الجزء 2

دق الباب بطرقات خفيفة ودخلت السكرتيرة 
.... بعد اذنك يادكتورة
.... أيوة يانيرة
.... دكتور حمدى عبد الوهاب موجود برة 
نظرت لها سارة باستفسار 
...ده إللى اتصل من يومين وطلب يقابل حضرتك واتحددله ميعاد انهارضة وانا بلغت حضرتك بيه الصبح
...ااه، خليه يتفضل
خرجت السكرتيرة ودخل هو بعد طرقه على الباب
...أهلا يادكتور ،،اتفضل ،،خير ان شاء الله ،تحب تشرب ايه الاول
....شكرا يافندم ،،انا دكتور حمدى ، أخصائى أسنان فى والعيادة بتاعتى فى الوايلى ،،كنت عرفت ان حضرتك محتاجة حد لعيادة الأسنان فى المركز وكنت بتمنى أن يكون الشرف ده ليا

..... أنا فعلا كنت بدور على دكتور شاطر ، انت عارف كل الدكاترة هنا كويسين ، ادينى فرصة يومين وهرد على حضرتك 
بس اسمحلى بالسؤال ،مش شكلك صغير شوية على أخصائى 

..... ههههههههه عادى يافندم ، اصلى بدأت فى الماجستير على طول اول ما خلصت جامعة ،،حضرتك اللى صغيرة اوى .

..... أفندم .....ردت سارة بعد ظهور ملامح غضب على وجهها
.....آسف يافندم،،حضرتك تبقى دكتورة سارة عبد الهادى صاحبة أكبر مجموعة مراكز طبية فى مصر ،،لحضرتك صيت كبير ،،فتصورت أن حضرتك أكبر من كدة ،،بس لقيت سن حضرتك ميعديش 25 سنة 

ابتسمت ابتسامة بسيطة وقالت ....مفيش مشكلة ،،انا برده بدأت شغل بدرى
.....آسف مرة تانية يادكتورة، ده الكارت بتاعى ومستنى تيليفون حضرتك 
......إن شاء الله يادكتور. ، مع السلامة

تنهدت سارة مما سمعت منه عن الفرق بين سنها الحقيقى والصيت و الشهرة التى حققتها من السبع مراكز الطبية التى أنشأتها فى سنة واحدة بمساعدة زوجها الراحل ، ولم تكد تكمل عامها الأخير فى الجامعة ، حيث أنه فرح بابنه الذى أنجبته سارة له واسماه نور وبالطبع كانت طلباتها أوامر بالنسبة له فأنشأ لها هذه المراكز وأسمتها ،،مجموعة مراكز النور الطبية،، تيمنا باسم ابنها 
وكان كل مركز على مساحة تزيد عن خمسة آلاف متر ويتكون من سبع طوابق وحديقة بسيطة أمامه ،،الدور الأرضي عبارة عن صيدلية كبيرة لتوريد الأدوية للمركز وأيضا للعمل الخارجى،، والدور الثانى والثالث والرابع عبارة عن عيادات لكل التخصصات الطبية ، أما الخامس فيه غرف عمليات للعمليات البسيطة وغرفة عناية مركزة ، والدور السادس فهو مركز توليد مع غرفة عناية مركزة وغرفة بها ثلاث حضانات لطوارئ الأطفال المولودة ،، 
وبهذا يكون المركز على أحدث طراز متقدم طبى ،ولهذا زاع صيته بين الأوساط الراقية كما الفقراء لمجانية علاج بعض الحالات التى يتم عرضها عليها أولا لتوافق على علاجها بالمجان فى المركز ويكون هذا سريا ومن حسابها الخاص .

اتصلت سارة بأحد تابيعيها واعطته اسم الطبيب ليسأل عنه ثم أخبرت سكرتيرتها أنها ستغادر وان حدث شئ مهم فلتتصل بها ،
خرجت سارة من المبنى وركبت سيارتها الحديثة وانطلقت بها ، رن تيليفونها فنظرت للشاشة فوجدتها مها 
.....إيه يافاشلة انتى فين
.....أنا اللى فاشلة برده ، انتى اللى فين، رنيت عليكى بليل مردتيش 
....كان فى مشكلة فى الفرع التالت وخلصت متأخر ،،المهم اخبارك ايه انتى وتالا عاملة ايه 
.... الحمد لله ، بتسأل عليكى وعلى نور ، ما تيجيبيه وتيجو شوية ، طارق سافر المنتجع يومين 
.... خلاص مادام اتفك الحصار يومين ،هاتى تالا وتعالى باتى معايا ونلوكلوك براحتنا، انتى عارفة مينفعش اسيب البيت عشان ماما والبنات
.....هشوف، ، هكلم طارق وارد عليكى 
.... يارب يوافق اصل وحشتني القاعدة معاكى بجد
..... وأنا كمان والله
....كلميه بقى وعرفينى ، يلا سلام
....سلام ياسارو

وصلت للمنزل ..بيت جميل وحضارى جدا مبنى على الطراز الكلاسيكى الأمريكى بحديقة جميلة ومنسقة جدا ويوجد فى حى راقى جدا من أحياء القاهرة ، يتكون من ثلاث أدوار .. الأرضى يضم هول كببر وغرفتين أحدهما مكتب كبير والأخرى تضم انتريه رائع لإستقبال الضيوف ثم نزولا بثلاث درجات ومدخل طويل يوجد مطبخ واسع جدا ورائع يتوسطه سفرة كبيرة ب 6 كراسى حولها وبيست جميل من رخام يشبه الكريستال .
أما الدور الثانى يتكون من غرفة الأم وغرفة لرغد وأخرى لريم ،وهم أخوات سارة وهم طالبات فى الجامعة ، وغرفتين آخرين للضيوف ،،أما الدور الثالث فهو خاص بسارة وحدها صممته كما حلمت منذ صغرها، ،غرفتها كبيرة جدا تمتد على أكثر من نصف مساحة المنزل وتتكون من صالة بسيطة بفوتى رائع بعدها درجتين صعودا لسرير دائرى كبير جدا وكأنه مبنى ، ويحوطه دوران ستائر ساتان اسود مطرز جميل وتسترسل نزولا تجد الحمام ببانيو كبير جدا من الزجاج المثثقل وكأنه حمام سباحة صغير ،، عندما تدخل الغرفة كأنها غرفة ملكة من الملوك القديمة ،، يليها غرفة جميلة لنور ابنها ، ثم غرفة للجيم وغرفة بسيطة بركنة رائعة تطل على الحديقة ، جعلتها سارة الاستجمام والقراءة فهى من هواياتها

دخلت من الباب فقابلتها سناء الخادمة
.....إيه الهدوء ده آمال الناس فين ياسناء 
.... الست رغد نايمة والست ريم فى الجنينة والهانم الكبيرة فوق مع سى نور فى اوضته 
.....وانتى مرووحتيش ليه لحد دلوقتى ، الساعة عدت 4 
..... أنا كنت ماشية دلوقتى يادكتورة ، تحبى احضرلك الغدا قبل ما أمشى ؟
..... لا شكرا ياسناء، روحى انتى عشان ولادك .
 


صعدت سارة فى اتجاه غرفتها فسمعت صوت والدتها مع نور
...مش كدة يانور ، أكتب دى الأول وبعدين دى 
عندما رأاها نور جرى باتجاهها
.... مامى، وحشتينى
..... وانت كمان ياحبيبى ، وحشتنى اوى 
..... مدايق تيته ليه يانور 
..... أنا مش مدايقها ، هى اللى مدايقانى 
.... يانهار ابيض ، ليه ؟
..... بتقوللى اكتب ط غلط 
ابتسمت سارة لمامتها وقالت
.... ليه كدة ياتيتة ، بتقوليله غلط 
...أنا برده اللى بقول غلط ، ابنك هو اللى بكاش ومبيسمعش الكلام ، مصمم يكتب الألف قبل دوران ط اللى تحت ، اقوله اكتب العكس ، يقولى لا ، المس بتقوللى صح وبتقوللى شاطر يانور 
.... الكلام ده صح يانور 
.... أنا بكتب صح ياماما 
..... ولما تكتب زى ما بتقول تيته هيبقى صح الصح ،، انا مش قلت تسمع الكلام ومتعاندش 
.... حاضر يامامى
.... شطور ياحبيب مامى ،،عشان كدة عندى ليك مفاجأة حلوة
....بجد ، ايه ؟
.... تالا ممكن تيجى عندنا انهارضة ،،عشان تلعبوا سوا
صرخ نور من الفرحة ......هييييييه
....... أنا قلت ممكن ، شوية ونتصل بيهم ونشوف 
.... اوكى 
..... أكلت ولا لسة 
...اكلنا كلنا من بدرى 
.... خلاص ، العب فى الجنينة شوية لحد ما أجيلك 
.....ماشى يامامى ، هستناكى 
...هرتاح شوية من الشغل واحصلك
جرى نور وخرج من الغرفة والتفت سارة إلى والدتها
...عاملة ايه دلوقتى ياماما 
.... الحمد لله ياحبيبتى ، احسن من الصبح ، انتى اللى شكلك تعبان اوى ياسارة 
.... مش اوى كدة ، انا بس كان عندى شوية مشاكل فى الشغل واتحلت الحمد لله بس عملتلى صداع جامد
.... ربنا معاكى ياحبيبتى 
.....هقوم احضرلك الغدا 
.....بلاش ياماما ، انا هنام شوية وبعدين أبقى أكل
.... نوم العوافى ياسارة

دخلت غرفتها وألقت بشنطتها على الكرسى وبدأت فى خلع ملابسها وجلست على حافة البانيو وفتحت الحنفية لتملأه ، وسرحت مرة أخرى في هذا الرجل الذى لم تسلى ابدا زكراه ، 

انتقلت لبيته بعد 10 أيام من موافقتها على عرضه ، وفى خلال فترة بسيطة جدا أثبتت له كفاءتها فى ادارة حياته ، كانت تشرف على عمل الخادمات من الطبخ للتنظيف لغسل ملابسه وكيها ، وكانت تنظم مواعيد محاضراته فى المنزل وفى الجامعة ، أصبحت حياته سهلة جدا فى وجودها وما كان عليه إلا أن يذاكر فقط ،،كانت همزة وصله بكل ما حوله ، وهى أيضا امتلكت كل الوقت الكافى لمزاكرتها ومحاضراتها بل أكثر 


يبدأ يومهم بالافطار معا وتخبره بمواعيد يومه ويتحدثا عن أشياء كثيرة أخرى مثل صفات كل محاضر وخصائص جامعه كل منهم وكأنها أصحاب وزملاء سكن وليس شخص وموظفة لديه ، ثم يذهب كل منهما بمحاضراته بعدما يخبرها عن ميعاد رجوعه ، وهى أيضا تعطى اوامرها للخادمات عما سيقمن به فى غيابها وأيضا ماذا سيحضرون للغداء اليوم ، وتعود هى قبله بوقت بسيط وعادة يكون بعد الخامسة ويتناولا الطعام سويا يحكى كل منهما عن يومه ويستمر الاقتراب بينهم بشكل ملحوظ ولكن لم يعترف به أحدهما للآخر أو حتى لنفسه ، ثم يبدأ كل منهما الاستذكار ، والتجهيز ليومه الجديد ، وفى بعض الأحيان يخرج هو لمقابلة أصحابه والسهر معهم وأحيانا بسيطة يطلب منها الخروج معه لنزهة بسيطة أو العشاء خارجا أو مشاهدة فيلم وكانت هذه من أمتع الأوقات التى تقضيها معه لأنه فى هذه الأوقات يتخلى تماما عن غروره وتكبره ليكون انسان بسيط جدا ولا اروع وامتع منه ، كان يأخذها لأماكن راقية جدا لم تدخلها إلا معه ولهذا لم تقلق أن يراهم أحد سويا ، فمن المستحيل أن يدخل أصدقائها هذه الأماكن ، وبالطبع كان يذهب بها كل شهر مرة إلى أرقى محلات الملابس لتختار ما تريد ، وبالرغم من رفضها ، كان هو يصر لأنه كان اتفاق بينهم على أن تكون ملابسها مسئوليته ، ولكنها كانت تعتقد فى داخلها انه يحاول جعل ملابسها راقية لتليق بالخروج معه ،

انتبهت من شرودها على وصول الماء لحافة البانيو ، أكملت خلع ملابسها واغرقت نفسها فى الماء لعل جسدها يرتاح من عناء اليوم 

حينما لامس الماء جسدها ابتسمت ابتسامة جميلة عندما تذكرت موقف حمام السباحة بينهما فقد عشقت مائه عندما سبحت فيه اول مرة مع أصحابها ، كان هو بالفعل يسافر دائما يوم الجمعة ويعود السبت ليلا ، فكانت تستمتع بهذا الحمام فى خلوة لنفسها كل جمعة ليلا وكأنها ليلتها الخاصة ، وعاد هو فجأة كما عاد فى أول مرة قابلها ، كان الهدوء يعم البيت وكأنه لا يسكنه أحد وكانت الساعة تعدت الثانية عشر ليلا ، كانت سابحة فى الماء ، فاتحة زراعيها وكأنه تطير فى السماء وكانت تبتسم لنفسها وكأن الماء يدغدغها، كانت ترتدى مايو بكينى لونه ازرق هادئ .
ظل يراقبها من خلف الزجاج طويلا وعشق هذا المنظر الرائع أمامه وكأنه يشاهد لوحة تاه فيها ، ثم تقدم منها ولم تنتبه إلا وهو أمامها ، صرخت وكأنها رأت شبح 
.... أنت رجعت امتى 
.... من شوية 
.... وكنت ....
وأكمل هو عنها.... بتفرج عليكى من بعيد 
..... إيه شايف حاجة عجباك
.... جدا 
.... على أساس انك مشفتش أجمل من كدةبكتير قبل كدة 
.....أجمل من كدة ، أشك 
كانت هذه اول مرة يتجاوز معها ويلمح لجمالها ، شعرت بهذا داخلها ولكنها سيطرت على نفسها ولم تجعله يلاحظ ، فهى معجبة به من أول لحظه ولكن لم تجعله يلاحظ ابدا ، تجاوزت تلميحه وقالت
.... طيب ، تحب احضرلك العشا 
......وهتحضريه وانتى فى الميا، اطلعى
ظهر احمرار وجها...طيب اسبقنى انت وانا جاية 
لاحظ هو ذلك وقال...أنت مكسوفة منى ولا ايه ، انتى ناسية أنى شوفتك بالمايوه قبل كدة 
استغربت وقالت. ...امتى 
......أول يوم شوفتك فيه مع أصحابك ولا بتتكسفى منى لكن مع أصحابك عادى 

نظرت له باستفسار وكأنها تحدث نفسها فبالفعل كانت ترتدى مايو وقتها وارتدت ملابسها بصعوبة عندما انطلق جرز الانذار ،فلماذا بالفعل تخجل منه هو وحده ، هل لأنها تتمناه دائما ، لا تعرف،،، أى أنثى فى هذا الموقف سوف تقوم باستعراض إمكانياتها عليه لتغريه اما هى فحقا تخجل أن يراها عارية هكذا ، المهم انها نفضت هذه الأفكار من عقلها واستجمعت شجاعتها وخرجت من الماء ، كانت نظرته لجسدها حقا تخجلها ، كانت يتملى فيها وكأنه عل وشك أن يلتهمها ، ارتبكت وتحول لون وجهها إلى أحمر قانى مما تفعل عينيه بها ، ارتدت روب بدون أكمام وطوله يصل إلى ركبتيها وتركته جالسا على حافة الحمام يحاول لملمة شتات نفسه مما جال خاطره وهمس لنفسه قائلا ...أفق ، أنها مديرة منزلك وقد اعتبرتها صديقتك وهى أنجح الناس في هذا الدور حتى الآن فلا تخسرها لمجرد رغبة بسيطة
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية