الجزء 40 و الاخيرة

مال إيهاب على جاسر قائلا: "هل سوف تضربه أنت أم أضربه أنا؟" 
أشار جاسر له وهو يرى اقتراب هناء التي لكزته في معدته بقوة ليقول: "لن نحتاج الآن هناء كفيلة بالأمر ولكن أعدك في وقت قريب أن نضربه كلانا فهو لن يتوقف عن حماقاته" 
اندمج جميعهم في حديث شيق يعطونها تعليمات متفرقة وكل واحدة منهم تنصحها بطريقة مختلفة، بينما كانت هي تسترق النظر إليه من وقت لأخر كأنها تخبره أنها تريده قريبا منها. 


ابتسم بدفء يرفع ذراعيه بقلة حيلة، لن يمنع عنها كل هذا الدفء والحنان العائلي الذي اكتسبته، يجب أن تحصل على مساعدة الجميع ومشاركتها فرحتها، يخبرها بصمت لولا حرصه على شعورها هي ومراعاته من ساندوهما وكانوا نعم العون لهما لكان اختطفها هي وطفليه لمكان بعيد يستأثر بهم لنفسه فقط ولا يشارك فيهم أحدا. 
واستمر التدفق القادمين ليعلن طرق الباب عن قدوم مراد يحمل الصغيرة تالا وتأتي من خلفه إسراء تمسك ميرا من يدها والتي اندفعت مباشرة فور رؤيته. 
تجري نحوه وهي تفتح ذراعيها، مال عليها بجسده يتلقفها على الفور بين ذراعيه، يضمها بشوق ويقبل خديها وعندما هدرت به لائمة عاتبة: "اشتقت إليك عمي، لم لم تأتي لزيارة غرفتي عند بابا لقد انتظرتك" 


رد بحنو: "وأنا اشتقت إليك يا أميرة ميرا اعتذر منك حبيبتي هذا خطئي" 
تبرمت منه قائلة يستشعر إسراء في نبراتها المتكلفة: "لن اقبل اعتذارك إلا إن عوضتني"
ضحك منها وهو يجاريها: " وماذا تريدين تعويض؟" 
أخبرته وعينيها تلمع بنصر: "ماما قالت لي أن لديك أنت ومريم نونو صغير، أريد أن أراه واحمله لأنها أخبرتني أيضاً بأنك لن تسمح لي بحمله" 
ضمها برفق على كتفه وهو يقول بهدوء: "سوف أحقق لك رغبتك الأولى وترينهما لكن اعتذر أميرتي ما أخبرتك به ماما صحيح" 
اقترب بهدوء من مريم وهو يحتضن ميرا ويستمر في حديثه معها وهي تنظر لهما بعيون لامعة: "لن تستطيعي حملهما حبيبتي مازالا صغيرين للغاية" بإحباط ردت وصوت طفولي 
: "حسناً ولكن اقبلهما قبلة صغيرة" 
ادعى التفكير لحظة وهو ينحني معها ليقول: "أوافق سوف نقبل أنا وأنت تلك المشاغبة مثلك، ما رأيك؟" هزت رأسها بموافقة سعيدة وهي تقترب تقلد إيهاب في قبلته المرافقة لابنته. 
انزلها بعد ذلك لتجاور مريم، تتعلق بها وهي تهدر معها بالحديث ومريم تندمج معها في حديثها. عاد مرة أخرى ليبتسم مرحباً لمراد وإسراء التي تراقبهم بارتباك، هز رأسه بتفهم 
ومراد يمد يده أولا: "مبارك لك لقد علمنا الأمر من جاسر" 
بهدوء بادله السلام: "أشكرك لقدومك مراد ووقوفك السابق بجانبي" اقترب يأخذ تاليا من بين ذراعيه: "هل تسمح لي" 
للحظه فقط بان الرفض في عيني مراد مازال هذا الحاجز بينهما ومن يلومه، يتفهمه تماماً ربما شعور كل منهم بالرفض مختلف ولكنه سيحيى دائماً بينهما حتى وان حاولا التغلب عليه 
أعطاه تاليا التي قربها منه يخبرها بلقبها الذي كان يطلقها عليها: "مرحباً يا صاحبة حمرة الخدين، هل تذكريني؟" 
طوقت عنقه بذراعيها ليضمها للحظات ليقبلها بعدها لتعود الصغيرة تشير لمراد: "بابا "
: "لقد تحدثت؟ !" 
رد مراد شارحاً: "نعم تتحدث بضعة كلمات منذ فترة لقد ذهبت بها لطبيب تخاطب لا يوجد ما يعوقها ولكنها تفضل الصمت والهدوء سوف تأخذ بعض الوقت ولكن بالنهاية سوف تتحدث" 
أعادها له برفق وهو يؤيد على كلامه، تقدمت إسراء منه ويبدو أنها حصلت على التشجيع قائلة وهي تبتسم بثقة وفرحة حقيقية: "مبارك إيهاب لن أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي من أجلك ومن أجلها "
بدالها ابتسامتها وهو يضع يديه في جيب بنطاله يومأ بهدوء وهو يؤكد على كل كلمة : "أعلم إسراء حتى وإن لم تخبريني"، أكمل وهو ينظر لمراد يردف بهدوء: " لا توجد أخت لن تسعد من أجل أخاها أما عن مريم تستطيعين إخبارها بنفسك "
تقدمت من الفراش وهي تقول: " هذا إن سمح لي الجمع حولها" 
اقتربت من مريم بعد أن فسحت لها هناء المجال، بدون تردد عانقتها على الفور تخبرها بسعادة: "مبارك حبيبتي سلامتك وسلامة الصغيرين" 
لم تستطع مريم أن ترفع يديها إذ كان الصغير مازال في أحضانها اكتفت بأن تدفن رأسها بقوة في صدر إسراء تعتاد عناقها ومشاعرها الوليدة في قربها، احتياج وجود إسراء وتقبل إحداهما للأخرى كان احتياج لها، ذكرى من الماضي، إثبات أن الخطأ لم يكن فيها. الرفض لم يكن لشخصها بل لأخرى ودليل هذا عندما وضحت الحقائق، إسراء من سعت لها بنفسها. 
أجابتها وفرحتها بمن يهتمون لأجلها ويطوقونها باهتمام تتزاحم في صدرها بشعور تعجز عن وصفه أو فهمه من السعادة: "شكراً إسراء" رفعت الصغير بين يديها تخبرها وملامحها تهلل بانشراح: "هل رأيتهما؟، صغيرين للغاية وجميلين "
حررتها إسراء من احتضانها وهي تمد يدها تأخذ الصغير منها تتأمله بملامحه التي مازالت لم تفسر قائلة: " نعم حبيبتي جميلين مثلك"
هزت رأسها برفض وهي تكمل هدرها، تشير للصغيرة التي بيد هناء قائلة: "لا، إنهما يشبهان إيهاب لا أنا، يملكان عيناه لقد رأيتهما قبل أن يعودا للنوم "
ضمت إسراء الصغير ببهجة حقيقية، ارتياح ضمير من ناحية الاثنان على حد سواء وهي تمد يدها الأخرى تلمس خد الصغيرة وتتأمل ملامحها لتوافقها كأنها تهادن طفلة رغم عدم اقتناعها قائلة : "نعم حبيبتي يشبهانه" 



بحالمية وهي تتأمل وقفته الرجولية الجذابة لعينيها ويبدو إنه اندمج مع مراد وجاسر في حديث جانبي قالت: "أعرف أنهما يحملان جاذبيته وسحر عينيه" 
تبادلت النساء النظرات بامتعاض صامت حتى بدور التي تعتز بنفسها، رافضات ما يسمعن وقد زاد هدرها عن مدا وسامته وأن الطفلين يشبهانه عن الحد لم تستطع مَي مقاومته نفسها وهى تقول ممتعضة: "أتعلمين مريم أحياناً أريد خنقك أو قتلك أي وسامة بالله ارحمي الطفلين سوف أخبرك الحقيقة كاملة ربما يحملان عينيه للأسف لكن الطفلين لم تفسر ملامحهما بعد وإن كان مما أرى فهما يشبهانك أنت" 
ببرود ردت مريم: "اخرسي مَي لم يطلب أحد رأيك يكفي أني أراهما مثله لا أهتم برأيك" 
عندما همت مَي بالهجوم عليها أوقفتها بدور قائلة: "يكفي مَي لا أعلم لما دائماً عندما أراك معها أجدك في وضع هجوم للفتك بها" 
أجابت مَي: "أنريد الحقيقة لأن أختك لا تطاق وهذا الحب الذي تبدينه يجعلني أشعر بالغثيان أنه زاد عن الحد" 
تمتمت بدور بصوت خافت: " ليس وحدك صدقيني" بلا تعبير تركتهم مريم يمرحون على حسابها التفت لهناء التي ناولتها ابنتها وهى تقول: "سوف أحضر لك بعض الملابس، أنت وصغيريك ربما أرافقك أنا الليلة لمساعدتك "



شكرتها بهدوء وهي تعتذر بخجل: "لا إيهاب سوف يرافقني إنه يجيد التعامل مع الطفلين" نظرت للعيون المراقبة لتميل تهمس لهناء في أذنها من الأسماع المتلصصة، وهي تقول: "لقد ساعدني في إطعامهما بنفسه وأخبرني أنه قرأ في الأمر ولديه بعض الخبرة في التعامل مع الأطفال لا تقلقي" 
ابتسمت هناء بحبور وهي تربت عليها بحنان أمومي :
" أنا سعيدة من أجلك حبيبتي لا أصدق أنك وصلت لبداية طريقك بأمان " 
" ولا أنا هناء ولا أنا " أخبرتها 
نبهتها اسراء برفق وهي تتجاذب الحديث معها مرة أخرى تعطيها بعض الإرشادات ولكنها كانت تراقب في عينيها سؤالاً غير منطوق منذ أسابيع مضت 
لتسألها إسراء مباشرة :
" لا تخشي شيئاً واسألي ما تريدين "
بجمود وهى تقرب الطفلة إلى صدرها رغماً عنها قالت: 
" ماذا حدث لها ؟؟ إيهاب يرفض الحديث في الأمر منذ أخبرته عن كابوسي "
عقدت إسراء ما بين حاجبيها وهي تقول : 
" أيّ كابوس ؟؟ " 
تنهدت مريم لترد :
" لا يهم إسراء فقط أخبريني ليطمئن قلبي " 


جمدت نظرات الأخرى ووجع يعود يتسلل ببطء لعين إليها وهي تقول : 
"حسين مازالت محاكمته قائمة , تعلمين أن الأمر قد يستغرق شهور عدة ولكن التهمة مؤكدة , وهي ... " 
أكملت إسراء تحاول أن تنحي الحقد الذي خلعته من قلبها جانباً وهى تقول : 
" هي شعبة الضرائب أخذوا منها كل شيء تملكه وأطلقوا سراحها , تعلمين لا سجن طالما سددت المال ولكن تركوها مجردة من كل شيء , أما تهمة الاشتراك في محاولة قتل زوجك لم تثبت عليها بعد لقد رفعت قضية على حسين للطلاق " 
بسخرية مريرة أردفت وهى تمسك يد الصغير الذي بين يديها تقول : 
" وأيضاً قدمت للشرطة طلب شاهد إثبات لتتعاون معهم على إثبات التهمة على حسين وهم يبعدونها عن القضية " 
قبضة أمسكت قلبها بخوف وهى تتذكر حلمها , فريال حرة برودة سرت في جسدها وهي تقول بارتعاش تضم ابنتها وتمسك يد صغيرها الذي تحتضنه إسراء :
" هي حرة إسراء مرة أخرى لماذا ؟؟ "
ربتت عليها اسراء قائلة : 
" لا تخافي حبيبتي هي حرة هناك , ولكن لن تستطيع مغادرة أمريكا مهما حدث القانون يمنعها لأنها مدانة في نظره , هي فقط أطلق سراحها ولكنها سوف تظل في سجن كبير وستبدأ معدمة فقيرة كما فعلت في أناس عدة , لعلها تستشعر الأذى الذي تسببت به للجميع" 
ردت مريم بمرارة مرافقة عند ذكر أمها :
" هل تعتقدين أن من مثلها حقاً يشعر إسراء "
" لا يهم مريم ركزي في حياتك وانسيها لن تقترب منك , وإيهاب يأخذ احتياطه صدقيني لن تجرؤ أن تذكرك حتى بعد ما فعله زوجك بها وتعلم جيداً أنه كان مثل تحذير صغير للغاية لها منه لا تفكري إلا به وبطفليك "
ابتسمت لها غير قادرة على الحديث عنها أكثر تريد التهرب ونسيان ذكرها 
لفتت نظرهم بدور مرة أخرى وهى تسأل باهتمام :
" اذاً ماذا سوف تسمي الصغيرين أم سوف نظل نقول الصغيرين ؟؟ أريد أن أعلم أسماهم قبل أن أغادر ؟؟ "
وكأن ما تبادلته هي وإسراء لم يكن , وساعدتها مع طفليها تحررها من أي هم وتعب 
لتقول :
" ابني حبيبي سيكون مهاب مشتق من اسم والده , وابنتي اممم ربما مهيبة "
هزت إسراء رأسها بيأس , أما بدور نظرت لها بتعجب وبترفع معتاد لم ترد 
لتهتف مَي :
" أقسم بالله ما من أحد سوف يتهبب إلا أنت , هل جننتِ ؟؟ ما الذي جنته الطفلة لتحصل على هذا الاسم الجريمة ؟؟ "
تنحنح جاسر من ورائها وهو يقول بابتسامة واسعة :
" لا حبيبتي ما تقوله مريم بالنسبة لزوجة يعتبر اعجازا , انتظري لتعلمي ماذا يريد إيهاب تسميتها ؟؟ "
التفت الجميع له 
لينظر إيهاب بثقة ويتكلم بوقار وجدية يخاطب حبيبته التي تثق بِه ولن تخذله قائلاً :
" لقد اخترت لهم اسما تيمناً بولدي الراحل "
هتفت مَي بانتصار قائلة : 
" زيدان يبدو جيداً والفتاة ماذا قد تسميها ؟؟ "
تتمتم إسراء ومريم بخوف واستنكار في صوت واحد :
" أنت لن تفعل هذا !!!!!!! "
هز رأسه بتأكيد وهو ينظر لهن بهدوء :
" بل سوف أفعل يستحق أبي أن يخلد اسمه بأحفاده " 
تمتمت مريم وهي تهز رأسها : 
" إن فعلتها بابني سوف أقوم بقتلك !! "
نظر لها بتحذير وصوت جدي:
" مريم انتبهي " 
لتقول بشراسة :
" لا لن أصمت لن تفعل بابني هذا !! "
عندها تدخل مراد مبتسماً بود يريد فقط رؤيته يعاني من صغيرة قد تجن ويشمتوا به إن علمت ما ينتويه ليخاطب مريم الذاهلة قائلاً :
" مبارك مريم آسف لم أخبرك عندما أتيت مباشرة "
لينظر لإيهاب قائلاً :
" أم أقول مبارك يا أم فوزية وفوزي كما أخبرني زوجك "
هتفت اسراء به :
" يا الهي ما الذي فعل هذان الصغيران لتعاقبهم هكذا ؟؟ هل تنتقم من شيء ما ؟؟ لن تفعل هذا سوف أبلغ عنك حقوق الانسان !! " 
علت الهمهمات في الغرفة لتغمض منى عينيها بيأس وسط الجدال والاقتراحات المقدمة 
اقتربت مَي بهدوء تقول لمريم :
" هل أقتله أنا أم تتراجعي أنت عن فكرتك البشعة في الأسماء التي قلتيها وتقتليه بنفسك" 
هزت مريم رأسها وهي تقول :
" تعلمين اني احبه ؟؟"
أكدت مَي وهي تقول وترفع عينيها للسماء وكان صبرها قد نفذ لتقول وهي تكز على أسنانها : 
" أعلم أنك واقعة على عينك ولا ترين غيره حب زاد عن الحد يثير الامتعاض "
لم ترد مريم وهي تؤكد لها :
" رغم حبي له ولكن سوف أقوم بقتله بنفسي إن فعل بصغيري هذا , اذا ً سوف أتوجه إليه وانضم للجمع المعترض اعتمدي علي " 
اقتربت منى تستغل الفرصة التي لم تتح لها تلفت نظرها :
" مريم لا تحتاجين حبيبتي أن أذكرك أنني دائماً بجانبك في أي وقت , لا تتردي للحظة أن تحدثيني , أسامحك على ما حدث أثناء ولادتك ولكني كنت غاضبة ... كنت أريد الوقوف بجانبك "
ابتسمت لها باعتذار وهى تقول :
" آسفة أخبرتك أني كنت أريد الخوض معه تعلمين كيف أجبرتنا الظروف ان نبتعد في أهم وقت يحتاجني وأحتاجه فيه "
ربتت على كتفها تدعمها وهى تقبل أعلى رأسها بأمومة فياضة : 
" أعلم حبيبتي ولكن كما أخبرتك أنا دائماً بجوارك "
استغل نزار النقاش المشتعل والتهاء مريم مع منى ليحمل الصغير الذي كانت تحمله اسراء بعد أن أعطته له ليقترب من شيمائه يجلس بجانبها والجمع ملته يتهرب من عيني بدور الهادئة المراقبة ليتحجج بالطفل قائلاً :
" لقد أتيت لك به من أمه , تستطيعين أن تريه بطريقتك بدون أن يراقبك أحد "
ردت بخجل وهي تلتفت لمصدر الصوت قائلة : 
" لا قد يراني أحد تعلم أني لا أحب فعل ذلك أمام أي كان " 

أكد عليها و هو يقول بإلحاح يقرب الصغير من يديها 
" اخبرتك جميعهم لاهين لا أحد ينظر لنا الا بدور و انت لا تخجلين منها 
انت تثقين بي صحيح ؟"
بقلب فتاة لم يعرف من الحياة شيء و لم يجرب حتى نورها او معرفة البشر ردت عليه 
" نعم اثق بك "
أمسك يدها المرتعشة بمشاعر مراهقة مرتبكة على الفور يقربها من الصغير و هو يقول " هيا ابدئي "
استسلمت ليده و هي تلمس الصغير بخفة حتى لا تزعجه 
و الفرحة ترتسم على وجهها قائلة بسرور " انه صغير للغاية رفعه نزار فجأة و هو يقول " احمليه كنت تخبريني انك متشوقة لحمله "
هزت راسها رافضة 
" لا لن استطيع "
بإلحاح كرر طلبه " هيا يا صاحبة البحرين احمليه و لا تضيعي سرقتي سدا "
بخوف أخذت الصغير منه و هي تقربه منها بارتباك تميل اليه تحاول ان تتلمس طريقها لوجهه لثمته بخفة و رهبة حرصاً عليه 
لتقول بصوت ملح " ها قد حملته خذه منى ارجوك "
تناوله منها لتخبره بصوت خافت مرتبك 
" أشكرك نزار لاهتمامك وتذكري "
رد باندفاع فتيّ يخبرها بانطلاق 
" بل الشكر لك يا صاحبة البحرين التي ترسي على شطهم أشواقي "
ليكمل مازحاً مع وجهها المتورد 
" أرأيت انا اجيد الشعر" ليكمل بحيرة 
"ولكني لا اعلم لما دائماً أرسب باللغة العربية "

أعاد الصغير بجانب امه على الفور عندما لاحظ اقتراب بدور منه 

عندما احتد الجدال بينهم كانت اقتربت ان تصل لحافة الانهيار من التعب و الإرهاق و المجادلة التي تسمعها 
نادته مترجية بصوت هادئ 
" إيهاب "
لم يسمع 
لترفع صوتها قليلاً " إيهاب "
جذبه صوتها ليتحرك سريعاً ناحيتها 
قائلاً باهتمام قلق " ما بك حبيبتي "
ردت بإرهاق " انا تعبت ما تفعلونه كثير على تحملي "
احتل الذنب وجهه وهو يتناسى جداله معهم و يتناسى وجودهم من الأساس ليقترب منها يأخذ الصغيرة المستيقظة تنظر له بتلك العينين الواسعتين و كأنها تعرفه ليحملها برفق قائلاً " سوف اتفرغ إليك لدينا الكثير من الاحاديث بيننا لكن بعد ن ارى حبيبتي الاولى ام ربما انت ستصبح الأولى قبلها يا رمادية العينين "
كانت الصغيرة تتأمله وتأمل هدره و عينيه لم ترف عنه حتى لثم جبهتها و خديها و كان لا يستطيع التوقف لتعود مريم تناديه بالإلحاح 
" إيهاب "
وضع الصغيرة بجانب أخاها و هو يعتذر منها ليعود سريعاً لمريم و بدون حتى مراعاة المتواجدين معهم جلس خلفها يضمها اليه دفنت رأسها و هي تستدير له بخجل و لكن إرهاقها جعلها تتخلى عنه تمتمت له انا متعبة ربت عليها بهدوء " اذاً ارتاحي حبيبتي "
بصوت مرهق نادته بإلحاح
" انت لن تسميهم هذه الاسماء البشعة " 
لمها بهدوء " انه اسم ابي مريم تقولين عنه بشع "
اخبرته برجاء ناعم مثلها "ارجوك حبيبي إنه جيد لوالدك لا للطفلين سوف احزن إن فعلت هذا "
" لا اقدر على حزنك صغيرتي لك ما تريدين" 
نطقت مَي بامتعاض " الرحمة يا رب"
اقتربت من جاسر على الفور تخبره بانطلاق فرح بصوت خافت " انا سعيدة من اجلها لا اصدق أن الأمر انتهى"
دمدم لها بخفوت" اذا لما لا تخبريها بهذا و كل ما تفعلينه الاعتراض "
رفعت كتفيها باستسلام 
" هذه انا تعرف هذا لا احب ان أظهر مشاعري لاحد الا انت "
ابتسم لها و هو يراقب هذا الطابع فوق شفتيها الذي ستثير جنونه قائلاً "ربما من الأفضل الا تعبري الآن انتظري حتى نخرج من هنا "
ليميل يعدها يخبرها بصوت ناري واعد " تذكري طلبك القديم انك تريدين توأمين ربما نحاول جدياً اليوم في تحقيق طلبك "
وافقته وابتسامة متلاعبة تتراقص على شفتيها و هي تهمس
"اذاً ليكن الامر في بيت الصحراء "
ضحك بخفوت وهو يعدها ان لها ما تريد 

بينما تقدمت اسراء بثقة بدون تردد تلصق ظهرها بمراد و تسند ظهرها عليه وهو يطوق خصرها من الخلف لتقول " أخبرتكم لا داعي للجدال كلمة منها و ينهار على الفور "
ضحك و هو يشدد من احتضانها 
"كنت اعرف صدقيني "
بينما اسراء تحمد الله في سرها ان أعادت تواصلهم و لو سطحياً و لكن في النهاية اصبح مراد يتقبل وجود إيهاب في حياتهم بدون ثورت او شك 

بدأ الجمع في الخروج واحداً تلو الآخر لتبقى منى و بدور آخر الخارجين التفت له بدور بعد ان أدركت سكون جسد الأخرى بين يديه قائله 
" انت تعلم اني لم أتقبلك ربما لأني رايتها في وضع مرير و ضعيف بسببك لكن اعتقد اني ربما اغير نظرتي بك "
بتفهم رجولي لما تبديه رد 
"اعلم والامر لا يزعجني "
هزت كتفيها بأناقة قائلة " جيد اعتقد ربما يصبح بيننا تواصل جيد في النهاية هدفنا واحد الحرص عليها 
رد يتنهد براحه و هو يزيح شعر مريم الذي يخطي وجهها يحاول جمعه وهو يقول 
" أوافقك تماماً بدور و ربما لهذا اتقبل رد فعلك بالنهاية لا يهمني الا راحتها وان كانت تحب وجودكم فمرحباً بك وبرأيك 
لتقول بدور 
لي طلب واحد لديك "
"تفضلي"
" الفتاه سمها 
(ليبرتا) تعني الحرية إيهاب "
 


بعد اربع أشهر 
تسلل من جانبها بهدوء كعادته 
يذهب لغرفة طفليه توجه لطفله (أياس ) الهادئ دائماً لا يثير الصخب والإزعاج مثل صغيرته (ليبرتا) التي سمتها خالتها و وفقت مريم على الفور بعد ان استحسنت الامر ليكون اختياره هو الاخر اسم ابنه الذي يصف حالته بعد ان بحث عن معناه (التعويض والعطية) و لم تعترض ضحك بخفوت و هو يتأمل طفله النائم بسلام يبدو ان امهم وجدت الفرصة لتهرب من الاسماء الذي اقترحها هو في السابق 
انحنى قليلا , يقبل جبهة طفله و يديه يتأمل ملامحه التي وضحت قليلاً يشبهه في لون عينيه و ملامحه قطعة صغيرة منه ما عدا شعره بلونه البني المتدخل قليلاً بخصلات عسليه تشبه اخته و والدته 
تركه وهو يدثره جيداً حتى لا يزعجه ليقترب من ناعمته الصغيرة يحملها على الفور و هو يبتسم بجذل وكأنه في موعد غرامي و حبيبته تنظره 
حملها ليجلس على كرسي , يتوسط سريري الصغيرين 
ليخبرها 
"ها قد تخلصت منها و اخيك نام و أتيت في موعدي هل تأخرت على صغيرتي "
ندت عنها ابتسامة ملأت وجهها 
و هو يستمر في مخاطبتها كفتاة ناضجة تفهمه 
" كنت تنتظريني يا قرت عين أباك اعلم و لكنك فتاة جيدة لم تثيري الضجة كعادتك و انا وفيت بعهدي لك "
توسعت ابتسامتها و هي تحرك ذراعيها تحاول مسك فمه بيديها و هي تناغيه بهمهمة طفولية قربها منه يلثم عينيها ليرفعها من تحت كتفيها للعلو يداعبها بلعب أطفال حنان أبوي متدفق كان يكتمه لسنوات يعوّضه يومياً في طفليه ولكن ربما كما تخبره مريم هو ينحاز لتلك الصغيرة وتأثره وتجذبه أكثر من أخاها 
تمتم لها باعتراف وهو مستمر في دغدغت بطنها بوجهه
" امك محقة ولكن ماذا افعل اسرتني بغرامك صغيرتي منذ فتحتي عينيك قبل أخاك و لتزيدين من جنوني بك اخذتي ملامح متملكتي الاولى"
ارتفع ضحك الصغيرة وهي مستمرة في مناغاته تمد يديها تحاول ان تصل لشعره 
انزلها بحرص وهو يضمها لصدره ينهيها 
"لا يا مشاغبة لا تحاولي لقد اعتدتي على الامر و ترهقين أخاك عندما تكرري الامر معه "
تغضنت ملامحها وهي توشك على البكاء 
ليرضيها سريعاً و هو يميل اليها برأسه يضعه بين يديها تشده و تعبث به ضحك وهو يقول
"متزمتة تشبينها عندما تصر على شيء لقد ضيعتي هيبتي بأفعالك"
" لوليتا "
أتاه صوت مريم من الباب ناعس و هي تفرك عينيها تهتف باعتراض وملامح تعلوها الغيرة 
"هل تركتني لتأتي اليها وايضاً تجعلها تعبث معك "
ضحك بصخب وهو يحرر صغيرته يخاطبها من بين ضحكاته 
قهقهت الصغيرة مثله على اثرها قائلاً 
لقد أمسكت بنا مثل كل ليله متلبسين لوليتا أرأيت امك تغارك منا "
اقتربت منه تنظر لصغيرتها التي سرقت اهتمام إيهاب منها لتقول بتبرم 
"لقد اتفقنا إيهاب ليلاً هو لي انا و بالنهار افعل ما تريد مع تلك السارقة" 
عادت ضحكاته تجلجل بصخب لتنبه بهدوء " أياس سوف توقظه يكفيني لوليتا التي لا تهدأ ليل او نهار "
استقام من جلسته يتوجه لفراش الصغيرة يضعها برفق وهو يخبرها 
"يكفي حبيبة أباك اخلدي للنوم لنرى تلك الغاضبة حتى لا تنقلب علينا " 

"
التفت لمريم التي اقتربت منه تأمره بحزم : "اريد أن تلاعبني مثلها" 
ادعى التفكير للحظات وهو يقيمها بقميص نومها الحريري الوردى الطويل، يغطي جميع جسدها ويكشف عن ذراعيها فقط. طبيعتها لم تتغير مهما حاول معها تفضل دائماً الأشياء ثابتة، من حولها حتى طريقة ملبسها وكأنها تخشى أي تغيير قد يطرق عليها ويفقدها أي شيء مما حصلت عليه الآن وأهمها استقرارها وهدوئها الذي حصلا عليه اخيراً.
اقترب منها مداعباً وهو يلامس خدها قائلاً : "هل تريدين أن الاعبك مثل فتاة عمرها أربعة أشهر" 
أومات له بتأكيد وهي تخبره:" نعم لقد سلبتني معظم حقوقي بك حتى أنك أصبحت تناديها يا ناعمة هذا لقبي أنا"
انزل يديه يطوق خصرها يرفعها عن الأرض مثلما كان يفعل مع صغيرتها، ضحكت بسعادة وهي تقول:" أنزلني أنا كنت امزح" رفع وجه يبتسم لها بحنان قائلاً: "لقد وعدتك أن أنفذ لك أي شيء تطلبينه حبييتي"
كانت تنظر له من علو، شعرها يتهدل حولها يغطيه وذلك السلسال يتأرجح من عنقها أمام نظراته فتذكره بكل شيء سابق رغماً عنه ربما تنتابه بعض السعاده والاطمئنان لتمسكها به حتى عندما اتى لها بخاتم زواج لم تهتم به بقدر ما تعتز بذلك السلسال الذي يحتوي على الملاك من الذهب الأبيض الذي يضم قلبين من الزمرد الأحمر.
راقبت نظراته التي تطالعها لتخبره وشعرها مازال يحاوط وجه فيكون ستار يحجزهما عن العالم الخارجي في تلك اللحظة.
أخبرته همسا: "
قلبي وقلبك لن أستطيع خلعه يوماً أو التوقف عن حراسته"
أنزلها ببطء من رفعه لها ليضعها على الأرض يمسك وجهها بين كفيه يخبرها بصوت أجش: " أعلم، واثق في هذا، كما أني أعلم ما نحن فيه الآن من سعادة هو بفضلك أنت وحدك"
غمرت خدها بين يديه المحيطه وهي تغمض عينيها:" بفضلك كلينا إيهاب وبفضل الله الذي منحنا فرصة العيش من جديد" 
فتحت عينيها تفاجئا له وهي تمسك السلسال، تخبره باستفهام: "صحيح كل هذه الفترة لم تخبرني ماذا تعني تلك العصفورة؟" 
داعب خديها وهو يقول:" ابنتك، عندما علمت بحملك قمت باختيار تصميمها بنفسي وصنعت لك خصيصاً لتلحق بالقلبين" التفت لابنه في نومه الهادئ قائلاً:" لم اعلم أنك تحملين لي صقرا ايضاً"
ضحكت بخفة قاءلة: " تشبهك غير موفق ، أيأس هو الحمامة وتلك المخادعة هي الصقر" 
بادلته الضحك وهو يتلاعب بطوقها يتلمس جيدها معه بحرارة ليهمس لها: " سوف أقوم بتصميم صقر صغير ليحرس عصفورتي" 
ضحكت تخبره: "وهل هناك صقر يحرص عصفورة؟"
ضم خصرها يخبرها: "أتنكرين!، لقد حماك من قبل وانت عصفورة" 
ببطء تلككت على حروفها، أخبرته مازحة: "تقصد حرسها وبالنهاية التهمها"
لم تعد كلماتها تغضبه بل يحجب عنها أي ألم بجدارة يعلم أنها لا تقصده ولكن رغماً. عنه هناك صوت خافت يجاهد لقتله يذكره. 
ابتسم بتفكه وهو يميل يلثم خديها يغمغم لها: " نعم التهماها بالكامل وكانت أفضل ما تذوق وربما يكرر الأمر الآن"
قاطعته ليبرتا المراقبه لهما ياعتراض وهي توشك على البكاء تطالب به. انفصلت عنه مريم وهي تقترب منها تخطفها من مهدها وهي تقبلها. 
قاءلة له: " سوف اجعلها تنام" إشارت الصغيرة بكلتا يديها له هو. اقترب منها يخطفها من إحضان مريم بانتصار، 
ليضمها اليه سريعاً فتهدأ على الفور،
أخبرته مريم بصوت يحمل اليأس

"انت لن تفعلها" 
انصرف بهدوء من الغرفة وهو يقول" هاتي الصغير و تعالي تعلمي ان الامر سوف ينتهي كل ليله هكذا "
باستسلام حملت صغيرها النائم لتأخذه هكذا يبدأ الامر 
تسحره و تكبله ابنتها ليأخذها الى غرفة نومهم و تجلب هي المسكين النائم وراء مدللات ابيها لتنتهي الليلة ان يقضوها و الطفلين بينهم ربما احتياجه هو لا الصغيرة تتفهمه وتتفهم لهفته لكل دقيقة يقضيها وهو يتأمل الصغيرين ويحتضنهم بينهما 
ذهبت خلفه لتجده في دقائق يمسد على شعر الصغيرة و تبدو في الاخفاء تمددت بجواره وهي تضع الصغير بجوار أخته في أحضان والدها بينهم 
همس لها 
"اعتقد انها تحب راحتى لا تحتاج لطعام لتغفو "
ابتسمت مريم وهي تهمس وقلبها يخفق بدوي مجنون عاشق وهي تقول
"اعلم ما تشعر به ومن يستطيع ان يقاوم دفئك حبيبي"
ابتسم لعينيها يتمتم بهدوء 
"احبك "
تبرمت تدعي الحنق والغضب 
"لا انا من تحبك وانت تحب تلك المدعية التي اختطفتك مني"
كتم ضحكه مع غيرتها المتكررة أراح جسد الصغيرة التي ذهبت في النوم ليتركها وهو يتحرك للجانب الأخر يلصق نفسه بأمها يضم ثلاثتهم برفق أزاح شعرها وهو يدفن وجهه في عنقها يتشمم رائحتها باستمتاع وهو يهمهم برضا 
"لا داعي لغيرتك يا ناعمة تبقين الحب الأول اخبرتك يوم مولدها اني سوف أتعلق بها لأنها قطعه منك "
هزت راسها رافضة 
"لا انت تحبها أكثر مني "
اقترب بحرارة يلثم عنقها بقبلات حارة يذيب ثباتها الذي تدعيه وهو يقول بهمس مداعب خافت 
"لا احب احد الا انت يا ناعمة يا قلب إيهاب وروحه"

تنهدت بعذوبه و هي تحرر الصغير النائم بين ذراعيها برفق لتجذب الغطاء عليه وعلى اخته تدثره بحرص 
التفت بعدها تواجهه وهو ينتظرها و يستمتع بمشاعر الأمومة الفياضة وحرصها الذي لا يهدأ على صغيريه 
ليلتقط شفتيها على الفور 
لتتعلق بعنقه تجذبه اليها تبادله عاطفته المتدفقة التي لا تهدأ اليها 
انفصل عنها يضع جبهته على جبهتها 
يهمس وهو يغمض عينيه
"احبك لم كل شيء معك له طعم خاص متى يهدأ قلبي الهادر بين يديك يا صغيرة تختطفي نبضاتي و تهفو اليك لتأتي لي بقطعه مماثله منك تتلاعب على أوتار قلبي ضعت انا بينكم حبيبتي "
همست بعذوبه وهي ترفع يديها تعبث بشعره مثل صغيرتها قائلة 
" لم تضع بل وجدنا الطريق يا مالكي منذ يوم مولدي مغرمه بك انا بل متيمة بكل ما يخصك و يجب ان تكون قطعتي تشبهني حتى في مشاعري نحوك من سوف تجد ليستحق حبها ابي انت وصديقي واخي وحبيبي و رجلي اختصرت بك العالم وسلمت لك صك امتلاكي 
حتى وان حرم الجميع حبي لك 
حتي وان اصروا ومازلت ارى في اعين البعض منهم ان قلبي دقاته محرمة "
لم تشعر وهو يفتح عينيه يطبق على شفتيها يبتلع حتى أنفاسها بقبلة عنيفة منفلتة جشعة كعادته يتحرر بها من كل شيء بين ذراعيها هي وهي فقط 
انفصل عنها ليقول هادراً 
"لا يعنيك بشر بل انا اخبرك انت من قيدتِ قلبي بصك امتلاكك والوصف الصحيح يا ناعمه إيهاب منذ طفولتك
( دقات قلبك لغيرك محرمة )
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية