الجزء 47

هيعرف مكانى ، انا متأكدة ، وساعتها مش هتعدى منها ، لا انتى ولا ولادك ...

.. ده مين يااختى ، عريس الغفلة ، خليه يورينى كدة ، وحتى لو عرف ، على ما ياخد وقته ، هكون ساعتها علمتك الأدب ، دا انا محضرالك حتة كتالوج ، ايه عسل ، شكلك كدة ، هخليكى تبوسى التراب اللى بمشى عليه عشان ارحمك ، وبرده مش هيحصل ....

... للدرجادى بتكرهينى ، انا افتكرتك نسيتينى من سنين ....

... انساكى ، طب ازاى بعد كل اللى عملتيه ...

... أنا معملتلكيش حاجة ، اتجوزت ابنك غصب عنى ورضيت وسكت ، اتحملت بهدلته وبهدلتك انتى كمان ليا وبرده سكت ولما مات خدتوا كل فلوسه اللى انا وابنى ورثناها ، بما فيهم البيت ده اللى كان كاتبهولى بيع وشرا قبل ما يموت ، ناقص ايه بقى ، وهو إللى صمم يطلعك برة البيت ، مش انا ، والله ما طلبت منه حاجة ...

... دا على أساس انك طلعتى فاضية ، أمال اللى عندك ده كله جاى منين ياحيليتها ، دا كان متجوزك عريانة ، مفيش حيلتك حاجة ، 
عموما مش فارقة دلوقتى ، كل اللى أعرفه انى محروقة منك من سنين و كل ما اسمع عنك حاجة كويسة اولع اكتر ، ولازم اطفى النار اللى جوايا دى ...

وأشارت لرجل من الثلاث رجال الواقفين خلفها وهى تقول ... عريها و علقها ، أما اشوف انا ولا هى ...

تقدم رجلان منهم لها وهى تحاول العودة للخلف بدون جدوى ، وعينيها مملوءة بالرعب مما سيفعلونه بها ، أمسك أحدهما من يدها والآخر من قدميها وفكوا قيودها ، حاولت الفرار منهما و بحركات عشوائية بيديها وقدمها وهى تصرخ ، لكن للاسف الرجلين كانا أقوى منها بمراحل فتكا منها جيدا ، حملاها وتقدما للأحبال المعلقة وقيدوها فيها من قدميها وبدأوا برفعها لأعلى قليلا من الطرف الآخر ثم ربطوه بقائم على الحائط ، تقدم أحدهما من حجابها وبدأ بفكه بطريقة عنيفة جدا تحت صرخاتها التى تكف ، وقام الآخر بمزع الفيست الذى كانت ترتديه ثم نزع البودى الزى تلاه ، وتركوها ببودى ضيق بحملات رفيعة ،

قالت بصوت مركب من الصراخ والبكاء ،

... ابوس ايدك ، خدى اللى انتى عايزاه ، هكتبلك تنازل حالا عن كل اللى عندى ، بس سيبينى ، أو حتى استرينى ، بتعملى فيا كدة ليه ، حرام عليكى ، حرام عليكى .... 

لم تشفع صرخاتها أو بكائها عند إمرأة تمتلك مثل هذا الجبروت ، بل أشارت للرجل الثالث وهى مبتسمة، فاتجه لأحد لطاولة جانبية قديمة وأتى بسوط اسود جلدى ، صرخت سارة فور رؤيته فى يده ، فقد ذكرها للحظة بالسوط الذى كان والدها يضربها به هى و أمها من سنين ،

ناولها السوط ، أخذته وهى تضحك ثم اقتربت من سارة وهى تقول :

... متستعجلش يادكتورة ، إللى عندك هنخده هنخده ، وابننا كمان هنخده ، بس فى حاجة مهمة الأول ، كل اللى كان عايزه أشرف انه يبعدك عن ابن نورالدين ومعرفش ، ولما حاول يقتله ، طلع قط بسبع أرواح ، قلت أتصرف انا بقى ، أصلها شغلة نسوان ، ونويت على ايه بقى ، اقولك ياستى ، نويت مسبش فى جتتك حتة سليمة ، هشوهلك جسمك زى ما بيقولوا ، هخليه يقرف يبصلك ، ما اهو انا مش عارفة لحد دلوقتى ، ايه اللى عاجبهم فيكى ، 
ومش كدة وبس ، بعد اخلص مزاجى منك ، اسيبك لدول بقى ، دا انا مجوعاهم نسوان بقالهم سنة ، عشان يشبعوا منك ، وابقى قابلينى بقى أن فضلتى على زمته يوم واحد أما ترجعى، 
وحق خرجتى من بيتى وانا مكسورة بسببك ، لأخرجك نفس الخرجة ....

... أنتى مجنونة ، مجنونة ...

... مجنونة ، والله ، انا بقى هوريكى الجنان على أصله ...

ورفعت السوط وهوت به على جسد سارة ، مرات ومرات دون توقف ، وسارة تحاول أن تكتم صوتها من الألم حتى انفجرت صارخة من شدته. 

...........................................

كان أحمد يقف أمام الحاجز الزجاجة لمكتبه فى المجموعة وعقله شارد فى كيف حالها الآن وماذا يفعلون بها ، وكيف سيجدها ، ومن من الممكن أن يكون هو قد خطفها ، دوامة أفكار تطيح بعقله لتجعله عاجزا تماما حتى عن التفكير ، 

قطع سلسال أفكاره مكالمة جلال ، 

... ايوة ..

... الصندوق هيكون فى المكان اللى حضرتك قلت عليه فى خلال ساعة ...

... كويس ، وأنا هحصلك ، عملت ايه فى حكاية امهم دى ...

... اسمها صدفة سيد عليش ، عايشة فى نفس البيت اللى كانت عايشة فيه مدام سارة ، سمعتها زى الزفت ، مشهورة بالمخدرات ، وفى ناس بتقول انها بتشتغل فى الدعارة ، بس مفيش معلومة مأكدة ...

... مفيش حاجة اسمها مفيش معلومة مأكدة ، انا عايزة اعرف ليه جدى قال إنها ممكن يكون لها يد فى خطف سارة ، وانجز ياجلال مش كدة ..

... والله يافندم ، رجالتنا اللى فى المنوفية كلهم شغالين على الموضوع ده ، غير اللى بعتهم من هنا وزمانهم وصلوا ....

... برده بسرعة على قد ما تقدر ...

... حاضر يافندم ...


.كان يجلس واضعا قدم فوق الأخرى على كرسى منفرد وسط قاعة خالية من أى اثاث ،
أمامه صندوق يشبه نعش الأموات ولكن بشكل أرقى كثيرا ،
الصندوق مفتوح ، والمفاجأة ، أشرف السعدنى نائم فيه ، مغمض العينين بدون اى حركة وكأنه متوفى بالفعل ،
أشار أحمد لأحدهم ، فتقدم منه وكشف زراعه وأعطاه حقنة ، 
ثانيتين لا أكثر وبدأ يتململ فى مكانه ، 
تركه أحمد ليفوق تماما ويحاول اكتشاف ما حوله بنفسه ، 

اعتدل مكانه فى الصندوق وهو يتلفت حوله حتى ، يحوطه عدد لا بأس به من الرجال ثم وقعت عينيه على أحمد وهو فى وضعه هكذا وينظر له بعيون تملأها الغضب ، لو أن نظراته تطلق نارا ، لأحرقه وهو مكانه ،
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية