الفصل 6


فدوى وترمي نفسها : صباح الخير
صبا تضحك وهي تتأمل فدوى: صبااااح النور .. والشوشة المنفوشة .. صاحيه متأخر صح ؟
ضحكت فدوى وهي ترتب اطراف شعرها الفاتح : صح , لهالدرجة باين علي ؟ الا ديم وينها ؟
طالعت ساعتها : مابعد جات , هه هذي هي شوفيها
ضحكت فدوى لما شافت ديم مقبله لهم : بسم الله طريناها جت
ديم بسعاده وهي ترمي نفسها وسطهم : شحالكم , مرحبا الساع , جيه , هيه , شووو
صبا وتطالع فدوى : شتخربط ذي ؟
ديم تضحك : كل الكلمات الاماراتيه اللي اعرفها .. هههههههههه
فدوى وضربتها على كتفها :هههههه صححح نسينا , شصار جو العيال ؟
ديم والابتسامه تغطي وجهها : شقول شخلي .. خليني ساكته احسن
صبا تسحب ذراعها : لا لا شنو تسكتين مو على كيفج .. قولي
فدوى وتقابلهم : ايه يللا
انتبهوا لصبا تراقب الكافتيريا : لحظه لحظه خفت الزحمة , اليوم الفطور علي صح ؟ بروح اشتري دقيقه وبعدين تقوولين كل شي .. يااااويلج تبدين اذببببحج
وقامت صبا بسرعه منطلقه للكافتيريا

انتبهت ديم لفدوى ماسكه جوالها بيدها .. فيه شي يميز فدوى , شاشات جوالها كلها لفواز اخوها .. بس كل مره تغير الصوره ..
ضحكت فدوى ومدت الجوال : قولي ابي اشوف الصوره مسويه مستحيه ؟
.... : هههه لا والله توني بقول .. جيبي اشوف .. (واخذت الجوال تتأمل شكله )
ثواني ورجعت لها الجوال والابتسامه تتربع على وجهها : ماشاء الله , الله يحفظه
فدوى وحاظنه الجوال بين يديها وراسها للارض تتذكر بألم , وكنها تدور أي سبب عشان تطلع اللي في قلبها : تدرين .. امس حاط بلسم في شعره ينتظره ينشف .. يحسبه جل ..
امتعضت ديم وانكسر خاطرها , توها بترد وبتتكلم .. الا بصبا تجلس وتخليهم يلتفتون لها : أوووف مابغيت اطلع ..

سكتت لانها لو جابت طاري فواز بتصير مشكله .. ! وهم حلوين على بعض الحين مو ناقصين شي يعكر عليهم ..
< مسيكين فواز يسوي مشاكل بدون مايحس ..!


في مكان بعيد عن الجامعه .. في الدمام .. تحديدا بيت ابو فهد . اللي. طلع من غرفته .. وشاف فواز فوجهه سرحااااان كعادته . يأشر باصابعه على لاشي
..... : انت يالخبل .. ! شتسوي ؟
انتبه فواز وابتسم بجاذبيه : تلفزيون .. مسجد وينه ؟
قطب ابوه حواجبه : من الحين بتتكلم زي الناس ولا ضف وجهك الشرهه على اللي يسألك ..
امتعض فواز بس سحب نفس وركز في الفراغ عشان يطلع جملته بشكل مرتب : المسجد اللي بالتلفزيون .. وينه ؟
...... : وينه يعني في كل مكان فيه مساجد
.... : اروح ؟ هناك ابي اصلي .. من زمااااااااااااااااااااان ابي اروح
..... : شف شف , اقول انثبر مكانك بس , مابقى الا الحاره كلها تعرف ان ولدي متخلف وناقص عقل ..
نفخ فواز صدره بألم : متخلف لااااا , اعرف اصلي انا .. اربع ركعات ظهر وعصر .. ال المغرب ثلاثه .. عشا زي ظهر وعصر , فجر ثنتين بس ..
ضرب ابوه على ظهره : ادري , اصلا مافيه شي عدل فيك غير انك تعرف تصوم وتصلي
..... : اعرف اصلي ,, اجل .. اروح المسجد ..
رد بسخريه : لا ماتروح , تعرف وماقلنا شي , الصلاه وتصليها زي الناس ومو دايم بعد وشلون مدري شلون ربي فتح عقلك على هالشي , اما عقب ماتطلع من المسجد تبي الناس يشوفونك تطالع لحالك وتضحك لحالك وزي الاهبل تتكلم ..
اكتئب فواز ونزل راسه لتحت : كذا ما أسوي .. بس خلني اروح
..... وبسخرية : لا ! مسوي لي فيها ديّن , رح صل بغرفتك وانت ساكت
تركه ابو فهد وهو لازال واقف بمكانه محتار .. من زمااااان مشتهي يصلي بمسجد .. بس يخاف من ابوه ..

طيب ياربي مشتهي ! وهذي أمنية طفــــل .. لازم تتحقق بنظره ..

راقب ابوه وهو يدخل غرفته ويقفل الباب .. وفهد مو موجود ! بهدوء يغلبه حذر مشى من الصاله .. ونزل الدرج بخطوات كبيره .. وتعدّى الصالة .. المجلس .. الحوش الصغير .. واخيرا الباب ..

العالم الخارجي !!

وقف ثواني يسحب أكبر كمية هوا لصدره .. كنه يحسب ان صدره ممكن يتسع ويستقبل كميات كبيره ..

تلفت حوله ومو شايف مسجد .. يبي يخطي ويطلع ويدور .. بس خايف وكل شوي ملتفت وراه ..
محذرينه مايطلع برا لحاله , وخايف منهم .. ومن الشارع .. بس وش الحل اذا كان طفل وصابه فضول فجأه .. ! ولقى من يمنعه عن الشي اللي يبيه بون سبب يقنعه !

محد في هالعالم يقدر يوقفه صح ؟

طلع بابتسامه جبانه .. وترك الباب مفتوح وراه بكل براءه ..

وبدت رحلة البحث عن المسجد ..!
ومانتهت حتى بعد ماصار الوقت عصر .. لين اخيرا تنتبه ام فهد وتفقد ولدها .. وتدوّر عليه في كل البيت .. بدون فايده

بدت تفقد اعصابها .. وقلبها قام يدق بقوة ..

دخلت فدوى ورمت بشنطتها تحت الانتريه اللي عند الباب بطفش

ركضت امها تحسبها فواز فالتفتت فدوى لمصدر الصوت : يمه ليش الباب مفتوح ؟
حطت يديها على راسها وزفرت : مفتووووح ؟ مافيه غيره اخوج الغبي
انصرعت فدوى وهي تلتفت للباب وبكل خوف تطل منه : مين فووواااااااااااز ؟
..... : لا فهد ياغبيه , اكيد فواز .. مالقيته اكيد انه طلع ويمكن ضايع برا بعد
بان الخوف بعيونها وبسرعه رمت عبايتها وراحت ركض لغرفة فهد تضرب الباب ..

طلع معصب والجوال بيده : ووجع مايعرف الواحد يكلم ..
فدوى وهي تلقط انفاسها : فهد .. فهد فواز مو في البيت ..
.... : مو في البيت ! وينه فيه ؟
.... : مدري جيت لقيت الباب مفتوح , فهد روح دوره الله يخليك
زفر فهد وانهى المكالمه .. سحب ثوبه ولبسه وهو ينزل الدرج
ام فهد بترجي : فهد الله يعافيك دوّر عليه
فهد وتنرفز : زين بدوّره جعله المانيب قايل ماعندنا شغله غيره
طلع يصفق الباب وراه .. فيما جلست امه على الكنبه تتنهد بضيق ممزوج بعصبيه : كم مره قايلين له مايطلع كم مره
ابو فهد من وراهم : شالسالفه ؟
فدوى وشوي تنهار : السالفه يبه فواز طلع من البيت مدري وين راح ..
استغرب ابو فهد بس سرح دقيقتين وهو يسكر ازرار ثوبه ببرود : بس بس ..انا اعرف وين راح ماعليكم الحين اجيبه الحمار مايسمع الكلام .. كنه بزر يعاند , انا اورّيكم فيه
غمضت فدوى عيونها كنها تبي تمتص غضبها وقهرها وخوفها كله

اما ام فهد قامت تفز من قال لها يعرف مكانه .. وسمعتهم يتكلمون ويتجادلون بكلام ماحاولت تفهمه.. كل اللي شاغل بالها فواز ..

ولانها كانت واقفه بنص الصاله .. جلست بنفس المكان .. وبيديها تغطي وجهها تاركه شعرها الفاتح يغطي يديها بعد ..

ام فهد وبنفاذ صبر : ناقصينج احنا تصيحين علينا , مسوية لنا فلم قومي بس
رفعت راسها بجمود : مشتهيه اصيح كيفي , مقهوره ابي اصيح كييييفي .. مالكم شغل فيني مالكم شغل
صرخت : لا لا .. انتي اظاهر صرتي خبله زي اخوج .. اقوم عنج ابرك لي ..
كلها دقايق قهر تمر .. ورجعت ترفع راسها لما سمعت اصوات عند الباب وقامت تركض ..

ابوها ماسك فواز من ذراعه اليمين بقسوه ويفكها وكنه يدفعه لقدام : ادخل لابارك الله فيك
فهد هو الثاني يصرخ : ماتفهم انت كم مره قلنا لك ماتطلع مكان لحالك ..؟ ماتشوف شكلك شلون من الظهر وانت برا

فواز صامت .. ساكت .. خايف .. مرتبك .. عيونه تدور على كل شي .. فوق تحت يمين يسار .. مو قادر يفكر يقول أي كلمه ..

فهد ويدفه من كتفه بحنق : اول واخر مره تفهم .. تفهم ولا لا ؟

تفهم ؟ مثلك عارف ليه السؤال ؟<

فواز وجه نظراته لفدوى اللي طالعته بقهر وتقدمت خذت شنطتها ومشت عنهم بسرعه وهي تصيح ..

فك نفسه منهم بسرعه .. تجاهلهم كلهم يبي يلحقها .. وصل بس هي قد قفلت الباب ..
.... : فدوى .. افتحي فدوى
ردت والعبره بصوتها : مابي .. مارح افتح لك فواز روح مالي خلق
.... زادت نبرة الترجي بصوته : فدوى والله .. المسجد رحته بس , بقول لج فتحي الباب
.... : ......
شافها ماردت .. فجلس يسند ظهره للباب ... ان مافتحت الحين ,, بتفتح بعدين ..!

فيما كانت دموعها تنساب بهدوء .. بدلت ثيابها وصلّت العصر .. مشطت شعرها ومسحت بقايا الكحل عن وجهها ..

يمكن مرت ربع او ثلث ساعه .. قلبها مايقدر يقسى عليه اكثر من كذا , بتروح غرفته وتكلمه .. او على الاقل تتطمن عليه .. اخر مره شافته منسدح تحت المكتبه ونايم .. ! بدون مخده بدون لحاف بدون شي .. وصحّته ينام على السرير ..

ماتوقعت تفتح الباب تلقاه معطيه ظهرها ومتكتف .. ينتظرها تفتح !

رجع ظهره على ورا لما انفتح الباب .. بس بسرعه قام والتفت ومسك الباب بيده : صبري .. ابي اقول .. لج
تركت الباب مفتوح وعطته ظهرها داخله للغرفه

فواز والبراءه تطغى على كلامه كله : فدددوى .. ابوي مايخليني .. المسجد اروح .. اروحه ,, يقول تصلي ماتعرف .. عند الناس تفشلنا , ابي اروح اشوفه ... حتى لوانا .. ماصليت زين
فدوى بهدووء : كان قلت لفهد يروح معاك .. مو تروح لحالك ... انت ماتعرف اني متّ من الخوف عليك
..... : فهد يخانقني .. بعدين .. تخافين ليه .. كبير فواز ترى (وابتسم )
ابتسمت بسرعه : بس العالم اللي برا اكبر منه , مايقدر يواجههم
فواز وبكل فرحة طفل تبان في وجهه : لا .. المسجد لقيته .. صليت هنااااااااك كثير .. صليت فيه .. مغرب وعصر , يمكن مره ثانيه ما أروح
ابتسمت فدوى بألم بس علطول حولت ابتسامتها لضحكه تشاركه فرحته : ووووواللله صج ؟ حلوووو ان شاء الله بتروح تصلي فيه دايم مع ابوي انا بقول له ..
فواز : أنــ..
ماكمل كلامه لان فدوى مسكت ذراعه تأشر على الجرح الكبير بخوف : فواز شنو هذا ؟
طالع فواز في الجرح وكنه اول مره يشوفه .. راحت عيونه مره يمين ومره يسار يحاول يفكر .. وعيونها متعلقه فيه تنتظر اجابه منه
اخيرا هز كتوفه لفوق بحيره : فواز... مايدري !



إعدادات القراءة


لون الخلفية