راقب جاسر كل هذا ، ولم يعد يتحمل انهيارها بهذه الطريقة ، اقترب منها نزل على ركبتيه أمامها ، أمسك رأسها وشدها تجاهه ، استندت على صدره وزاد نحيبها، ولكن اقترابها من صدره بهذه الطريقة ، ذكرها بحضن حبيبها ، فلفت يديها حول خسره وهى تقترب منه حتى التصقت بصدره ومازالت تبكى ،
بملامستها له بهذه الطريقة ، فقد كل قدرته على السيطرة على نفسه ، احاطها بزراعيه وضمها بقوة وكأنه يزرعها بين ضلوعه حتى لا تبتعد مرة أخرى ،
لم ينتبها للواقفة تشاهد وتستمتع بالاحداث أمامها ، وبالنسبة لها هذا مشهد حب رائع بين حبيبين ،
انتفض كل منهما على صوتها وهى تقول
.....Hy guys. .....
...هيا !
...yes , lts me ,آسفة أنى قاطعتكم ...
التفتت لسارة وهى تقول ... ازييك ياسارة ، وحشتينى ...
سارة كانت فى حالة غريبة ، مزيج من الحالة التى هى عليها ، والاندهاش من وجود هيا ، لكن لما الاندهاش ، فهى زوجته السابقة ، وطبيعى أن تكون هنا ، لكن الاندهاش من وجودها فى هذه اللحظة بالذات ، وهنا ،
لكن سارة غير قادرة تماما على جدال مثل هذه التافهة ونا فهمته من الموقف ، و التى يبدوا أنها لم تتغير ،
ساعدها جاسر على الوقوف ، قالت له بضعف
...رجعنى المستشفى ....
اماء بالموافقة ، وتحرك بجانبها ، وتخطوها وكأنهم لم يروها من الأساس ،
اندهشت هيا من رد فعلهم على رؤيتهم فى هذا الموقف ، من المفترض ان يقلقوا أو يضطربوا على الأقل ، لكنها لم تهتم ، بدت وكأنها وجدت جوهرة ، كارت ضغط تستخدمه وقتما تحتاج ، عادت لسيارتها واتجهت للمستشفى .
عادت سارة ومعها جاسر لغرفة العناية المركزة ، وجدت الجميع يقف امام الغرفة بشكل مقلق ، اسرعت من خطاها فإستوقفتها مها وهى تقول
... براحة ، براحة ، متخافيش، ده جده ، صمم يبجى يشوفه ...
...يعنى هو كويس ...
..مفيش جديد ...
اجلسوها عل كرسى قريب ، واعطتها مها زجاجة عصير تشربها ،
...نور والبنات فين يامها ...
...متقلقيش عليهم ياحبيبتى ، هم عند ماما ، وسناء واختها كمان معاهم هناك ، شوية كدة ، لما تطمنى على أحمد ، تروحى ترتاحى شوية وتشوفيهم ...
....أطمن عليه ، وارتاح ، ياريت ...
ثم مالت على مها لتسألها .... متعرفيش هنا مكان نصلى فيه ، اسألى أى ممرضة كدة ...
...فى جامع فى مبنى المستشفى هنا وفيه مكان للستات ، تحبى تروحى ...
...أيوة ، ياريت ...
قبل أن يتحركا سمعت صوت يناديها فاستدارت ،
...سارة ... كان سليم باشا يجلس على كرسى مدلوب ، كان يبدوا على وجهه الإرهاق الفعلى ، لكن مازالت عيناه زات نظرة لامعة وقوية .
تحركت سارة فى اتجاهه، فى النهاية هو رجل كبير السن ومريض ، وبالطبع جميع العائلة على مسافة تسمحلهم سماع ومشاهدة الموقف ،
...حمدالله على السلامة ...
...اياكى تفتكرى أنى وافقت على الجوازة اللى انتوا عملتوها دى ، ولو أحمد جراله حاجة ، انا مش هحاسب حد غيرك ...
واضح ان الرجل يجهز لما يحدث فى المستقبل ، ببساطة يجهز لغياب أحمد نفسه ، فهو رجل أعمال ناجح وتوقع الأسوأ من صفاته ،
مالت سارة على كرسيه واقتربت من وجهه وهى تقول بصوت واطى نسبيا ، ومملوء بالثقة ،
... هيقوم بالسلامة ، وهو اللى هيحاسب مش حضرتك ...
ارتفعت عنه ، وعينيها متعلقة بعينه فى قمة التحدى ، وقالت
...هو دايما اللى بيحاسب ...
ثم تركته وابتعدت تحت أنظار الجميع وتبعتها مها ، ظهرت شبه ابتسامة غريبة على وجهه لم يلحظها أحد وقال فى نفسه ...عرفت تختار ، بس هنشوف ...
مر أكثر من 6 أيام على نفس الحال ، أحمد فى غيبوبة كاملة ، سارة لا تتركه للحظة ،
خرج الجد من المستشفى، وعاد لعمله ، يزور حفيده مرتين يوميا ، وعلى آخر يومين ، أصبحت مرة واحدة ،
جاسر أيضا لا يترك المستشفى إلا ليتابع عمله ثم يعود مرة أخرى ، ولم يترك سارة من وقتها ،
وبالطبع مها ملازمة لها معظم الوقت ، لا تترك المستشفى إلا تحت إصرار سارة لتطمئن على تالا ونور ، واخواتها البنات بقولها
...سيبك منى انا يامها ، دول مهمتك ، لو عايزة تساعدينى ، يبقى نور والبنات ...
بالإضافة لكل هذا ، النيابة والتحقيقات التى لم تنتهى ، وايضا لم تصل لشئ ، فقد أنكر الجميع معرفتهم لأى مشتبه به فى محاولة القتل ، كما أن سارة وجاسر لم يذكروا رواية أهل سارة ، لتوقعهم انه ليس لهم يد فيما حدث ، وأن موضوعهم قد انتهى بعدما انهاه أحمد بنفسه ،
*************************
سابع يوم ، كان الجد فى احدى زياراته للمستشفى وطلب أن يتحدث معها على انفراد ، وافقت ،
كان معه شخصان لا تعرفهم ، يبدوا أنهم يعملون لديه فى المجموعة وان أحدهم محامى ، أو أن هذا ما استشفته من الحوار الدائر أمامها ،
...اسمعى ياسارة ، وافهمى كلامى كويس ...
...خير ...
مد يده لأحدهم ، فأعطاه ملف ، ناوله لسارة ، فتحته وحاولت قراءة ما به ثم مد يده بورقة أخرى لها
...إيه ده كله ...
...أنتى شايفة ايه ...
...دى تقارير خساير ...
...بالظبط، انتى بتفهمى أهو ..
...أفندم ...
...متزعليش ، شوفى الورقة التانية ...
بمجرد ما قرأتها ، رفعت رأسها له بذهول ، وهى تقول ....حجر ؟
...لأ مش حجر ، زى ما تقولى كدة تصرف فى أمواله لحد ما يبقى كويس ...
... ما هو ده المسمى المنمق للحجر ، وايه المطلوب منى بقى ...
...تمضى بالموافقة على تسليمى التصرف بصفتك مراته ...
....ولو رفضت ؟
...وليه ترفضى ، تقارير الخساير فى ايدك ، انتى شايفة نتيجة أسبوع واحد قد ايه ، ملايين ، مش هينفع نستنى اكتر من كدة ...
...أنا ليه حاسة انك بتصرف على أساس أنه مش هرجع تانى ...
..أنا راجل عملى ياسارة ، وأحمد تحت أيده مليارات بيشتغل فيها ، هيضيعوا لو ملحقتش أتصرف ، وبعدين خليكى واقعية ، إحنا داخلين على أسبوع ، ومفيش نتيجة ، جبنالوا دكاترة من جميع أنحاء العالم ، وكلهم قالوا إنه متوفى اكلينيكيا، يعنى الموضوع واقف على الأجهزة اللى هو متوصل عليها ، ولو اتفصلت ....
لم تدعه سارة يكمل وقاطعته ....بس كفاية ، هى ايه دى اللى اتفصلت ، ده لو فضل 20 سنة كدة ، مفيش مخلوق هيقربله، وهفضل على أمل انه يرجع ، ومن الآخر متحملش انك ممكن تفصله عن الأجهزة والا هوديكوا فى داهية ، انا المتصرف الأساسي فى الموضوع ده ، انا مراته ، وبالنسبة للفلوس والورق والكلام ده ، فاأنا مش همضى على حاجة ، تقدر ترفع قضية حجر ، لكن بعيد عنى ،
إنما أحمد ، فشيل ايدك عنه ، وملكش دعوة بيه ...
وقفت لأنها لم تعد تحتمل ما يقال
....وبعدين انا مش عارفة انت بتفكر أذاى أساسا ، انت جده ، انت أولى الناس بالاهتمام بحياته
، انت أذاى كدة ؟ ...
تركته وخرجت بعيدا عن المكان كله ،
رأاها جاسر من بعيد وهى تقف أمام شباك فى طرقة جانبية ، كان واضحا تماما على وجهه انه يحمل خبر سئ اقترب منها ، وحادثها
...أنا شفت سليم باشا خارج ، وشكله ميطمنش ، فى حاجة حصلت ...
ابتسمت بسخرية وقالت ... كل واحد عايز يلحق نصيبه من التورتة ، كل واحد خايف على حاله وماله ، أغنى واحد فيهم بيموت ، وكل واحد عايز يوصل لحاجه ، إنما سليم باشا عايز يلم الليلة كلها ، يلحق كله قبل ما حد ياخد حاجة ...
...هههههههههههههههه. ..
...بتضحك على ايه ...
...اصلك لسة مشفتيش حاجة ، يابنتى الكلام ده بيحصل وهو حى وبكامل صحته ، فما بالك وهو فى حالته دى ،أهلا بيكى فى وسط عيلة نورالدين. ..
...والله ، حلو اوى ، بس انت مالك كدة ...
...فى حاجة مهمة لازم تعرفيها، لأن دلوقتى انتى الوحيدة اللى تقدرى تتصرفى لكن للأسف ممكن تدايقك ...
... قول ياجاسر ، هو فى اكتر من اللى انا فيه ...
....ابن أحمد ، آدم ، مات ...
...ايه ، هو أحمد مخلف ....