الفصل 12


الاربعاء ..

"ديم .. قوم قووووووم "
فتحت ديم عيونها بانزعاج : همممممممم ؟
جيني ويدها على خصرها : انتي مايسمع ؟ قوم مدرسه
عركت ديم عيونها تحاول تستوعب الشخص اللي قدامها , واخيرا تنطق بهدوء يمنع عصبيتها : آآآآآف ياااربيه ... لو سمحتي .. لاعاد اصحى على هالخشه بلييييز
جيني تسحب مخده وترميها على ديم : انتي ايش قول ؟ قومي مدرسه .. هذا جوال ساعه يدق دق دق انتي مايسمع ,, (وتأشر على اذنها ) في سوي ازعاج انا
ديم عصبت ورفعت ظهرها قايمه : نعم انتي ترا تمووونين ؟ اشوفج خذتي راحتج ..
جيني ولا همها .. : قوم بس ,, روح مدرسه .. بابا ابراهيم بابا حمود يصحى من زمان
ديم تطالع الساعه المعلقه ع الجدار .. 5 ونص .. : زين طلعي برا بليز لاعاد تفكرين تصحيني ماني ناقصه ترويعات ع الفجر ..
عفست الشغاله وجهها وطلعت تسحب رجلينها ,, ديم مقهوووره موت على كيفها ذي بدت تمون .. اكره ماعليها الشغالات اللي ماينعطون وجه ..

راحت للحمام وغسلت وفرشت .. مزاجها تعكر شوي .. بس رجعت للغرفه وفتحت الشباك تخلي هوا الفجر يدخل .. راحت عند المرايه ورفعت قذلتها بمشبك .. عشان ماتتخانق مع جدها من الصبح .. دايم يخانقها اذا كلمته وهي منزله قذلتها .. يقال له مايشوف عيونها .. (شعرج مايخطف عينج لاجبتيه قدام ؟ ) ..

كان البيت هااااااادي الا من صوت المكيفات .. وبعض اصوات العصافيرالبعيده اللي استقبلت صباحها .. لبست ديم شبشب البيت وطفت اللمبه ونزلت الدرج بخطوات قصيره تبين انها طفشااانه ..

راحت للمطبخ .. وكانت جيني هناك .. حاطه ابريق الشاهي ع النار يغلي .. كالعاده الشاهي الصباح تقليد في بيتهم من الصغر ..

تجاهلت وجود الشغاله وفتحت الثلاجه .. طلعت برتقاله وقصتها وعصرتها .. تحبها كذا بدون سكر او ماي ..
جيني تخصرت : انتا يبي عصير قول انا في سوي
ديم ابتسمت وهي تحط الكاس في المغسله بعد ماشربته : ماله داعي اتعبج ,, احب اسويه بنفسي ..

[ امممم ديم .. تحب تسوي اغلب الاشياء بنفسها ,, يعني باختصار ماتحب تعتمد على الشغاله .. الا اذا كانت مشغوله او مضطره او اذا تبي تعاندها.. اما الشغاله فتتنرفز .. تعتبر ديم مو معترفه بوجودها .. او كأنها مو واثقه من شغلها وتتقرف منها .. بس هذا وضعها مع الكل ]

شغلت ديم لمبات الصاله .. وكانت فاااضيه بشكل رايق .. طلت بزاوية الصاله .. مكان ماكان الشباك الأبيض اللي مصمم بطريقة امريكية .. يطل على احواض الزرع ..

ابتسمت اول ماشافت ابوها يقطف بعضهم ويرتب البعض الثاني برواق .. محلي شكله البرمودا القطني والبلوزة الكت اللي لابسها .. سواد شعره المحيوس والمختلط ببياض الشيب .. معطيه منظر جنان .. شخص عايش حياته .. ولا همه .. هو مو كبير في السن بس الشيب شكله عن وراثه او لانه عصبي ..

ضحكت على جدها الثاني اللي شكله يتحلطم على نبته او شي اخضر بيده مو عاجبه ..

"ههههه ياحليله جدي بسروال السنه والفنيله .. قصير وشكله يجنن هههههههه"

قامت من عند الشباك وطلعت لهم تسحب بانفها اكبر كمية هوا : صبااااااااااااااااااح الخير ,, مروووقين اليوم هاااااا ..
التفت ابراهيم بابتسامه .. قربت بنته وطبعت له بوسه على خده .. وراحت لجدها تصبح عليه بعد ..
ابراهيم وهو يشوفها تتمغط بابتسامه وتطل على احواض الزرع : طلع النعناع ؟
حمود وهو يجمع النعناع ويقطفه : من زمااان ونسيناه حسبي الله على بليس .. بدا يسودّ
ضحكت والتفتت على ابراهيم وهو واقف عند الجهه اللي فيها المشموم (الريحان تسمونه اظاهر) .. : تعالي ديم ..
قربت ديم .. وقطف هو كم حبه حطهم في يدها .. وقربهم لوجهها : شمي ريحته تفتح النفس ..

سحبت ديم نفس .. فعلا ريحته تجنن ,, اعتادت تصبح عليها .. بس في كل مره تشمه تحسه غير ... سبحان الله

حمود انتبه لهم : ديم جيبي لي ابره وخيط,, بسوي لج زي ام ابراهيم الله يرحمها
ديم ماعجبها الموضوع : شلون يعني ؟
حمود ضرب على ظهرها : جيبي وانتي ساااكته ,, وبعدين شنو هذا ؟ (لفها له يشوف الدبدوب ببجامتها ) حرام ارواح .. روحي شخطي عليه بقلم كيف تصلين انتي ..؟
ديم ابتسمت باحراج : أي لون خيط تبي ؟
.... : هااااااااه ؟
..... : أي لون خيط
.... : عادي أي شي
ضحكت ديم وراحت طايره لفوق .. مايتوب جدها مايخلي شي مو عاجبه في قلبه ,,

رجعت لهم ,, وكانت الشغاله واقفه برا,, توها حاطه صينية الشاهي بس واقفه تتأمل في ابراهيم .. من فوق لتحت ,, حتى شبشبه ماسلم منها ..
ديم عصبت : تلفزيون يعني ولا شالسالفه ؟
جيني التفتت يقالها تصرف : او ديم انا في جيب شاهي ,, بابا يبغى شي ؟
ابراهيم وهو لاهي يقطف الاوراق : لا
حمود ياخذ اوراق النعناع ويغسلهم ويرميهم في واحد من الاكواب : قال لا خلاص روحي شوفي شغلج
ديم : بليز تنورتي السودا اللي فيها كسرتين ماكويتيها ,, لاتطولين مابي أتأخر عالجامعه ..
..... سكتت الشغاله مقهوره ومشت عنهم .. وانتبهوا هم لوجه ديم اللي مو عاجبها الوضع ابد

قرب ابراهيم وهو يسحب الكرسي البلاستك الابيض : ديوم شفيج عليها ؟
سحبت الكرسي اللي مقابله وتقعد بقوه ترج معاها الطاوله البلاستيكيه المدوره : انا شفيني عليها ؟ بابا انا قايلة لك والله هي ناوية على شي ..
ابراهيم مو فاهم مسكين : ناويه على وشو ,, زي ايش يعني ؟
ديم ماحبت تقول له .. : خلاص ولا شي ..
حمود انشغل يشكّ الابره في اوراق المشموم .. يرص عيونه كنه ممكن يشوف احسن ..
ضحكت ديم بحب واخذت الدله صبت له شاهي على كوبه اللي فيه ثلاث اوراق نعناع ..
ووصلت لكوب ابوها : تبي نعناع ولا حبق ..
ابراهيم يلتفت لوراه على طرف الحوض : هناك .. اغسلي لي ثنتين وهاتيهم ,, مشتهي حبق اليوم ..

ابتسمت ديم قايمه .. صح من صغرها كانت تتمنى تعيش مع امها مثل كل البنات .. بس خلاص كبرت واقتنعت .. عيشتها مع ابوها وجدها مافيه زيها .. بساطتهم تجنن ,, خوفهم واهتمامهم فيها حلو .. صح ماترتاح احيانا ,, بس كفايه مو مخلين شي ناقصها .. وهي تزور امها اذا بغت ومتى مابغت .. وش تبي اكثر من كذا ؟

# ترا يبيعون في السوق نعناع وحبق وهالخرابيط ,, بس مدري فيه احساس ثاني .. لما نزرعه في البيت ونعتني فيهم ونحطهم بنفسنا .. شي مو طبيعي .. !

طيب خلاص بسكت ..


حمود يسحبها من دوامة افكارها : ريما
انفجرت ضحك وهي تطالع ابوها : ههههههه بابا جدي مارح يحفظ اسمي لين تغيرونه
حمود : المهم ريما مدري ديمه .. تعالي
قربت ديم ووقفت قباله .. سعيد ! مبسوط مستانس .. سوّى لها طوق مشموم زي حق جدتها .. !! يافرحته بس ..
حمود لبسها اياه وابتسم بسعاده ..
ديم كاتمه ضحكتها تتخيل شكلها رايحه فيه للجامعه اليوم !
ابراهيم مبتسم على حبه لها ..
قربت ديم وضمته تشكره .. فجأه حست انها ماتستغنى عن جوّهم .. حتى لو كل واحد فيهم يحاول يقنع الثاني ان جيله احسن .. واننا كنا نسوي وكنا نسوي
ابراهيم ويرجع شعره المختلط بيده : زين حبيبتي اذا جيتي من الجامعه اليوم نامي شوي .. عشان خالتج وعشان الحسا بكره ..
ديم قربت له وضمته هو الثاني بسعاده : شكككرا بااااباااا شكككرا ..
ابراهيم ضحك : ههههههههه ,, وابيج تكشخين ترا احتمال الخميس يجتمعون كلهم في الاستراحه ..
ديم استغربت : وليش يجتمعون ؟
ابراهيم : قايل لهم اننا بنجي وعزمت الكل ..
.... : اهاااا , (ومسكت يد ابوها تشوف الساعه, ونزلت الكوب من فمها ) اوكي اجل بروح البس ع السريع واجي اكمل فطور..


في مكان ثاني ..

فدوى شطبت على شكلها وتنهدت براحه للمرايه .. حطت الجوال في الشنظة وعلّقتها على كتفها .. ماطلت على فواز من امس ..
طفت اللمبه ونزلت جسمها تضبّط رباط الجزمه .. رفعت عينها على غرفة فواز وكانت مفتوحه ..
راودها احساس تشوف شيسوي بحيث ماينتبه لها ..
فوقفت بدون صوت ,, وطلت براسها ..

كان فواز واقف معطي الباب ظهره ,, مكتف يدينه على صدره شكله بيصلي ..
صاف وراه ثلاث مخدات مختلفه اشكالهم واحجامهم ..
مامداها تحاول تستوعب فدوى .. الا وتسمعه يقول بهدوء : استووا .. اعتدلوا ..
علطول بعدت وهي ماسكه فمها بيدها لاتطلع أي صوت .. ونزلت الدرج ركض و هي كاتمة صيحتها,, تنقز درجتين درجيتين ..
ام فهد كانت في الصاله وانتبهت لها .. بس ماسألتها .. بالنسبه لها تصرفات فدوى طبيعيه .. لان شكلها انهبلت من فواز من كثر ماتحتك فيه وتقعد معه ..!

سندت ظهرها لباب الصاله وغمضت عيونها وهي ترجع راسها .. كنها تبي ترجع الدمعه لاتنزل .. هي اصلا حساسه .. شلون لو كانت عايشه مع شخص يقلب كل احاسيسها ويرهفها غصب ..

سحبت نفس طويل ولبست عبايتها رايحه للباص ..


إعدادات القراءة


لون الخلفية