خرجت سارة لتبحث عنه فقد تأخر فى العودة كثيرا بعدم خرج مع جاسر ولم يعد بعدها ،
اتجهت للسياج الحديدى الفاصل بين بيتهما ، وجدته يجلس على السلم الامامى للفيلا ويقف أمامه جلال
يتحدثان ، عندما رأاها أشارت له على الساعة فقد تعدت الحادية عشر ، فأشار لها بالدخول وأنه سينهى حديثه و سيتبعها ، ففعلت ثم أكمل حديثه مع جلال
... يعنى حضرتك شاكك ولا متأكد ؟
...متأكد منين ياجلال، ده كله مجرد كلام ، فى رباط بين كل دول ، انا مش فاهمه، حسب خبرتي مع العيلة دى ، أهم مبيبقوش فى الحالة دى غير لما بيكونوا منتظرين أن حد هيأذيهم، واللى متأكد منه أن حالتهم المادية متسمحش بده كله ، لأنى دمرت اهم مصادر فلوسهم ومكانش عندهم رصيد كفاية،
اللى عايزه منك بقى ، تقلبلى فى الموضوع ده كله وتفاصيله من كام شهر فاتو، وتتابع برده كل اللى انت شغال فيه ، متنساش حاجة ، ووظف ناس جديدة لو عايز ، عايز اعرف الفلوس دى جاتلهم منين بالظبط ، والأهم هم خايفين من ايه بالظبط ، ماشى. ..
...طبعا يافندم ...
...عملت ايه فى موضوع هشام ..
...جاهزين ومستتيين حضرتك ...
...كويس ، هطلع اغير هدومى واجيلك على طول ...
...هستنى حضرتك فى العربية ...
....ممكن أفهم اكتر انت رايح فين دلوقتى ...
...قلتلك ياسارة ، ساعة وراجع ...
...برده مفهمتش. ..
...خلاص بقى ياسارة ، مش هتأخر. ..
...ياأحمد مينفعش كدة ، انت خارج من المستشفى امبارح ، انا خايفة تتعب. ..
...متقلقيش ، انا كويس ، بس فى حاجات كتير اوى اتلخبطتت ياسارة ، ولازم تتصلح والا هخسر كتير ، وأنا مبحبش اخسر وانتى عارفة ...
قبلها من رأسها وخرج ، وقفت سارة تتبعه بعينها حتى خرج والقلق يأكل قلبها ، هى تعلمه جيدا، لن يرتاح ابدا قبل أن يتحكم فى خيوط كل من حوله مجددا ،
**************************
قضت هيا ليلتها مع هشام فى بيته على غير العادة ، فقد كانا دائما ما يذهب هو لها فى غرفة الفندق الذى تقيم فيه ، فهى من عشاق الفنادق ، كانا نائمين وهما عاريين تماما ،
جلس هو على كرسى مقابل لسريرهما ، أشار لأحد الأشخاص فتقدم بمنديل فى يده ووضعه لثوانى على أنف كل منهما ، فبدأا يتململا فى مكانهما،
هشام هو من فتح عينيه واستطاع التركيز أولا ،
أصابه الذهول من الوضع الذى هو عليه أمام ابن عمه ، وفى الفترة الأخيرة الشخص الذى يمقته ويغار منه فى كل من حوله .
التقت عينيه بعين أحمد المتعلقة به أكثر من النائمة بجانبه ، فهى لا تهمه أكثر من هشام ، فهو ابن عمه ،
ابن عمه الذى انفصل عن العائلة فى يوم من الأيام مثله ، ابن عمه الذى أعطاه الكثير و ساعده ووقف فى وجه جده من أجله ،
والآن ابن عمه الذى انتابه الفرح مما حدث له ، يتآمر ضده مع طليقته بل ويعاشرها من أجل تدعيم ما يريد .
لم يستطع الحديث لثوانى وهو يواجه العين المملوءة باللوم والعتاب الممزوج بالغضب ،
، حتى فتحت عينيها هى وانتبهت لما يحدث حولها ، شدت الغطاء لتستر جسدها به وتقول
، ... احمد ؟ !
أشار أحمد للرجلين الواقفين بجانبه أن يخرجا ، فإمتثلا لأمره ، ثم التفت لها ،
...اذييك ياهيا ، تصدقى وحشتنى وساختك أوى ...
...أنت انت ، دادخلت هنا أذاى ؟
ابتسم بسخرية من سؤالها ،
...إذا مكنتيش عشتى معايا 3 سنين وبتشتغلى معايا من 5 سنين ، يعنى عارفة انا بقدر اعمل ايه كويس ، قومى البسى واتكلى على الله ، انا مش جاى عشانك انهارضة ، انتى حسابك بعدين ...
حاولت لف جسدها أكثر ، فضحك بقهقهة عالية وقال
... بتدارى ايه ، انتى نسيتى أنى عجنت اللى انتى بتداريه ده قبل كدة كتير ، مش انا بس ، ده الف واحد غيرى ...
ثم التفت لهشام وقال. ... وهشام رقم الف وواحد ...
اغضبت كلماته هشام رغم علمه بحقيقة ما قاله أحمد بل وأكثر ،
وقف أحمد ... عموما انا نازل ، البسى ياحلوة براحتك ، وتخلصى وتمشى على طول ، فى عربية برة مستنياكى برة توصلك، انا عارف انك جاية معاه فى عربيته. ...
ثم التفت لهشام قائلا ...وانت كمان ، البس وحصلنى على تحت ، اصلى قرفان من منظرك كدة ...
تركهم فى حالة من الذهول الكامل وخرج ،
وقف هشام وبدأ يرتدى ملابسه وهو غارق فى التفكير فيما فعل أحمد وما يريده منه الآن ،
اما هيا مازالت فى مكانها لم تتحرك ،
...تفتكر عرف حاجة ...
..معرفش ، ادينى هشوف ...
...تبقى مصيبة لو كان عرف ..
...وانتى خايفة ليه أن شاء الله ، اخرك هيفض المشاريع اللى بينك وبينه ، الدور والباقى عليا انا ...
ثم تركها وخرج
نزل السلم ، أشار له أحدهم على المكتب ، فاتجه صوبه ،
كان يقف على أحد الكراسى الجانبية بعيدا عن المكتب نفسه يتحدث فى هاتفه
..... قربت اخلص ، لا مش كتير ،، خلاص بقى ،، كويس ياستى والله ،،، طيب ،، انتى بقيتى لحوحة اوى على فكرة، ههههههههه، ، 10 دقايق ، وكمان 10 للطريق ، تلت ساعة ، تمام ، ماشى ، باى. ...
كان واضحا تماما لهشام مع من يتحدث ، ولم ينقصه إلا ذلك ، فهى من أهم أسباب غضب هشام من أحمد ، رغم تخليه عنها فى الفترة الأخيرة بأمر من جده ، إلا أن سارة بالنسبة له كالفاكهة الممنوعة التى أجبر على عدم أكلها من أجل شئ آخر ،
وقد كانت من أهم أسباب بعده عن المستشفى أثناء غيبوبة أحمد ، حتى لا يلتقيها هناك .
...هتفضل واقف كدة كتير ، اقعد ، هم كلمتين وخلاص ...
جلس هشام بهدوء ... مكانش فى داعى لكل اللى عملته ده ، كان ممكن تقوللى ببساطة انك عارف أنى مصاحبها ...
...أذاى بقى ، وافوت على نفسى المنظر الرائع ده ، متجيش ، إحمد ربنا أنى مجتش قبل ما تناموا ، على الأقل كان هيبقى المنظر مثير ، مش كان مثير برده ياهشام ، ولا ايه ...
...كفاية كدة ياأحمد ...
...أيه ، دايقك كلامى ، عموما هم كلمتين جاى اقولهوملك عشان ملومش انا نفسى فى اللى هعمله فيك بعد كدة ، عشان انا لسة باقى عليك ،
مهما كان اللى انت ناوى عليه مع هيا ، انهيه فورا ، هيا متفرقش معايا كتير ، انت اللى تهمنى ...
...بتهددنى ياأحمد. ...
...لو شايف أنى كدة بهددك تبقى غبي، انت عارف كويس انك متقدرش تتحدانى أو تعادينى، فاحسنلك تبقى معايا مش ضدى ، أو على الأقل خليك حيادى تماما ، متدخلش نفسك فى الدايرة دى ياهشام، لأنى مش هرحم حد فى الفترة اللى جاية ، وأنا مش عايزة اأذيك ....
وقف أحمد وهو ينهى كلامه ... صحيح انا معرفش انت بتعمل ايه بالظبط ، لكن مهما كان اوقفه حالا ، وهعدى اللى حصل، لكن لو كملت فى اللى انت ماشى فيه ، وأنا عرفته، مش هيبقى ليك دية عندى ياهشام ، وهضيعك بجد ، سلام ياابن عمى ....
خرج أحمد وتبعه بعض رجاله ، وكان جلال ينتظره فى الخارج مع الآخرين ، وهو فى اتجاهه للخارج أخرج تيليفونه واتصل بأحد الأرقام
... حلاوتك كدة وانت فى البيت من المغرب ...
...ههههههههه ، على أساس انك فى الشارع، ما خلاص ،دخلت القفص انت كمان ...
...لا وحياة امك فى الشارع ...
...بتتكلم جد ، لحد دلوقتى ، ازاى ياابنى انت لسة تعبان ...
...والنبى متتكلمش زييها ، هستناك بكرة فى المجموعة، عايز ضروري. ..
... ماشى ، بس يلا روح لو سمحت، دلوقتى. .
... متبقاش خنيق انت كمان يامازن والنبى. ..
... أنا عارف انك مش هتسمع الكلام ، وليا كلام تانى مع سارة لما اشوفها. ..
..تصدق انا غلطان أنى كلمتك ، مستنيك بكرة ، سلام ...
*************************
أصاب الإرهاق جسده بشكل كامل ، حتى أنه غير ملابسه بصعوبة ، ساعدته حتى استلقى على السرير واغمض عينيه ، اتجهت هى للحمام لتغير ملابسها ، عندما خرجت كانت ترتدى منامة قطنية بيضاء من قطعة واحدة بدون أكمام وتصل لأعلى من ركبتيها، تحدد ملامح جسدها بوضوح رغم اتساعها النسبى ، فهى تظن أن مثل هذه الملابس سوف تدارى جسدها عنه ، فبالتالي تناسب الموقف الحالى .
اخذ يتبعها بعينيه دون أن تلاحظ ، أخذت تجفف شعرها المبتل ، ثم مشطته ، واتجهت للسرير، فوجئت به مازال مستيقظا وعلى وجهه ملامح جادة جدا وهو يقول
...أنتى هتنامى جمبى كدة ...
انقبض قلبها من كلامه ظنا منها أن مظهرها سيئا بما ترتديه ،
أكمل هو بنفس التعبير على وجهه
...عارفة ياسارة ، انا محتاج قدرة قد ايه عشان اسيطر على نفسى ، وأقدر اعدى الشهر إلى انتى محددهولى انتى والدكاترة بتوعك ، واحمدى ربنا أنى عندى مشاكل كتير فى الشغل ، شاغلة دماغى والا والله ماكنت هقدر على أسبوع واحد منهم ، تقومى حضرتك بكل دم بارد ، تلبسى كدة ، وعايزة تنامى جمبى عادى ، ومطلوب منى أنى ميكونش ليا رد فعل على الموضوع ده ....
أخيرا فهمت ما يرمى إليه بكلامه ، تنفست الصعداء، وابتسمت وهى تضربه بخفة على كتفه ،
...خضتنى ، انا قلت انا لابسة شوال ولا ايه ...
...تصدقى والله فكرة كويسة ، انا عايزك تلبسى شوال فعلا ، مع انك هتكونى برده زى القمر ...
رفعت الغطاء واندست تحته وعدلت زراعيه ونامت على كتفه وهى تقول
... عقابا ليك ، هنام كدة ، وفى حضنك برده ، وانت هتنامى مؤدب ومش هتعمل حاجة ...
...بذمتك والنبى ده عدل ...
...أنا ذمتى تراك خيل على فكرة ..
...هههههههههههههههه، حرام عليكى ...
...أنا راضية اشيل الذنب ياسيدى ، ولا أقوم انام فى حتة تانية ...
لف ذراعه حولها وهو يقول ... لأ وعلى ايه ، احسن من مفيش خالص ....
...هههههههههههههههه ، ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا ، المهم ، مش هتقوللى مشاكل ايه ...
...متسغليش بالك ، أفهم انا بس الأول وبعدين أبقى اقولك ...
اغمض عينيه وهو يفكر فى العشرة أيام ، مجرد عشرة أيام افلتت زمام كل خيوط مملكة قد وضع أساسها وبدأ فى بنائها، لكن يكاد يضع طوبة واحدة إلا ويجد الف يد تزيلها مرة أخرى ،