الجزء 20

تحركت من جلستها التي نادر ما تفارقها تراقب الأمطار التي بدأت في الهطول عبر شباك غرفتها مسدت علي بطنها البارز قليلًا ويدها الأخرى تنظر للسلسلة التي أهداها لها تحت قطرات المطر هناك وهو يخبرها..(ربما لن أستطيع الآن منحك خاتمًا لزواجنا ولكن هذه السلسة عندما تلمسينها أو أراها في عنقك سنتذكر سويًا زواجنا حبيبتي) يومها غمرتها فرحة قوية وهي تنظر لها سلسال ذهبي يتدلى منه ملاك من الذهب الأبيض يحتضن بجناحيه قلبين من الياقوت الأحمر سألته عن معناها، أخبرها يومها وهو يأخذها منها يلبسها لها بنفسه..


(هذا قلبي وقلبك وأنت الملاك حبيبتي التي سوف تحافظ على حبنا وتراعيه حتى يزدهر) دمعت عينها وهي تتذكر آخر مرة ودعته بها قبل سفره، عندما حاولت أن تترجاه أن يبقى ولا يرحل ليرفض يومها ويطعنها كعادته ولكن قبل مغادرته الغرفة عاد ليضمها ويدس السلسال في يدها مرة أخرى، كانت تخلت عنه في المستشفى عندما كانت فيها، ولم تنظر له يومها ولكن عندما نفذت قرار الفرار نظرت له لأول مرة منذ أن دسه في يدها لتجده أضاف إليه حمامة صغيره مطعمة بخرزات بيضاء مبهرة الشكل وأيضًا آية الكرسي في دلة منفصلة.


عادت لتنظر للمطار وعقلها يتذكر دقات المطر التي كانت تطرق على النافذة هناك في شقته في أسبانيا بشدة تعلن عن مشاركتهما لحظتهما تراقب بعينيها وعقلها يأخذها كما يأخذه للحظات السعادة التي عاشاها سويًا وكأن اشتياق قلبيهما لبعضهما يعطيهما ذلك الرابط الخفي حتى في اختيار لحظات استعادت ذكرياتهما وإن كانت بينهما مسافات لن يستطيع أحدهما -وإن أراد- أن يقطعه يومًا.

منذ أكثر من ثمانية أشهر في أسبانيا.. مدينة سغوفيا..
منذ أن أتى بها إلي هنا وهو يحاول البعد عنها يحاول ألا ينفرد معها معظم الوقت أصبح يخاف من حدة مشاعره التي تحولت إليها يلعن نفسه ويلومها كيف أتى بها وهو كان يقاوم مشاعره التي تحولت إليها لم يعد ينظر لمريم كصغيرته التي رباها على يديه بل أصبح يراها أنثى كاملة تثير مشاعره وتأثر بعقله وتتلاعب به منذ أسبوع وهما هنا.. يهرب منها بحجة عمله وانشغاله وهي لا تمانعه ولا تعترض تكتفي بالساعات القليلة التي يأخذها بها عبر المدينة، أصبح حتى يخاف الاقتراب منها أو لمسها كما الماضي أصبح يخاف من نفسه عليها يشعر أنه لو لمس حتى يديها سوف يفقد كل سيطرته مع أفكاره التي أصبحت تجبره أن يتذكر أنها زوجته وله حق فيها كما هي أعلنت عن حقها فيه وحاولت معه مرات كثيرة بالكلام أو محاولة خرقاء منها لإغرائه. نعم يعلم أنها توقفت عندما عنفها آخر مرة أتت له منذ شهر في غرفته تقوم بحركات إغواء تطالب به، ليفقد سيطرته ويقوم بضربها. ندم أشد الندم ولكن ماذا يفعل والحمقاء تثير كل مشاعره وكان سيستسلم لها ولحركاتها التي تعتبرها هي إغواء ولكنه يعلم جيدًا أنها لا تمت للإغواء بصلة ولكن ملامستها لصدره بأناملها وكأنها تستكشف، ومحاولتها لطبع قبلة حميمية على فمه أثر به وبجسده حد الجنون.. ليقوم بأبعادها بحدة يومها وضربها على وجهها وهو يصرخ فيها،ولكنه كان يصرخ في نفسه هو أن يعود لرشده ويتذكر أن من أمامه الطفلة مريم، لا تلك الناعمة التي تطالبه بحقها فيه لتبكي يومها من الخزي وهي تنسحب لغرفتها ليعود للوم نفسه ويذهب إليها صباحًا ويعتذر منها.. تقبلت هي اعتذاره بخجل من فعلتها ووعدها أن ينسى ما حدث ولا يجعلها هذا تضع حدود بينهما سيبقي هو أخيها الأكبر الذي يهتم بها. 


توقفت من يومها عن أي محاولة معه ولكن.. ومن قبل هذا الحادث أصبح هو ينظر لها بنظرات مختلفة.. رجولية بحتة.. يراها زوجته.. تحركت مشاعره إليها ولم يستطع أن يحدد.. هل أصبح يحب مريم كامرأة؟ أم أن هذا مجرد تأثر بفتاة تخطف الأنفاس جميلة بريئة شقية وناعمة..
زفر بضيق وهو يفتح باب المنزل يبحث عنها بعينيه ليستمع إلي صوت موسيقى صاخبة يأتي من باب غرفتها المفتوح تحرك ببطء وكأن هناك شيء يجره إليها ولا يستطيع إيقافه.
توقف ينظر إليها وهو لا يستطيع التنفس حتى مما يرى كانت مغويته الصغيرة تتمايل برقص جنوني.. شعرها بمظهره الغجري ونعومته الخلابة يتحرك من حولها بجنون مثلها وهي تقفز وتهز رأسها بجنون على أغنية أمريكية شبابية..
ولكن ما ترتدي هو ما سلبه عقله وعينيه لا يستطيع إلا تأملها بذلك الزي الذي ابتاعه لها بنفسه..(تبًا لك يا إيهاب تأتي لها بما يثير جنونك)
كانت ترتدي زي راقصة الفلامنكو.. تنورة ضيقة بشدة عند أسفل خصرها وتتدلى بنعومة على ساقيها باتساع وبلوزة عارية الأكتاف تضيق عند الصدر ومفتوحة نسبيًا لتنتهي قبل خصرها وتترك ما بينها وبين التنورة عاريًا تمامًا..
ابتلع ريقه بصعوبة من رؤيتها هكذا، اللون الأحمر المتداخل مع الأسود يليق بشدة مع بشرتها البيضاء لم يراها يومًا أكثر جمالًا وسحرًا اقترب منها وكائنه مسلوب الارده وهو يشاهد رقصها المجنون، لتشهق بفزع عندما اصطدمت بصدره لتخدعه يده المرتعشة ويحيط خصرها قبل أن يختل توازنها لتهتف به غير مدركة لعينيه الرمادية التي تحولت إلى نيران رغبة خالصة بها.
"لقد أخفتني إيهاب لم أشعر بك وأنت تدخل إلى هنا. متى أتيت؟"
ليجاوبها وهو غير مدرك حتى ليديه التي تطوق خصرها بقوه تضمها إليه يحاول أن يجلي حنجرته حتى لا يخيفها منه: "منذ وقت قليل آسف لإخافتك. ما الذي كنتِ تفعلينه يا شقية؟"
لتجاوبه بضحكات لاهثة من أثر رقصها- وهي غير مدركة لنبراته أو نظرته بعد: "كما ترى كنت أرقص وأجرب هذا الزي الذي أحضرته لي، كنت أريد أن أرقص الفلامنكو ولكني لم أستطع.. فقمت بتجربته بالرقص الأمريكي."
ليجاوبها وعقله يخبره أن هذا خطر.. أهرب الآن.. ولكن أفكاره وقلبه كان له رأي آخر.. هذه زوجتك هي التي تريدك، فتاة مذهلة بين يديك، هذا حقك، لما الهرب بل أبقى وحقق لها ولنفسك ما تريدان ابحث عن قلبك الضائع فيها ربما تجد سلامك الذي تعبت في البحث عنه ويئست أن تجده يومًا.
مريم لك منذ أن ضممتها يوم مولدها وفتحت عينيها عليك أنت، مريم لك منذ أصبحت زوجة تطالبك بحبك لها وحقها فيك، لما تنكر على نفسك حق لك إذا كانت صاحبته تأيدك وتريدك كما تريدها.
ليقول لها.. ويفاجئها كما يفاجئ نفسه: "ما رأيك أن أرقصها معك وأعلمها لك. أنا أجيدها بدل أن تهدري طاقتك علي هذا الرقص ."
هتفت بسعادة وموافقة بشقاوتها المحببة لقلبه: "بالطبع أوافق متى نبدأ من الغد ربما."
تركها لحظات ليتجه إلى مدمج الأقراص يختار من بينهم النغمات المناسبة لتصدح بعد ثوانٍ الموسيقى التي يؤثر بها الجيتار المتسارع النغمات بشكل خاص ليعود إليها
يجذبها من يدها يرفع ذراعها ويجعلها تدور حول نفسها وهو يؤكد لها بصوت عابث لم تسمعه منه يومًا: "بل الآن مريم وستتبعين خطواتي بدون تذمر.." لينهي دورتها حول نفسها لتنتهي في صدره 
وهو يكمل لها حديثه وهو ينظر لعينيها ويجعل كل مشاعره تنفلت إليها لن يداريها بعد اليوم لقد أعلن راية استسلامه لها.. ليقول: "ولكن طلب واحد رومتي إن شعرتِ بالتردد أو التراجع يجب أن توقفني على الفور هل فهمتي."
نظرت له ذاهلة وهي تعي نظراته، لم تستوعب للحظات معنى كلامه. هل ما فهمته صحيح؟ الآن فقط بدأت تدرك تحرك يده الحميمي على جسدها، حدقت فيه بشدة تنظر لعينيه التي يكتسيها نيران غريبة، نبرات صوته العابثة التي لم تسمعها يومًا منه هل من أمامها إيهاب.
ليقاطع أفكارها يهمس لها وهو يقترب من أذنها: "مستعدة يا ناعمة؟"
رددت اللقب ورائه بدهشة: "ناعمة.."
ليبدأ في أخذ الخطوات وهو يضع يد على خصرها ويده الأخرى بيدها يشبك أصابعه في أصابعها ذراعها لأعلى
وهو يقول:"نعم يا ناعمة كل ما بك ناعم يا مريم والآن هل أنت مستعدة."
أومأت له موافقة وهي مبهورة به ربما ومترقبة وفرحة وليدة تحتل قلبها من معاني كلماته ونظراته إيهاب ينظر لها الآن كفتاة كبيرة وناضجة.
تتبعت خطواته وهو يخبرها أن ترجع ساق للخلف بالتزامن مع تقدم ساقه هو للأمام ودبكهما للأرض من تحتهما مع خطواتهما.
ليقوم بلفها مرة أخرى


لتسأله بارتباك من قربه الحميمي هكذا، يحتضنها من الخلف يديه علي خصرها ووجهه علي كتفها أنفاسه الحارقة تلفح جانب عنقها وساقيه أحدهما ثبته على الأرض بجانب ساقها، وساقها هي تلتف على ساقه الأخرى وتميل بها بتراقصه المتسارع.
"هل هكذا أجدت الخطوات؟"
ليجاوبها بصوت هامس يشعر بحرارة خصرها العاري تحت يديه تلهب كل حواسه، لا يفكر فيها الآن بأي صفة غير صفة واحدة.. أنها فتاة ناعمة و مهلكة لمشاعره وهي حقه وملكه وحده..
"حركي خصرك قليلًا مريم، الرقصة تعتمد على التسارع."
لتجاوبه بضحكة تحاول مداراة خجلها بها:"أنت تشتت تركيزي من التصاقك بي 
ليفلت ساقه من التفاف ساقها يرفع إحدى ذراعيها ويديرها إليه سريعًا بحركاته الراقصة المتمكنة لتصطدم بصدره بعنف.
وهو يردف بإثارة وخبث:"تلك شروط الرقصة صغيرتي، وما يتبعها واجب الحدوث بدون اعتراض منك."
لتسأله وهي ترفع وجهها إليه بترقب لهث عند استشعرها عينيه التي تحولت للهيب أسود حارق.
"ما هذا الذي واجب الحدوث؟"


ليفلت يديه من تشابك يدها يحيطها أكثر بذراعين متملكتين يقرب وجهه من وجهها ويجاوبها بإقرار: "أنتِ فتاة جميلة مريم كل ما بك مهلك لمشاعر أي رجل وانتِ بين يدي الآن.. ويصادف أنك زوجتي. ما يجب حدوثه يا صغيرة منذ أن طالبتني بحقك في وأنا كنت أحمق برفضه. الآن أنا من يعلن راية استسلامه."
اقترب منها أكثر فمه قرب شفتيها الناعمة كحبتي كرز ليجاوبها على سؤالها 
وهو يلثم شفتيها برقة شديدة ليبتعد لثوان.."هذا ما يجب حدوثه مريم."
تسمرت للحظة وهي تنظر له بعينين زائغتين كأنها لا تعي أو تصدق ما يحدث ليقترب منها مرة أخرى يلثمها برقة شديدة وتمهل.. تسمرت لثوانٍ في أحضانه.. ربما خجل أو عدم تصديق لا يعلم.. كل ما يعلمه جنونه الذي يعيشه بها الآن سيطر على نفسه بصعوبة حتى لا يفزعها فيحملها الآن ويريح عقله وجسده ويريح نفسه بها وفيها ربما يجد ما كان يبحث عنه طويلًا لينفي لنفسه.. لا ربما هو متأكد أنها هي من كان يبحث عنها طويلًا.
عندما استشعر استسلامها الكامل بين يديه ويدها التي ارتفعت تعبث بخصلات شعره
حركه يده إلى الخيوط المتشابكة لبلوزتها بنية تخليصها منها لتجفل منه وتفتح عينيها وتنزل يدها سريعًا تنفصل عن تقبيله لها وهي تمسك يده تنظر له بنوع من الخوف.


نظر لها باستفهام وأنفاس هادرة لا يستوعب ماذا حدث ليفلتها من أحضانه وهو يخبرها:"لا تجزعي هكذا حبيبتي أخبرتك إن لم تريدي الاستمرار أخبريني."
ليحاول أن يحررها من أحضانه بنيه الهرب بعيدًا للسيطرة علي مشاعره المنفلتة الآن.
لترتمي هي في أحضانه تخبره بأنفاس مماثلة له بصوت أقًرب للتوسل ولكنه خجل: " أرجوك لا تتركني الآن ولا تتوقف، أنا فقط أشعر بالخجل والخوف قليلًا."
ابتلع ريقه يحاول قدر ما يستطيع هزم نفسه حتى لا يجزعها أكثر وهو يقترب منها مرة أخرى.. يرضخ لتوسلها.. وأفكاره التي جنت إليها.. وجسده الذي يحترق شوقًا للمسها ووصال منها..
ليخبرها بصوت مطمئن: "لا تخافي أبدًا مني مريم أنت قطعة مني ولن أستطيع أذيتك أبدًا. كيف أستطيع أذية جزء من نفسي."
حاوطت عنقه مرة أخرى وهي تبتسم له بارتعاش وعينيها تخبره أنا لك وملك ولن تجد ما تبحث عنه إلا في أنا عاود تقبيلها المتمهل برقة شديدة وهو يخبرها: "بل أنتِ التي يجب أن ترفق بي مريم (رفقاً مولاتي رفقًا إني أتنفس عشقًا)
لم يعي بعدها كيف وصلا إلى الفراش ولم يستمع الموسيقي الصاخبة التي مازالت تصدح في أرجاء الغرفة كان معها في موجة سحرية تلفهم سويًا في عالم آخر من بحور العشق لم يشعر به هو مع غيرها يومًا ولم تجربه هي من قبل، صوت أنفاسهم العالية ودقات المطر الهادرة فوق نافذة الغرفة كانت تعطي هذا السحر الخاص بهما، رونق مقدس في محراب عشقهما والتهاب مشاعرهما، وكأنها تخبره وتؤيد قراره واستسلامه لمشاعره.
وهو كان يعاملها برقة شديدة يرشدها بخطوات هادئة يأخذها بتمهل يراعي سنها الصغير وبراءتها الواضحة.
كانت مستسلمة تمامًا بين يديه تبادله عاطفته بخجل وكأنها واحدة أخرى غير التي كانت تطالبه بالإلحاح بإتمام زواجه منها. سلمته كل مقاليد قيادتها ببراءة جعلته يعشقها ويذوب فيها أكثر وأكثر.
بعد وقت...
كان ينظر لها من علو وهو يرتكز علي يديه حول رأسها بعيون ذاهلة هل أتم زواجه منها حقًا يشعر أنه في حلم ولكنه حلم رائع.. هذه هي فتاته هذا هو ما كان يبحث عنه قطعته الناقصة اكتملت. مريم هي ما كان يبحث عنه وهي بين يديه لا يستطيع الشعور بالندم ولا الذنب حتى ربما ضميره الآن يلح عليه وبشدة للندم ولكنه لا يستطيع أن يمنع ذلك الشعور الذي يتسلل داخله بالاكتمال
عاود النظر لوجهها ينظر لعينيها المغمضة بشدة ودموعها تنهمر منها 
ليأمرها بحزم بصوت لاهث: "افتحي عينيك مريم وانظري إلي."
لتهز رأسها بقوة وهي تمتم: "لا أستطيع أرجوك إيهاب."
ليسألها بلهفة لماذا تبكي؟ هل آلمتك حبيبتي لتهز رأسها بنفي يتعارض مع قولها: "قليلًا فقط.. لكن هذا ليس هو السبب أنا.. أنا لا أعلم."
ليعتدل بجانبها يحوطها ويقربها من صدره يدفن رأسها به لتلصق نفسها به أكثر وهي تبكي بصوت عالي بكاء مؤلم لقلبه.
ليبتلع ريقه بقلق وهو يعتذر لها: "أنا آسف حبيبتي أرجوكِ سامحيني مريم.. أرجوكِ انظري إلي."
لتهز رأسها بإصرار تعلن رفضها.
شتم نفسه في سره ألف مرة وهو لا يستطيع تفسير هذا البكاء. لتتوقف بعد وقت 
تخبره بصوت مبحوح وترفع عينيها الباكية له تواجهه أخيرًا بهما: "أنا أحبك إيهاب جدًا منذ وقت طويل، هل أنا طبيعية؟ ماذا رأيت في؟"
ضمها إليه وهو يواجه عينيها يخبرها بصوت ثابت: "رأيت فتاة جميلة للنظر.. زوجتي الناعمة الرقيقة التي استطاعت بجدارة أن تلف عقلي.. أنثي كاملة مبهرة تخطف الأنفاس."
تجنب الرد على سؤالها هل هي طبيعية؟ كيف يجب على سؤال يسأله لنفسه. هل هو طبيعي أن يتأثر بطفلة ويجد فيها كل ما أرده يومًا؟
لكن ليدع أفكاره الخاصة الآن ويحاول بثها الأمان.. مريم زوجته وانتهي الأمر.
تمتمت له بتساؤل وهي تنظر له بعدم تصديق: "حقًا تراني هكذا؟!"
أومأ لها وهو يبتسم لعينيها: "حقًا حبيبتي."
لتعود لتسأله كأنها لا تصدق: "حقًا حبيبتك إيهاب؟!"
ليجاوبها وهو يرفع وجهها إليه: "حقًا يا مريم تذكري دائمًا كما سأذكر نفسي أنتِ زوجتي الآن مهما حدث حبيبتي ستبقي حبيبتي وزوجتي.. ما حدث شيء طبيعي يا مريم ليس هناك خطأ به أمام الله أنت زوجتي وامرأتي بزواجنا هناك وإتمامه الآن أصبحتِ حبيبتي أيضا.. هل تفهمين هذا؟ ضعيه في عقلك جيدًا صغيرتي."
أومأت له بخجل منه لتعود لدفن رأسها في صدره مرة أخري بدون مقدرة أن تجيبه. ضمها إليه أكثر وصمت هو الآخر وهو يعد نفسه (لن أترك دفأك وقربك هذا أبدًا يا مريم أشعر أني كنت في سباق مع الزمن لأجد ما كنت أبحث عنه وأتسابق من أجله بين ذراعيكِ أنتِ.)
 


صباحًا.. استيقظت بخجل شديد منه وكأنها لا تستوعب ما حدث إلى الآن يومها لم يرد الضغط عليها أكثر ولكن هذا لم يوقفه أو يمنعه بأن يعيش معها علاقة لم يعشها من قبل رغم زواجه السابق لا يعلم ما الذي كان يحدث معها كان كل شيء مهما حاول أن يسيطر عليه يخرج منه معها وبين أحضانها منفلتًا بشدة وهي كانت تستقبله باحتواء وصبر كانت تتقبل منه كل انفلاته في مشاعره معها.. كانت رغم صغر سنها وانعدام خبرتها تتقبله بترحاب شديد وحب له.
وقتها قرر أنه إن لم يستطع منحها زفافًا وإعلان زواجهم بسبب وضعهم المقيض؛ سيمنحها ويمنح نفسه عطلة هنا في أسبانيا لهم وحدهم
لم يترك مكان لم يذهب بِها إليه كانت تقفز بسعادة في الشوارع هناك ومرات كثيرة تعلن تعبها من المشي لتجبره على حملها على ظهره وتميل من الوقت لآخر تهمس له بجانب أذنه (أنا أحبك) وتقبله بشقاوة.
حاول منحها كل السعادة هناك وكل ما طلبته حققه لها. كانت مشاعره منفلتة بدون تحفظ منه كما لم يعتد أو تعتد هي كان يقبلها بدون اكتراث أو قيد هناك مثل ما حدث أمام القناطر سغوفيا.


عندما لمحت أحد بائعي المانجو لتهتف وهي تقفز بسعادة تصفق بيديها: "أنا لا أصدق مانجو.. هنا في الشارع؟"
ليرد عليها وهو يضحك على مظهرها الطفولي وسعادتها:
"ولما لا حبيبتي هذه منطقة سياحية ويجب أن يجدوا كل ما يجذب السائحين."
لترد بحماس:"حسنًا أنا سائحة وأريد أن أجرب."
ليسحب يدها متوجهين إلى بائع يقف هناك بعربة مزينة ومجهزة يقوم بتقطيع المانجو لشرائح صغيرة ويتناولها جميع من يمر به.. ما بين من يجيد تناولها بدون أن يلوث نفسه، أو بين ضحكات البعض على مظهرهم من آثارها. لتشد يده بعد أن كاد أن يقوم بالشراء لها قائلة بإحباط: "لا.. لن أستطيع أن أجرب."
ليعقد حاجبيه: "لما حبيبتي؟ أنتِ تحبيها."
لتكور شفتيها قائلة:"نعم أحبها، لكن أتتذكر مظهري بعدها.. أنا أغرق نفسي بآثارها تمامًا كطفل صغير، كيف سأنظف نفسي بعدها هنا في الطريق؟"
ليتصنع التفكر لحظات وبعدها يغمز لها بعينيه قائلًا:"لا تهتمي جربيها فقط بالكمية التي تريدين واتركي مهمة التنظيف لي."
ليشدها معه مرة أخرى وهو يحيط كتفيها متوجهين إلي البائع ليقوم بشراء بعض الشرائح لها.. يستمتع بضحكتها تلك وطريقة تناولها الطفولية للغاية.. لتتحدث بمرح وهي تقدم له أحد الشرائح:"هيا إيهاب من أجلي جربها لا أريد أن أكون أنا فقط بهذا المظهر."
ليقترب منها هامسًا لها بحرارة: "لا تقلقي سوف أجرب أن أحتفظ بحصتي كاملة، ولكن انتهي أنتِ سريعًا حتى استطيع الحصول عليها."
لتعبث بوجهها وتعقد حاجبيها غير مدركة لمعنى كلماته: "أين تلك الحصة تلك، هل تمزح معي؟"
لينظر لها بإثارة يتفحص وجهها وفمها الملطخ ووجنتيها من آثار الكارثة التي افتعلتها.. ليمسك بالوعاء الحافظ الذي بيدها ويلقيه بإهمال على عربة البائع تارك بعض المال ليشدها من يدها بخطوات سريعة اقرب للركض ليصل إلى شارع جانبي لا يوجد به الكثير من البشر.
لتهتف:"ماذا تفعل إيهاب أنا لم أنته هل.."


ليقاطع كلماتها وهو يلتف إليها يضمها إليه بقوة يلتهم باقي الكلمات من فمها يقبلها بعنف من أثر مشاعره التي أطلقها إليها لينتقل بعد ذلك إلى وجنتيها وجانب فمها ويعود إلى شفتيها ليتركها بعد وقت وأنفاسه تهدر بثورة وهي تنظر له بذهول وأنفاس متقطعة.
ليقول لها بهمس: "أعتقد هذا أفضل.. وتم التنظيف على أكمل وجه من أي أثر.. وأنا أخذت حصتي اللذيذة جدًا. لا أعتقد أن يكون أحد تذوق المانجو مثل ما تذوقتها أنا.. أصبحنا متعادلين."
لتنظر له مريم بذهول هامسة بعينين متسعتين:"من أنت!!"
ليجاوبها بصوت قاطع وهو ينحني يرفعها من على الأرض وهو يهتف بصوت عالي: "أنا زوجك."
ليدور بها وهي تتشبث بكتفيه تنظر للأسفل على وجهه وهو يرفع وجهه لها يأمرها بصوت حازم: "قوليها مريم.. من أنا؟ حرريني وحرري نفسك من أنا مريم؟"
"زوجي.."
ليصيح بصوتٍ عالي:"لم أسمعك من أنا؟"
لترد بحماس وصوت ضحكاتها يعلو ويعلو: "زوجي.. أنت زوجي وأنا أحبك."
ليصرخ بها: "لم أسمعك.."
لتفتح يديها تتلقى زخات المطر التي بدأت في الهبوط وهو يدور بها..
"أنت زوجي وأنا أحبك.. أحبك منذ أن فتحت عيني.. أحبك في طفولتي.. أحبك منذ عرفت معني الحب.." لتكمل بصوت صارخ "أنا أحبك أنت منذ علمت ماذا تعني دقات قلبي الهادرة عند رؤيتك.. أحبك منذ تعلمت أن الفطرة أن أحب رجلًا فاخترتك أنت.. أحبك.. أنا لا أرى إلا أنت ولا أقبل إلا بك.. أحبك إيهاب.. أحبك ولا أرتضي إلا بك."


لتنزل ذراعيها تحيط وجهه المرفوع إليها بين يديها وهو يتأملها بسعادة أنا أحبك.. وأنت زوجي.. وأنا لك لينزلها ببط شديد إلي أن وضعها علي الأرض مرة أخرى والمطر ينهمر يغرقهم ليمسك وجهها بين يديه:" أنت قطعة مني مريم كنت ومازلت وسوف تظلي قطعة من روحي أنت زوجتي أريدك أن تتذكري هذا دائما مهما حدث ومها كانت الظروف بيننا، عديني مريم سوف تتذكري ما هي صفتي الحقيقية زوجك وحبيبك كما أنت حبيبتي."
لتجيبه هي بوعد قاطع هاتفه بسعادة:"أعدك حبيبي أعدك أنت زوجي، زوجي أنا وحدي لي كما أنا لك."
ليقرب وجهها منه مرة أخرى يقبل شفتيها وكل إنش من وجهها.
ليرفعها مرة أخرى وهو يهتف بها:"ها قد تمت شروط المعاهدة وتم التوقيع أخبريني من أنا مرة أخرى لا اشبع من سماعها من بين شفتيك."
لتفتح ذراعيها تضحك بلوم: "أنت أخي إيهاب من تكون لقد فقد الذاكرة."
ليضحك بجنون: " طفلة خبيثة شقية.."
بعدها ذهب بها إلى مجرى القناة المائي هناك كما طلبت ليجلسا على حائط يحيط بها ويضعها أمامه وهو يضمها من الخلف بقوه يتأمل الماء المنهمر ليغذي مجرى القناطر . 
لتلتفت له:"شكرًا لك إيهاب على كل هذه السعادة التي لم استطع حتى أن أعيشها يومًا."
لينظر لها وهو يحيك خصرها بشدة:"بل الشكر لك أنتِ باختيارك لي أنا ومنحي هذه السعادة التي لم أعشها يومًا يا مريم "
صمت بعد يومهم الصاخب يتأمل الماء أمامهم يضمها إليه بتملك وفِي داخله أمنية لم يعلن لها عنها يومًا ولم يعلم أنها أمنيتها أيضًا. 
وكانت أمنية مشتركة لم يستطع أحدهما البوح للآخر بها (ليتهم يبقوا هنا إلى الأبد ويبقى حبهم الوليد هنا ليستطيع المحافظة عليهم ويبتعدوا عن كل السموم التي تنتشر في عائلتهم)
أرجعت رأسها للوراء تسندها إلى كتفه وهي تهمس له:"أحبك لا بل أعشق كل شيء بك "
ليضع رأسه علي كتفها وهو يعدها: "وأنا أعدك أن لا تندمي على هذا الحب يومًا، سوف أهتم بِه لينمو أكثر في قلبك كما اهتممت بك أنت ونشأت علي يدي."
ليميل يلثم خدها بقوة وكأنه يؤكد وعده لها.
 


عاد من ذكرياته وهو يبتسم ابتسامة مريرة لنفسه 
يناديها ويناشدها بالحب والعشق الذي أخبرته به بالوعد أن لا تنسي يومًا بأنه زوجها بأن لا تيأس منه يومًا .
ليحدث نفسه يناجيها هي:"اشتقت إليك يا حبيبتي اشتقت لضمك إلى صدري يا صغيرتي آه يا مريم لو تشعري بحرقة قلبي وناري لو فقط ترحمي لوعتي لأطمئن أنك بخير يا قطعه مني."
لتعود هي الأخرى من ذكرياتها مع انتهاء انهمار المطر.
تضم بطنها بيديها ودموعها لم تجف لحظة تبتسم لجمال ذكرياتها وتعود للحزن عند تذكر وعوده، تحدث أطفالها.. "لقد اشتقت إليه أنا أريد أن يضمني ولو مرة أخرى بين ذراعيه أريده أن يشعر بكما مثلي" لتعود تنفي لنفسها..
"آه كاذب يا إيهاب كاذب وعدتني أن لا أندم وندمت وعدتني بأني زوجتك وأمرتني بالتذكر وأنت الذي نسيت حتى بيني وبينك لم ترددها غير لحاجة تريدها مني 
أكرهك إيهاب." لتعود تنفي سريعًا لنفسها..
لا لا بل أذوب بك عشقًا يا كاذب.



إعدادات القراءة


لون الخلفية