الجزء 14

قضت سارة معظم وقتها منذ رجوعها تتنقل من مركز للأخر لمتابعة آخر مستجدات العمل ، وكانت فى الفرع الثالث حين رن تيليفونها ووجدته مها ، 
...حمدالله على السلامة يابنتى ، عجبتك القاعدة هناك ولا ايه ...
...بصراحة أه ، مكنتش عايزة ارجع. ...
...كنتى خليكى ، المهم ، هشوفك ولا مش فاضيالنا. ..
....أذاى بقة ، كنا هنستنى يومين كمان وانا اللى صممت نرجع عشانك .. 
..عشانى انا ، اشمعنى. ..
...أما هاجيلك هقولك ،...
...امتى ؟
...على الساعة 7 كدة ، فى البيت عندك ، طارق عنده شغل لوقت متأخر وهييجى ياخدنى من عندك ...
...اوكى ، هستناكى. ..
...سلام ...
....سلام...



حتى الآن لم يحاول احمد الاتصال بسارة ، فقد قرر أن يترك لها مساحة للتفكير دون ضغوط ، فهو يعلم جيدا أنها لا تتخذ قرار ابدا وهى غاضبة ،،،فى نفس الوقت الذى لا يتوقف هشام عن محاولات الاتصال بها ، رغم أنها طلبت منه أن يعطيها وقتا لتهدأ بعد ما حدث 

فى منزل سارة ، كل يهتم بأموره بجدية تامة ، البنات فى الجامعة والاستذكار ، وآلام فى شئون المنزل مع خادمتها سناء بالإضافة باهتمامها بمعظم أمور نور ابن سارة ، أما سارة فى المراكز يوميا والجامعة ثلاث أيام فى الاسبوع ،

وصلت سارة للمنزل فى الساعة السادسة بعد يوم شاق وطويل جدا ومرهق جسديا وعقليا ، 
...مساء الخير ياماما ..
...مساء النور ياحبيبتى ..
...البيت هادى كدة ليه ..
...البنات فى اوضة رغد بيخلصوا المشاريع اللى عندهم ، ونور صمم يفضل معاهم يلعب فى قصاصات الورق والقماش اللى بيعملوها ، اجهزلك تاكلى .... 
...لا ياماما ربنا يخليكى ، انا هطلعلهم وبعدين هحاول ارتاح شوية ، ولما مها تيجى خليها تطلعلى. ..
...هى هتيجى امتى ...
...قالت 7 كدة ، بعد اذنك...
...اتفضلى ياحبيبتى ..

اتجهت لغرفة رغد ....بتعملوا ايه ياحلوين ...
...ماما ... وجرى عليها وحملته وقبلته 
...حبيبى بيعمل ايه ؟ ..
..بعمل مشروع زييهم ..
...ياواد ياجامد ، وخلصت ولالسة ...
...لسة بس ريم قالتلى أنها هتعمل معايا لما تخلص ..
...وانت بتعمل ايه بقى ...
..بعمل مركب ...
...برافو ، وأما تعملها هتركبنى معاك ...
...أيوة ، انتى وتيتة ، وريم ورغد وطنط مها وتالا...
...الله عليك ، خلصها بسرعة بقى ، هروح اغير هدومى لحد ما تخلصها... 
التفتت للبنات قائلة ...مش المشروع ده كان هيتسلم امبارح ...
....الدفعة كلها اعترضت ، فمدوا ميعاد التسليم أسبوع. ..
...ماشى ، ربنا معاكوا ، هروح أخد حمام وارجعلكوا. ...
...اوك ..


صعدت سارة للطابق الخاص بها ودخلت غرفتها ، فتحت الحنفية ليمتلئ البانيو ، وبدأت فى خلع ملابسها ، ودخلت البانيوا ، أسندت رأسها واغمضت عينها كما تفعل دائما ، فهى تعشق النوم فى الماء الساخن فى البانيوا حتى وإن كان فى الصيف ، فهى تهوى الماء الساخن جدا ، وكأنه يزيل إرهاق اليوم كله فى دقائق ، 
ظهرت ابتسامة بسيطة على جانب وجهها عندما تذكرت ذهول أحمد عندما اكتشف عشقها للماء الساخن بهذه الطريقة ، كان ذلك ثالث يوم زواج لهما ، كانت فى البانيوا بعد يوم شاق من التدريب العملى ، وعندما عاد مبكرا عن موعده فوجد الحمام مملوء بالبخار فلم يرى شئ فيه إلا عندما اقترب منها وهى نائمة فى البانيو ،
إصابته الدهشة من نومها فى ماء بدرجة حرارة مثل هذه ،،
....سارة ، سارة ...نادى عليها بهدوء
....امممم....
جثى بركتيه على الارض جانب البانيو ... سارة ، اصحى ...بدأ صوته يعلوا بانذعاج 
...أيوة ، ايه ، فى ايه ، فزعتنى...
... فزعتك ايه ، انتى نايمة كدة ازاى ، وايه الميا دى ، انتى كدة هتتحرقى ...
...ههههههههه ، لا متقلقش ، انا متعودة على كدة ،،، 
...دى سخنة اوى ....
.....بيتهيئلك ، أول ما تنزل فيها تلاقيها سخنة ، بعد كدة بتلاقيها جميلة اوى ،،
ثم اقتربت منه بوجهها قليلا ثم لمست بيدها المبتلة وجههه قائلة ...تحب تجرب ...
...اجرب ايه ؟ ..
..الميا ...
نظرته كانت ساحرة بالفعل وبدون أن يرد بشئ ، بدأ فى فك أزرار قميصه ، ومازالت عينه معلقة بعينها ، حتى انتهى من ملابسه جميعا ، نزل معها بمنتهى الهدوء وهو يقسم بينه وبين نفسه أنه لم يشتهى فتاه منذ بدأت علاقاته كما يشتهى هذه الفتاه ، بالرغم من أنها بسيطة جدا وكل حركاتها قد عاشها أكثر كن مرة مع أكثر من فتاة ، إلا أن هذه تثير فيه أشياء لم يعهدها حتى أنه يكاد يشتهيها طوال الوقت .
خرجت من بين أمواج ذكرياتها على طرق على باب الحمام 
...مين ...
...أنا مها ، بخبط على باب الاوضة من برة بقالى ساعة ، افتكرتك متى ولا حاجة ..
....ههههههههه ، انا جاية أهو يامها...
خرجت من الحمام مرتدية روب الحمام ، 
...عايزة ايه ياظريفة ، صوتك عالى ليه ..
...هو انا كدة صوتى عالى ، ده انا كنت هصوت دلوقتى ...
...براحة شوية بس انتى مش قلتى هتيجى الساعة 7 ....
....الساعة 7 وعشرة يامزة ..
....والله ...
...يبقى نمتى فى البانيوا كالعادة ...
...كان حلم جميل يستاهل النوم ...
....هو برده ...
...هو فى غيره...
... مين هو بقى ياسارة ...
....مش فاهمة ....
....مين هو ، اسمه ايه ، بيشتغل ايه ...
أصبحت لهجة جدية إلى حد ما ، فى نفس الوقت ترمقها بنظرات غريبة مع ابتسامة مستفزة 
...فى ايه يامها...
...اصلك بتحاولى تفهمينى انك متعرفهوش ، وأنا مش بالعة الحكاية دى .
...إن شاالله ما بلعتى ، خفى عنى ، انا مش ناقصاكى ، بنتك فين ..
...بتلعب مع نور اوضة البنات ، ومتغيريش الموضوع ، طيب انا هقولك حاجة تانية ، انا قابلت هيا فى المنتجع. ..
...هيا مين ...
...هيا الجاسرى ، وكانت فى الحفلة كمان وبصفة مهمة اوى بس احنا مشفنهاش ، انا كنت مشغولة مع جوزى وانتى كنتى مشغولة مع ناس تانية ....
....معقول ، صفة ايه ... 
...تبقى مرات أحمد نورالدين. ..
...إيه ! ،،بتقولى ايه ، أذاى ... وهوت على المقعد خلفها 
...يعنى إيه أذاى ، بقولك مراته ، تقوليلى أذاى ....
...هيا وأحمد على النقيض تماما من بعض ...
...دلوقتى بقى انا اللى اقولك أذاى ؟
....يعنى إيه ؟
...يعنى عرفتى أذاى أن هيا وأحمد على النقيض من بعض ، بالنسبة ل هيا ، تعرفيها كويس ، لكن أحمد تعرفيه منين عشان تقولى انه نقيض لهيا ...
....مها ...
...مها ايه بس ياسارة ، أحمد هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه ، صح
 


تنهدت سارة وهى صامتة ، ثم وجهت انظارها لمها قائلة ..ليه قولتى كدة ؟
...أحداث كتير حصلت هناك ، أما ركبتها مع بعض ، وصلت النتيجة دى ...
...زى ايه ...
...زى يوم العشا مع آدم وسوزان ، لما سبتينا ومشيتى من غير ما تقوليلى انك ماشية ، بعد ما مشيتى ، قابلت أحمد هناك ، ولما رجعت البيت أطمن عليكى قولتيلى انك قابلتى الراجل اللى اتجوزتيه هناك ، 
تانى يوم فى العشا مع هشام وأحمد ومازن وطارق ، أول ما شوفتى أحمد ، كان هيغمى عليكى ، مع انك كنتى كويسة جدا قبل ما ييجى ، وتقريبا كانت دى اول مرة تعرفى انه أحمد نور الدين 
ويوم الحفلة ، اختفيتوا انتوا الاتنين فى نفس الوقت ، طارق كان بيدور على أحمد ، وهشام كان بيدور عليكى ، وظهرتوا انتوا الاتنين برده فى نفس الوقت ، أو هو ظهر بعدك ب 5 دقايق ، وانتوا الاتنين مكشرين ، 
بعدها بساعتين لما كنا ماشين انا وطارق والبنات ، لمحتكوا من بعيد عند مبنى الإدارة ، وهو بيمسح دموعك من على وشك ، فمعلقتش عشان اللى معايا ميخدوش بالهم ، 



والأهم بقى فى اخر يوم قبل ماارجع ، كنا بنتغدى انا وطارق مع أحمد ، أحمد قال إنه درس فى كاليفورنيا وكمان كان عايش هناك ، وقال إنه شافنى مرة واحدة بس هناك وكنت مش محجبة ، وطبعا المرة الواحدة دى لما كنا سهرانين على البيسين فى بيته ، ودى كانت أول ليلة شافك فيها ، صح ياسارة ؟
مش كدة وبس ، هيا ظهرت واحنا لسة معاه ، ولما سألتنى عليكى ، أحمد كان هيتجنن عشان يعرف ايه علاقتها بيكى وكان مركز اوى فى كلامى ،
جمعت انا كل الأحداث دى مع بعضها ، ووصلت للنتيجة دى ، 
أحمد نورالدين هو الراجل اللى انتى اتجوزتيه هناك ،
قوليلى بقى انا صح ولا غلط ؟ ومعتقدش انك هتنكرى بعد كل اللى انا قلته ،

...أنكر ايه بقى ، ما خلاص ...
...خلاص ايه بس ياسارة ، قوليلى ايه اللى حصل ، انا صاحبتك الوحيدة وأقرب الناس ليكى ، انا وانتى سوا من ابتدائى ، كنت متخيلة انك مبتخبيش عنى حاجة ابدا ...
...عايزة تعرفى ايه اللى حصل ،
...ومن البداية لو سمحتى ، ...

جلست سارة على السرير وبدأت تقص لمها كل ما حدث ، من بداية تعرفها عليه ، وكيف عرض عليها ان تعمل لديه كمديرة لمنزله بمرتب رائع ساعدها على ارسال المال لاسرتها ، وتطور علاقتهما مع عدم موافقتها على ممارسة الجنس معه ، فاضطر إلى الزواج منها بعقد تم تسجيله فى السفارة هناك دون أن يعلم احد بزواجهما ، وكيف كانت علاقتهما رائعة وهادئة ، وهذا ما كان يريده ، وفر لها كل شئ من مال ولبس راقى ومصاريف دراسة وكورسات كما تشاء ، حتى أنه أنشأ لها حساب فى بنك دولى ووضع فيه حساب خاص بها ، لتستطيع إرسال المال لوالدتها بسهولة ، وعندما عادت لمصر واكتشفت ما كان يفعله أبوها بأمها وأخواتها ، قررت العودة لمصر وإنهاء المنحة . عادت مرة أخرى لكاليفورنيا وأنهت اجرائات المنحة وطلبت منه أن يفترقا ويطلقها ، وأمام اصرارها القوى رضخ لطلبها وطلقها ، وعندما عادت لمصر اكتشفت ان والدها اتفق مع رجل ما بتزويجه منها مقابل دين الأمار الذى كان على والدها له ، والباقى مها تعرفه .
ومن وقتها لم تقابله أو تعلم عنه شئ ، إلا ذكرياتها معه التى عاشت داخلها طوال الأيام والشهور والسنين ، حتى خلال حياتها مع زوجها ، وبعدها حياتها لوحدها ، ومع ظهور هشام ومحاولاته المستميته ليتقرب منها ، كانت تذداد سيطرت ذكرياتها عليها وكأنها تجبرها على رفض الارتباط بأى رجل غيره ،
ثم ظهوره خلال رحلة المنتجع ، وطلبه منها الرجوع له وأنه مصمم عليه ،
أما مها كانت مزهولة مما تحكى سارة ، كيف حدث لها كل هذا دون أن تعرف أو تلاحظ ، فهى معها دائما يوما بيوم ، وكيف استطاعت سارة الصمود مع كل ما يحدث لها ؟ 
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية