بعد مرور شهر
لم يستطع كسر ذلك الحاجز الذي وضعته حولها منذ بدايه تغيرها ، يشعر بتحسن طفيف في حالتها النفسيه ،ربما لأنها أصبح لديها أصدقاء.. فزوجة صديقه وأقربائها لم يتركوها كما وعدوا
يقابلونها في الجامعة أو يتواعدون معها في بعض رحلات التسوق أو حتى الذهاب إلى منزلهم.. لكن معه هو تغيرت تماما،
لم تعد مريم التي يعرفها،طوال الوقت صامتة تنأى عنه، يخرج منها بعض الجمل في الحديث معه بصعوبة لكن ما يربكه انها لم تتوقف أبدا عن عادتها في التسلل ليلا لتنام في أحضانه بدون كلمة واحدة وكأنها تهرب من العالم أجمع بين ذراعيه،تربكه، تفقده صبره وتحمله..لقد اشتاق للتواصل معها.. فكره وروحه اللذان تشبعا من رحيق روحها وليعترف لنفسه جسده يشعر بالجوع إليها لكنه وعدها ولن يكسر بوعده أبدا.فما يهم الآن هي إذ هي تشعر
بالأمان معه فليحترق هو وكل أفكاره ..
أيضا ما يشعره بالحيرة تغير والدته وإسراء معها.. أصبحا
يعاملاها برقة وطيبة لا تليق بهما.. ضحك بسخرية مستحيل أن يصدق ذلك الاهتمام،ما الذي حدث للعالم لتتغير والدته وإسراء؟! ولكن ما الذي يريدونه منها؟وممدوح الذي ابتعد عنها وأصبح لا ينظر حتي إليها لقد راقبه على أمل أن يجد أي شيء ضده
فبالطبع هو من المستحيل أن يصدق هذا المسلسل الهابط منهم ولكن سوف يجن من التفكير ما الهدف وإلى أين يريدون أن يصلوا بذالك الادعاء ؟!
"إيهاب"
قاطعه صوت سبب حيرته وخوفه تخاطبه بتوتر وهي تقف على باب مكتبه الخاص في منزله بارتباك ليعقد حاجبيه مخاطبا إياها
"مرحبا صغيرتي تفضلي هل تريدين شيئا؟"
لترد ببعض التوتر :"أنا أنا أريد أن أخبرك شيئا"
وقف متجها إليها وهي مازالت على نفس وقفتها ليمد يديه يمسك بيدها برق يسحبها إلى الداخل يخاطبها بصوت أجش
"اعتقد أنني أخبرتك بأن تدخلي، صحيح أصبحت لا تستمعين
إلي ولكن هذا أقل شيء أطلبه منك صغيرتي"
لتحاول سحب يدها منه.. لقد ترددت بأن تأتي إليه، لقد كانت كل الفتره الماضيه تتعمد أن لا تكون في نطاقه، تعلم أنها تضعف بجانبه وهو أصبح يحاول الضغط عليها للتحدث وأيضاً لا تريد لمساته تلك على الأقل وهي مستيقظة هكذا،لقد اشتاقته كما
تراءى الشوق في عينيه أيضا عندما ينظر إليها ..الأحمق بعد كل ما حدث بينهما يظنها مازلت جاهله بنظرات شوقه التي تستعر في عينيه شوقا لها أو توتره وتصلب جسده عندما تذهب إليه
ليلا تنام على صدره ..تعلم أنها تعذبه كما تتعذب هي ولكن ماذا تفعل؟
كل ليلة تقاوم بقوة خوفها وحاجتها إليه ولكنها لا تستطيع وتنهار حصونها لتتسلل ليلا إليه لتجده في انتظارها وكما يفعل دائماً يفتح ذراعيه بصمت لها لتندس سريعا فيها بدون أن يوجه لها
كلمة وكأنه يعلم ويتفهم حاجتها لعدم الحديث..إنها تستمر في فعل هذا رغم توقف الحقير ممدوح عن التعرض لها وما يزيد حيرتها تغير والدة إيهاب وإسراء في إزعاجها بل أصبحتا تهتمان بها وتعاملانها برقة غريبة واهتمام اغرب وأيضاً تدعوانها معهما لرحلة إلى المدينة الساحلية ولكن ما جعلها تقلق قليلا تأكيد
إسراء بأن لا تخبر إيهاب بأمر الرحلة مخبرة إياها بأنه لا داعي أن يقلق وبأنهم سوف يقومون بتلك الرحلة اثناء سفر إيهاب لبعض العمل لكنها أخذت القرار وسوف تخبره فالمقرر غدا هو يوم سفرهم جميعا ..
لتجفل على تمرير يده علي طول ذراعيها،لمساته بكل هذا الدفء
والاهتمام تضعف مقاومتها له وشوقها يستعر بداخلها
لتنظر له وهو ينظر لها باهتمام وتفحص سارحا معها وكأنه يكتشفها غير مدرك ليديه التي تتفحص ذراعيها ..
تحيره وتصيبه بالجنون بتناقضها تجفل من لمسة عابرة منه ولا تجفل من النوم مطمئنة في أحضانه ..ليقطع هو صمتهما:
"إذا حلوتي هل كل مرة تكونين معي يصيبك الشرود؟!"
تنهد بقنوط:"أعلم لا إجابة..إذا ما الشيء الهام الذي أردت
إخباري به؟"
لتنظر له بتردد:"سوف أخبرك لكن عدني بأن لا تخبر أحدا"
لينظر لها باهتمام:" هل هو شيء خطير صغيرتي؟!"
"لا ..لكن هو سر هي أخبرتني بذلك تريد أن تختبرني"
ليخاطبها بصوت أجش:"أعدك صغيرتي..أخبريني كل ما تريدين"
لتقول ببعض الحيرة:"إسراء ووالدتك يريدوني أن أذهب معهما في رحلة إلى الساحل غدا معهما كنوع من الصلح معي هكذا أخبرتني إسراء.. تعلم اأنها تحاول أن تبقى صديقتي ربما هي شعرت أخيرا بأني منكم وتحاول أن تحبّني هل تعتقد ذلك؟!
لكن ما يحيرني ويخيفني بعض الشيء هو تأكيدهما على عدم
إخبارك"
لتزيح بعض الخصل المتهدلة علي عينيها وترفع وجهها إليه
غافلة عن نظراته التي تشتعل ببعض التوجس والتفكير لتكمل حديثها بابتسامة مرتبكة:"أنا لم أستطع أن لا أخبرك، لم أتعود على أن أفعل شيئا بدون علمك"
لتبتسم له ابتسامة ناعمة جذابة لتكمل بتساؤل:"إذا؟!"
ليرد عليها ببعض الغموض:"إذا أكدا بأن لا تخبريني؟!"
لتومئ برأسها بتأكيد ..
"هل أتيت لإخباري مريم أم لسؤالي أن تذهبي أو لا؟
أريد أن أعرف رغبتك أولا'
لتهز رأسها بحيرة:" لا أعرف حقا.. لا أعرف في بادئ الأمر وافقت لرغبتي قليلا في تغير الأجواء من حولي وأيضاً لعدم إغضاب
والدتك وإسراء فأنا أريد أن أكتسبهما قليلا طالما هما من بدأتا معي في إعلان بعض السلام"
لتتنهد بضيق:"لقد تعبت إيهاب من العداء، تعبت حقا وأريد بعض السلام والاستقرار" لتردف وهي تنظر إلى الأسفل ببعض الخزي
"أتعلم أنا أحيانا أشعر ببعض الغيرة والحسد من علاقة أسرة صديقك،أنا أشتاق لأسرة هكذا"
لتتساءل بصوت به بعض الذنب:" هل انا سيئة؟!أنا أحبهم صدقني لكن هذا شعور بداخلي"
ليمد يده يرفع وجهها إليه:"لا حبيبتي أنت أبدا لست سيئة"
ليضيف ببعض الشرود:" ربما نحن جميعا السيئون وأخطأنا في حقك ،هذا شعور طبيعي مريم لا تشعري بالذنب،إحساس الانسان لا يملكه بيده صغيرتي"
"إذا أنت تفهمني؟"
ليبتسم لعينيها ويقترب منها يلامس جسدها بجسده ليحاوطها بيده ويده الأخرى تتلمس ووجنتها ليردف بصوت دافئ حار:
" بالطبع صغيرتي أفهمك.. لا أحد صدقيني يفهمك مثلي"
ليزيد ارتباكها وتحاول التخلص من قربه، راحته تربكها وحاجتها له تعذبها ليشد يده على خصرها يقربها منه لتدفعه من صدره "ابتعد إيهاب سوف يرانا احد"
ليكمل بنفس النبرة:"لماذا صغيرتي؟ ما الذي فعلته؟أنا
اجري فقط محادثه معك.. إذا اسمعي حبيبتي أنت أتيت لا لتخبريني فقط لأنك تستشعرين بأن هناك شيئا خاطئا وغامضا صحيح ؟"
لتستسلم لدفء يديه بعد ان يئست بأن يتركها لتقول بتردد:
"امم لا أعرف حقا.. أنا أرغب في السفر معهم لكن لا أريد في نفس الوقت السفر وأخاف إغضابهما"
"إذا صغيرتي سوف أخبرك ماذا تفعلين بالظبط بدون ان تغضبي
أحدا"
صباح اليوم التالي في ساحة المنزل..
تقف مريم بارتباك وخوف من ملامح السيدة إلهام التي أظلمت بقسوة وإسراء التي تصرخ بها.. لا تفهم سر كل هذا الغضب بعد ان أخبرتهم بأنها لا تستطيع السفر معهما كما اتفقا معها لأن أحد زملائها أخبرها أنها لديها محاضرات هامة بسبب قرب اختباراتها في الجامعة كما أخبرها إيهاب أن تدعي ..
"يا بائسة لقد قمنا بتجهيز كل شيء لتواجدكً معنا وقد قبلت لتأتي الآن وترفضي ماذا تعتقدين نفسك لترفضي صحبتنا هل تتدلين الآن؟! إننا نعاملك بلطف وكرم أخلاق منا عليك"
لترد مريم بارتباك:"أنا لا أرفض يا إسراء ولا أعتقد شيئا فقط انا لم احسب حساب لتلك المحاضرات ولم اعلم بها، انا اريد ان أذهب معك وأريد صحبتك لكن لا أستطيع ترك دراستي هكذا لن يساعدني أحد"
لتقترب منها إسراء بشر وغيظ:" اسمعيني انت ستركبين السيارة الآن بدون أي اعتراض وسوف تأتي معنا ومن تطوع وأخبرك بتلك المحاضرات سوف يأتي لك بها لاحقاً "
لتضيف بسخرية:" بعض التغيب لن يضر في تفوق معاليك"
لترد مريم وهي تبتعد عنها خطوات ومازالت على خوفها وارتباكها:"اسمعيني أنا لا أستطيع حقا..يجب ان أقوم بنفسي بحضور تلك المحاضرات"
لتهم إسراء بالاقتراب منها لشدها غصبا إلى السيارة
ليهدر بها صوت إيهاب يوقفها وهو يدلف إلى ساحة البيت
:"إسراء ما الذي تفعلينه بالظبط؟"
لترد إسراء:"أنت لم تسافر بعد لقد خرجت صباحا متوجها
إلى سفرتك"
ليتجنب الرد عليها قائلا:"لقد سمعت الحوار بينكما الآن لم لم يخبرني أحد بهذه الرحلة؟! مما فهمت أن مريم اخبرتك
بأنها لا تستطيع إذا انتهينا،ما سر كل هذا الإصرار على مصاحبتها منذ متي وانت تهتمين بصحبتها أو وجودها من عدمه؟!"
لترتبك إسراء وهي تقول:" إصرار لا أبدا.. نحن نحاول ان نبني ثقه بيننا وهي اول ما فعلت إخبارك ولا تنكر ذلك هي اخبرتك ثانيا ترفض ونحن جهزنا كل شيء وقمنا بالحجز والترتيب لوجودها!"
ليرد إيهاب بصوت بارد:"لن أتناقش معك الآن في ذلك الاختبار السخيف وتشجيعها على مدارة شي عني، الحساب لم يأت بعد
أما عن السفر هي لن تأت إسراء دراستها اهم"
ليضيف بسخرية:" اما الثقة تستطيعي أن تبنيها بأشياء اخرى داخل جدران هذا البيت لا في مدينة اخرى"
قالت إسراء بارتباك:" انا فقط أحاول ان اجعلها قريبة منا كما تطالب انت وايضاً هي لم تر أي جزء من البلاد هنا أي الرحله في صالحها هي"
"امممم قلبك الكبير هذا إسراء الذي ظهر من العدم يحيرني في الحقيقة لكن انتهى النقاش، اذهبا انتما لرحلتكما ودعاها هنا سوف تلحقكم قريبا"
لتصر إسراء:" لا سوف ننتظرها "
ليرفع إيهاب حاجبيه بتساؤل:"لماذا إسراء ما سر كل هذا
الإصرار؟"
لتجذب والدته يد إسراء لتضيف ببعض الغضب من تصرفاتها التي تثير الريبة في أي إنسان
"هيا اسراء حتى لا نتأخر عَلى طريقنا ومريم سوف تلحقنا لا تعطي الأمر أكثر ما يستحق"
لتوجه كلامها لإيهاب بصوت تحاول تصنع اللطف به:
"إيهاب سوف يلحقها بِنَا ما ان تنتهي صحيح بني؟!"
ليومئ إيهاب علامة الاجابة وهو يردف :
"صحيح امي تعلمين ان طائرتي اليوم أيضا وبالتأكيد لن تبقى مريم وحدها في المنزل "
لتتساءل والدته باهتمام:"متى معاد سفرك؟"
ليرد عليها ببعض المدارة:" اليوم أمي سوف اذهب بعد ساعة
من الآن "
قالت اسراء بتعنت:" إذا سوف نبقى إلى أن تسافر انت"
ليربكهم إيهاب وهو يتساءل فجاة بغموض:" صحيح أين ممدوح لم أره من الأمس "
لترتبك والدته لحظات ناظرة لإسراء الغبية التي اثارت كل هذا الشك والريبة لتجيب ببعض الثبات:" لا نعلم اعتقد انه اخبرنا بأنه سوف يذهب الي بعض أصدقاء قدامى لديه مقيمين هنا"
لينظر لها إيهاب بعدم تصديق:" ممدوح لديه أصدقاء هنا ؟!"
لتجيب امه بثبات:" نعم لديه أصدقاء يعرفهم من هناك ولكن عادوا للبلاد هل هذا مستحيل؟"
ليهز راْسه مدعيا التفهم وهو يقول:"لا يا امي ليس مستحيل ولكن محير "
لتجر والدته إسراء من ذراعها تريد الهرب من أمامه لو ظلت
لحظة أخرى وتلك الغبية بجانبه سوف يكتشف كل شيء وبأن ممدوح سبقهم إلى هناك ..
داخل السيارة..
تهدر الهام بغضب في إسراء :"يا غبيه كدت ان تكشفي كل شيء"
لتجيب اسراء ببعض الخوف :"هل تظنين انه اكتشف شيئا؟"
"لا اعلم لكن لا اعتقد ربما شك في شيء من إصرارك ولكن
بالتأكيد لن يشك في مسعانا ربما يشك اننا نريد إرهابها اوتخويفها غير ذلك لا اعتقد، المهم ان تلك البائسه سوف تلحقنا
بالتأكيد فصحبتنا افضل في النهاية من بقائها وحيدة"
لتفكر اسراء بغل.. كم تحملت تصنع اللطف مع تلك البائسة،
هي لا تريد تسليمها لممدوح فقط بل قتلها بيديها المجردتين القذره شبيهة أمها على علاقه به!
لم تصدق كذبت نفسها مرارا واتُهمت نفسها بالجنون حتى لو كانت تلك لا تثق بتلك القذرة لكن إيهاب الذي لا يخطئ، إيهاب ربيبها.. مستحيل!
لكنها رأت وتغاضت العديد من المرات علامات على جسد مريم ارتباك مريم ،عندما دخلت في إحدى المرات مكتب إيهاب فجأة لتجد مريم على حجره لتقفز فجاة بارتباك وتفر هاربة من امامها ومع ثبات ملامح إيهاب وجموده عزت الأمر ربما لأنها دخلت بصراخها المعتاد فاعتقدت انها خافت منها ولكن منذ شهر رأت مريم تتسلل ليلا لغرفته ولم تخرج إلا في الصباح الباكر كادت تجن طوال الليل وهي تراقب غرفته لعل مريم تخرج ربما الطبيعي منها في هي تدخل غرفته منذ نعومة أظافرها لكن بهذا الشكل المريب هذا ما أثار الشك فيها كادت أن تهد كل شيء وتقتحم الغرفة وتثير فضيحة لكن عندما حسبت الأمر وجدت انها الخاسرة الوحيدة هذا ان كان سوف يصدقها احد في امر مريم فمستحيل ان يصدقها احد في اخلاق إيهاب وتكون خسرته إلى الأبد فلم تجد إلا ان تساعد ممدوح فيما يسعى ليخلصها منها
إلى الأبد ويعود بها ألى أمريكا بعيدا عن محيط إيهاب ربما تستطيع مواساته وكسبه لها مرة اخرى..
ليرن هاتف زوجة عمها لتزفر الهام بضيق تعلم مدى جنون
الحقير وشره ولكن هو الوحيد القادر على تخليصهم من تلك الدخيلة وإعادتها إلى الحقيرة الآخرى أمها ..
"مرحبا ممدوح نعم نحن في الطريق الآن"
ليرد ممدوح ببعض الانتصار في صوته:"والمدللة معكما صحيح؟"
لتزفر الهام وهي ترد:" لا لم تأت"
ليرد بصوت هادر غاضب:" ماذا ما الذي تقولينه أليس هذا اتفقنا
إذا لم اتيتما أنتما؟!"
"تأدب واسمعني ممدوح تلك البائسة تحججت في اللحظات
الاخيره بمحاضره هامة لها لكن إيهاب وعدنا بأنها سوف تلحقنا غداً خاصة بان طائرته بعد ساعتين ولن تبقى في المنزل وحدها"
ليرد ممدوح وصوته يرتفع:" لن اصبر للغد انا المخطئ اني اعتمدت عليكما ،انا سوف اعود للحقيرة طالما الحقير ليس معها"
لترد الهام تنهاه:" احذر يا ممدوح واصبر قليلا لن يفرق يوم او اثنين لا تضيع مخططوا في لحظات تهور "
"لا سوف يفرق معي ولا يخصكما من الان ولا تتدخلا"
ليغلق الخط بغضب وهو يأخذ قراره فورا بالعوده إليها
لتصرخ الهام:" انت وأخيك سوف تهدون كل شيء وتخسروني ابني بعد ان عاد لي بصعوبة"
لترد اسراء بقنوط :"دعيه عمتي يفعلها على طريقته ولا تخافي ممدوح يستطيع السيطرة عليها فهي تهابه وان وعد بأنها لن تتحدث فهي لن تفعلها ومن أين سوف يعلم إيهاب عندما يعود يكون ممدوح أخذها ورجع وخلصنا منها "
لترد الهام بضيق:" اتمنى ذلك والا انت المسئولة امامي"
لا تعلم مريم ما سر هذا الإصرار الغريب والغضب من قبل اسراء والسيدة الهام عَلى مصاحبتهما ..لا تفهم مما حدث شيئا!
تحمد الله أنها أخبرت إيهاب وأنها لم تذهب معهما فبعد ان رحلا ظنت حقا ان إيهاب سوف يتركها ويسافر ويرسلها لهما كما اخبرهما لكن لحيرتها اخبرها بانه لن يذهب وسوف يبقى معها ولكن ملامحه بها غموض وكأنه يشك بشيء او اكتشف شيئا ما ليأمرها بعدها بأن تذهب لغرفتها وهو سوف يعمل قليلا في المنزل ..
لكن هواجسها وتفكيرها يلح عليها بأن تسأل ،تفهم او ربما فقط تريد مجالسته لقد ملت من الجلوس وحيدة منذ ساعات ومي لا ترد على اتصالاتها ابتسمت عند تذكرها جنون مَي وعفويتها ..
إنسانة صادقة جريئة والأهم لديها ثقة في اسرتها وفخر بحياتها الطبيعية وعلاقتها بزوجها وابنتها ..لتسأل نفسها هل سيأتي يوم تستطيع مجاهرة العالم بحبها؟!
هل من الممكن أن تستطيع أن تحيا علاقة كما سائر البشر ام كما اخبرها الحقير ممدوح هي فتاة للظلام وسوف تظل كذلك؟!"
نفضت أفكارها التي تذبحها، لا تريد التفكير الآن بها، سوف تذهب قليلا فقط إليه.. فقط للتحدث حديث كما الأيام الماضية لن تهاجمه كما كانت تفعل مؤخرا فهو لا يبالي أو يدعي الغباء
لتذهب إلى حجرة مكتبه تدق الباب بهدوء لياتيها صوته يسمح
بالدخول ..
لتدلف إلى الداخل تجده منهمكا في شيء ما وهو يحدثها
"تعالي مريم لحظات وسوف اكون معك فقط انا انهي شيئا"
لتسحب كتاب ما بالعربية وهي تحدثه:" لا مشكلة خذ وقتك انا سوف أقرأ قليلا كنوع من التدرب وتعزيز لغتي"
لتضيف متصنعة المرح:"انا اريد ان اقضي على لكنتي تلك التي تفضح عن عدم انتمائي للبلاد"
لتسمع منه غمغمه بمعني انه رد يبدو انه يوافقها الرأي..
بعد وقت قصير كانت قد انهكمت في قراءة الكتاب الذي لديها لتشعر به يراقبها لترفع إليه رأسها فجأه ليبتسم لها وهو يسألها
"يبدو شيقا وسهل القراءة فأنت لم تشعري بي عند التحدث إليك"
لترد عليه بارتباك من تأمله لها هكذا:"اا نعم اسفه هل كنت تحدثني منذ زمن؟"
"لا فقط اخبرتك بأني انتهيت عن ماذا يتحدث كتابك لتنغمسي به هكذا ؟"
لترد مريم باهتمام شارحة:" يحكي عن حقبة زمنية من تاريخ
البلاد تعلم اني احب التاريخ وأريد أن أعلم كل شيء عنها..
يحكي عن الجذور إيهاب وفِي تفكيري الانسان بلا جذور وتاريخ ليس لديه حاضر او مستقبل"
ليرد عليها:" ربما عزيزتي ولكن هذا لا يمنع ان الانسان يستطيع صنع حاضره ومستقبله بنفسه "
" ربما ما تقوله صحيح لكن ان اقتلعنا من الجذور كيف نستطيع ان نصنع حاضر او مستقبل سوف نتخبط كثيرا وربما نختار الطرق الخاطئة دائما ..التاريخ ليس فقط مجد القدماء ولكن يشمل العادات والتقاليد كيف لا نقع في نفس الاخطاء مرارا بدون وعي كي نصنع مستقبل جيد بدون ماضي مشين"
ليرد بصوت أجش :"عدت لترديد كلمات لا تفهمين معناها"
لترد بتقطع:" انا انا لم اقصد شيئا، فقط اشاركك وجهة نظري لا اقصد شيئا"
ليصمت قليلا وبعدها يمد يده إليها في دعوة ان تأتي إلى جانبه قائلا :"تعالي سوف أريك شيئا ودعينا من تلك المناقشة.. انا لا اريد بعد ان عدت أخيرا للتحدث معي بدون غضب ان نتجادل"
لترد بتردد:" إيهاب انا فقط "
ليأمرها بصوت آمر ناهي في نبراته:" قلت تعالي مريم إلى جانبي"
لتنهض بتردد تقف بارتباك إلى جانبه ما الذي يحدث معها لم تكن ترتبك في حضوره يوما لكن راحته تشتتها وتضعف أي مقاومة لها ووعد لنفسها بأن لا تضعف له مرة أخرى ليأمرها وهو لاهيا في شيء ما على حاسوبه:" أقتربي قليلا"
لتقترب أكثر من مقعده خلف مكتبه ليجذبها بقوة من يدها يجلسها على ركبتيه لتحاول التخلص منه بضعف مهلك لها تريد قربه ولا تريد ضعفها ليهدئها بصوت دافئ أجش وهو يشدد من احتضانها:
"اهدئي مريم أنا لن افلتك كما أني اريد ان أريك شيئا لم تريه من قبل "
لتستسلم يغلبها شوقها إليه وهي تسأله مدعية عدم الاهتمام
بوضعها على ركبتيه ليفلت إحدى يديه ويضغط على ملف يبدو انه يخفيه يسميه (ز /م /أ)
لتتساءل باهتمام:"ما معنى تلك الحروف وماذا يوجد بهذا
الملف؟"
ليرد عليها وهو يقوم بفتح الملف:" صور رحلة أسبانيا صغيرتي انت لم تريها صحيح؟"
متجنبا تفسير معنى تلك الرموز
لترد باستغراب سائلة:"ماذا رحلة اسبانيا تقصد صور
رحلة عملك؟!"
ليضغط على خصرها يضمها منه وهو يضغط على إحدى الصور
"بل صورنا معا صغيرتي"
ليفتح لها بعض الصور وهو يحتضنها و صورة اخرى وهو يحملها على ظهره وهي تحوط عنقه بيديها وتميل تقبل وجنته أو صورة لهما وهما في محمية لا كونشا..
تذكر تلك الصورة أرادت ان تركب الأمواج هناك وهو رفض بإصرار من خوفه عليها من المخاطرة ليأخذها على ظهر احد المراكب ويلتقط تلك الصورة ولكن تلك المرة وهو يقبلها وموجة عالية ورائهما..
كم استمتعت في تلك الرحلة حقا ..رحله عمرها والتي ربما تكون قضت على مستقبلها ..
رغم أبم صدرها ابتسمت..لا تنكر سعادتها لقد احتفظ بصورهما معا ولم يمحيها كما أخبرها على متن الطائرة وهما عائدين بمحي كل صورهم من على هاتفها كما فعل هو بل احتفظ بها
ليمرر يده علي خصرها وصولا إلى ظهرها بهدوء ليسألها بصوت هادئ:"اذا حبيبتي ما رايك ؟"
لتجيب بتأثر وسعادة خفية:" انت لم تمحيها إيهاب.. خاطرت واحتفظت بها لقد احتفظت بذكرى لنا معا ولم تُمح اثارها كما تفعل جيدا"
ليتوقف عن ما يفعل ليدير رأسها إليه تواجه عينيه:"
"مريم انت تجيدين الضرب تحت الحزام كما يقولون،لم كل هذا الهجوم انا أردت ان ارى بعض السعادة في عينيك فقط ظننت ان شيئا كهذا سوف يسعدك"
لترفع يديها وهي تهز كتفيها مدعيه عدم الفهم:"أي ضرب تحت الحزم انا لا افهم!انا فقط اقًول حقائق وإجابة على سؤالك نعم أسعدني ذلك جدا لكن لا افهم ما الهدف ان تريها إلي الآن.. نحن منذ سبعة أشهر هنا بعد عودتنا من اسبانيا"
لن يجاريها الان في محاولة إغضابه لقد اشتاق قربها وللاسف سوف ينحي ضميره ككل مر يحتاج اليوم بالذات قربها بشدة حد الألم ..
ليجيب بصوت حمله الدف ليؤثر بها بنبرات خافتة:
" أردت ان تتذكري هل تذكرين امام قناطر سيغوفيا ماذا وعدتيني مريم ؟!هل تذكرين كل وعد وهتاف بصوت عال في الشوارع هناك تأكيد بما أكون انا لك"
لتجيبه بقنوط لن تتاثر به وراحته تشتتها تريد دفن راسها في صدره وضمه بقو لكن سوف تقاوم أكدت لنفسها لن تستسلم وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم
"بالطبع أذكر حبيبي ولكن أنا من كنت اهتف بجنون وانت تجعلني أعيد تلك الكلمة وكأنك تؤكد لنفسك ولكن انت لم تنطقها ابدا الا عند علاقتك الحميمية بي"
ليشدد من احتضانها لها يدفن وجهه في عنقها يتلمس شامتها هناك بشفتيه وهو يتمتم لها بهدوء :"لن انجر لهجومك مريم الان وسوف أتحمل أي هجوم منك اعلم انه لديك الحق به اسف حبيبتي ولكن عقلي يريد بعض الراحة من التفكير من هجومك المستمر وابتعادك عني"
لترتعش بين يديه وهي تجيبه بمحاولة واهية للنفي :"انا لا ابتعد عنك انا معك دائما متى ابتعدت لا افهم؟"
ليرفع وجهه يواجه عينيها:"نعم مريم انت قريبة لكن عقلك اصبح بعيدا كل البعد عني، اخبريني فقط ماذا بك اخبريني ما تريدين تحدثي صغيرتي،هل خذلتك يوما؟"
لتدفن هي رأسها في عنقه تهز رأسها هناك بالنفي وهي تجيبه
"لا لكن انا لست مستعدة لأي حديث الان"
ليجيب بتساؤل:" اذا هناك شيء؟"
لتتنهد بتعب:"ربما "
لتكمل بنعومة وهي تتشمم رائحته:"إيهاب اريد ان اخبرك شيئا
أنا أحب رائحتك جدا أريد أن اتشممها طوال الوقت لا اعرف لم"
ليبتلع عريقه بصعوبة في محاولة للسيطرة على نفسه، يا الله لم يكن ضعيف يوما امام رغبات جسده ماذا تفعل به تلك الصغيرة ليتأثر بها هكذا ليشتاق إليها حد الألم، يريد وصالها بجنون ضاربا بعرض الحائط كل وعوده لنفسه ولها ..
ليحاول إبعادها عن تشبثها به قليلا لتغمغم باعتراض:" انت لم تجبني لم أصبحت احب راحتك هكذا؟!"
ليحدثها بصوت متقطع وضحكة مرتعشة:" انت دائما تحبين رائحتي "
لتهز رأسها بنفي وهي مازالت مندسة هناك تشمه بوله
"لا انت لا تفهم انا لا اجد حتى وصفا بما اشعر انا أصبحت أشتهي رائحتك "
ليجيبها وهو مازال على حالته يقاوم رغبته فيها بوهن وتتكسر كل مقاومته مع كل حركة وكلمة منها
"لا اعلم حبيبتي بما يحدث معك هذا محير ولكن ما أنا متاكد منه ما سوف يحدث لاحقاً ان استمر وضعنا هكذا"
لترفع إليه رأسها تنظر له بحيرة وتساؤل ما الذي سوف يحدث
لتتحرك يديه بارتعاش على طول ظهرها كما كان يفعل سابقا
لتتعمق في عينيه ونظراته إيهاب يرغبها الان يريدها
لتنطق بالكلمات بتردد :"أنت تريدني أعني تشتاق لي!"
لتنهار آخر حصونه لتصل يده إلى خلف رأسها يقرب وجهها منه ليلتقط شفتيها بثورة من ما يعتمل بداخله لتحاول مقاومته بوهن ليشدد من احتضانها ويتعمق في قبلته اكثر فاقدا السيطرة على نفسه فيها كما الحال دائما معها لتستسلم تماما تحاوط عنقه بيديها عندما تتحول قبلته إلى قبلات هادئة متفرقة
ليبتعد عنها وأنفاسه تهدر بثورة ينظر لها بعينين غشتهما العاطفة وهي لم يكن حالها افضل من حاله ليتحدث بصوت خافت مليء
بالعاطفة:"آسف صغيرتي أعلم اني وعدتك بعدم لمسك لكن انا اشتاق لحبيبتي جدا، اشتاق لحقي فيكي لم أعد استطيع
المقاومة انا أريدك والآن مريم"
لتشهق بمفاجأة عندما نهض وهو يحملها بين ذراعيه متوجها بها
إلى غرفتها ليقبل كل إنش في وجهها وهو يتمتم لها بنفس كلمات العشق وأحقيته فيها مثل كل مرة ليضعها على سريرها
وينضم إليها ليسألها بصوت متردد وهو يقترب منها
"حبيبتي انت تريديني صحيح؟! ان كنت لا تقبلي اخبريني ودعيني أحترق في جحيمي"
لتهز راسها بنفي لا تعلم ما الذي يحدث معها هو بالذات قادرا
على أن يشعرها بالكمال وأيضا لا تفهم لم تريد وصاله المتلهف هذا كما يريد هو قربها..
لتجيبه وهي تحاوط عنقه بيديها باستسلام:" فقط عدني إيهاب"
ليجيبها بعينين تغشاهما رغبته فيها
"بم حبيبتي؟"
"فقط لا تهرب "
ليحاول الاعتراض:"مريم انا لا ..."
لتضع يديها علي فمه بحزم وصوت اقرب للتوسل:"فقط عدني إيهاب ارجوك "
ليجيب بصوت قاطع وهو يعاود تقبيلها وضمها
"أعدك حبيبتي أعدك لن اهرب ....."
بعد وقت....
تدفن وجهها في صدره وهو يحاوطها بذراعيه بتشديد وكأنه يريد دفنها هناك هاربا معها وبها من كل ما يحدث حولهما
نادته بصوت خافت هادي :"إيهاب "
"نعم يا قلب إيهاب النابض "
رفعت له وجه باسم وعيون ضاحكة قائلة بنعومة
"انا احبك جدا لا تبتعد عني ارجوك "
"وانا أيضاً حبيبتي ووعدتك لن ابتعد "
ليضيف بمزح:"سوف ابق معك إلى أن تطرديني بنفسك "
"انا لن اطردك ابدا هذه إحدى امنياتي ان تبقى معي دئما"
لتعيد الكرة وهي تدفن وجهها فيه كقطة تشتم صاحبها للتعرف عليه ليضيف وهو مستمر في مزاحه:
" هل رائحتي جيدة هكذا ما بك انا لم أغير عطري حتى"
لتجيبه بنفي وهي مستمرة فيما تفعل:"لست رائحة عطرك اعتقد اني احب رائحتك أنت رائحة جسدك ،هل تفهمني ؟"
"تحيريني بما تقولي مريم ،لا افهم بك شيئا مختلفا حبيبتي
ألحظه منذ فترة وتلمسته منذ ساعات فيك"
لتجيبه ببعض الغموض:" وهل اكتشفت بما انك تدعي انك تحفظني ؟!"
ليجيبها بحيرة:"صراحة لا مريم لم أكتشفه لكني اجزم ان بك شيئا متغير ا"
لتضحك بخفوت وصوت ناعس:"هل هو شيء جيد؟"
ليضع رأسه فوق قمة رأسها وهو يحاوطها بذراعيه اكثر
"نعم حبيبتي شيء جيد، شيء اكثر دفئا وسحرا لكني لم اكتشفه بعد ،انت طفلة مطيعة وسوف تخبريني"
لتهز رأسها في عنقه بنفي مردفة ببعض الشقاوة وصوت ناعس "لا اكتشفه بنفسك لن اخبرك شيئا"
ليضحك بصوت عال وهو يؤكد لها بأنه سوف يكتشفه
بعد ان راحت في ثبات عميق مد يده إلى جانبه يجلب ساعته لينظر إلى الوقت ليحدث نفسه حسنا هذا الوقت المناسب
ليحررها من أحضانه وتشبثها به لتتمتم باعتراض للحظة وبعدها تستكين مرة أخرى لينظر حوله عن شيء يستر جسدها به ليجد قميصه اقرب شيء بمتناول يده ليقوم بإلباسها إياه بهدوء شديد حتى لا يزعجها ثم يدثرها بالغطاء جيدا وينسحب مغادرا.
::::::::////::::::::::::
وصل إلى المنزل ليقوم بفتح الباب بهدوء شديد حتى لا يكتشف احد عودته ربما يكون بعض الخدم هنا ولم يغادروا كما أخبرته زوجة عمه، لا يصدق انها تساعده حقا وهي تفهم ما يسعى إليه
لا يفضلها كثير لكن لا مشكلة إن كانت سوف تساعده فهو يتقبل تلك المساعدة التي أخفقت فيها من الأساس لينحي أفكاره الآن الليلة سوف ينول ما يريد سوف ،ينتقم لأمه من شبيهة أمها،سوف ينتقم من رؤية والده متذللا كثيرا لتلك المرأة التي حطمت هدوء أسرتهم، سوف يأخذ حقه من ابنتها وينتقم من إيهاب في تنديس ما حافظ عليه عمره كله، سوف يستمتع برؤية الانكسار في عيني إيهاب عندما يخبره بأنه دنسها، سوف يستمتع بكسره كثيرا، ساعده الأحمق اكثر بضم مريم لاسمه ليبتسم لنفسه في الظلام بشر يكشر عن أنيابه وتشوه روحه ليتسلل بهدوء إلى غرفتها ..لقد أصبح على بعد شعرة واحدة من هدفه لا يصدق
ليدير مقبض الباب ليجده مفتوحا.. الغبية لم تغلقه لقد اطأمنت حقا انه ابتعد ..
ليدلف إلى داخل الغرفة متوجها إليها ليلفت انتباهه الملابس المبعثرة في كل مكان ليتفحص المشهد أمامه بذهول وإنكار
ملابس تبدو لها مبعثرة بعشوائية وملابس رجالية متكومة بجانب سريرها ليضربه الإدراك ملابس إيهاب كاملة مكومة
بإهمال ..
ليعيد نظره إليها وهي نائمة ليتفحص السرير المشعث وهي نائمة عليه ليقترب منها وذهوله انقشع ليظهر الغضب والشر الخالص على وجهه بعد ان رآها ترتدي قميص إيهاب ليتأكد بشكل قاطع بما حدث ليجثم فوقها بعنف يمسك رقبتها بيديه صارخا بصوت غاضب بجنون:
"يا حقيره أعطيتيه ما هو لي،أعطيتيه حقي يا قذرة يا مدعية البراءة سوف أقتلك ببطء"
لتفتح عينيها برعب تتفحص الوجه الناطق بغل وحقد وشر امامها لتدرك في لحظة انها امام وجه ممدوح وتستوعب صراخه
ليتصلب جسدها وتشل حركتها ويخرس صوتها لكن أدركت ..
ادرك عقلها (إيهاب هرب، إيهاب تركها ،إيهاب خذلها)
لتستسلم للكمات المنهالة عليها بيأس وصراخ الجاثم فوقها بتوعد وحقد لتعثر بعد لحظات على صوتها عندما تستوعب صراخه المجنون بامتلاكها رغم انها أصبحت له لن يتراجع عن تلويثها فهذا أكثر ذبحنا لإيهاب وهو يحاول ان يمزق القميص الذي ترتديه
لتصرخ بصوت عال مقهور مستنجده بمن خذلها؛" لااااااااااا إيهااااااب "
منهمك فيما يفعل بمكتبه بعد أن تركها توجه إلى غرفته لارتداء
ملابس أخرى وتوجه لمكتبه لإجراء مكالمة هامة ربما يستطيع ان يصل إلى ما يسعى إليه ان يغير وضعهما كله
ليجفله صوت مريم الصارخ المستنجد ليتحرك بجنون ملتهما درجات السلم التهاما ..
ليصدمه مشهد ممدوح الجاثم فوقها ويده تجتاحها في محاولة لتخليصها مما ترتديه ومريم التي تقاومه برعب ويأس بتخبط لا يعلم كيف وصل إليها في لحظة من استيعابه ما يرى ليجذب ممدوح بعنف من الخلف ليرميه على الأرض ويجثم فوقه منهالا عليه بالضرب ليستوعب الآخر ما يجرى ليبادله اللكمات بعنف وهما يتبادلان السباب والشتائم والاتهامات
يبدوان لنظرات المرتعبة هناك كثوريين شرسين لتنهض بارتجاف وفزع مما يحصل تتراجع بخوف إلى أقصى مكان بزاوية الغرفة بعيدا عنهما..
لتسمع صوت إيهاب وهو يهدر بممدوح شاتما إياه وهو لا يتوقف عن كيل اللكمات له
"يا حقير يا قذر سافل ماذا تفعل هل أتتك الجرأة للاعتداء عليها"
ليجابهه الآخر وهو يرد له الضربة بأخرى:
"من الحقير يا مدعي المثالية والفضيلة،انظر لنفسك والمظهر اخبرني ما الذي كنت تفعل انت معها هذه الليلة"
ليضيف بحقد:"ومن قال أني أعتدي عليها؟!ليست أول مرة الحقيرة كانت تأتي لي وتستمتع باللهو معي،
ولكن يبدو ككل شيء تأخذه أنت مني قد تحولت إليك"
ليركله إيهاب بعنف هاتفا:"يا قذر ،كاذب، سافل سوف أقتلك ،لن ادعك لحظة واحدة يا حقير "
ليجيبه الآخر باستفزاز حاقد وهو مستمر في تبادل اللكمات
"ما بك إيهاب ان كنت انت تذوقت للنهاية لا تكن اناني دعني أتذوق مثلك ،الحقيره جائزتنا المرضية للكل حق فيها"
ليسيطير إيهاب عليه بغضب أعمى وهو يكيل له كل أنواع الشتائم والضربات ..
"اخرس اخرس يا وقح انها زوجتي زوجتي وانت تعلم ذلك كنت شاهدا يا قذر وتتجرأ وتعتدي عليها مريم زوجتي"
ليهتف الآخر بشراسة:" لا يا حامي الحمى ليست زوجتك، مجرد ورقة غير مثبتة لحمايتها غير معترف بها "
ليجيبه الاخر بحدة:" تبا لقوانينكم..مريم زوجتي أمام الله زوجتي شرعا ولا اهتم بأي قانون "
لتهتف المرتعبة بصراخ حاد هناك في إحدي الزوايا تضم جسدها إليها وجسدها كله يرتجف ويرتج بعنف صامة اذنيها بيديها مما تسمع لتخرج كلمات منها بدون وعي وترابط :
"يكفي هذا يكفي انا حقيرة، انا فتاة للظلام، الحقير يكذب لم افعل شيئا.. كاذب ..كاذب هل رأيت، هل رأيت ليس مرته
الأولي انا لم اذهب إليه كان يأتي ويهددني بك ،انت.. انت تركتني إيهاب وعدت وتركتني هربت ككل مرة"
لتصرخ بعنف وهما مازالا على صراعهما
"يكفي يكفي اااااه "
.
تكاد لا ترتدي شيئا يستر جسدها، مرتعبة، جسدها يختض بشدة، تغمض عينيها والدموع تجري على وجهها بدون توقف، تصرخ بالكلمات بغير ترابط، تتهم وتنفي ما يقال، تهز رأسها بعنف وتصم أذنيها بيديها وخيطا دماء يسيلان منها على طول ساقيها.