :
... كويس انى لحجتك ياخوى جبل ما تخرج ....
... مجيتك بالخير ياسعيد ...
... خير ياخوى ، الحاج باعتنى لأجل اجيبك لعنده ...
... ليه ، حصل ايه تانى ...
... والله معرفش ، هو بعتنى وانا جيت ...
... روح وأنا هحصلك. ..
.... لا ، جاللى مجيش من غيرك ...
تنهد الحاج حمدى بغضب ، فماعاد يريد التدخل لهذه العائلة الدامية فى شئ ، فالبعد عنهم غنيمة
ركب معه الكارتة وتوجه به صوب منزل العائلة الكبير ، كان عبد الهادى والد حمدى وسعيد وجد سارة ، رجل قد أخذ الشيب منه مكانه ، ممتلئ البنية ، لا يتحرك كثيرا .
... سلام عليكو يابوى ....
... وينك ياحمدى ، من سبوع ما ريتك ...
... هنا يابوى ، هروح فين يعنى ...
... كبرت على ابوك ولا حزنت ...
... ربنا يديك الصحة يابوى ...
... ولدك وصل ولا لسة ...
... ولدى مين ؟
... جاسر ، جالولى انه هياجى انهارضة ...
... جه عشية متأخر وسافر من ساعتين ...
... كمان ، يبجى ويسافر من غير ما يسلم على جده ...
... معلهش يابوى ، هو بس كان مشغول ، وجه طل على أمه بس عشان عيانة ومشى طوالى ...
... وانت ساكت عليه ليه ، مشوفتلوش بنية جوزتهاله عشان يرسى ليه ...
... بخطره يابوى ، مهواش عاوز ، بس هو ده اللى انت باعتلى عشانه ...
... كنت عايزك انت وولدك عشان اعرف منكم اللى ناوى عليه جوز بت دولت ...
.. معرفش عنه حاجة ، ولا جاسر يعرف ...
... ليه ، ولدك مش صاحبه وكان معاه فى المستشفى يوم بيوم ، وبيروحله بينه ، وبيزور بت عمه ...
... ايوة يابوى ، بس لو حتى ولد نورالدين ناوى على حاجة هيجولها لجاسر وهو عارف انه ولدنا ، مظنيش يابوى ...
... بتلعب بيا ياحمدى ، فاكر انك اكدة هتحميها منى ...
... ربنا هو الحامى يابوى ، ولو فى حد ربنا صخره عشان يحميها هيكون جوزها ، وأظن انت عارف هو مين ومجرب أفعاله مليح ، وانتوا أحرار مع بعض ، طلعنى انا وولدى من الموضوع ده كلياته ، ملناش صالح بيكم ، طريقكم بجى كله ده ، وأخرتها هتكون خراب على الكل ، وانت عارف أكده زين ...
... أكده ياحمدى ...
.. اتجى الله يابوى ، ومعنديش كلام تانى ، سلامو عليكم ...
... استنى ياحمدى ، مش جلت اللى عندك ، يبجى تجف وتسمعنى انى كمان للأخر ...
... خير يابوى ...
... أنا مهاجولشى انى نويت على جتل ولد نورالدين وجبضت التمن ، بس الاتفاج مكانش عليه هو ، كان على بت اخوك ...
... إيه ، بتجول ايه يابوى ...
... بجول اللى حوصل ، واللى اتفج معانا ،انى معرفوش ، جالنا منه مرسال ، بس كان ناوى يدفع اى تمن وبت محمد تموت ، إحنا نوينا وجهزنا ، لمن على جتله هو ، عشان هو إللى حماها ، وبعد كدة نستفرد بيها براحتنا ...
... وضربتوه بالنار ...
... لاه ، محصلشى ، حد تانى اللى ضرب النار مش ولدنا ، حد تانى كان متربصله وسبجنا. ..
... عايز تجول أن كان فى حد تانى عايزه يموت ...
... إيوة ياولدى ، صدجنى...
... مش بالساهل يابوى ، مش بالساهل أصدقك ، يمكن تكون بتجول أكده لما عرفت انه نجا منها وأنه مهيعدهاش إلا لما ياخد بتاره. ...
... يمين بالله هو ده اللى حوصل ياولدى ...
... والمفروض انى اصدج يمينك كمان ، إحمد ربك يابوى انها جت لحد اكدة وربنا يستر من اللى ناويه ولد نورالدين ، انا عارف انك بتحوللى اكدة عشان الكلام ده يوصله ، وهوصله يابوى ، وانتوا حربين مع بعض ، انا ماشى ...
... مع السلامة ياولدى ...
بعدما خرج حمدى ، دخل سعيد لوالده وقد تعمد عدم حضور اللقاء بينهما ،
... جلتله يابوى ...
... اييوة وأما نشوف هيصدقه ولا لاه ، وهيبعت يجولهوله ولا لاه ...
... وتفتكر أن واد نورالدين هيصدج ...
... هنشوف ياسعيد ...
..............................
بعد خروج الحاج حمدى من عند والده ، اتصل بجاسر وحكى له ما قاله له جده ،
... وانت مقتنع بالكلام ده ياحاج ...
... والله منا عارف ياولدى ، من وجت ما خرجت من عنده وانا بفكر ، سواعى اجول لنفسى انه بيكدب عشان خايف من انتجام أحمد منه ومن العيلة كلتها ، وسواعى تانية اجول انه بيجول الحق عشان يرضينى ويرضيك وبرديكى يبعد عن شر ولد نورالدين ...
... هو اصلا عارف ومتأكد انك هتقوللى ، وأنا هقول لأحمد ، يعنى ممكن يكون متعمد يقولك اصلا ...
..كنها اكده ياولدى ، وأنا بجولك اصلا عشان تجوله ، وهو يشوف هيعمل ايه ..
... ماشى ياحاج ، هشوف هعمل ايه وهرد عليك ...
... خد بالك من نفسك الله يرضى عليك ياولدى ...
...متقلقش ياحاج ، انا فى حالى ...
... ربنا معاك ياولدى ...
أغلق جاسر الخط مع والده ، وسند ظهره لكرسى مكتبه وأخذ يفكر فيما سيفعله ، هل يخبر أحمد بما قيل له أم يصمت نهائيا ، أم ينتظر الوقت المناسب ، على الاقل حتى يسترد أحمد عافيته،
حسم أمره وقرر ما سيفعله، وامسك بهاتفه ليتصل بأحدهم .
استيقظت سارة بين يدى زوجها ، تلمست وجهه بأصابعها وهى تتأمله ، وابتسمت بخجل عندما تذكرت فى لحظة ماحدث منذ ساعات قليلة ، لتتذكر فجأة انه من المفترض أن يمنع مما حدث حتى أسبوع قادم على الأقل ،
تابعت انفاسه المنتظمة ، وشكله الدال على أنه نائم وبحالة جيدة ، اطمئنت انه بخير .
رفعت عينيها للساعة المعلقة ، وجدتها قد وصلت للثالثة والربع عصرا ، اندهشت انها قد نامت مل هذا الوقت ، لكنها ألقت نظرة على النائم بجانبها وهى مبتسمة ، فهو السبب فى هدوء نفسها الذى اوصلها لأن تنام وهى مرتاحة البال ،
انسحبت من على السرير بهدوء ، التقطت روبها وارتدته ، مشطت شعرها أمام المرآه ، خرجت وأغلقت الباب بهدوء ،
نزلت السلم وهى تنادى على سناء ، ردت عليها سهام
... ايوة يادكتورة ...
... أنتى جيتى امتى ياسهام ...
... من ساعة ، مش حضرتك قولتيلى اجى على ميعاد وصول نور ..
... فعلا ، هو جه ؟
.. ايوة يافندم ، واتغدى ونام ...
... كويس ، محدش من البنات جه ...
... لأ يافندم ...
... وسناء فين ...
... راحت السوق تجيب شوية حاجات ناقصة ...
... أما تيجى قوليلها تجهز الغدا ...
... هو جاهز يادكتورة ، يادوب هيتحط على السفرة ...
... طب حطيه لو سمحتى ...
... حاضر ....
صعدت للغرفة مرة أخرى بدون أن تصدر صوت ، أخذت هاتفها من حقيبتها وخرجت مرة أخرى ،
اتصلت بريم ، فلم ترد ، ورغد أيضا ،
بعدها بدقائق ، وصلتها رسالة من ريم تخبرها انها فى محاضرة ولن تستطيع الرد عليها ، ورغد أيضا ، وأنهما ستعودان على الخامسة ،
اطمئنت عليهما وقبل أن تضع الهاتف رن باسم جاسر ،
... السلام عليكم ...
... عليكم السلام ، ازييك ياسارة ...
... الحمد لله ...
... هو أحمد فين ...
... نايم ، هو فى حاجة ولا ايه ...
..، لا ابدا ، اما كنت معاه الصبح نسيت اسأله الدكتور قال ايه امبارح ...
.. الحمد لله ، هو كويس ، بس محتاج راحة اكتر ...
.. يعنى هو تمام ...
... يعنى هو تمام ...
... فى ايه ياجاسر ، فى حاجة جديدة ...
... لأ ابدا ، بس أما يصحى قوليله كلم جاسر ضرورى ...
... إن شاء الله ...
.. شكرا ، سلام ...
... سلام ...
كان لابد أن يطمئن عليه أولا ، قبل أن يخبره بما حدث ،
أنهت سارة المكالمة وهى قلقة من طريقة كلامه ، وعاد الهاتف للرن مرة أخرى ، لكن هذه المرة كانت مها ،
... ايوة يامها ، ازييك ...
.... ازييك انتى ياسارة ، وأحمد أخباره ايه ...
... الحمد لله ، مش هشوفك ولا ايه ...
... منا كنت بكلمك عشان كدة ، فاضية اجيلك شوية ، ولا انتى مشغولة مع أحمد ...
... لأ ابدا ، تعالى يلا ، صوتك مش طبيعى يامها ، فى حاجة ولا ايه ...
... لأ ابدا ، انا كويسة ، ساعة كدة وهجيلك ، هوصل البنت عند ماما ...
... ليه ، ما تجيبيها معاكى ، اصلا وحشانى وواحشة نور اوى ...
... اوكى ، ساعة كدة ونبقى عندك ...
... اوكى ، توصلى بالسلامة ...
... الله يسلمك ...
ا
.................................
دخلت لأحمد توقظه ، وجدته قد سبقها وتحمم ويرتدي ملابسه ،
عندما رأاها ، اقترب منها قبلها من جبينها ثم وجهها ، وقبل أن يقترب من شفتيها ، عادت رأسها للخلف لكنها لم تبتعد فقد حاول حصرها بيديه حتى لا تبتعد ، وبدل من شفتيها ، مال على رقبتها يقبلها بنهم ، حاولت منعه مره اخرى وهى تضحك ،
... احمد ..
... إيه ...
... إيه ، انت ضحكت عليا ، ومكانش المفروض كدة دلوقتى خالص ...
... إيه الكلام العبيط ده ، شايفانى ماشى بعكاز ، منا زى الحصان قدامك اهو ، بدل ما تقوليلى صباحية مباركة ياعريس ...
قالت بدلال ... مش أما تقوللى انت الأول صباحية مباركة ياعروسة ...
... صباحية مباركة بأجمل عروسة فى الدنيا ...
وجذبها والتقط شفتيها فى معزوفة من معزوفاته التى دائما ما يتغلب على مقاومتها بها ، وعند لحظة معينة ابتعدت عنه وهى تضحك ، وتقول
... قلنا مفيش تانى لحد ما نطمن عليك الأول ...
وجرت فى اتجاه الحمام ، وهى تقول
... هاخد حمام بسرعة ويلا عشان نتغدى ، احسن انا جعت اوى ، وانت عندك أدوية مأخدتهاش. ..
بعدما دخلت ، طلت برأسها من الباب وقالت ،
... بالمناسبة ، جاسر اتصل بيك وقال تكلمه ضرورى اول ما تصحى ..
وعادت للدخول مرة أخرى ،
أغلق باقى أزرار قميصه ، والتقط هاتفه من جيب البنطال الملقى على الأرض ، وخرج للشرفة ، جلس على أحد الكراسى التى اعتاد مراقبة سارة وهى تجلس عليها دائما قبل أن يتزوجا ، واتصل به ،
... إيه ياابنى ، لحقت اوحشك ...
... تصدق أه ، على أساس أنه حب جديد ياظريف ..
... بقولك ايه ، انا لسة صاحى مفوقتش ، اخلص ...
... فى حاجة مهمة كنت عايزة اقولهالك ...
... خير ..
... سارة جمبك ...
... لأ ...
... تمام ، اسمعنى كويس بقى ...
وبدأ فى سرد ما وصله من والده ، وأحمد يستمع جيدا له وهو فى قمة الهدوء ، فى هو تقريبا قد توقع كل ما يقول جاسر ، حتى ذكر اسم سارة ، تحركت كل أعصابه عند علمه بأن سارة هى من كانت المطلوبة فى هذا الاتفاق من البداية ،
وقفت سارة أمام قرب باب الشرفة من الداخل ، لكنها لم تخرج ، فهى ترتدى روب الحمام ولا يصح أن تخرج فى الشرفة هكذا ،
وجدته ينظر للاشئ وكأنه فى عالم آخر ، وتبدوا على ملامحه الغضب الواضح ، حتى أنه لم يسمع ندائها من المرة الأولى ،
.... احمد ، أحمد ، رحت فين ...
وقف واقترب من حافة باب الشرفة ، سند أحد كتفيه على الباب ، ورفع يده يتلمس بأطراف أصابعه وجهها وهو يحدث نفسه
.. مين ممكن يكون عايز يخلص منك انتى بالشكل ده ، وليه ؟