الجزء 37

انتهى الاجتماع ، وقبل خروج أحمد ، استوقفه جده ، وانتظروا حتى خروج الآخرين ، والغريب أن هشام هو الأخر لم يخرج ، بل وقف منتظرا فحوى الحوار ، 
لم يعلق أحمد على وقوفه، بل جلس على كرسيه مرة أخرى ليستمع لما أراده جده منه ، 

...أنت عارف اللى انت عملته ده معناه ايه ...

...إيه ...

...أنت هتهرج ياأحمد ، ده معناه وقوف كل المشاريع اللى تحت الإنشاء لحد ما حضرتك تتفضل وتوافق عليها ...

رد هشام ...والمصانع اللى كان افتتاحها يوم حادثتك ، مبدأتش شغل ، واقفة من ساعتها، انت كدة بتعطلنا اكتر ... 

وبقمة الهدوء قال ... مش انا اللى يعطل ، انتوا اللى بدأتوا، مفروض أنى قبل الحادثة كنا متفقين على كل حاجة ، وفى اجتماع زى ده ، اتقدمت العقود والشروط والمواعيد وكل شئ أوافق عليه ، 
لكن بمجرد مارحت فى ستين داهية غييرتوا كل حاجة ، وكل النقط اللى انا اعترضت عليها وغيرتها، رجعتوها تانى ، فبصفتى بقى شريك بالنسب دى كلها ، حقى أطمن على فلوسى ، وده كلامى النهائى، واى شئ هيتنفذ من غير ما أوافق عليه ، هدهولكم كله ، ومش هيفرق معايا انا هخسر قد ايه ...

...بقى كدة ، وهتخلص امتى أن شاءالله ....

...والله انا لسة فى فترة النقاهة ، يعنى هتسلى براحتى كدة ، لحد ما اخلصهم ، عشان متعبش، وطبعا ميرضيكوش تعبى ، بعد اذنكم .... 

وقبل أن يخرج قال سليم ...أنت بتعاقبنى ياأحمد. ..

...ليه ، انت عملت حاجة تزعلنى ، يا ...... جدى ....

****************************

يبدوا أن الأطباء عندهم حق فى مسألة العصبية والغضب ، فقد بدأ يشعر بنغزة خفيفة فى صدره من جهة الشمال ، جلس على كرسى مكتبه وسند ظهره للخلف ، يحاول تشتيت فكره حتى يهدأ ،

رن الهاتف وكانت سارة تطمئن عليه 

.... وحشتنى الشوية دول ...

...وانتى كمان ..

...إيه ياأحمد ، مال صوتك ، انت تعبان ؟ 

...هو باين اوى كدة ؟ ..

..مش اوى ، بس انا عارفاك كويس ، يلا تعالى دلوقتى، ولا اقولك ، انا هجيلك، مسافة الطريق ...

...استنى بس ، تيجى فين ، لو عايزة تساعدينى ، هدينى ..

...نعم ...

...هدينى ، قوليلى حاجة تهدينى ، شتتى عقلى عن اللى كنت فيه ...

...اوكى ، فى حاجة معينة ...

...أى حاجة ...

...اممممممممم ، طيب ياسيدى ، فاكر حفلة راس السنة اللى كانت فى تالت شهر جوازنا ...

... ورحمة أمك ، انا بقولك هدينى مش نرفزينى اكتر ...

...هههههههههههههههه ، كدة يبقى انت فاكر ...

...مش بالظبط ، كل اللى انا فاكره انك حضرتك حضرتى الحفلة من غير ما أعرف ....

...لا لو سمحت ، انت مكنتش موجود ، واللى مان فى دماغى ان كدة كدة هتحضر الحفلة مع أصحابك واهلك فى مصر ، ليه بقة انا احبس نفسى فى البيت لوحدى ...

...ورجعتلك عشان متقضيش الليلة لوحدك ، ولما يقولولى على مكانك، اروح الاقى حضرتك بترقصى على ستيدج فى نايت كلاب والبيه بيغنيلك ، وانتى منسجمة اوى ....

...هههههههههههههههه ، كانت ليلة تحفة ....

...تحفة ياتحفة ، دا كان ناقص يبوسك ، كويس أنى اخدتك قبل ما تتجننى اكتر ....

...احمد ، الله ، انا بس كانت دماغى عالية وقتها ، وبعدين متنكرش أن ختام الليلة كان بينا يجنن ، صح ، بس تصدق ، انا فرحانة اوى انك فاكر الحاجات دى ...

... ياسلام ،كان مين قالك أنى نسيت ، مكنتش رجعت ودورت عليكى ... 

... وأنا كنت مستنياك ، استنيتك كتير اوى .... 

...اوى اوى ...

...اوى اوى ، هههههههههههههههه ، المهم حبيبى، هديت ولا لسة ...

...الحمد لله. ..

..ياواد يامؤمن ، يعنى مش هتيجى ...

...لسة عندى شغل ...

...طيب لما تحتاجلى كلمنى، اوكى ...

...اوكى ..

....اوكى ياقلبي ...
 



قضى أحمد وقته بين شد وجذب من الجميع ، مما قاضه إلى حالة عجيبة من التوتر ، لكن بطبعه الهادئ وقدرته على التحكم فى انفعالاته ، فلم يلاحظ توتره ذلك أحد ، لم يكمل دوام المجموعة كله ، تركها عند الساعة الثانية ، وموعد الانتهاء الرابعة ، 

عاد للمنزل ، قابلته سارة باهتمام عالى ، ملابس ، حمام ، غداء ، أدوية، راحة لمدة ساعة بدون اى إزعاج ، اهتمت بكل شئ يخص زوجها بنفسها ، ويالا كم سعادته بما تفعله هى من أجله ،

قضى أكثر من ساعتين يعلم نور كيفية التعامل مع سيارته الجديدة ، حتى استطاع الحركة بها بشكل جيد ، رغم اصطدامه أحيانا ببعض الأشياء .

جلس قبالته ليرتاح جاست سارة معه ، وبالقرب منهم جلستا كل من رغد وريم يتسامران فى بعض الأمور تخص الموضة، المنظر من بعيد يجعل الجميع يبدون كأسرة سعيدة متكاملة وقد ارتاحت سارة لهذه الفكرة ، 

زاره جاسر فى حدود الساعة السابعة ، استقبله أحمد فى قاعة الاستقبال المنفصلة فى الحديقة ،

.. وهتعمل ايه ؟

...والله مش عارف ياأحمد ، ضغط الشغل اليومين دول هيجننى ، بالرغم من أنى عينت مهندسين جداد، بس برده مفيش فايدة ، حتى مازن كان عندى امبارح وطلب تصميم مداخل جديدة لمصانع الغزل ، وده طبعا عاملى لوود جامد ، لأن لازم اصممهم بنفسى. ..

...مازن ، تصدق مسألتش عنه فى الاجتماع ، كنت متصور انه لسة على موقفه ، كدة اتنازل ورجع ...

... هو المفروض مين يسأل على مين ، هو ولا انت ....

...حوار مازن مختلف ياجاسر ، بعده عنى كان طلب منى انا ...

...ليه ؟

...بعدين تفهم ، المهم انت دلوقتى ، من امتى والشغل بيعملك لوود ، انت على طول مطحون ...

...قوم نتمشى بعيد عن هنا وانا افهمك ...

بالفعل قاموا ، أشار لسارة انه لن يبتعد ،

...ها ياسيدى ، ايه اللى حصل ؟

..الجماعة عندنا ، عيلتى فى البلد يعنى ...

...مالهم ؟

... أعلنوا الطوارئ ...

...مش فاهم ، يعنى ايه ؟

... أنت نسيت ولا ايه ، بيخفوا كل الهربانين ، وبيرجعوا اللى مسافرين ، ويزودوا الحراسة الحراسة، ولو وراهم ديل فى حاجة عملوها بينههوه. ..

...عايز تقول ايه ياجاسر ؟

...مش عارف ياأحمد ، الحوار ده مبيتعملش غير لما يكون فى مصيبة جاية ، وابويا متوتر جدا لدرجة أنه تعب اوى ، وأنا مش عارف اعمله حاجة ...

... ألف سلامة عليه ، بس انت معندكش أى معلومة عن سبب الحالة دى ...

...للأسف لأ ، وهو مش راضى يقوللى أى حاجة ، المشكلة أن آخر وأهم العدوات فى الفترة الأخيرة كانت معاك انت ، موضوع سارة يعنى ، عشان كدة انا حبيت ابلغك ، 
قوللى ياأحمد ، هو فى حاجة انت عملتها تانى وانا معرفهاش ؟

...لا ابدا ، بس يظهر أن الموضوع هيطلع أكبر من اللى انا عامل حسابى عليه ...

...مش فاهم ..

...ولا انا وحياتك ، الحكاية عايزة بحث كامل من كل الجهات ، وطبعا عيلتك جهة بحث جديدة ، متعرفش أى حد انك عرفت أى حاجة ولا اتكلمت مع حد فى حاجة ، بعد حوار فرحى على سارة ، اكيد هم عرفوا علاقتك بيا كويس ، وكمان هتلاقى فى عداوة مع ابوك دلوقتى ، أخرج انت وابوك برة الليلة دى لحد ما اتأكد ايه اللى بيحصل ، لأنى ناوى على نار هتحرق الكل ، كبير وصغير ، قريب ولا بعيد ، متفرقش ...



إعدادات القراءة


لون الخلفية