الجزء 38

خرجت سارة لتبحث عنه فقد تأخر فى العودة كثيرا بعدم خرج مع جاسر ولم يعد بعدها ، 

اتجهت للسياج الحديدى الفاصل بين بيتهما ، وجدته يجلس على السلم الامامى للفيلا ويقف أمامه جلال 
يتحدثان ، عندما رأاها أشارت له على الساعة فقد تعدت الحادية عشر ، فأشار لها بالدخول وأنه سينهى حديثه و سيتبعها ، ففعلت ثم أكمل حديثه مع جلال 

... يعنى حضرتك شاكك ولا متأكد ؟

...متأكد منين ياجلال، ده كله مجرد كلام ، فى رباط بين كل دول ، انا مش فاهمه، حسب خبرتي مع العيلة دى ، أهم مبيبقوش فى الحالة دى غير لما بيكونوا منتظرين أن حد هيأذيهم، واللى متأكد منه أن حالتهم المادية متسمحش بده كله ، لأنى دمرت اهم مصادر فلوسهم ومكانش عندهم رصيد كفاية، 
اللى عايزه منك بقى ، تقلبلى فى الموضوع ده كله وتفاصيله من كام شهر فاتو، وتتابع برده كل اللى انت شغال فيه ، متنساش حاجة ، ووظف ناس جديدة لو عايز ، عايز اعرف الفلوس دى جاتلهم منين بالظبط ، والأهم هم خايفين من ايه بالظبط ، ماشى. ..

...طبعا يافندم ...

...عملت ايه فى موضوع هشام ..

...جاهزين ومستتيين حضرتك ...

...كويس ، هطلع اغير هدومى واجيلك على طول ...

...هستنى حضرتك فى العربية ...

 



....ممكن أفهم اكتر انت رايح فين دلوقتى ...

...قلتلك ياسارة ، ساعة وراجع ...

...برده مفهمتش. ..

...خلاص بقى ياسارة ، مش هتأخر. ..

...ياأحمد مينفعش كدة ، انت خارج من المستشفى امبارح ، انا خايفة تتعب. ..

...متقلقيش ، انا كويس ، بس فى حاجات كتير اوى اتلخبطتت ياسارة ، ولازم تتصلح والا هخسر كتير ، وأنا مبحبش اخسر وانتى عارفة ...

قبلها من رأسها وخرج ، وقفت سارة تتبعه بعينها حتى خرج والقلق يأكل قلبها ، هى تعلمه جيدا، لن يرتاح ابدا قبل أن يتحكم فى خيوط كل من حوله مجددا ، 

**************************

قضت هيا ليلتها مع هشام فى بيته على غير العادة ، فقد كانا دائما ما يذهب هو لها فى غرفة الفندق الذى تقيم فيه ، فهى من عشاق الفنادق ، كانا نائمين وهما عاريين تماما ، 

جلس هو على كرسى مقابل لسريرهما ، أشار لأحد الأشخاص فتقدم بمنديل فى يده ووضعه لثوانى على أنف كل منهما ، فبدأا يتململا فى مكانهما، 

هشام هو من فتح عينيه واستطاع التركيز أولا ، 
أصابه الذهول من الوضع الذى هو عليه أمام ابن عمه ، وفى الفترة الأخيرة الشخص الذى يمقته ويغار منه فى كل من حوله .

التقت عينيه بعين أحمد المتعلقة به أكثر من النائمة بجانبه ، فهى لا تهمه أكثر من هشام ، فهو ابن عمه ،
ابن عمه الذى انفصل عن العائلة فى يوم من الأيام مثله ، ابن عمه الذى أعطاه الكثير و ساعده ووقف فى وجه جده من أجله ، 

والآن ابن عمه الذى انتابه الفرح مما حدث له ، يتآمر ضده مع طليقته بل ويعاشرها من أجل تدعيم ما يريد .

لم يستطع الحديث لثوانى وهو يواجه العين المملوءة باللوم والعتاب الممزوج بالغضب ،
، حتى فتحت عينيها هى وانتبهت لما يحدث حولها ، شدت الغطاء لتستر جسدها به وتقول
، ... احمد ؟ ! 

أشار أحمد للرجلين الواقفين بجانبه أن يخرجا ، فإمتثلا لأمره ، ثم التفت لها ،

...اذييك ياهيا ، تصدقى وحشتنى وساختك أوى ...

...أنت انت ، دادخلت هنا أذاى ؟

ابتسم بسخرية من سؤالها ، 

...إذا مكنتيش عشتى معايا 3 سنين وبتشتغلى معايا من 5 سنين ، يعنى عارفة انا بقدر اعمل ايه كويس ، قومى البسى واتكلى على الله ، انا مش جاى عشانك انهارضة ، انتى حسابك بعدين ...

حاولت لف جسدها أكثر ، فضحك بقهقهة عالية وقال 

... بتدارى ايه ، انتى نسيتى أنى عجنت اللى انتى بتداريه ده قبل كدة كتير ، مش انا بس ، ده الف واحد غيرى ...
ثم التفت لهشام وقال. ... وهشام رقم الف وواحد ...

اغضبت كلماته هشام رغم علمه بحقيقة ما قاله أحمد بل وأكثر ، 

وقف أحمد ... عموما انا نازل ، البسى ياحلوة براحتك ، وتخلصى وتمشى على طول ، فى عربية برة مستنياكى برة توصلك، انا عارف انك جاية معاه فى عربيته. ...

ثم التفت لهشام قائلا ...وانت كمان ، البس وحصلنى على تحت ، اصلى قرفان من منظرك كدة ...

تركهم فى حالة من الذهول الكامل وخرج ، 

وقف هشام وبدأ يرتدى ملابسه وهو غارق فى التفكير فيما فعل أحمد وما يريده منه الآن ، 
اما هيا مازالت فى مكانها لم تتحرك ،

...تفتكر عرف حاجة ...

..معرفش ، ادينى هشوف ...

...تبقى مصيبة لو كان عرف ..



...وانتى خايفة ليه أن شاء الله ، اخرك هيفض المشاريع اللى بينك وبينه ، الدور والباقى عليا انا ... 
ثم تركها وخرج 

نزل السلم ، أشار له أحدهم على المكتب ، فاتجه صوبه ، 
كان يقف على أحد الكراسى الجانبية بعيدا عن المكتب نفسه يتحدث فى هاتفه 

..... قربت اخلص ، لا مش كتير ،، خلاص بقى ،، كويس ياستى والله ،،، طيب ،، انتى بقيتى لحوحة اوى على فكرة، ههههههههه، ، 10 دقايق ، وكمان 10 للطريق ، تلت ساعة ، تمام ، ماشى ، باى. ...

كان واضحا تماما لهشام مع من يتحدث ، ولم ينقصه إلا ذلك ، فهى من أهم أسباب غضب هشام من أحمد ، رغم تخليه عنها فى الفترة الأخيرة بأمر من جده ، إلا أن سارة بالنسبة له كالفاكهة الممنوعة التى أجبر على عدم أكلها من أجل شئ آخر ، 
وقد كانت من أهم أسباب بعده عن المستشفى أثناء غيبوبة أحمد ، حتى لا يلتقيها هناك .

...هتفضل واقف كدة كتير ، اقعد ، هم كلمتين وخلاص ...

جلس هشام بهدوء ... مكانش فى داعى لكل اللى عملته ده ، كان ممكن تقوللى ببساطة انك عارف أنى مصاحبها ...

...أذاى بقى ، وافوت على نفسى المنظر الرائع ده ، متجيش ، إحمد ربنا أنى مجتش قبل ما تناموا ، على الأقل كان هيبقى المنظر مثير ، مش كان مثير برده ياهشام ، ولا ايه ...

...كفاية كدة ياأحمد ...

...أيه ، دايقك كلامى ، عموما هم كلمتين جاى اقولهوملك عشان ملومش انا نفسى فى اللى هعمله فيك بعد كدة ، عشان انا لسة باقى عليك ،
مهما كان اللى انت ناوى عليه مع هيا ، انهيه فورا ، هيا متفرقش معايا كتير ، انت اللى تهمنى ...

...بتهددنى ياأحمد. ...

...لو شايف أنى كدة بهددك تبقى غبي، انت عارف كويس انك متقدرش تتحدانى أو تعادينى، فاحسنلك تبقى معايا مش ضدى ، أو على الأقل خليك حيادى تماما ، متدخلش نفسك فى الدايرة دى ياهشام، لأنى مش هرحم حد فى الفترة اللى جاية ، وأنا مش عايزة اأذيك ....

وقف أحمد وهو ينهى كلامه ... صحيح انا معرفش انت بتعمل ايه بالظبط ، لكن مهما كان اوقفه حالا ، وهعدى اللى حصل، لكن لو كملت فى اللى انت ماشى فيه ، وأنا عرفته، مش هيبقى ليك دية عندى ياهشام ، وهضيعك بجد ، سلام ياابن عمى ....

خرج أحمد وتبعه بعض رجاله ، وكان جلال ينتظره فى الخارج مع الآخرين ، وهو فى اتجاهه للخارج أخرج تيليفونه واتصل بأحد الأرقام

... حلاوتك كدة وانت فى البيت من المغرب ...

...ههههههههه ، على أساس انك فى الشارع، ما خلاص ،دخلت القفص انت كمان ...

...لا وحياة امك فى الشارع ...

...بتتكلم جد ، لحد دلوقتى ، ازاى ياابنى انت لسة تعبان ...

...والنبى متتكلمش زييها ، هستناك بكرة فى المجموعة، عايز ضروري. ..

... ماشى ، بس يلا روح لو سمحت، دلوقتى. .

... متبقاش خنيق انت كمان يامازن والنبى. ..

... أنا عارف انك مش هتسمع الكلام ، وليا كلام تانى مع سارة لما اشوفها. ..

..تصدق انا غلطان أنى كلمتك ، مستنيك بكرة ، سلام ...

*************************

أصاب الإرهاق جسده بشكل كامل ، حتى أنه غير ملابسه بصعوبة ، ساعدته حتى استلقى على السرير واغمض عينيه ، اتجهت هى للحمام لتغير ملابسها ، عندما خرجت كانت ترتدى منامة قطنية بيضاء من قطعة واحدة بدون أكمام وتصل لأعلى من ركبتيها، تحدد ملامح جسدها بوضوح رغم اتساعها النسبى ، فهى تظن أن مثل هذه الملابس سوف تدارى جسدها عنه ، فبالتالي تناسب الموقف الحالى . 

اخذ يتبعها بعينيه دون أن تلاحظ ، أخذت تجفف شعرها المبتل ، ثم مشطته ، واتجهت للسرير، فوجئت به مازال مستيقظا وعلى وجهه ملامح جادة جدا وهو يقول 
...أنتى هتنامى جمبى كدة ...

انقبض قلبها من كلامه ظنا منها أن مظهرها سيئا بما ترتديه ،
أكمل هو بنفس التعبير على وجهه

...عارفة ياسارة ، انا محتاج قدرة قد ايه عشان اسيطر على نفسى ، وأقدر اعدى الشهر إلى انتى محددهولى انتى والدكاترة بتوعك ، واحمدى ربنا أنى عندى مشاكل كتير فى الشغل ، شاغلة دماغى والا والله ماكنت هقدر على أسبوع واحد منهم ، تقومى حضرتك بكل دم بارد ، تلبسى كدة ، وعايزة تنامى جمبى عادى ، ومطلوب منى أنى ميكونش ليا رد فعل على الموضوع ده ....

أخيرا فهمت ما يرمى إليه بكلامه ، تنفست الصعداء، وابتسمت وهى تضربه بخفة على كتفه ،

...خضتنى ، انا قلت انا لابسة شوال ولا ايه ...

...تصدقى والله فكرة كويسة ، انا عايزك تلبسى شوال فعلا ، مع انك هتكونى برده زى القمر ...

رفعت الغطاء واندست تحته وعدلت زراعيه ونامت على كتفه وهى تقول 
... عقابا ليك ، هنام كدة ، وفى حضنك برده ، وانت هتنامى مؤدب ومش هتعمل حاجة ...

...بذمتك والنبى ده عدل ...

...أنا ذمتى تراك خيل على فكرة .. 

...هههههههههههههههه، حرام عليكى ...

...أنا راضية اشيل الذنب ياسيدى ، ولا أقوم انام فى حتة تانية ...

لف ذراعه حولها وهو يقول ... لأ وعلى ايه ، احسن من مفيش خالص ....

...هههههههههههههههه ، ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا ، المهم ، مش هتقوللى مشاكل ايه ...

...متسغليش بالك ، أفهم انا بس الأول وبعدين أبقى اقولك ...

اغمض عينيه وهو يفكر فى العشرة أيام ، مجرد عشرة أيام افلتت زمام كل خيوط مملكة قد وضع أساسها وبدأ فى بنائها، لكن يكاد يضع طوبة واحدة إلا ويجد الف يد تزيلها مرة أخرى ،
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية