تقرر خروج أحمد من المستشفى بأمر الأطباء ، بعد الاطمئنان على حالته الصحية ،
بدأت سارة فى تجهيز ملابسه داخل الحقيبة بعدما قررا أنه سيعود معها لمنزلها لفترة مؤقتة حتى يتم تجهيز مكان معين لينتقلا إليه ، ومعهم نور ورغد وريم ،
كان أحمد يجلس فى الشرفة عندما خرجت سارة لتنهى بعض أوراق المستشفى،
دخل جلال من الباب ( وللتذكرة : جلال هذا هو رجل المهام الخاصة والغير نظيفة بالنسبة لأحمد ، كان هدية جده له وهو صغير ، على أنه حارس أمن ورفيق خاص ، ومع الوقت اقترب من أحمد جدا حتى أصبح ولائه الأول والأخير لأحمد فقط ، وهو مسؤول كليا عن مراقبة كل الأمور والأحداث حول أحمد ، ويبلغه بها اول بأول ، رجاله فى جميع الأماكن والمجالات حوله ، خاصة فى المجموعة وكل المشاريع المشتركة بينه وبين عائلته ، فأحمد يعشق أن تكون كل خيوط اللعبة فى يده هو ، حاله حال جده ، لكن أحمد تفوق على جده فى ذلك بكثير ،
وجلال واحد من وسائله فى تحقيق ذلك بل أهم وسائله ، وعن طريقه أيضا وصل ما حدث مع جاسر وسارة وهيا ، فقد اهتم جلال بنفسه شئون المجموعة والمشاريع ، وترك مجموعة من رجاله حول أحمد وسارة للحماية والمتابعة ، وخرج أحدهم خلف سارة فى وقتها ، وايضا موقف الجد مع سارة مع تفادى تفاصيل الحديث ...
عندما دخل ، ألقى أحمد نظرة عليه ثم أعاد وجهه للحديقة مرة أخرى ، وقال
... ها ، عملت ايه ؟
... سلامة محسن ، انضم لشركة الحراسة من شهرين ، شهر واحد وانضم لفريق حراسة سليم باشا ، واختفى بعد الحادثة ب 48 ساعة ، وده أقرب حد ممكن نقول أن له علاقة بالموضوع ...
... وشركة الحراسة ...
..بيقولو انه قدم عادى للشركة ، ومؤهلاته العلمية والرياضية اهلته انهم يقبلوه ، لكن دخوله لمجموعة الحراسة عندنا ، كان بأمر من سليم باشا نفسه ...
عند هذه المعلومة ، رفع عينه لجلال وهو يقول
...متأكد ؟
...طبعا يافندم ، من امتى ومعلوماتى مشكوك فيها ..
...أتصرف ياجلال وهاتلى الواد ده بأى شكل وبأى تمن ، هو المفتاح الوحيد للى حصل ...
...بالفعل بدأت فى كدة يافندم ...
...عملت ايه فى الموضوع التانى ...
...معملش أى حاجة يافندم ...
...خالص ...
...أبدا يافندم ، الفريق اللى بيشتغله فى الحاجات دى مبيعملش أى حاجة ...
..حلو اوى ، بلغنى بجديدك اول باول ، ولو حتى بالتيليفون ...
..حاضر يافندم ...
هم جلال بالخروج استوقفه أحمد بعد خطوتين قائلا
...جلال ، فضى نفسك للموضوع ده ، عايز نتيجة محسوسة بسرعة ، وخد كل الصلاحيات والفلوس اللى انت عايزها ...
...حاضر يافندم ...
خرج جلال ، وأثناء خروجه قابل سارة ، اماء له مبتسما ، ففعلت المثل ،
..خير ياأحمد ، جلال كان هنا ، احمد ، أحمد ...
..إيه ، ايه ، انتى بتندهى من البلكونة ...
...ما انت مبتردش. ..
...سرحان ياسارة ، ايه المشكلة يعنى. ..
... طبيعى ياحبيب سارة ، مش جلال كان هنا ...
...هههههههههههههههه انتى لسة فاكرة ...
...طبعا ، دى حاجة تتنسى ، طول ما هو موجود ، وبشوفه كل يوم ، يبقى الدنيا بخير ، أول ما يختفى فترة ، اعرف ان فى مصيبة حصلت ، وأول ما يظهر ، تدخلوا المكتب ، تقعدوا على قد تقعدوا ، وبعدها جلال يخرج لوحده ، أدخل عليك المكتب ، الاقيك فى ملكوت غير الملكوت ....
...هههههههههههههههه. ..
...و أول ما شوفته دلوقتى ، افتكرت انه اختفى من تالت يوم دخلت فى غيبوبة ، وأول مرة اشوفه من وقتها ، فطبيعى تكون سرحان ياقلبي ...
....هههههههههههههههه ، يخرب عقلك ياسارة ...
..والله ، سيبك من الضحك ده ، انا عارفة انك بتلهينى. ..
...الهيكى عن ايه ...
...عن اللى جاى فيه جلال ، ولا لسة مش واثق فيا عشان تقوللى. ...
..لا ياحبيبتى ابدا ، كل الحكاية أن جه يعرفنى اللى وصله فى حكاية ضربى بالنار،...
...أنت عرفت مين عملها ...
...مالك اتخضيتى كدة ليه ؟
... اصلى عارفة انك مش هتعديها بالساهل ، وصراحة خايفة عليك ...
...أنتى عبيطة يابت انتى ولا ايه ، اعدى ايه ؟
انتى نسيتى انا مين ولا ايه ، انا أحمد نورالدين ، اللى أى واحد بيفكر الف مرة قبل حتى ما يكلمنى ،
أنا لو عديت اللى حصل ، هبقى هفأ ، أى حد عايز يكسرنى ، هيدوس ومش هيهمه ...
...بس براحة ، انا آسفة ، انت ناسى أن الدكاترة قالو ممنوع العصبية تماما ...
...أنتى اللى عصبتينى ياسارة ...
...خلاص ياسيدى ، يلا ، العربية جاهزة برة ، واتصلو بيا الف مرة ، مستنيينك هناك ...
..يلا ياستى ، خنقتينى. ..
..أنا ، انا طيبة والله ...
... أه منا عارف ...