نظرت له باستفسار وكأنها تحدث نفسها فبالفعل كانت ترتدى مايو وقتها وارتدت ملابسها بصعوبة عندما انطلق جهاز الانذار ،فلماذا بالفعل تخجل منه هو وحده ، هل لأنها تتمناه دائما ، لا تعرف، أى أنثى فى هذا الموقف سوف تقوم باستعراض إمكانياتها عليه لتغريه اما هى فحقا تخجل أن يراها عارية هكذا ، المهم انها نفضت هذه الأفكار من عقلها واستجمعت شجاعتها وخرجت من الماء ، كانت نظرته لجسدها حقا تخجلها ، كانت يتملى فيها وكأنه على وشك أن يلتهمها ، ارتبكت وتحول لون وجهها إلى أحمر قانى مما تفعل عينيه بها ، ارتدت روب بدون أكمام وطوله يصل إلى ركبتيها وتركته جالسا على حافة الحمام يحاول لملمة شتات نفسه مما جال خاطره وهمس لنفسه قائلا ...أفق ، أنها مديرة منزلك وقد اعتبرتها صديقتك وهى أنجح الناس في هذا الدور حتى الآن فلا تخسرها لمجرد رغبة بسيطة
قام من مكانه وتبعها فوجدها فى المطبخ تجهز العشاء وهى بنفس الروب ، جلس على مائدة المطبخ أمامها وقال
....هتاكلى معايا ...
.... أنا أكلت من بدرى....
.....خلاص بلاش أكل واعملي قهوة بس طبعا هتشربى معايا ...
...اوكى...
....سارة ، إحنا بقينا أصحاب صح ...
....اكيد....
....طيب ليه مش حكيتى ابدا عن صاحبك...
...صاحب ! أنا مليش صاحب ...
...ولا حتى كان ليكى قبل كدة....
.....لا ....
.....وآدم ده ،يبقالك ايه...
.....آدم ! ، ااه ، سمعتنا اليلة إياها ، عادى ، كان بيحاول يقربلى
بس انا كنت رافضة أى حد يقربلى اصلا
.....ليه ؟
.....مش جاهزة لقرب أى حد دلوقتى ....
.....هتبقى جاهزة امتى؟ ....
نظرت له مستفهمة .....يعنى إيه امتى ؟
.....يعنى طول ما انتى بتدريس ولا تقصدى على طول ولا ايه ؟ ...
..... عادى ، بس كل الحكاية أنى مش مسموحلى الفشل فى الوقت الحالى ، فشلى معناه أنى ارجع مصر زى ماانا ، وده مستحيل اسمح بيه ، عشان كدة مش عايزة أى حاجة تشغلني عن الدراسة ....
.....ولو مكانش هيشغلك عن الدراسة ، توافقى ؟
ألجمها سؤاله ، ماذا يقصد ؟ هل هذا عرض منه ام ماذا ؟
هل يحاول تغيير علاقته بها ؟ ، لما؟ ، فهى مجرد مديرة منزله لا أكثر ،واذا اجزنا التعبير نقول مجرد أصدقاء لا أكثر .هل هو يريدها ؟ ، يريدها ! عند هذه الكلمة توقف عقلها ، كيف ؟ ، هو لم يعطيها أى إشارة تدل على ذلك ، وهى لطالما أعجبت به من اول لحظة رأته فيها .
دار كل هذا بعقلها ، وهو صامت ، وكل منهما ينظر للأخر ، ففهم انه وصلها ما أراد أن يخبرها به ، ولكن هى لا تدرك أى شئ فى هذه اللحظه واى قرار سيكون خاطئ ، لذا قطعت كل خطوط التفكير بقولها
.....لا ، انا متأكدة انه هيشغلنى ....
قالت كلماتها وهى تعطيه كوب القهوة ثم خرجت من أمامه متجهة لغرفتها قائلة ....تصبح على خير..
صدمه ردها ، هو قد يكون متأكد أنها فهمت ما يلمح له ، فبالتالي هى ترفضه ، لكن لماذا ؟ ، لقد لاحظ نظرتها فى الفترة الأخيرة ، هى تريده كما يريدها وأكثر ،،إذن لماذا ؟
دخلت غرفتها وعقلها لم يستوعب ما قاله للتو ، ماذا يريد ؟ ، ومتى حدث ؟
أخذت حمامها وارتدت منامة قطنية مكونة من بنطلون وبودى بدون أكمام ، واندست بين الاغطية وهى تحلم به ككل ليلة ، وعقلها لا يردد إلا جملة واحدة ،،،،يريدنى ،،يالله ،،يريدنى ،، وعرضها ايضا
طرق الباب ففزعت من هذا الطرق ،،يالله لماذا دائما يخرجها شخص من حلمها ، لماذا لا يتركوها تعيش بسلام مع أحلامها
خرجت من البانيو وارتدت روب الحمام وخرجت لتفتح الباب ،،كانت أختها رغد .
.....هو فى حد يخبط كدة .....
......احنا اسفين ياصلاح بس ماما قلتلى اطلع اقولك العشا جاهز وكمان مها وتالا هنا.....
...ماشى ياستى ، قوليلهم هلبس و جاية حالا ..
نزلت درجات السلم قائلة ....أهلا أهلا بالناس اللى بنشوفها كل أسبوعين ...
ردت مها وهى تسلم عليها .....لازم احنا اللى نيجى ، متجوش انتوا ليه يعنى ....
....ياستى براحة على مهلك كدة ، مش احنا متفقين على المبدأ ده من فترة ...
..... ماشى هعديها ، اخبارك ايه ، وحشتينى. ..
....وانتى والله ، وحشتينى اوى يامها ، فين تالا ....
.....أول ما دخلنا ، خطفها نور وجرى على أوضته عشان يلعبوا ....
...أنتى عارفة انه بيحب يلعب معاها ، وفرح اوى اول ما قلتله أنها هتيجى ، يلا ناكل بقى اصلى جعت اوى ....
جلسوا على سفرة المطبخ وبدأت الأم فى وضع الأطباق على السفرة ، قامت سارة واقتربت منها
.... عنك انتى ياماما وروح ارتاحى ، وأنا والبت دى هنظبط مع نفسنا ....
..... ماشى ياحبيبتى ، انا هشوف تالا ونور وهبقى اخده ينامون معايا فى اوضتى، ملوش دعوة بيهم ...
....ماشى ياست الكل....
استأذنت الأم من مها وتركتهم سويا
التفتت مها إلى سارة وهى تجهز باقى الأطباق وتضع الغلاى للشاى
....مالك ياسارة ؟ ، شكلك تعبان اوى..
...مفيش ،،انا بس مبقتش اعرف انام كويس....
قالت مها بسخرية....ليه ،، بتحبى جديد ولا ايه ....
....لا بحب قديم وانتى الصادقة....
....يعنى إيه ،، اوعى تكونى بدأت تحبى جوزك بعد ما مات ....
...هههههههههههههههه ، تفتكرى ده ممكن ؟
.....أه بتحصل ، تكتشف انه كان راجل كويس بعد ما يموت فتحبه
....ياسلام ده ايه الافلام العربي اللى انتى عايشة فيها دى..
.....طيب تقصدى ايه ...
...ولا حاجة ، متخديش فى بالك ، المهم انتى عاملة ايه انتى وطارق؟
....مفيش ، زى مااحنا ...
...ومالك بتقوليها وانتى زعلانة كدة ليه ....
....نفسى يوافق أنى ارجع الشغل بقى ، الوقت بقى ممل اوى خاصة بعد ما تالا بقت تروح حضانة ..
...لا إله الا الله، ما قلنا كدة من زمان ، قلتى بحبه ياسارة ومش عايزة ازعله ..
...اللى حصل حصل ، ادعيلى بس انه يوافق ..
...براحة عليه بس واختارى الأوقات اللى تتكلمى فيها فى الموضوع ده ، يعنى اختارى الوقت اللى هو دماغه رايقة فيه ، ودلعيه كدة وهو هيوافق ..
....طيب ياست الناصحة ،،على أساس انك خبرة اوى ...
.....غصب عنك ، قومى بس ناخد الشاى ونطلع فوق نتكلم براحتنا....
صعدا الاثنتان إلى غرفة سارة ، وحضرت لمها بيجامة لتغير ملابسها ،وجلسا على كراسى بجانب النافذة التى تطل الحديقة
لاحظت مها الحزن الذى يسكن احداق سارة وسرحانها المستمر
...مالك ياسارة ،، انا مصممة أن فيكى حاجة انا معرفهاش ومخلياكى حزينة طول الوقت ...
.... مفيش حاجة ، الشغل بس بقى مرهق وكتير اوى من وقت ما افتتحت دور الولادة فى كل مركز ،، بالمناسبة يامها ، لو طارق موافقش على رجوعك للحكومى، اعرضى عليه انك تيجى تشتغلى معايا بمرتب او حتى بنسبة فى الادارة ،،اللى يعجبك ، منها نكون مع بعض ومنها تشغلى وقتك ، ايه رأيك ؟
....هى فكرة حلوة ، اوكى هقوله واشوف ، بس برده ياسارة فى حاجة تانية ،،،
...حاجة ايه ، انا كويسة صحيح ...
...ياسارة انا وانتى بقالنا اكتر من 12 سنة سوا ، انا اعرفك اكتر من نفسى ..
عندها نظرت سارة لها ، بالفعل كانت مها الشريك المستمر والمساند فى كل احداث حياتها منذ أكثر من 12 سنة إلا هذا الحدث الذى يؤرقها فقد اخفته عن مها بطلب خاص منه هو ، تلئلئت دمعة بسيطة فى عينيها وعندما لمحتها مها قالت
..... مش بقولك فى حاجة ...احكى ياسارة ...مش عايزة تحكيلى ليه ...
.....على قد ما نفسى احكيلك علشان عارفة أن انتى الوحيدة اللى اقدر احكيلها كل اللى جوايا ، على قد ما انا خايفة انك نزعلى منى عشان خبيت عليكى طول الفترة دى ...
ابتسمت مها ابتسامة يملأها الحنان ثم اقتربت منها وقالت
....قولى مش هزعل منك ...
تلعثمت سارة فى الكلام قائلة
....مها ،،، انا اا... أنا كنت متجوزة قبل عادل …