الجزء 4

تحركت من نومها على لمسات لجسدها تحاول ان توقظها , لتفتح عينيها بنفور , لتدرك في لحظه سبب نفورها من تلك اللمسات , وهي ترى تلك العينين الشرستين بين الظلام تنظر لها برغبه وقسوة.
استيقظت من نومها على لمسات لجسدها تشعرها بالنفور 
فتحت عينيها فرأت عينين خضراوين تنظران لها برغبة وقسوة لتدرك فورا سبب نفورها واشمئزازها.. استمرت لحظات لتستوعب تلك النظرات لابد أنها مازلت في نومها وكوابيسها لقد هربت من صاحب العينين،لم يعد يهددها، هي تبعد ملايين 
الأميال ..
أغمضت عينيها بشدة وهي تهمهم لنفسها بكلمات تنفي ما تري 
هذا كابوس اهدأي، مجرد كابوس وسوف ينتهي..
لتفتح عينيها برعب عندما أمسك ذراعيها بيديه وهو يبتسم ببشاعه وشر قائلا:
"ليس كابوس يا صغيرة إنه أنا..أتيت لك خصيصاً ،
هل اشتقت إلي؟"
نظر لها نظرة تشمل جسدها كله بنظرات مقززة وأكمل:
"أنا اشتقتك هل تتخيلين؟"

نظرت له بعيون جاحظة من صدمتها بوجوده أسوأ كوابيسها،
والذي كان سبب فعال في سعيها لجعل علاقه بينها وبين إيهاب،لقد ظنت أنها نجت منه، أنها لن تراه، أنها لو جاءت إلى هنا لن يستطيع أن يصل إليها..لن يستطيع أن يقترب منها مرة أخرى، ظنت أنها هنا أمنة.

ليضيف بسخرية من صمتها:"ماذا مريم؟ هل أكل القط لسانك؟
أم أنك لم تجد كلمات معبرة من الفرحة؟!"
ضحك بشر وهو يهمس لها ساخرا: 
"هل ظننت بما فعلت أنت والأحمق أنك بعدت عن يدي؟! وهل
تخيلت أيضاً بإقناعك له أن يأخدك معه عندما قرر الرجوع
إلي هنا بأنك لن تريني مرة أخري وبأنك أصبحت بعيدة عن متناول يدي؟! لقد تركتك العام المنصرم فقط تشعري بأنك هربت
ولأجعلك تدركين أني لا أنسى وما أريده أحصل عليه متى قررت
أن أفعل وأنا أخبرك الآن بأني لن أتركك هذه المرة ألا وأنا حاصل علي ما أريد"

انتفضت أخيراً مقاومة بشراسة عندما استوعبت كلماته المهددة ،الحقير دوماً هكذا..لقد عاد وهذه المرة يبدو مصمما علي ما يريد 
نطقت بصوت شرس:"ابتعد عني يا حقير وإلا صرخت غير عابئة بشيء وسوف ترى ماذا سوف يفعل بك الأحمق كما تدعي"

أحكم تكبيلها يهزها من كتفيها فيتراجع رأسها للوراء ويتناثر شعرها الغجري حولها بهمجية بعد أن استطاعت أن تجلس لتواجه عينيه مازالت بها تلك النظرات المتوعدة بنظراتها القذرة القاسية،لم يرف لها جفن وهي تنظر له بنفور وتقزز حقيقي 

ليرد عليها:"اصرخي لو استطعت، فأنت جبانة.. مجرد كلمات حمقاء تتفوهين بها ويبدو أنك نسيتي وعدي لك وما أستطيع 
فعله بإيهاب لو تفوهت بكلمة"

ردت عليه وهي مازلت في محاولاتها:
"افعل ما تريد، فأنت أيضاً جبان قذر وأنا قد تأكدت من ذلك، لن تستطيع فعل شيء"
لتضيف بجنون وهي تتحرك:"ابتعد عني الآن يا قذر، ما الذي 
جاء بك؟! لقد تركت لكم كل شيء ،ما الذي تريده مني؟!"
رد بقسوة:" أريدك أنت،أريد جسدك هذا،أريد تدميرك"
لترد بصراخ:"لماذا؟!فقط أخبرني لماذا؟!ما الذي فعلته لك؟
ما جريمتي؟أنت لا تريدني أنا،تزيد انتقام فقط،ولا أعرفلماذا تريد تلويثي؟!منذ مراهقتي وأنت تلاحقني بلمساتك القذرة
ماذا جنيت؟ ما جريمتي؟!"
وضع يده علي فمها قائلا:"اخرسي واكتمي صوتك المقزز هذا،
يبدو أنك اكتسبت حقاً شجاعة واهية يا صغيرة"
تمتمت من تحت يديه وهي تشعر بالقهر لما توضع فيه من مواقف متكررة، الدموع تحرق عينيها وتثقل أجفانها ولكنها لن تبكي أبدا وتريه ضعفها..
"ليست شجاعة واهية فأنا اكتسبت حق الدفاع عن نفسي وأنت لن تحصل علي مبتغاك في أبدا يا ممدوح،ولا تحلم بهذا ،أقسم بحق كل قهر شعرت به لتسللك لغرفتي يا حقير ،بحق العديد من المرات التي عملت فيها على إخافتي وإرعابي أني سوف أقتلك بدون تردد إن اقتربت مني،الصغيرة المراهقة المرتعبة نضجت ولن تخاف مرة أخري..لا منك أو من سواك ..لن تحقق انتقامك
الذي لا أعرف سببه إلا وأنا جثة هامدة أو سأكون قاتلتك ليرتاح المجتمع من أمثالك"
حرك يده المرتخية من على فمها ومازالت ابتسامته الساخرة الكريهة علي وجه:
"حقا يا مريم هذا جيد كثيرا، فأنا أريدك هكذا لأستمتع أكثر بصراخك وعنفك، إن ظننت أن ما تفوهت به يخيفني فأنت حقا حمقاء غبية وسوف أستمتع بعد انتهائي بجثتك الهامدة علي يدي"
حركت مريم يدها الحرة بعد أن تركها لتتسلل إلي جانب سريرها وتستل تلك اللمبة الجانبية الضخمة وبدون أن يراها وهو لاهيافي تهديده قامت برفعها بقوة وضربته علي مقدمة وجهه 
ليقوم بتركها سريعا وهو ينتفض بعنف من جلسته علي سريرها
ويصرخ بصوت مكتوم يسبها بأفظع الألفاظ الانجليزية والعربية 
لتنهض هي هاربة من سريرها وتقف عند باب غرفتها تفتح بابها
آمرة إياه:"اخرج حالا من غرفتي، لقد جربت وعرفت أن تهديدي ليس واهيا..وسوف أصرخ وأقوم بإيقاظ الجميع وسوف أخبر إيهاب بكل شيء من البداية يا حقير "
وضع يده علي مكان الإصابة التي نالت جزءا من جبهته ومقدمة
رأسه وتحرك ناحية الباب وبعينيه نظرة مليئة بالتصميم لما يريده ويسعى له ليلتفت لها ويجابهها بالقول ساخرا:
"كاذبة..لو أردت لفعلت منذ زمن.. ولكنك لن تخبري أحدا كعادتك ولكن وعد مني يا مريم أن هذا الجرح سوف تدفعي ثمنه جراحا 
عديدة على جسدك،وسوف أقوم بتمزيقك إربا صدقيني، سوف 
أخرج ليس لشيء ولكن لأن الوقت الذي أريد لم يحن بعد"
خرج من غرفتها تاركاً إياها ترتجف بعنف وكلماته تطرق عقلها طرقا وتصيبها بالذعر التام،لتغلق غرفتها بالمفتاح بيد مرتجفة 
وتجحظ عيناها برعب ودموعها تنزل منها شلالات متمتمه لنفسها "يا الله لقد عاد ولن يتركني أبدا هذه المرة،ماذا أفعل؟!" 
لتعود بذاكرته..الحقير منذ أن فتحت عينيها على الدنيا من 
حولها وهو يقوم باضطهداها بشراسة..تتذكر وهي في سن السادسة كانت تلعب بأحد الكرات في حديقة المنزل وبدون قصد صدم مجسم زجاجي له يقيمه في جراج المنزل لمشروع ما في سنته الثانية في الثانوية ليتهشم المجسم ويأتي هو 
بقسوته المعتادة ويقوم بنعتها بألفاظ لم تفهم معناها أو تتذكر معظمها لكن وجهه المليء بالشر لم تستطع نسيانه أبدا خاصة
أنه رافقها منذ ذلك الوقت كلما رأته..
ظلت تعتذر وتبكي لكنه لم يكتف يومها بل توجه لغرفتها وقام بتمزيق كل ألعابها بحجة تأديبها وعندما أرادت أن تنقذ لعبتها المفضلة ورفيقة طفولتها دبها الوردي قام بدفعها لتصطدم
بمقدمة سريرها وتسيل الدماء من مؤخرة رأسها..
يومها قامت والدتها المصون كالعادة بأخدها لتقطيب جرحها مع التاكيد عليها إن تفوهت بكلمة سوف يأخذونها إلي مكان بعيد
شرير ولن ترى إيهاب مرة أخري لتقوم مجبرة بشراء بعض 
الألعاب لها كتعويض حتي تصمت ولكن ما لم تدركه أمها أنها
كانت ستصمت بدون الألعاب لأنها أصبح لديها قناعة بكلامها ورعب من الأشرار الذين سوف يأخذونها،كما أنها لا تريد الابتعاد عن إيهاب الوحيد الذي يحبها..فأمها الحنون كانت تجيد مداراة
أي جراح أو عنف تتعرض له من إسراء وممدوح حتي مراقبة
الأطفال بحد ذاتها لم تستطع أن تكتشف جروحها حتى بعض الرضوض التي كانت آثارها تظهر بجسدها كانت تفسر على أنهالعب أطفال، تحمد الله على وجود إيهاب حاميا لها لذلك لم تتعرض للكثير من العنف الجسدي فقط القليل ولكن العنف النفسي وشعورها بكرههم لها لم يستطع ردعه أبدا..
يومها علم إيهاب بعد عودته بما جرى لها ومع بكائها وتألمها المستمر من الجرح خرج إيهاب عن هدوئه ليتوجه لغرفة ممدوح ويقلبها رأسا علي عقب محطما كل أشيائه مثلما فعل معها 

ومن يومها استمر ممدوح في إرهابها النفسي وكرهها أكثر ..
ليته استمر على كرهها وبضع كلمات لم تكن تفهما بسبب حديثه
بالعربية..ولكن عند بلوغها عامها الرابع عشر وظهور معالم أنوثتها 
ظهر لممدوح وجها آخر أكثر قبحاً..
فبدأ يتحرش بها ويحاول لمسها بكل طريقة ممكنة،


يتعمد الاصطدام بها وتمرير يده على مواضع بجسدها مدعيا
عدم الانتباه..
استمر الحال لفترة ومع تكذيب أمها الدائم لها بأتفه الأشياء ورسم ممدوح وجه الأخ المراعي الحنون لم تستطع التفوه بكلمة فمن سوف يصدقها بجانب تهديده المستمر لها بفضح أمرها 
وبأنه سوف يدعي بأنها هي من تأتي لإغوائه مراهنا إياها
أنهم سوف يصدقونه هو.. فهو الطيب الصدوق وهي الشريرة المنحلة..صمتت ولَم تستطع حتى أن تخبر إيهاب بما يحدث معها ليتجرأ بعدها ويتسلل لغرفتها بضع مرات..يقوم بكتم أنفاسها ويحرك يده من فوق ملابسها على جسدها..كانت تبكي وتتذلل له بأن يخرج ويتركها وهو يستمر في تهديده لها لكنه يتراجع خوفا من صراخها وبكائها العالي.. تعلمت بعد ذلك أن تغلق غرفتها جيدا عند نومها وتغلق شباك غرفتها لتصبح غرفتها ليلا مثل زنزانة جيدة الحصار عليها.. اقشعرت بقرف عند تذكرها لمساته 
واستمر الحال هكذا حتي أصبحت في الثامنه عشر ..
تذكرت بألم عيد ميلادها الثامن عشر ليخرج تأوه حارق من صدرها..هنا، هنا يا مريم بدأ كل شيء..
مسحت دموعها بعنف عائدة من ذكرياتها،لن تبكي.. يجب أن ترتب أفكارها،يجب أن تتخلص من مصائبها واحدة واحدة ولكن على رأسهم ممدوح ،يجب أن تكشفه.. لن تستمر بالصمت أبدا 
مرة أخرى لكن يجب أن توقعه في شر أعماله وينكشف بنفسه
تمتمت لنفسها "ما هذا الْيَوْمَ من الصباح بدأ بانتقام ضاحك لتتبعه كوارث وزوابع متى ينتهي متى؟!"

لتضحك لنفسها بسخرية:"هذا على أساس أنه إن انتهى سوف تنتهي كوارثك معه؟!"

لتضع يدها علي معدتها تشعر ببعض الألم هذا كثير من الضغط 
تعرف ذلك جيدا ..لتفعل كعادتها مؤخرا بعد أن تتكدت من تحصين غرفتها جيدا ..لن تنام سوف تستلقي فقط، 
ليتها تستطيع التسلل لغرفته الآن، تحتاجه بشدة وشعور الأمان الذي يمدها به بين أحضانه ،ولكن بالتأكيد سوف يطردها ثم هل لها وجهه تذهب له بعد ما قالته له وقاله لها؟!

صباحاً 

طرقات على باب غرفتها أيقظتها من غفوتها التي أخذتها بصعوبة
أفاقت تفرك عينيها ببعض التشوش، تشعر بالتخبط من الأحداث التي مرت عليها الْيَوْمَ السابق هل حقا حدث كل هذا ؟!
تحركت ببطء باتجاه الباب وتساءلت بحذر وخوف أن يكون الحقير ممدوح أو الحرباء إسراء "من بالباب"
ليأتيها الصوت الحبيب المطمئن دائما لها ،ولكن تبدو نبرته بها بعض الغضب ..حسنا هذا متوقع 
"أنا يا مريم افتحي الباب"

فتحت الباب له وقالت باقتضاب فور رؤيته :
"نعم ماذا هناك ؟!"
حاول كتم غضبه..يكفي ما حدث من جنون بينهم بالأمس ولا يريد لأحد أن يسمع نقاشهما هذا 

"لماذا لم تأت إلى الأسفل لتناول الإفطار حتي أستطيع إيصالك لجامعتك قبل الذهاب لعملي؟"

ردت بعنادها المعتاد:"لن أهبط ولا أريد شيء، اتركني لحالي أريد النوم"
همت بغلق الباب فدفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه 
قائلا بغضب:"كفي عن أفعالك هذه.. ما بيننا شيء وحياتنا الطبيعية شيء آخر" 
لتتطاول على أطراف أصابعها تهتف في وجهه: 


"بالطبع أخي الحنون العطوف.. كالعادة يجب أن لا يشك أحد
بشيء"
نظر لعينيها الشرسة، وقفتها المتحفزة، شعرها المنثور بغوغائية
ثم إلى وجهها الذي يبدو مرهقا للغاية وتحت عينيها تبدو هالات شديدة السواد ليهدئ نفسه قليل..ا هو الأكبر كما قالت والأنضج
فليحتوي غضبها:"مريم اذهبي حالا للحمام، حاولي أن تغتسلي
بماء دافئ وبدلي ملابسك واهبطي للأسفل..فمن الأمس لم 
تأكل شيئا، وأعدك في السيارة لو مازالت لديك نوبات غضب من أي نوع فسوف نناقشها في الطريق..كلامي مفهوم وينفذ
بالحرف ،لا نقاش يا مريم كما أحب أن أخبرك أن ممدوح
جاء أمس"
ليضيف بصوت أجش خافت:"كما نبهتك عندما أتينا إلى هنا 
..لا تدعيه يقبلك على خدك أو يقترب منك"

(هه وكأنها لا تعرف!)
اقترب منها واضعا يده بين عينيها وهو يقول:"فكي هذا العبوس 
ونفذي ما أقول الآن"



إعدادات القراءة


لون الخلفية